بوابة الوفد:
2024-11-08@06:39:50 GMT

المجاعة

تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT

رغم ما تعانيه مصر من أزمة اقتصادية طاحنة طالت الغنى والفقير وعصفت بالطبقة المتوسطة التى كانت دائما العمود الفقري للمجتمع الا اننى أرى أن الفرصة مازالت قائمة للخروج من هذه الازمة بسلام شريطة الاستعانة بخبراء متخصصين على أعلى مستوى لإدارة الأزمة والاستعانة بالشباب الذين يصل عددهم الى 22 مليون نسمة بنسبة 21% من إجمالي السكان، وفتح آفاق جديدة أمامهم للمساهمة في بناء اقتصاد قوى، ووضع خطة قصيرة المدى للمرور من عنق الزجاجة واخرى طويلة المدى للوصول الى الاكتفاء الذاتى من القمح والارز والسكر وباقى المحاصيل الاستراتيجية للعودة بمصر الى ما كانت عليه قرون طويلة ك»سلة لغذاء العالم».


فأنا لست مع الاصوات المتشائمة التى تروج لفكرة المجاعة لان مصر بإذن الله، قادرة على تجاوز كل المحن كما ان الاستشهاد بما حدث فى مصر ايام الشدة المستنصرية فيه كثير من الاجحاف للانجازات التى تمت خلال السنوات الماضية، فالظرف مختلف تماما، والمقارنة ليست فى محلها.
فالشدة المستنصرية أطلقت على المجاعة التى حدثت بمصر ايام الخليفة المستنصر كانت نتيجة غياب مياه النيل بمصر لسبع سنين متواصلة وعرفت بالسنين العجاف وكانت فى نهاية عصر الخليفة الفاطمي المستنصر بالله في بداية النصف الثاني من القرن الخامس الهجري من تاريخ الدولة الفاطمية في مصر 1036–1094.
وروى عنها المؤرخون أحداثًا قاسية، فقيل إن الأرض تصحرت وهلك الحرث والنسل وخطف الخبز من على رؤوس الخبازين وأكل الناس القطط والكلاب حتى أن بغلة وزير الخليفة الذي ذهب للتحقيق في حادثة أكلوها وجاع الخليفة نفسه حتى أنه باع ما على مقابر آبائه من رخام وتصدقت عليه ابنة أحد علماء زمانه وخرجت النساء جائعات صوب بغداد.
وعن نفس الفترة ذكر ابن إياس أن الناس أكلت الميتة وأخذوا في أكل الأحياء وصنعت الخطاطيف والكلاليب؛ لاصطياد المارة بالشوارع من فوق الأسطح وتراجع سكان مصر لأقل معدل في تاريخها.
لكن الحمد لله فإن ما تمر به مصر من أزمة اقتصادية حاليا مازالت محتملة وهناك اجراءات من الدولة لمحاولة احتواء آثارها على المواطنين، صحيح ان العلاوات اقل بكثير من غول الاسعار الذى يلتهم كل شىء لكن لابد ان نتشبث بالامل لحين الخروج من هذه الازمة وخاصة ان مصر كانت وستظل صامدة امام كل المحن.
وكما أن دعاة التشاؤم يستشهدون بتاريخ مصر مع المجاعات فإن التاريخ ايضا يذكر أن قمح مصر وشعيرها كانا يطعمان ويسقيان الامبراطورية الرومانية خلال فترة الاحتلال التي تجاوزت 600 عام، وقبلها كانت سفن الغلال تسير من ميناء الأسكندرية إلى مدن اليونان القديم. وتذكر الكتب نفسها أن موقع مصر وكونها «سلة غذاء العالم» كانا سببين كافيين لجعلها مطمعا للغزاة.
ومصر ايضا ظلت على مدار آلاف السنين يطعم قمحها العالم القديم، أتمنى أن تعود مصر لتتبوأ مكانتها بين الدول الزراعية الصناعية والعظمى، الموضوع ليس مستحيلا ولدينا نماذج مثل ماليزيا ورواندا اجتازت أزماتها وتحولت إلى دول متقدمة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المجاعة غول الاسعار ميناء الأسكندرية

إقرأ أيضاً:

استدراج شيخ قبلي إلى مدينة صعدة ونهب سيارته وسلاحه الشخصي و80 ألف ريال سعودي كانت بحوزته!!

استدراج شيخ قبلي إلى مدينة صعدة ونهب سيارته وسلاحه الشخصي و80 ألف ريال سعودي كانت بحوزته!!

مقالات مشابهة

  • كانت شاهدة على جرائم إسرائيل في لبنان.. الصحافية نجلاء أبو جهجه في ذمة الله
  • التحقيق في وفاة مدرس بعد مشاجرة مع ولي أمر في الخليفة
  • مكتب الاتحاد الأوروبي يثني على انتخابات كوردستان: كانت ناجحة ومنظمة
  • هاريس تتصل بترامب بعد الخسارة بالانتخابات.. فكم كانت مدة المكالمة؟
  • موازين القوى فى طريق التغيير
  • تحليل سياسي يكتبه محمد مصطفى أبوشامة: وانتصرت «أمريكا أولاً».. وسقطت العولمة
  • استدراج شيخ قبلي إلى مدينة صعدة ونهب سيارته وسلاحه الشخصي و80 ألف ريال سعودي كانت بحوزته!!
  • ترامب: سأعترف بنتائج الانتخابات إذا كانت نزيهة
  • المجاعة تفتك بهم.. “الأغذية العالمي”: 90% من أهالي شمال قطاع غزة بلا طعام
  • الأمم المتحدة: المجاعة و الكوليرا وحمى الضنك تضرب السودان الموبوء بالعنف والحرب