"الأرض السوداء" الغامضة في الأمازون قد تكون مفتاح إنقاذ البشرية
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
اعتقد العلماء منذ فترة طويلة أن التربة الخصبة من صنع الإنسان، على الرغم من عدم وجود طريقة لإثبات ذلك.
ولكن في الأشهر الأخيرة، أسفر العمل الميداني والدراسات المكثفة في منطقة الأمازون عن أدلة دامغة تشير إلى صحة هذه الشكوك. ويقول العلماء إن اكتشافهم يمكن أن يغير كل ما نعرفه، ليس فقط عن المنطقة وتاريخها، بل أيضا عن المادة العضوية ذات الأهمية الحيوية لرفاهية البشر.
وكشفت مجموعة من الأبحاث عن مدى ارتباط أسلافنا بالأرض، وتحديدا سكان الأمازون القدماء، الذين خلقوا عمدا أرضا "سوداء" خصبة، أو كما يطلق عليها "تيرا بريتا".
وتعني عبارة "تيرا بريتا" حرفيا "التربة السوداء" باللغة البرتغالية، وتوجد مثل هذه التربة في العديد من المناطق ولكن بكميات كثيفة بشكل خاص حول المساكن البشرية السابقة.
وقام العديد من العلماء في دراسة مشتركة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وجامعة فلوريدا وجامعة سانتا كاتارينا الفيدرالية بجمع تحليلات التربة والملاحظات الإثنوغرافية والمقابلات مع مجتمعات السكان الأصليين الحديثة لاستنتاج أن "تيرا بريتا" تم إنشاؤها عن قصد بواسطة سكان الأمازون القدماء.
وقال لوكاس سيلفا، عالم البيئة بجامعة أوريغون والذي لم يشارك في الدراسة الجديدة، لمجلة "ساينس": "هذا يمكن أن يغير كل شيء".
وأضاف تايلور بيرون، أستاذ علوم الأرض والغلاف الجوي والكواكب في معهد سيسيل وإيدا غرين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: "نرى هنا أن الناس لعبوا دورا في خلق الأرض السوداء، وقاموا عمدا بتعديل البيئة القديمة لجعلها مكانا أفضل للبشر".
وتحتوي الأرض السوداء على كميات كبيرة من الكربون المخزن الذي تم جمعه على مدى مئات إلى آلاف السنين. ومع قيام كل جيل بإثراء التربة ببقايا الطعام والفحم والنفايات، أصبحت أكثر تركيزا في الموارد الطبيعية.
وما أثار اهتمام العلماء هو عزل الكربون غير المقصود. ويقولون إنه يمكن استخدامه كوسيلة للتخفيف من الآثار السلبية لتغير المناخ.
إقرأ المزيد هل يمكن لـ"سلطة الفضاء" أن تعرض مهمات المريخ المستقبلية للخطر؟وكتب صموئيل غولدبرغ، المؤلف المشارك في الدراسة في مجلة Science Advances:"ربما نتمكن من تكييف بعض استراتيجياتهم المحلية على نطاق أوسع، لاحتجاز الكربون في التربة، بطرق نعلم الآن أنها ستبقى هناك لفترة طويلة".
وتنمو المحاصيل بشكل أفضل بكثير على التربة السوداء لأنها غنية بمحتوى الفوسفور والنيتروجين والكالسيوم.
وتوجد هذه التربة عادة بالقرب من المواقع الأثرية وتحتوي على الفحم والمواد العضوية من بقايا الطعام مثل الأسماك وعظام الحيوانات، بالإضافة إلى المصنوعات اليدوية مثل شظايا الفخار. ويشير كل ذلك إلى أن الحضارات القديمة كانت تضيف هذه العناصر عمدا إلى التربة وتجعلها خصبة، وهو ما يعد في حد ذاته اكتشافا خارقا، إذا كان صحيحا.
وقام مورغان شميدت، عالم الآثار والجغرافيا في جامعة سانتا كاتارينا الفيدرالية، وفريقه بدراسة التربة في إقليم كويكورو للسكان الأصليين، على نهر زينجو العلوي في جنوب شرق الأمازون في البرازيل.
وهناك، قاموا بتحليل التربة من أربعة مواقع أثرية وقريتين تاريخيتين تم احتلالهما في الفترة من عام 1973 إلى عام 1983. ونظروا أيضا في قرية حديثة واحدة، تُعرف باسم كويكورو 2.
ووجد التأريخ بالكربون المشع للأراضي أن أقدم عينة يبلغ عمرها 5 آلاف عام، بينما تراوح عمر العينات الأخرى من 300 إلى 1000 عام.
ومن خلال جمع التربة من التلال المتاخمة للقرى القديمة والتاريخية، قارنها العلماء بتربة "تيرا بريتا"، ووجدوا أن التربة من المناطق السكنية تحتوي على أكثر من ضعف الكربون العضوي وكانت أقل حمضية، ما يجعلها أكثر خصوبة. وعندما قاموا بتحليل التربة من كويكورو 2، وجد الفريق نمطا مشابها.
وستكون النتائج حيوية في فهم أفضل ليس فقط للممارسات الثقافية والتاريخية الغنية لسكان حوض الأمازون ولكن أيضا لمستقبل البشرية.
وخلصت الدراسة إلى أن "جهود الزراعة المستدامة الحديثة والتخفيف من آثار تغير المناخ، المستوحاة من الخصوبة المستمرة للأرض السوداء القديمة، يمكن أن تعتمد على الأساليب التقليدية التي يمارسها سكان الأمازون الأصليون حتى يومنا هذا".
المصدر: إكسبريس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اكتشافات بحوث دراسات علمية معلومات عامة معلومات علمية مواقع اثرية التربة من
إقرأ أيضاً:
إصدار لائحة تنظيمية بشأن جودة التربة في أبوظبي
أصدرت هيئة البيئةفي أبوظبي لائحة بشأن جودة التربة في الإمارة، تضمن الإدارة المستدامة للتربة بهدف الحفاظ على الوظائف الأساسية والخدمات الحيوية للتربة، ما يحقق متطلبات الاستخدامات الحالية والمستقبلية لها، ويحد من الأضرار الناجمة عن تلوث التربة.
أُعدت اللائحة بموجب أحكام القانون رقم 16 لسنة 2005 بشأن إعادة تنظيم هيئة البيئة في أبوظبي وتعديلاته، الذي يمنح الهيئة صلاحية إصدار اللوائح والنظم والقرارات التنفيذية للقانون، بما يضمن مكافحة التلوث والمحافظة على جودة وسلامة الهواء والماء والتربة والموارد الطبيعية والاستفادة منها بالطريقة المثلى لحماية الإنسان والبيئة. وتعاونت الهيئة مع الجهات المعنية في الإمارة خلال مرحلة إعداد اللائحة وفق المنظومة المعتمدة لإعداد التشريعات في الإمارة.
تُطبق أحكام اللائحة على مناطق المحميات البرية والمواقع غير المستغلة في الإمارة، والمواقع والترب الملوثة أو المعرضة للتلوث التي تقع ضمن النطاق الجغرافي للترخيص البيئي الصادر عن الهيئة للمنشأة أو المشروع. وتُحدد اللائحة متطلبات جودة التربة في مناطق المحميات البرية، وتحدد التزامات المنشآت والمشاريع المرخص لها من ناحية اتخاذ جميع التدابير اللازمة للحد من الآثار البيئية السلبية المحتملة على صحة الإنسان والنظام البيئي عموماً، وعلى جودة التربة خصوصاً. وتنص اللائحة على إلزامية تزويد الهيئة ببيانات عن جودة التربة في المواقع الخاضعة لإدارة المنشآت والمشاريع ضمن دراسات تقييم الأثر البيئي وطلبات الترخيص البيئية وفق اشتراطات الهيئة. وتمنح اللائحة الهيئة صلاحية تنفيذ برامج دورية للرصد والمراقبة والتقييم للتحقق من جودة التربة، إضافة إلى القيام بأنشطة التقييم والترخيص والتفتيش والتدقيق والتحقق من مدى الالتزام بمتطلبات اللائحة.
هيئة البيئة – أبوظبي تصدر لائحة تنظيمية بشأن جودة التربة في الإمارة بهدف ضمان الإدارة المستدامة للتربة والحفاظ على وظائفها الأساسية وتحقيق متطلبات الاستخدامات الحالية والمستقبلية لها، ما يدعم جهود الهيئة في الحفاظ على البيئة بمكوناتها المتنوعة. pic.twitter.com/6JeEkoJPLd
— مكتب أبوظبي الإعلامي (@ADMediaOffice) January 17, 2025وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة لبيئة – أبوظبي: يأتي إصدار اللائحة في إطار تطوير المنظومة التشريعية المتعلقة بالحفاظ على عناصر البيئة المختلفة في إمارة أبوظبي، ومنها التربة ما يسهم في التصدي للآثار البيئية السلبية المحتملة للأنشطة التنموية والصناعية والسياحية وغيرها، ويدعم ذلك جهود الهيئة الساعية إلى المحافظة على البيئة وعناصرها واستدامتها للأجيال المقبلة.