الجزيرة:
2024-11-27@14:56:49 GMT

أسرار الوعي الذاتي.. كيف تتعرف على مواطن قوتك وضعفك؟

تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT

أسرار الوعي الذاتي.. كيف تتعرف على مواطن قوتك وضعفك؟

يعد الوعي الذاتي أحد أهم أدوات التطور والتقدم في الحياة، إذ يساعد المرء على اكتشاف مواطن قوته وضعفه وأفكاره ومشاعره، في رحلة للبحث عن النفس تنتهي بحالة من السعادة والرضا، مع زيادة القدرة على اتخاذ القرارات الأنسب والأدق. لكن ما أنواع الوعي الذاتي؟ وكيف يمكن تطويرها؟

بداية الوعي بالذات

يعرّف كتاب "7 عادات للناس الأكثر فعالية" لستيفن كوفي، الوعي الذاتي "بأنه القدرة على التفكير في عملية التفكير نفسها، وهذا ما يميز الإنسان عن الحيوان ويجعلنا نتعلم ونرتقي ونبني عادات ونقلع عن أخرى".

أما كلية هارفارد للطب، فتعرف الوعي الذاتي بأنه التناغم العاطفي، وأن يفهم المرء من هو، وماذا يريد؟ وكيف يشعر؟ ولماذا يقوم بالأمور التي يقوم بها؟ وذلك عبر فهم أفكاره، ومشاعره، وقيمته، ومعتقداته، وأفعاله، وأيضا احتياجاته.

ويصف أخصائي الطب النفسي وعلاج الإدمان بالمعهد القومي للجهاز العصبي والحركي بمصر الدكتور إيهاب هندي، الوعي الذاتي بأنه "الخطوة الأولى" في أي علاج نفسي حقيقي، وفي أي تغيير بحياة المرء عموما، ويقول لـ"الجزيرة نت" إن "الوعي الذاتي هو أن يدرك الشخص أدواته، وأن يعي مشاكله، ومواطن التميز والخلل لديه بصدق".

لإحداث التغيير المطلوب لا بد من الشعور بالمسؤولية ووضع خطط واتخاذ خطوات (شترستوك)

ويشير هندي إلى أن أهم المعوقات التي تقف حائلا أمام هذا الوعي هي عدم رغبة المرء في معرفة ذاته، "فالإنكار نقيض الوعي، وهو وسيلة دفاعية للإنسان ليظهر أنه بخير ولا يعاني من أي مشاكل. والإنكار يقود إلى التنصل من المسؤولية عن الأحداث والنفس والآخرين، هكذا تجد الكثيرين يحملون مسؤولية ما يجري لهم في الحياة للظروف، أو العائلة، أو البيئة أو أي شيء آخر، وذلك لأن الشعور بالمسؤولية، يتبعه وضع الخطط واتخاذ الخطوات من أجل إحداث التغيير المطلوب، لذا يميل بعضهم للحل الأسهل بإلقاء اللوم على الآخرين".

ويقول الطبيب المتخصص في علاج الاضطرابات النفسية للبالغين والمراهقين، إن الوعي الذاتي يبدأ حين يكف المرء عن ادعاء أنه بخير وهو ليس كذلك، "وللبدء عليك تحديد مشاكلك بدقة، ومواطن قوتك وضعفك، والإيمان أنك مسؤول مسؤولية كاملة عن نفسك، وتصرفاتك، وعن اتخاذ خطوات حقيقية نحو التغيير للأفضل، هذا يحتاج إلى قوة وشجاعة لمواجهة الحقيقة وإن كانت مؤلمة".

وينصح هندي بضرورة زرع الوعي الذاتي لدى الأطفال منذ نعومة أظفارهم، "فالوعي بالذات والشعور بالمسؤولية وجهان لعملة واحدة، لهذا تجد لدى البعض وعيا كافيا بذواتهم، ولا تجده لدى آخرين بسبب طريقة التربية، وسلوك الأهل، هل كان الأهل يتحملون مسؤولية أفعالهم ويعالجون المشكلات بمواجهتها أم بإنكارها والهروب منها؟".

أنواع الوعي الذاتي

عادة ما يقسم علماء النفس الوعي الذاتي إلى نوعين متكاملين، وعي ذاتي عام، يظهر عندما يدرك المرء كيف يبدو للآخرين، ووعي ذاتي خاص عند إدراك جوانب أنفسهم، ذلك الأخير يفسر لصاحبه مشاعر مثل آلام المعدة في حالة نسيان شيء مهم، أو خفقان القلب عند رؤية شخص معين.

يتكون الوعي الذاتي من 5 عناصر أساسية يمثل استيعابها، والعمل بها ركيزة أساسية للبدء في فهم النفس، هي:

الوعي بالتجارب الداخلية، بما في ذلك العواطف والأفكار. معرفة الذات، وأن يفهم المرء من هو وما معتقداته وقيمه ودوافعه. الذكاء العاطفي، ويعني القدرة على فهم وإدارة العواطف. قبول الذات، ويتضمن إظهار التعاطف واللطف ناحية النفس. التأمل الذاتي، ويتضمن القدرة على التفكير بعمق في المشاعر والأفكار والأهداف من أجل الحصول على إجابة لأهم سؤالين "من أنا وما مكاني في العالم". كيف تزيد الوعي الذاتي؟

يعتمد بعض الناس على أنفسهم في ممارسة الوعي الذاتي، بينما يلجأ آخرون إلى الحصول على مساعدة من أجل فهم أفضل لأنفسهم، لكنْ ثمة طرق ينصح بها أطباء النفس لتنمية الوعي بالذات، أهمها:

ممارسة التأمل والوعي بالأفكار والمشاعر الداخلية. التدوين وكتابة اليوميات حول كيفية التفكير وأسباب التصرفات والنقاط التي تحتاج التطوير حقا. العلاج المعرفي السلوكي، حيث يساعد المعالج في هذه الحالة على تحديد الأفكار والتصرفات السلبية وأسبابها. تنمية الذكاء العاطفي عبر تعلم كيفية التعبير عن المشاعر بطريقة صحيحة، وممارسة الاستماع الفعال. الوعي المعتدل عبر إدراك الفارق الكبير بين الوعي الذاتي الطبيعي، والوعي الذاتي المفرط الذي قد يقود إلى اضطراب القلق الاجتماعي. ممارسة التأمل والوعي بالأفكار والمشاعر الداخلية يعد بمثابة تدريب لزيادة الوعي بالذات (غيتي إيميجز)

وتعد زيادة الوعي بالأحاسيس الجسدية والأفكار المرتبطة به، أمرا أساسيا لزيادة الوعي الذاتي، فكلما تمكن المرء من التعرف على المشاعر في جسده بشكل أكثر وضوحا، استطاع التعرف بشكل أدق عن موعد نشأة هذا الشعور بداخله. ويفترض بالوعي الذاتي أن يسمح للمرء بالإجابة عن عدد من الأسئلة:

من أنا؟ ماذا أريد الآن أو في المستقبل؟ ماذا علي أن أفعل بعد ذلك؟ ما رأيي في موضوع/موقف معين؟ كيف أشعر جسديا وعاطفيا الآن؟

ويوصي الخبراء بزيادة الوعي الذاتي عبر مجموعة من الممارسات، من بينها تمرين التركيز على هنا والآن، وقبول كل ما ينشأ عن هذا الوعي دون إصدار أحكام مع التركيز بشكل خاص على العواطف، يتلخص التمرين في مجموعة من الخطوات، أبرزها:

الجلوس بهدوء في وضع مريح مع إغماض العينين.

استحضار شيء حزين إلى الذهن، ولكن يجب ألا يكون قاسيا جدا. ملاحظة أين يمكن الشعور بهذا الحزن في الجسد. وضع إحدى اليدين على ذلك الجزء من الجسم بطريقة لطيفة ومهدئة.

تكرار الخطوات المذكورة مع استبدال الحزن بمشاعر مختلفة، مثل الخوف والغضب والفرح، من شأنه تحسين وعي المرء بذاته، كما يساعد على ربط الأعراض الجسدية بالمشاعر، ومن ثم ملاحظتها والتعامل معها في وقت مبكر بطريقة أكثر وعيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: القدرة على

إقرأ أيضاً:

نقطة غامضة في هدنة لبنان .. حق الدفاع عن النفس

سرايا - على الرغم من الفرحة العارمة التي شهدتها مختلف المناطق اللبنانية، بدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وسط تدفق لسيارات النازحين فجرا إلى منازلهم سواء في الضاحية الجنوبية لبيروت أو البقاع وقرى الجنوب، لا يزال بعض القلق يراود الشارع اللبناني.


إذ يتخوف البعض من انهيار الهدنة خلال مهلة الشهرين التي نص عليها الاتفاق من أجل انسحاب حزب الله والقوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني.


لاسيما أن إحدى النقاط التي تضمنها تعتبر بحسب بعض المراقبين حمالة أوجه.



"لا حاجة للعمل العسكري"
إذ ليس واضحا بشكل تام ما إذا كان الاتفاق يسمح صراحة لـ "إسرائيل" بضرب حزب الله مباشرة ودون إذن إذا اعتقدت أنه انتهك الاتفاق، على الرغم من تأكيد الحكومة الإسرائيلية الأمر.



فيما قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للصحافيين بشرط عدم الكشف عن هويته "إذا نفذت جميع الأطراف الاتفاق كما تعهدت به، فلن تكون هناك حاجة من أي من الجانبين للعمل العسكري".


إلا أنه أوضح في الوقت عينه أن كلاً من "لبنان و "إسرائيل" يحتفظان بحق الدفاع عن النفس وفقا للقانون الدولي"، وفق ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".

وهو بذلك لم يشر إلى حزب الله إنما إلى لبنان، بمعنى الجيش اللبناني كما يفهم.

"أعدناه عقوداً إلى الوراء"
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أعلن سابقا في خطاب ألقاه ليل أمس الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي سيحتفظ "بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة، بحرية العمل العسكري الكاملة". وأضاف: "إذا انتهك حزب الله الاتفاق أو حاول إعادة التسلح فسنضربه بحزم".

كما اعتبر أن "الحزب أصبح أضعف بكثير مما كان عليه في بداية الصراع".

وأضاف "أعدناه عقودا إلى الوراء، وقضينا على كبار قادته والآلاف من مقاتليه، ودمرنا معظم صواريخه وقذائفه، ومحونا بنيته التحتية التي ظلت لسنوات بالقرب من الحدود".

في حين أوضح مسؤول أميركي كبير أن الولايات المتحدة وفرنسا ستنضمان إلى آلية مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) مع الجيش اللبناني لمنع أي انتهاكات محتملة لوقف إطلاق النار.

فيما أكد جون فاينر نائب مستشار الأمن القومي في إدارة بايدن لشبكة "سي إن إن" أن واشنطن ستراقب الوضع لرصد أي انتهاكات للاتفاق. وتابع "سيكون تنفيذ هذا الاتفاق أساسيا، وسنكون متيقظين للغاية لأي محاولات لتعطيل ما التزم به الطرفان في إطار هذه العملية".


وكان اتفاق الهدنة الذي رعته الولايات المتحدة عبر موفدها آموس هوكستين على مدى أسابيع عدة، نص على هدنة ووقف الأعمال العسكرية والمواجهات لمدة 60 يوماً.

على أن ينسحب حزب الله من جنوب لبنان وينتشر الجيش اللبناني في المنطقة.

كما نص على انسحاب القوات الإسرائيلية تدريجياً من القرى التي دخلتها على الحدود اللبنانية.

فيما تراقب لجنة دولية بقيادة أميركية وعضوية 4 دول أخرى بينها فرنسا، الالتزام بالاتفاق وحصول أي انتهاكات.

إقرأ أيضاً : أول تعليق إيراني على هدنة لبنان .. "نرحب بانتهاء العدوان"إقرأ أيضاً : حماس تبدي استعدادها لإبرام اتفاق هدنة في غزة بشرط - تفاصيل إقرأ أيضاً : الحوثيون: لبنان تمكن من اجتراح نصر جديد



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #فرنسا#المنطقة#الوضع#لبنان#الحكومة#الله#العمل#بايدن#الدفاع#غزة#رئيس#الرئيس#القوات



طباعة المشاهدات: 1280  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 27-11-2024 09:55 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
إقليم سويسري يوزع فائض الميزانية على السكان مصر .. إنقاذ فنلندي قضى 30 ساعة في البحر بعد غرق مركب سياحي وفاة أكبر معمر في العالم عن عمر 112 عاما ثروة الملياردير وارن بافيت .. لن يستطيع أبناؤه إنفاقها في حياتهم مهم من الحكومة بشأن دعم اسطوانة الغاز والخبز الكشف عن مبادرةٌ مصريّةٌ لإعادة فتح معبر رفح وسلطة... الجمارك: أصناف "جوس" تدخل المملكة مخلوطة... بدينار واحد بترافق النشامى .. الاتحاد الأردني يطلق... ما قصة "مداخن ملح" البحر الميت التي تنذر... أول تعليق إيراني على هدنة لبنان .. "نرحب...حماس تبدي استعدادها لإبرام اتفاق هدنة في غزة بشرط -...الحوثيون: لبنان تمكن من اجتراح نصر جديد اليونسيف: 240 طفلا شهيدا في لبنان جراء العدوان...ترحيب أممي ودولي بوقف اطلاق النار على لبنانبدء تدفق السيارات إلى جنوب لبنان مع سريان وقف إطلاق...ميقاتي يؤكد التزام الحكومة اللبنانية بتعزيز حضور...بايدن: حماس أمام خيار عليها أن تتخذهنتنياهو يكشف دوافعه للموافقة على وقف إطلاق النار في... وفاء موصللي: تعرضت للضرب بمطار بيروت وسأقاضيهم توفيق الدقن .. صاحب مدرسة أداء الشخصيات الشريرة من... ليام باين كان يسعى للهروب قبل وفاته هل أجرى تولغا ساريتاش عمليات تجميلية؟ طه دسوقي وأسماء جلال وعلي قاسم "عصابة... برشلونة يعود للانتصارات من بوابة بريست بثلاثية نظيفة موتا: الحسين إربد جاهز وواثق بلاعبيه رسميًا .. الوحدات يتأهل للدور الثاني في دوري أبطال آسيا 2 مخاوف إسرائيلية من تكرار سيناريو أمستردام في ألمانيا نجم نابولي اللاعب رقم 10 في مانشستر يونايتد العقار الذي يحبه الأمير هاري .. آثار جانبية مرعبة لـ "آياهواسكا" فرنسا تمنع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمن هم دون سن 15 عاما لن يستطيع أبناؤه إنفاقها .. وارن بافيت يكشف مصير ثروته! دراسة تربط استخدام الحشيش بين المراهقين بزيادة أعراض الذهان لأول مرة .. اكتشاف فوهة نيزك على حافة جبل في الصين فضيحة تضرب جراح تجميل شهير .. ماذا فعل؟ دولة تشطب ديون مواطنيها حتى 100 ألف دولار! شوكولاتة دبي تصل أوروبا وتجتاح ألمانيا بفضل شبكات التواصل بسبب ضوضاء الأطفال .. مسنة أميركية تواجه حكما بالسجن بعد قتل جارتها كم يجني رؤساء أكبر 10 شركات تكنولوجيا من الأموال؟

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • هنغاريا تدعم الحكم الذاتي في الصحراء متعهدة بتعزيز "الشراكة الاستراتيجية" بين المغرب والاتحاد الأوربي
  • هنغاريا تنظم لركب الدول الأوربية الداعمة للحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية
  • جوارديولا: لم أقصد الاستخفاف بقضية «إيذاء النفس»!
  • غوارديولا يفسر تصريحاته حول إيذاء النفس: هذا ما قصدته
  • اتحاد الصناعات: تحقيق الاكتفاء الذاتي يتطلب رؤية تشريعية وإجرائية متكاملة
  • نقطة غامضة في هدنة لبنان .. حق الدفاع عن النفس
  • تركيا في رحلة إلى القمة باستثمارات الطاقة الكهرومائية
  • بالخطوات.. كيفية تطبيق معايير القدرة المالية في حساب المواطن
  • الحق في الدفاع عن النفس
  • رئيس هيئة الدواء: مصر الأولى إقليميا في تحقيق الاكتفاء الذاتي الدوائي