ثلاثة محاور طرحها ملتقى «معًا نتقدم» الذي نظمته الأمانة العامة لمجلس الوزراء خلال اليومين الماضيين، تمثل الأول في أن هذا الملتقى يعد امتدادًا لنهج الشورى والبرلمان المفتوح الذي مثل قوةً كونه ركيزة من ركائز نهج عمان ماضيًا وحاضرًا؛ لإدارة الدولة ومشاركة المجتمع في صنع القرار والمصير، والثاني في أنه يمثلُ امتدادًا للفكر السامي وحرصه على أن تبقى هذه العادة المجتمعية حاضرة وبقوة أمام كل المتغيرات، والثالث يعكس أهمية إفساح المجال للمواطن في المشاركة بأفكاره في صناعة المستقبل، وهي كلها تمثل قوة دفع إلى الأمام وتضمن تقدم عُمان من عقد إلى آخر.
كما أن هذا الملتقى الوطني بأهميته وتأثيره يشكل أرضية خصبة لطرح الأفكار والمرئيات للارتقاء بالنسخة القادمة منه، وهنا يمكننا وضع جملة من المقترحات لعل أبرزها الرغبة في إتاحة الفرصة لجمهور حواضر المدن في المحافظات الأساسية؛ وذلك من خلال تنظيم هذا المحفل السنوي فيها بهدف توسعة المعرفة، وربط أفراد المجتمع، وإشراك أكبر عدد منهم في صناعة القرار على أن يتنقل بين مسقط وهذه المدن الكبيرة.
أما المقترح الثاني فهو المقارنة بين ما يتم الإعلان عنه من قبل أصحاب المعالي والسعادة عن خطط الوزارات سنويا وما يتم تنفيذه مع نهاية كل عام وتقييم تلك النتائج التي تلامس المواطن، وتخدم مستقبله بما يُمَكِّن من الوقوف على مساحة بين الوعود والنتائج.
والثالث الذي يمكن أيضًا أن يكون إضافة هو أن تطرح الأفكار والمقترحات التي تسهم في تقدم عُمان قبل إقامة أي ملتقى بفترة ويتم بحثها والإعلان عن إمكانية تطبيقها.
إن الملتقى أفق يشارك فيه الجميع: القيادة، والحكومة، والمواطن في صناعة المستقبل، ونحتاج أن نخرج منه بعديد الأفكار التي تساعد في صناعة القرار الوطني، وأن تبحث في التحديات والتأثيرات الخارجية، وتطوير البنى الأساسية، واستلهام التجارب، وتطوير المنظومات التعليمية والصحية والرعاية المجتمعية والتطور في المجالات الشبابية والرياضية والثقافية والفنية والأدبية والإعلامية.
ويعكس هذا الملتقى في آليته وممارساته الحوارية معنى «التفاكر» أي بحث الأفكار والمقترحات، التي تمثل تلك السبلة التي أدارت شؤون الحارة والقرية والمدينة والدولة لتسير أمورها وصد المخاطر الخارجية عنها، وكذلك «الحضرة» التي تطلق على الحضور أو الجمع من المواطنين والأعيان والوجهاء ورجال العلم والقيادة.. فكانت «حضرة التفاكر».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی صناعة
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف: سيناء تمثل قيمة جليلة وعميقة في وجدان كل مصري
أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أن سيناء تمثل قيمة جليلة وعميقة في وجدان كل مصري، فهي أرض العزة والفخر والبطولة والفداء، وأن الله تجلى على هذه الأرض المباركة فشهدت أعظم تجليات الرحمة الإلهية.
وأشاد الوزير، خلال مشاركته في إحياء الذكرى السابعة لشهداء مدينة الروضة ببئر العبد، بجهود أبناء سيناء وشيوخ الطرق الصوفية، موضحًا أن هذه الفعالية تعد اجتماع بر ووفاء لشهدائنا الأبرار الذين عرجت أرواحهم الطاهرة من رحاب بيت من بيوت الله، وأن هذا الحدث رغم ألمه العميق سيبقى شاهدًا على عظمة العطاء والتضحية من أجل الوطن.
وثمن وزير الأوقاف دور الطرق الصوفية في نشر الذوق الراقي للمديح النبوي الذي يعبر عن التدين المصري الأصيل، مشيرًا إلى أن أبناء سيناء يمتلكون مواهب فريدة في هذا المجال، وأعلن عن خطة الوزارة لاستضافة فرق إنشاد من سيناء في مختلف احتفالاتها، مع تكوين فريق للإنشاد الديني من أبناء المحافظة.
وأضاف الوزير أن سيناء أمانة غالية في أعناق المصريين جميعًا، موضحًا أن تلاحم أبناء سيناء مع القوات المسلحة والشرطة المصرية يمثل نموذجًا فريدًا في حماية الوطن، وأن كل مؤسسات الدولة تعمل بتضافر الجهود خلف القيادة الوطنية المتمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشددًا على ضرورة وحدة أبناء مصر في مواجهة التحديات.
وأعلن وزير الأوقاف أن الوزارة تتحمل كل تكاليف العام الدراسي الجديد لأبناء وأسر 309 من الشهداء، هدية خاصة لأسر الشهداء، مؤكدًا أن هذه الجهود مهما بلغت لا توفي أهل سيناء حقهم، داعيًا الله -تعالى- أن يحفظ مصر وجيشها وأبناءها، وأن يرحم شهداءها الأبرار.
وفي ختام الفعالية، قلد الشيخ مسعد أبو جرير وزير الأوقاف العباءة السيناوية في تعبير عريق ومتوارث عندهم لتقليد تلك العباءة للشخصيات ذات القيمة الرمزية الرفيعة لديهم، وأعرب وزير الأوقاف عن افتخاره العميق بتقليده العباءة السيناوية معتبرا أنه سيعتبرها من أرفع الأوسمة التي نالها.
وأهدى اللواء دكتور خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، درع المحافظة للدكتور أسامة الأزهري؛ تقديرًا لجهوده الدعوية ودعمه المتواصل لأبناء سيناء.