لجريدة عمان:
2025-03-16@15:51:53 GMT

مصفاة الدقم.. حلم يتحقق

تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT

يعد مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية أحد المشاريع الرائدة لتحقيق اقتصاد تنافسي مستدام لسلطنة عمان ضمن أولويات رؤية عُمان 2040، ودعم قطاع الصناعات التحويلية، خصوصا أن المشروع يقع في منطقة الدقم الاستراتيجية التي تطل على طرق التجارة العالمية على بحر العرب والمحيط الهندي مما سيعزز فرص وصول منتجات الطاقة للأسواق العالمية سريعا.

ومن المتوقّع أن تحقق المصفاة قيمة مضافة للاقتصاد العماني وتكون حافزا له في دعم المشروعات التنموية الاستثمارية ذات الأثر الإيجابي للاقتصاد عبر الاستفادة من الطاقة التي تنتجها المصفاة على إنتاج كمية من الديزل ووقود الطائرات وغاز البترول كون إجمالي الاستثمار في المشروع بلغ نحو 9 مليارات دولار أمريكي. ومن المتوقع أن يدعم مشروع المصفاة مبادرات القيمة المضافة المحلية سواء بالاستفادة من الكفاءات البشرية العمانية وغير العمانية أو تمكين الموردين داخل سلطنة عمان وخارجها إضافة إلى الاستفادة من الخبرات العلمية والعملية التي يمتلكها المهندسون والإداريون والمتخصصون في المجالات الأخرى بدولة الكويت وسلطنة عمان لإدارة مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية بكفاءة عالية، ويمثّل مشروع المصفاة المشترك بين شركة أوكيو وشركة البترول الكويتية العالمية أكبر مشروع استثماري بين سلطنة عمان ودولة الكويت الشقيقة، لدوره في تمكين الصناعات البتروكيماوية وصناعات الشق السفلي في منطقة الشرق الأوسط، وتعظيم الاستفادة من الثروات الطبيعية وإضفاء قيمة مضافة عالية للنفط الخام، وتوفير الفرص الوظيفية والتدريبية وبناء القدرات الوطنية الممكنة إضافة إلى تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبر الحصول على عقود توريد السلع والخدمات، ويعد استثمار دولة الكويت في مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية هو الأبرز والأجدى للكويت بحكم قرب المسافة بين سلطنة عمان ودولة الكويت مقارنة باستثمارات الكويت في الدول الأخرى البعيدة، وسينعش مشروع المصفاة اقتصادات دول الخليج الأخرى وخصوصا الاقتصاد العماني عبر زيادة حجم الاستثمار الأجنبي المباشر والتعاون الدولي مما سيوجد فرص عمل للعمانيين، وسيساعد على تحقيق الاستدامة البيئية وتعزيز المسؤولية الاجتماعية وكذلك سيسهم مشروع المصفاة في دعم اقتصادات منطقة الشرق الأوسط عموما للقدرة اليومية للمصفاة على تصفية النفط وتكريره تمهيدا لبيعه وتصديره إلى مختلف بلدان العالم، وحقيقة ما يميز مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية أنه يقع في موقع استراتيجي كونه قريب من دول شرق آسيا التي تشهد نموا اقتصاديا منذ سنوات مدعوما بزيادة أعداد سكانها، مما يجنبها التوترات التي تحدث بين فترة وأخرى على مختلف المضائق البحرية مما يؤهل منطقة الدقم لتكون مركزا عالميا للاستثمار الأجنبي وملاذا للاستثمارات النوعية في ظل الحزم التحفيزية التي تقرها الحكومة لدعم الاستثمار وتسهيله في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم التي من المتوقع أن تشهد تدفقا للاستثمارات الأجنبية خلال الأعوام المقبلة بفضل الحراك الاقتصادي والاستثماري والإعلامي منذ وضع حجر الأساس لمشروع المصفاة.

إن مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية يعد المشروع الأكبر والأضخم في منطقة الشرق الأوسط نظرا لحجم الاستثمار الذي اقترب من 10 مليارات دولار أمريكي ودوره في اختصار طرق التجارة العالمية بعيدا عن عدم الاستقرار الذي تعاني منه طرق التجارة العالمية الأخرى، وسيسهم في قدرة سلطنة عمان على تكرير وتصفية نحو 500 ألف برميل يوميا بعد أن كان يقدّر بـ220 ألف برميل يوميا عبر المصافي الأخرى، مما سيولّد فرصا وظيفية كثيرة وبتخصصات متنوّعة لتشغيل المصفاة وإدارتها، إذ إن من المتوقّع أن تعزّز الإيرادات العامة للدولة نتيجة بيع برميل النفط بعد تصفيته وتكريره في السوق العالمي بدلا من بيعه كنفط خام، وتشير بعض المصادر المدعومة بآراء المختصين في أسواق النفط بأن سعر برميل بعد التصفية والتكرير يعادل 4 أضعاف بيعه كنفط خام، وأرى أن افتتاح مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية الذي حظي بتغطية إعلامية واسعة من مختلف وسائل الإعلام العُمانية وغير العُمانية ساعد في الترويج والتسويق للمنطقة عموما وسيشجّع روّاد الأعمال العُمانيين على الاستثمار وتنمية مشروعاتهم الصغيرة والمتوسطة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم خصوصا بعد إطلاق جهاز الاستثمار العماني بالتعاون مع وزارة المالية صندوق عُمان المستقبل بملياري ريال عماني لدعم المستثمرين وتشجيعهم على إطلاق مشروعاتهم الجيدة ذات القيمة الاقتصادية المضافة للاقتصاد العماني، ومع النهضة الاقتصادية التي تمر بها منطقة الدقم الاقتصادية، لما تتميز به من موقع استراتيجي وجدوى اقتصادية كبيرة للاستثمارات، فإن فرص تحوّل المنطقة لمركز عالمي رائد للتجارة بين الشرق والغرب ارتفعت كثيرا خاصة مع الافتتاح الرسمي لمصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية قبل عدة أيام برعاية كريمة وسامية من لدن جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وسمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح -حفظهما الله ورعاهما- وفي ظل الجهود الحكومية الرامية نحو تنمية الاقتصاد العماني وتطبيق المبادرات الداعمة لنموّه وتطوره وأثمرت عن تحسّن التصنيف الائتماني لسلطنة عمان وتقليص حجم الدين العام للدولة إضافة إلى تغيّر النظرة المستقبلية للاقتصاد العماني، جميع هذه العوامل شجّعت على الاستثمار الأجنبي المباشر وساعدت على جذب مزيد من رؤوس الأموال لسلطنة عمان، وباستمرار الجهود الحكومية وفاعلية السياسات الاقتصادية والمالية المتخذة ستحظى الدقم وغيرها من المناطق الاقتصادية الحرة بفرص استثمارية واعدة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مشروع المصفاة سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

ابن عَريق

محمد بن عامر بن راشد المعولي ويكني بأبي سليمان ويلقب ب" ابن عَريق". ولد في العقد الثاني من القرن الثاني عشر الهجري الموافق الثامن عشر الميلادي، أي فترة إمامة الإمام سيف بن سلطان الثاني اليعربي ( 1711م -719م) ، في قرية أفي إحدى قرى وادي المعاول. ولد في بيت علم ورئاسة، فوالده عمل واليا للإمامين سيف بن سلطان " قيد الأرض"، والإمام سلطان بن سيف الثاني على ولاية بركاء. مما يعني نشأة محمد بن عامر في سعة من العيش فتفرغ لطلب العلم، وتلقى تعليمه على يد والده الشيخ عامر بن راشد، ثم جلس في مجلس الشيخ خلفان بن جمعة بن محمد الرقيشي، والشيخ خلف بن سنان الغافري، وسعيد بن بشير بن حمد الصبحي، والشيخ سعيد بن زياد بن أحمد الشقصي. هذا الاهتمام الذي لقيه المعولي في تعليمه انعكس عليه وعلى مؤلفاته حيث كان واسع الاطلاع والمعرفة.

عاصر محمد بن عامر الكثير من الأحداث السياسية الجسام التي حدثت في عمان بعد وفاة الإمام سلطان بن سيف اليعربي سنة 1719م، حيث شهدت الفترة التي أعقبت وفاة الإمام سلطان بن سيف الثاني اضطرابات كثيرة في المشهد السياسي العماني، وحدث صراع على السلطة بين أفراد البيت اليعربي مما أدخل عمان في حالة من عدم الاستقرار والفوضى بسبب تدخل شيوخ القبائل في هذا الصراع. كان للشيخ محمد بن عامر دور في هذا الصراع، حيث كان من العلماء الذين خلعوا الإمام سيف بن سلطان الثاني عام 1733م، وشارك علماء عمان في تنصيب الإمام بلعرب بن حمير إماما على عمان. وفي سنة 1748م كان المعولي من العلماء الذي خلعوا الإمام بلعرب بن حمير . ومن العاقدين للإمام أحمد بن سعيد في الرستاق ومعه ثلة من العلماء الكرام يترأسهم الشيخ حبيب بن سالم أمبوسعيدي.

تولى ابن عريق منصب القضاء في دولة الإمام أحمد بن سعيد في مدينة مسقط. وكان يرافق الإمام في بعض جولاته داخل البلاد حيث رافقه في رحلته إلى جعلان وإبراء سنة 1757م.

لابن عَريق مؤلفات عدة، منها كتاب "قصص وأخبار جرت في عمان" يعد هذا الكتاب مصدرا هاما في دراسة الفترة التي عاصرها المعولي، فهو يستكمل الأحداث التي حدثت حيث انتهى كتاب كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة لسرحان بن سعيد الإزكوي سنة 1728م، ويستكمل المعولي الأحداث منذ هذا التاريخ وحتى عام 1744م. واتبع المعولي الترتيب الزمني للأحداث، وسار على نهج الإزكوي في الكتابة، إلا أن المعولي اتجه إلى الاختصار في سرد الأحداث. ويعد هذا الكتاب مصدرا مهما في دراسة المرحلة الانتقالية بين دولة اليعاربة والدولة البوسعيدية، لأن مؤلف الكتاب شاهد عيان ومساهم في صناعة الأحداث.

واعتمد ابن عريق في كتابة هذا الكتاب على عدد من المصادر التاريخية العمانية مثل السير والجوابات وهو عبارة عن رسائل وجوابات بين عدد من علماء عمان ومفكريها، و كتاب الانساب لأبي المنذر سلمة بن مسلم للعوتبي وكتاب كشف الغمة لسرحان بن سعيد الإزكوي، وكتاب الجامع لابن بركة محمد بن عبدالله السليمي، وكتاب الاستقامة لأبي محمد سعيد بن محمد الكدمي.

ويبدأ الكتاب مباشرة وبدون مقدمة للمؤلف، حيث كتب في أول كتابه:" هذه قصص وأخبار جرت بعمان، وأول ذلك انتقال السيد المعظم الملك المكرم مالك بن فهم بن غانم". ثم يسترسل في ذكر الاحداث والوقائع إلى أن يختم الكتاب بحادثة نزول الفرس عمان وطرد والي صحار في ذلك الوقت أحمد بن سعيد البوسعيدي للفرس، حيث كتب في خاتمة كتابه:" والحمد لله على كل حال وجزاء الله عنا السيد أحمد بن سعيد وعن كافة أهل عمان وغيرها من المسلمين ألف ألف خير ولا مخلص عنه لكافة المسلمين إلى يوم القيامة".

وكتب المعولي كتاب في نسب عائلته من المعاول، وقال في سبب تأليفه لهذا الكتاب: "قد بدا لي أن أشرح نسب فخذنا الذي تنتمي إليه عشيرتنا ليعرف من أقرب إلى صاحبه نسبا من الآخر لسبب الميراث والوصية الأقربين وصلة الرحم".

وللمعولي مجموعة من القصائد الشعرية والنظمية في الميراث، وله عدد من المسائل الفقهية. وله كتاب التهذيب وهو في جزأين وموضوعه الأساسي في كتابة الصكوك والوثائق.

وللمعولي كتاب يعد هذا أحد أبرز كتب المكتبة العمانية، لأنه فريد في موضوعه ومحتواه، ويحمل عنوان: "المهذب وعين الأدب"، يقع هذا الكتاب القيم في جزأين وهو في علم الميراث. ويذكر ابن عريق السبب في تأليفه لها الكتاب الفريد في موضوعه:" دعتني الرغبة في تجديده بكتاب يسهل على الطالب تعلمه، ويخلف على الراغب تفهمه، وقد كلفت نفسي على جمعه وتأليفه، وحملتها على حسن تهذيبه وتشريفه، وحرصت جهدي على زراعته وتحريثه". وقال المعولي بيتا من الشعر يحدد فيه موضوع كتابيه المهذب والتهذيب فيقول:

إن الفصاحة في التهذيب يا أملي وفي المهذب من قول لوارثه.

شرع المعولي في تأليف المهذب سنة 1145هـ، ويبدأه بباب في تفصيل فرائض المواريث والحث على تعلمها، ثم باب صفة المواريث والأنساب والأسباب التي يسقط فيها الميراث، ويسترسل المعولي ويفصل في المواريث، وفي نصيب كل فرد، ويفسر الحالات التي يصعب فيها تقسيم التركة، ويشرح في ميراث الهدمى والغرقي وأهل الأديان الأخرى من غير الإسلام.

كان العلماء المعاصرين للمعولي حريصين على نسخ والاحتفاظ بنسخة منه في مكتبتهم للاطلاع عليه كون أن علم المواريث من أدق العلوم وأصعبها، فاستعارة مجموعة من شيوخ إزكي لنسخه، ثم استعارة السيد هلال ابن الإمام أحمد بن سعيد، والشيخ حبيب بن سالم أمبوسعيدي لنسخه، هذا التجوال بين الراغبين في نسخة أدى إلى فقد الكتاب لفترة من الزمن، ولم يكن محمد بن عامر المعولي يملك نسخة منه، وبعد فترة من الزمن عاد الكتاب لصاحبه، فأنشد المعولي يقول:

وافى كتابي الذي كنت فاقده ولم أزل بشفاه الثغر أرشفه

وصرت لما تلقاني البشير به كأنما قد أتى يعقوب يوسفه.

وللشيخ محمد بن عامر قصائد شعرية أوردها كل من محمد بن راشد الخصيبي في كتابه شقائق النعمان ومحمد بن سيف البوسعيدي في كتابه قلائد الجمان،

ومن قصائده قصيدة كتبها في رثائه لدولة اليعاربة حيث قال:

وداعا آل يعربنا وداعا مضت أيامكم بكم سراعا

فكم أسمعتكم نصحي فصمت مسامعكم فلم تلق استماعا

إذا لم تسمعوا قولي ونصحي فليس على المناصح أن يطاعا

توفي ابن عريق صباح يوم الثلاثاء في24 يناير 1777م ودفن في الوادي الكبير بمسقط.

مقالات مشابهة

  • برلماني: مشروع الرقابة على السلع الصناعية يدعم الصادرات
  • ابن عَريق
  • وزير الاستثمار يستعرض تنفيذ مشروع الرقابة على السلع الصناعية.. نواب: تضع مصر على خريطة التجارة العالمية.. والرقابة على الأسواق ودعم الصادرات أبرز فوائدها
  • في روسيا..مقتل عامل بعد انفجار في مصفاة نفط
  • برلماني: مشروع الرقابة على السلع الصناعية يحد من عمليات التهريب ويشجع الاستثمار
  • وزير الاستثمار يزور الهند لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين
  • وزير الاستثمار يتوجه إلى الهند لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين
  • عون: استقرار لبنان لا يتحقق من دون تطبيق القرارات الدولية
  • بمنحة 600 مليون جنيه.. وزير الاستثمار يستعرض تنفيذ مشروع الرقابة على السلع الصناعية
  • بمشاركة سوريا… الاتحاد العربي للأسر المنتجة والصناعات الحرفية والتقليدية يناقش سبل دعم الأسر المنتجة والحرفيين