لجريدة عمان:
2024-10-06@04:48:36 GMT

«صوّت لنفسك في اللحظة الحاسمة»

تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT

أود الإشارة إلى أن العنوان مستوحى من قصيدة للشاعر التونسي الراحل محمد الصغير أولاد أحمد (1955-2016) القائل: «إذا كنتَ شعبا عظيما.. فصوّت لنفسك في اللحظةِ الحاسمة»، وهو القائل أيضا:

«إلهي

لينبُت دودٌ مكان البلح

ذهبنا جميعا إلى الانتخاب

ولم ينتخب أحدٌ منْ نجح!»

يلزمنا مع اقتراب موعد انتخابات بعض الجمعيات الأهلية في سلطنة عمان أن نكتب عن مشهد الانتخابات والتصويت والترشح دون أن تكون لدينا رغبة في مزاحمة الآخرين على المناصب أو إدارة الجمعيات للسنتين القادمتين، كما أننا لسنا من هواة السفر على حساب المؤسسات، لأن تسيير الإدارات التطوعية يحتاج إلى الإخلاص في العمل والاستعداد الفطري للعمل التطوعي لتطوير منظومة الجمعيات، والنهوض بها، وتقييم أدائها، وتأسيس مؤسسات مدنية قادرة على العمل وفق الخطط والبرامج والاستراتيجيات الوطنية في السلطنة بدءًا برؤية (عُمان 2040) ومرورا بالاستراتيجيات الثقافية واستراتيجيات التنمية المستدامة 2030، وغيرها من الخطط المعتمدة في البلد، فأي مؤسسة أهلية أو رسمية يتوجب عليها الإسهام في العمل الوطني عبر مواءمة برامجها مع الاستراتيجيات المذكورة.

ولذلك فقد آن الأوان لمجالس الجمعيات الأهلية أن تبلور مقترحات وأهدافا قابلة للتنفيذ لتطوير العمل المدني في سلطنة عمان، ونأمل أن يتحقق ذلك بعد أن يصدر القانون الجديد للجمعيات الأهلية. وإذا كانت الفترة الماضية مرحلة مهمة في عمل الجمعيات، فإن الواقع والطموح يدفعان إلى تغييرات جذرية في العمل التطوعي، وعدم حصر دورها في إقامة حفلات ترفيهية للأعضاء أو استخدامها روافع للحصول على عضويات ومناصب في مجالس واتحادات إقليمية وعربية يسعى إليها أصحاب الإنتاجات المتواضعة في مجالات عمل الجمعية المنتمي لها. وقبل كل ذلك فإن خلط العمل التطوعي بالرغبة الفردية في الاحتكار أسهم في تأخر هذه الجمعيات عن تحقيق أهدافها، وعطّل نجاحها في تهيئة بيئة حيوية لعملها، وقد أدى ذلك إلى عزوف النخب الفاعلة عن الاشتراك في هذه الجمعيات المهنية أو حتى التفكير في تطويرها.

إننا لا نسعى من هذا المقال إلى استعراض مآخذنا على بعض الإدارات في بعض الجمعيات التي حولت أنشطتها إلى فعاليات ترفيهية وبرامج سفريات دون تسجيل أي أثر حقيقي على واقع عملها، أو التذكير بتمسك بعض رؤساء مجالس إداراتها بمناصبهم لفترات طويلة بغية الحصول على منافع أو مكاسب شخصية، فنحن في مفتتح سنة جديدة سبقها عقد ملتقى للجمعيات المهنية الأول في سلطنة عمان، ونترقب صدور قانون الجمعيات الذي ننتظر منه تنظيم العمل المدني ووضع ضوابط واشتراطات للانتساب والترشح والتصويت، فعلى سبيل المثال يوجد أعضاء في بعض الجمعيات دون أعمال تذكر، فضلا عن أن الكثرة العددية من الأعضاء دون إنجازات قد فاقم من مشكلة الترشح والتصويت والاشتراكات السنوية التي يتوجب على الأعضاء دفعها، ناهيك عن ضعف أنشطة فروع بعض الجمعيات وسقوطها في البيروقراطية الإدارية.

نأمل من الإدارات الجديدة المترشحة لمجالس الجمعيات أن تطرح برامجها القابلة للتنفيذ أمام الأعضاء لإقناعهم بالبرنامج لا بالأشخاص، وحتى يسهل تقييم البرامج ومحاسبة المجالس على قصورها في العمل، إذ يُعد البرنامج الانتخابي محكا للجميع ودليلا على تطور العمل التطوعي، فنحن ننتظر الإنجازات لا الشعارات، ومقولة تمثيل سلطنة عمان في المحافل الدولية لم تعُد مقنعة ما لم يسندها إنجاز حقيقي ومقنع، أما رحلات الترفيه والسفر والحضور من أجل الحضور فقط في المؤتمرات والمعارض الدولية فلا تُقدم شيئا للسلطنة ولا للجمعية وأعضائها الذين لا يستفيدون شيئا من رفاهية الآخرين.

أخيرا نقول لبعض أعضاء إدارات الجمعيات: إن النقد حق متاح للجميع، وليس عليك بالضرورة أن تكون عضوا في الجمعية أو مواظبا على حضور اجتماعاتها حتى تمارس هذا الحق، فالنقد لأجل التطوير أداة من أدوات تطوير الأداء والتميز، أما الرغبة في الاستماع إلى المجاملات وعبارات الإطراء والثناء على الخواء فلن تُنمّي المجتمع ولن تحقق غاية ولا هدفا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بعض الجمعیات سلطنة عمان فی العمل

إقرأ أيضاً:

«الشباب»: نولي العمل التطوعي اهتماماً كبيراً لدوره في تحقيق التنمية المستدامة

(كونا) – قال مدير عام الهيئة العامة للشباب بالتكليف ناصر الشيخ اليوم الجمعة ان الكويت تولي العمل التطوعي اهتماما كبيرا لدوره المهم بتحقيق التنمية المستدامة معتبرا ان تجربة الكويت في هذا المجال رائدة وتستقطب شريحة كبيرة من المتطوعين لا سيما الشباب.

جاء ذلك في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بمناسبه مشاركة الكويت في اجتماع المجلس الشبابي للدورة السابعة لمؤتمر منظمة التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا (سيكا) الذي اختتم اليوم بمدينة استانا في كازاخستان بمشاركة عدد من قادة العمل التطوعي المنضوين تحت رعاية المجلس ومنهم أصحاب المبادرات التطوعية المميزة من الكويت واستمر يومين.

وأوضح الشيخ أن الاجتماع الذي شهد حضور عدد من المتطوعين من 21 دولة من أعضاء المنظمة ناقش مسائل التطوع في مجالات الطوارئ وادارة الازمات فيما شهد المؤتمر أنشطة تطوعية وحلقات نقاشية حول التطوع في النطاق الدولي ودوره الفاعل في توحيد العالم.

وأشار إلى أن الاجتماع خرج بعدد من التوصيات في مقدمتها إدخال العمل التطوعي ضمن البعد الإنساني لدول المنظمة والاستمرار باستخدام منصتها للتشجيع على التطوع كظاهرة اجتماعية تساعد على إطلاق إمكانيات الشباب.

وذكر الشيخ انه تم حث الدول الأعضاء على العمل لتنظيم مؤتمرات وملتقيات وورش وبرامج تدريبية متعلقة بالتطوع وتطوير أساليب مبتكرة عبر استخدام التكنولوجيا والأنظمة الرقمية مع التركيز على التطوع في مجالات حماية البيئة وإدارة الأزمات والصحة والرياضة وغيرها.

مقالات مشابهة

  • عمان تستكشف المسح الميداني لـ الصقر الأدهم بجزر الديمانيات
  • سلطنة عمان تعزّز عمليات تشغيل خدمات المياه بالطاقة المتجددة
  • 3 فرق تمثل سلطنة عمان في بطولة الاتحاد الدولية لهوكي الجليد
  • «الشباب»: نولي العمل التطوعي اهتماماً كبيراً لدوره في تحقيق التنمية المستدامة
  • جاهزية أنشطة الأعمال في سلطنة عمان .. نحو نمو مستدام وتعزيز لدور القطاع الخاص
  • إلهام شاهين تستمع بجمال الطبيعة في سلطنة عُمان بهذه الإطلالة «صور»
  • اتحاد الجمعيات الأهلية: إطلاق المرحلة الثانية من «حياة كريمة» خلال شهو
  • الإمام الطيب يستقبل سفير سلطنة عمان بمشيخة الأزهر
  • بعد تكريمها في سلطنة عمان.. أول تعليق للفنانة إلهام شاهين «صورة»
  • احتفاء بالزراعة.. حلقة عمل يوم الزراعة العربي في الرستاق