الدولة الاستبدادية بين الصلابة الخاوية والهشاشة الفارغة
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
مارست الدولة الاستبدادية العربية قهرا وعسفا وقمعا لا مثيل له في التاريخ على الشعوب والمجتمعات في العالم العربي، وأظهرت نفسها وكأنها دولة راعية للاستقرار والأمن والأمان، ولكن كانت تعاني عجزا بنيويا مخفيا وراء الأمن والأمان؛ بسبب أنها لم تكن تمسك المجتمعات العربية بالرخاء الاقتصادي ولا بالتماسك القانوني ولا بالنجاعة الديمقراطية، وإنما كانت تمسك هذه المجتمعات عبر سلك الأمن والمخابرات والشرطة، لذلك عندما بدأت ثورات الربيع العربي بالظهور في العالم العربي ارتجف الحاكم العربي الطاغية وارتعد خوفا وهلعا من اهتزاز كرسيه وصولا إلى سقوط نظامه.
كانت الدولة الاستبدادية العربية قبل انطلاق ثورات الربيع العربي تبدو مستقرة أو أنها كانت تُظهر أن نظامها مستقر، وكان هذا في الحقيقة استقرارا مخاتلا ومخادعا وموهوما لأنّ البنى المجتمعية كانت في حالة جمود وركود كبيرين، وكانت الثقافات الفرعية الإثنية والدينية والطائفية والعشائرية مقموعة ومحرومة من التنفس الطبيعي تحت سياط القمع البوليس والأمني للنظام الاستبدادي العربي، لذلك كانت اللوحة المجتمعية تبدو مستقرة.
ولعل هذا الاستقرار الشكلي كان يفيد هذه الأنظمة لأنها كانت أنظمة فاسدة، إذ تنهب مال المجتمع ومال الشعب وتحرم الشعب من خيرات البلد. وكانت الدولة الاستبدادية تُظهر نفسها وكأنها دولة صلبة وقادرة على إدارة المجتمع وإدارة العلاقات الديبلوماسية الخارجة بكل قوة وتمكن، ولكن في الحقيقة كانت تقبض على جمر أوقف عن الاشتعال بفعل سوط القمع وسيوف القهر وأحزمة التفقير والتبئيس الشعبي العام.
لقد أظهرت هذه الدولة بعد الربيع العربي هشاشة لا نظير لها وضعفا غير مسبوق، وانهارت القوى الأمنية تحت ضغط المظاهرات الشعبية العارمة، فسرعان ما انهارت هيبة الدولة الاستبدادية، وكشفت عن قناعها الأمني، وترك الدكتاتور السلطة إما هاربا أو مسجونا أو مقتولا، وفي أفضل الحالات بقي كأنه مختار حي من أحياء العاصمة مع انهيار قوى الأمن والجيش، واحتلال البلد بجيوش دول أخرى وجلب مليشيات طائفية بهدف قتل الثوار وإفشال الثورة، كما في الحالة السورية.
إذن لم تكن الدولة قوية قبل ثورات الربيع العربي، إنما كانت تتصف بالهشاشة المبطنة التي تظهر وكأنها تتصف بالصلابة لكنها كانت في الحقيقة صلابة خاوية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الدولة الاستبدادية العالم العربي العالم العربي الاستبداد القوة الدولة الضعف سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الربیع العربی
إقرأ أيضاً:
لجنة كأس رئيس الدولة للخيول العربية تستعرض خططها
أبوظبي (وام)
أشادت اللجنة العليا المنظمة لسلسلة سباقات كأس صاحب السمو رئيس الدولة للخيول العربية الأصيلة، بدعم وتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، لمسيرة سباقات الكأس الغالية وتعزيز مكانتها المرموقة عالمياً.
جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة العليا بتشكيلها الجديد، الذي عُقد لبحث خطط المرحلة المقبلة ومناقشة واستعراض مقترحات وبرامج تطوير منظومة سباقات الخيل العربية الخارجية التي تقام تحت مظلة الكأس الغالية، حضر الاجتماع معالي سلطان ضاحي الحميري، ومطر سهيل اليبهوني الظاهري، وعارف حمد العواني، وفيصل أحمد الرحماني، ومسلّم سالم العامري، وطارق محمد المهيري.
وأكدت اللجنة العليا حرصها الكبير على ترجمة توجيهات سموه التي تمثل نهج الإمارات الثابت لدعم أسرة الخيل العربية في العالم، وتعزيز الريادة العالمية للإمارات في سباقات الخيل العربية الخارجية عبر صناعة منظومة متطورة، تسهم في تحقيق التقدم والازدهار لمسيرة الخيل العربية في أهم المهرجانات الكبرى في العالم.
شهد الاجتماع اختيار فيصل الرحماني، أميناً عاماً للجنة سباقات كأس صاحب السمو رئيس الدولة للخيل العربية الأصيلة.