لجريدة عمان:
2025-01-31@22:56:15 GMT

«صوّت لنفسك في اللحظة الحاسمة»

تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT

أود الإشارة إلى أن العنوان مستوحى من قصيدة للشاعر التونسي الراحل محمد الصغير أولاد أحمد (1955-2016) القائل: «إذا كنتَ شعبا عظيما.. فصوّت لنفسك في اللحظةِ الحاسمة»، وهو القائل أيضا:

«إلهي

لينبُت دودٌ مكان البلح

ذهبنا جميعا إلى الانتخاب

ولم ينتخب أحدٌ منْ نجح!»

يلزمنا مع اقتراب موعد انتخابات بعض الجمعيات الأهلية في سلطنة عمان أن نكتب عن مشهد الانتخابات والتصويت والترشح دون أن تكون لدينا رغبة في مزاحمة الآخرين على المناصب أو إدارة الجمعيات للسنتين القادمتين، كما أننا لسنا من هواة السفر على حساب المؤسسات، لأن تسيير الإدارات التطوعية يحتاج إلى الإخلاص في العمل والاستعداد الفطري للعمل التطوعي لتطوير منظومة الجمعيات، والنهوض بها، وتقييم أدائها، وتأسيس مؤسسات مدنية قادرة على العمل وفق الخطط والبرامج والاستراتيجيات الوطنية في السلطنة بدءًا برؤية (عُمان 2040) ومرورا بالاستراتيجيات الثقافية واستراتيجيات التنمية المستدامة 2030، وغيرها من الخطط المعتمدة في البلد، فأي مؤسسة أهلية أو رسمية يتوجب عليها الإسهام في العمل الوطني عبر مواءمة برامجها مع الاستراتيجيات المذكورة.

ولذلك فقد آن الأوان لمجالس الجمعيات الأهلية أن تبلور مقترحات وأهدافا قابلة للتنفيذ لتطوير العمل المدني في سلطنة عمان، ونأمل أن يتحقق ذلك بعد أن يصدر القانون الجديد للجمعيات الأهلية. وإذا كانت الفترة الماضية مرحلة مهمة في عمل الجمعيات، فإن الواقع والطموح يدفعان إلى تغييرات جذرية في العمل التطوعي، وعدم حصر دورها في إقامة حفلات ترفيهية للأعضاء أو استخدامها روافع للحصول على عضويات ومناصب في مجالس واتحادات إقليمية وعربية يسعى إليها أصحاب الإنتاجات المتواضعة في مجالات عمل الجمعية المنتمي لها. وقبل كل ذلك فإن خلط العمل التطوعي بالرغبة الفردية في الاحتكار أسهم في تأخر هذه الجمعيات عن تحقيق أهدافها، وعطّل نجاحها في تهيئة بيئة حيوية لعملها، وقد أدى ذلك إلى عزوف النخب الفاعلة عن الاشتراك في هذه الجمعيات المهنية أو حتى التفكير في تطويرها.

إننا لا نسعى من هذا المقال إلى استعراض مآخذنا على بعض الإدارات في بعض الجمعيات التي حولت أنشطتها إلى فعاليات ترفيهية وبرامج سفريات دون تسجيل أي أثر حقيقي على واقع عملها، أو التذكير بتمسك بعض رؤساء مجالس إداراتها بمناصبهم لفترات طويلة بغية الحصول على منافع أو مكاسب شخصية، فنحن في مفتتح سنة جديدة سبقها عقد ملتقى للجمعيات المهنية الأول في سلطنة عمان، ونترقب صدور قانون الجمعيات الذي ننتظر منه تنظيم العمل المدني ووضع ضوابط واشتراطات للانتساب والترشح والتصويت، فعلى سبيل المثال يوجد أعضاء في بعض الجمعيات دون أعمال تذكر، فضلا عن أن الكثرة العددية من الأعضاء دون إنجازات قد فاقم من مشكلة الترشح والتصويت والاشتراكات السنوية التي يتوجب على الأعضاء دفعها، ناهيك عن ضعف أنشطة فروع بعض الجمعيات وسقوطها في البيروقراطية الإدارية.

نأمل من الإدارات الجديدة المترشحة لمجالس الجمعيات أن تطرح برامجها القابلة للتنفيذ أمام الأعضاء لإقناعهم بالبرنامج لا بالأشخاص، وحتى يسهل تقييم البرامج ومحاسبة المجالس على قصورها في العمل، إذ يُعد البرنامج الانتخابي محكا للجميع ودليلا على تطور العمل التطوعي، فنحن ننتظر الإنجازات لا الشعارات، ومقولة تمثيل سلطنة عمان في المحافل الدولية لم تعُد مقنعة ما لم يسندها إنجاز حقيقي ومقنع، أما رحلات الترفيه والسفر والحضور من أجل الحضور فقط في المؤتمرات والمعارض الدولية فلا تُقدم شيئا للسلطنة ولا للجمعية وأعضائها الذين لا يستفيدون شيئا من رفاهية الآخرين.

أخيرا نقول لبعض أعضاء إدارات الجمعيات: إن النقد حق متاح للجميع، وليس عليك بالضرورة أن تكون عضوا في الجمعية أو مواظبا على حضور اجتماعاتها حتى تمارس هذا الحق، فالنقد لأجل التطوير أداة من أدوات تطوير الأداء والتميز، أما الرغبة في الاستماع إلى المجاملات وعبارات الإطراء والثناء على الخواء فلن تُنمّي المجتمع ولن تحقق غاية ولا هدفا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بعض الجمعیات سلطنة عمان فی العمل

إقرأ أيضاً:

معرض الكتاب يناقش فهارس المقامات والألحان ضمن برنامج ضيف الشرف

ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، استضافت "القاعة الدولية"؛ مساء اليوم؛ ندوة بعنوان: "فهارس المقامات والألحان... موسيقيون مصريون في عُمان"، وذلك في إطار البرنامج الثقافي لضيف شرف معرض الكتاب "سلطنة عُمان".  

وأكد المشاركون في الندوة أن مصر؛ وسلطنة عمان تتمتعان بعلاقات ثقافية وموسيقية قوية؛ تعكس الروابط التاريخية بين البلدين، مشيرين إلى أن هذه العلاقات تتجلى في عدة مجالات، منها: تبادل الزيارات بين الفنانين، والحفلات الموسيقية، والتعاون في الحفاظ على التراث الموسيقي؛ كما تناول المتحدثون دور الموسيقيين المصريين في سلطنة عمان؛ وتأثيرهم على المشهد الموسيقي هناك؛ وفي هذا الإطار، أكد مدير مركز عمان للموسيقى التقليدية؛ مسلم الكثيري؛ أنه خلال فترة تولي السلطان "قابوس بن سعيد"؛ الحكم في سلطنة عمان، حظيت الموسيقى باهتمام كبير، وكان هناك انفتاحًا واسعًا على الموسيقى العالمية.  

كما أبرز الكثيري؛ اهتمام "سلطنة عمان" بإدخال عدد كبير من الآلات الموسيقية، مشيرًا إلى أن السلطان "قابوس" كان يقتني عددًا كبيرًا من الآلات، والتي تم وضعها لاحقًا في المتاحف أو بدار الأوبرا السلطانية بمسقط؛ وأن الموسيقى تعد جسرًا ثقافيًا يربط بين الشعوب، وفي هذا السياق تحظى العلاقات الموسيقية بين مصر؛ وسلطنة عمان؛ بتاريخ طويل من التبادل والتأثير المتبادل، حيث تمتد جذورها إلى التراث العربي المشترك؛ وتستمر في التطور عبر الفعاليات والتعاون الفني المستمر.  

وأضاف مدير مركز عمان للموسيقى التقليدية: "إن الموسيقى العمانية تتميز بتراثها المستمد من الموروث البحري والصحراوي، حيث تتنوع الأنماط الموسيقية بين فنون البحر مثل "الميدان" و"الدان"، والفنون البدوية مثل "الرزحة" و"العازي".  

في المقابل، تُعد الموسيقى المصرية ركيزة أساسية في المشهد الموسيقي العربي، حيث أثرت بألحانها ومقاماتها على العديد من الدول العربية، بما في ذلك سلطنة عمان؛ وتابع: "إن الأغنية العمانية الكلاسيكية تأثرت ببعض العناصر الموسيقية المصرية، لا سيما من خلال الأنماط اللحنية والطابع الطربي الذي يتميز به فن الغناء المصري؛ وفي المقابل، تحمل الموسيقى العمانية طابعًا فريدًا حافظت عليه رغم التأثيرات الخارجية، وهو ما جعلها تحظى بتقدير في الأوساط الفنية المصرية".  

ومن جانبه، أكد الفنان علي الحجار؛ أن العلاقات الموسيقية بين مصر؛ وسلطنة عمان؛ شهدت تعاونًا مثمرًا في عدة مجالات، أبرزها مشاركة الفنانين العمانيين في المهرجانات الغنائية المصرية، مثل: مهرجان الموسيقى العربية؛ بدار الأوبرا المصرية، حيث يتم تقديم ألوان مختلفة من الفلكلور العماني؛ كما استضافت السلطنة فنانين مصريين في مناسباتها الوطنية والثقافية؛ وأن هناك تبادل مستمر بين المعاهد الموسيقية المصرية والعمانية، مثل أكاديمية الفنون في مصر والفرق الموسيقية العمانية، حيث يتم تبادل الخبرات الموسيقية بين الطلاب والفنانين؛ كما شهدت السنوات الأخيرة تعاونًا بين ملحنين وشعراء عمانيين؛ مع فنانين مصريين لإنتاج أعمال موسيقية جديدة تحمل بصمات فنية من البلدين؛ لافتًا إلى أن الفرق العمانية تشارك بشكل دوري في الفعاليات الثقافية في مصر، مثل مهرجان القلعة للموسيقى، كما تستضيف عمان فرقًا مصرية لتقديم عروضها التقليدية.  

من جهته، أكد الملحن العماني؛ إبراهيم المنذري، أنه مع تطور وسائل الاتصال والتقنيات الحديثة، أصبح من السهل تعزيز التعاون الموسيقي بين البلدين، خاصة في مجال التوزيع الرقمي والترويج للموسيقى العمانية والمصرية عالميًا؛ كما أن الاهتمام المتزايد بالفنون التقليدية في السلطنة ومصر يفتح آفاقًا جديدة لتوثيق الفنون الموسيقية التراثية والحفاظ عليها؛ وشدد على أن الموسيقى تظل لغة عالمية تربط بين الشعوب، وتُعد العلاقات الموسيقية بين مصر؛ وسلطنة عمان؛ نموذجًا ناجحًا للتواصل الثقافي بين بلدين يجمعهما تاريخ مشترك؛ وحب للفن والموسيقى.

مقالات مشابهة

  • الاقتصاد الصحي في سلطنة عمان التحديات والفرص«1»
  • سلطنة عمان تطّلع على تجربة مملكة البحرين في مكافحة الاتّجار بالبشر
  • أصول القطاع المصرفي في سلطنة عمان تتجاوز 44 مليار ريال خلال 2024
  • تجليات ندوة "واقع صناعة النشر في سلطنة عمان" بمعرض الكتاب
  • عرض الإبهار .. تجربة رائعة تمتع الجماهير بمتنزه القرم الطبيعي
  • سلطنة عمان تتوقع تحسن ظروف الشحن في البحر الأحمر
  • معرض الكتاب يناقش فهارس المقامات والألحان ضمن برنامج ضيف الشرف
  • (حماة تنبض من جديد).. مبادرةٌ أطلقتها المحافظة لتعزيز العمل التطوعي وإعادة تأهيل البنية التحتية
  • بداية شهر رمضان 2025 في سلطنة عمان
  • سلطنة عمان وقطر توقعان على مذكرتي تفاهم للتعاون في عدة مجالات