قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان إن روايات صحفية ميدانية تؤكد أن الأسيرين الإسرائيليين اللذين زعم الاحتلال تحريرهما في مخيم الشابورة برفح جنوبي قطاع غزة لم يكونا في حوزة الحركة وإنما لدى عائلة مدنية، مؤكدا على ضرورة انتظار رواية المقاومة عن الحادثة.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن تحرير أسيرين إسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في رفح جنوب قطاع غزة بعملية عسكرية ليلية تزامنت مع قصف عنيف على المدينة أسفر عن استشهاد 63 فلسطينيا على الأقل -بينهم أطفال- وإصابة عشرات آخرين.

وأضاف حمدان -في مؤتمر صحفي من بيروت- أن تسويق وتضخيم ما حدث في ظل ما يواجهه جيش الاحتلال من انكسارات ومقاومة في مختلف محاور القتال يأتيان في إطار البحث عن إنجاز مفقود في مواجهة المقاومة، ومحاولة مفضوحة لرفع الروح المعنوية المنهارة لجيش الاحتلال وجنوده.

وكشف حمدان عن خوض الحركة محادثات صعبة في مسارات متعددة، وتعاطيها بكل مسؤولية مع كل المبادرات والمساعي التي تلبي طموحات وتطلعات أهل قطاع غزة من أجل وقف العدوان وإنهاء الحصار، وتحقيق الإغاثة والإعمار، وتحرير الأسرى في سجون العدو.

تراجع الاحتلال عن مقترح باريس

وبشأن المفاوضات حول صفقة التبادل، أشار حمدان إلى أن الوسطاء المصريين والقطريين أبلغوا وفد الحركة في القاهرة بأن ردها على مقترح باريس "إيجابي ويفتح مجالا للوصول إلى اتفاق".

لكن رد الاحتلال الذي اطلعت عليه الحركة فيه تراجع عن مقترح باريس نفسه، ويضع شروطا وعقبات لا تساعد في التوصل إلى اتفاق يحقق وقف العدوان على الشعب الفلسطيني -حسب حمدان- كما لا يضمن حرية حركة السكان وعودة النازحين إلى بيوتهم وأماكن سكناهم.

وأضاف أن هذا الرد لا يضمن كذلك انسحاب جيش الاحتلال من كامل أراضي قطاع غزة، ويكشف عدم تجاوب الاحتلال مع ضرورة فتح المعابر وحرية حركة المسافرين والجرحى، مضيفا أن ما عرضه من معادلات لتبادل الأسرى تؤكد عدم جديته في التوصل إلى صفقة تبادل.

وأكد حمدان أن الحركة متمسكة بموقفها، ولا تزال حريصة على التوصل إلى اتفاق يحقق وقف العدوان على الشعب الفلسطيني وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة وعودة السكان إلى مناطقهم وإعادة الإعمار وفك الحصار وإنجاز تبادل الأسرى.

وأدان القيادي في حركة حماس بأشد العبارات ما يتعرض له مدير مستشفى الشفاء الطبيب محمد أبو سلمية "من قمع وتعذيب وتكسير يديه وتعمد إهانته وإجباره على المشي على أطرافه، بسبب رفضه تسجيل فيديو يتهم المقاومة باستخدام مستشفى الشفاء مقرا عسكريا".

وأشار حمدان إلى حادثة استشهاد الطفلة هند مع 4 من أفراد عائلتها برصاص جيش الاحتلال، إضافة إلى المسعفيْن اللذين هرعا إلى إنقاذ العائلة، معتبرا إياها "جريمة مركّبة" استهدف فيها جيش الاحتلال أطفالا وطواقم طبية و"وصمة عار لن يمحوها الزمن".

حصار مستشفى ناصر

كما استنكر حمدان مواصلة جيش الاحتلال حصار مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس ونشر قناصته حوله واستهداف المرضى والطواقم الطبية، معتبرا ذلك "جريمة حرب مستمرة بحق ما تبقى من القطاع الطبي".

وجدد حمدان دعوة المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية -خاصة منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر- إلى تحمّل مسؤولياتها الإنسانية والقانونية والأخلاقية، والتدخل الفوري لحماية المستشفى ومرافقه من الاستهداف الممنهج له.

واعتبر مهاجمة رفح المكتظة بالنازحين خطوة إجرامية لن تكون مدفوعة إلا بغايات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشخصية التي يسعى من خلالها إلى النجاة بنفسه والهروب من استحقاقات أي وقف للعدوان عبر الإيغال أكثر وأكثر في دماء المدنيين، حسب تعبيره.

ودعا حمدان جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس الأمن الدولي إلى التحرك العاجل والجاد للحيلولة دون ارتكاب الاحتلال جرائم إبادة جماعية في مدينة رفح، وإلى لجم عدوان الاحتلال المستمر على قطاع غزة.

كما دعا محكمة العدل الدولية إلى توثيق "هذه الجرائم والمجازر والانتهاكات الفظيعة" التي تواصلت منذ قرارها وطالت كل مقومات الحياة الإنسانية في قطاع غزة، والعمل على اعتماد قرار بوقف هذه الحرب واتخاذ كافة الإجراءات لوقف هذه الجرائم المروعة ضد شعبنا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: جیش الاحتلال قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

أفيغدور ليبرمان يحذر من إدخال أي مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر

وجّه رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، انتقادات حادة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفًا إياها بـ"حكومة السابع من أكتوبر"، في إشارة إلى تاريخ اندلاع الحرب على قطاع غزة. 

وقال ليبرمان في منشور على منصة "إكس" إن هذه الحكومة لا تزال تزوّد غزة بالماء والأموال، في وقت يلتزم فيه وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش الصمت حيال ذلك٬ بحسب زعمه.

ברגעים אלה ממש, ממשלת השבעה באוקטובר ממשיכה להזרים מים ולאפשר העברת כספים לעזה – בין 150 ל-200 מיליון ש”ח בחודש.
על זה שר האוצר סמוטריץ’ שותק.

אני אומר בצורה ברורה:
חייבים לסגור את כל הברזים לעזה.
בלי החזרת כל החטופים – אסור שיעבור שום סיוע. בלי פירוק ופירוז החמאס – לא יהיה שום… — אביגדור ליברמן (@AvigdorLiberman) April 23, 2025
وأكد ليبرمان في تصريحاته، أن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة يجب أن يتوقف تمامًا إلى حين الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، منتقدًا استمرار تقديم التسهيلات للقطاع رغم استمرار احتجاز الأسرى لدى حركة "حماس". 

وشدد على أن "السلطة الفلسطينية لن تعود إلى غزة، ولن تكون هناك أي علاقة مستقبلية بين الضفة الغربية والقطاع".


وفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصدر سياسي إسرائيلي، الأربعاء، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لم تتخذ حتى الآن قرارًا نهائيًا بشأن السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، في ظل استمرار إغلاق المعابر منذ الثاني من آذار/مارس الماضي، ومنع دخول أي إمدادات غذائية أو طبية أو إغاثية.

وقال المصدر، المنتمي إلى مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إن "المستوى السياسي أصدر تعليماته للمؤسسة الأمنية والجيش بعدم السماح لحركة حماس بالتحكم في توزيع المساعدات الإنسانية تحت أي ظرف من الظروف".

ويبرّر الاحتلال الإسرائيلي منع دخول المساعدات باستخدامها كوسيلة ضغط على حركة "حماس" للقبول بشروطها بشأن اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، في حين أدانت منظمات حقوقية وأممية هذا السلوك، واعتبرته استخدامًا للمساعدات الإنسانية كسلاح سياسي ضد المدنيين.

وحذّرت منظمات إنسانية محلية ودولية من العواقب الكارثية لهذا القرار، مشيرة إلى التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية داخل قطاع غزة.

وفي تصريح حديث، أكد المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ينس لايركه، أن قطاع غزة يمر بـ"أسوأ وضع إنساني" منذ بداية الحرب، نتيجة منع إسرائيل إدخال المساعدات.


ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ارتكاب عمليات إبادة جماعية في قطاع غزة بدعم أمريكي غير مشروط، أسفرت عن أكثر من 168 ألف بين شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، بحسب تقارير محلية ودولية.

وكانت المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بين حركة "حماس" والاحتلال قد بدأت في 19 كانون الثاني/يناير 2025، بوساطة مصرية وقطرية ودعم أمريكي، وانتهت مطلع آذار/مارس الماضي. 

وبينما أوفت "حماس" بالتزاماتها بموجب الاتفاق، تراجع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تنفيذ المرحلة الثانية، استجابةً لضغوط المتطرفين في ائتلافه الحكومي، وفقًا لوسائل إعلام عبرية.

مقالات مشابهة

  • أفيغدور ليبرمان يحذر من إدخال أي مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر
  • أم بلال تستذكر ابنها الذي أخفته دبابة الاحتلال بمخيم المغازي
  • حماس: قطاع غزة بات يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة
  • قيادي بحماس: وفد من الحركة غادر الدوحة متوجها إلى مصر
  • سلاح المقاومة.. كيف تتعامل الأطراف مع الملف الشائك عسكريا وسياسيا؟
  • بيت حانون تواصل المقاومة.. إصابة 3 جنود إسرائيليين في هجوم مباغت
  • حماس: دعوات وزراء الاحتلال لفرض السيادة على الضفة محاولة يائسة لتصفية القضية
  • حماس: الدعوة لفرض السيادة على الضفة امتداد لسياسات الاستيطانية
  • مواقع عبرية تشير إلى حدثين صعبين وقعا لجنود الاحتلال بقطاع غزة
  • من أجل الضغط على حماس الاحتلال يدرس إعادة اعتقال الأسرى المحررين