لجريدة عمان:
2025-03-04@20:45:32 GMT

«صوّت لنفسك في اللحظة الحاسمة»

تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT

أود الإشارة إلى أن العنوان مستوحى من قصيدة للشاعر التونسي الراحل محمد الصغير أولاد أحمد (1955-2016) القائل: «إذا كنتَ شعبا عظيما.. فصوّت لنفسك في اللحظةِ الحاسمة»، وهو القائل أيضا:

«إلهي

لينبُت دودٌ مكان البلح

ذهبنا جميعا إلى الانتخاب

ولم ينتخب أحدٌ منْ نجح!»

يلزمنا مع اقتراب موعد انتخابات بعض الجمعيات الأهلية في سلطنة عمان أن نكتب عن مشهد الانتخابات والتصويت والترشح دون أن تكون لدينا رغبة في مزاحمة الآخرين على المناصب أو إدارة الجمعيات للسنتين القادمتين، كما أننا لسنا من هواة السفر على حساب المؤسسات، لأن تسيير الإدارات التطوعية يحتاج إلى الإخلاص في العمل والاستعداد الفطري للعمل التطوعي لتطوير منظومة الجمعيات، والنهوض بها، وتقييم أدائها، وتأسيس مؤسسات مدنية قادرة على العمل وفق الخطط والبرامج والاستراتيجيات الوطنية في السلطنة بدءًا برؤية (عُمان 2040) ومرورا بالاستراتيجيات الثقافية واستراتيجيات التنمية المستدامة 2030، وغيرها من الخطط المعتمدة في البلد، فأي مؤسسة أهلية أو رسمية يتوجب عليها الإسهام في العمل الوطني عبر مواءمة برامجها مع الاستراتيجيات المذكورة.

ولذلك فقد آن الأوان لمجالس الجمعيات الأهلية أن تبلور مقترحات وأهدافا قابلة للتنفيذ لتطوير العمل المدني في سلطنة عمان، ونأمل أن يتحقق ذلك بعد أن يصدر القانون الجديد للجمعيات الأهلية. وإذا كانت الفترة الماضية مرحلة مهمة في عمل الجمعيات، فإن الواقع والطموح يدفعان إلى تغييرات جذرية في العمل التطوعي، وعدم حصر دورها في إقامة حفلات ترفيهية للأعضاء أو استخدامها روافع للحصول على عضويات ومناصب في مجالس واتحادات إقليمية وعربية يسعى إليها أصحاب الإنتاجات المتواضعة في مجالات عمل الجمعية المنتمي لها. وقبل كل ذلك فإن خلط العمل التطوعي بالرغبة الفردية في الاحتكار أسهم في تأخر هذه الجمعيات عن تحقيق أهدافها، وعطّل نجاحها في تهيئة بيئة حيوية لعملها، وقد أدى ذلك إلى عزوف النخب الفاعلة عن الاشتراك في هذه الجمعيات المهنية أو حتى التفكير في تطويرها.

إننا لا نسعى من هذا المقال إلى استعراض مآخذنا على بعض الإدارات في بعض الجمعيات التي حولت أنشطتها إلى فعاليات ترفيهية وبرامج سفريات دون تسجيل أي أثر حقيقي على واقع عملها، أو التذكير بتمسك بعض رؤساء مجالس إداراتها بمناصبهم لفترات طويلة بغية الحصول على منافع أو مكاسب شخصية، فنحن في مفتتح سنة جديدة سبقها عقد ملتقى للجمعيات المهنية الأول في سلطنة عمان، ونترقب صدور قانون الجمعيات الذي ننتظر منه تنظيم العمل المدني ووضع ضوابط واشتراطات للانتساب والترشح والتصويت، فعلى سبيل المثال يوجد أعضاء في بعض الجمعيات دون أعمال تذكر، فضلا عن أن الكثرة العددية من الأعضاء دون إنجازات قد فاقم من مشكلة الترشح والتصويت والاشتراكات السنوية التي يتوجب على الأعضاء دفعها، ناهيك عن ضعف أنشطة فروع بعض الجمعيات وسقوطها في البيروقراطية الإدارية.

نأمل من الإدارات الجديدة المترشحة لمجالس الجمعيات أن تطرح برامجها القابلة للتنفيذ أمام الأعضاء لإقناعهم بالبرنامج لا بالأشخاص، وحتى يسهل تقييم البرامج ومحاسبة المجالس على قصورها في العمل، إذ يُعد البرنامج الانتخابي محكا للجميع ودليلا على تطور العمل التطوعي، فنحن ننتظر الإنجازات لا الشعارات، ومقولة تمثيل سلطنة عمان في المحافل الدولية لم تعُد مقنعة ما لم يسندها إنجاز حقيقي ومقنع، أما رحلات الترفيه والسفر والحضور من أجل الحضور فقط في المؤتمرات والمعارض الدولية فلا تُقدم شيئا للسلطنة ولا للجمعية وأعضائها الذين لا يستفيدون شيئا من رفاهية الآخرين.

أخيرا نقول لبعض أعضاء إدارات الجمعيات: إن النقد حق متاح للجميع، وليس عليك بالضرورة أن تكون عضوا في الجمعية أو مواظبا على حضور اجتماعاتها حتى تمارس هذا الحق، فالنقد لأجل التطوير أداة من أدوات تطوير الأداء والتميز، أما الرغبة في الاستماع إلى المجاملات وعبارات الإطراء والثناء على الخواء فلن تُنمّي المجتمع ولن تحقق غاية ولا هدفا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بعض الجمعیات سلطنة عمان فی العمل

إقرأ أيضاً:

الإسكان تستعرض فرص الاستثمار العقاري في مهرجان عالمي بفرنسا

"عمان": تشارك سلطنة عُمان ممثلة بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني في مهرجان العمران العالمي "ميبيم 2025"، الذي يُعقد في مدينة كان الفرنسية خلال الفترة من 11 ـ 14 مارس الجاري، ويُعد هذا الحدث الأبرز في مجال العقارات والتخطيط الحضري، حيث يستقطب أكثر من 20 ألف مشارك من 90 دولة، من بينهم مستثمرون، ومطورون عقاريون، ومخططون حضريون، مما يجعله منصة استراتيجية لتبادل الخبرات وعقد الشراكات العالمية، ويُعد "ميبيم" من أهم الأحداث العالمية لصناعة وعرض مستقبل العقارات، حيث يوفر فرصًا استثمارية واسعة وإمكانية الوصول إلى تمويل عالمي لمشروعات التطوير الحضري، ويركز المعرض هذا العام على محور "تشكيل مدن مستدامة"، وهو ما يتماشى مع رؤية عُمان 2040، التي تهدف إلى تعزيز الاستدامة ودمج الحلول الذكية في البنية التحتية للمدن، ويمثل جناح سلطنة عُمان فرصة لعرض أبرز المشروعات التنموية الكبرى، بما في ذلك مشروع الخوير داون تاون، مشروع مدينة صلالة المستقبلية، مشروع واجهة عمان الجبلية، مشروع مدينة السلطان هيثم، ومشروع مدينة الثريا، والتي تعكس رؤية سلطنة عمان في تطوير بيئات حضرية متكاملة ومستدامة.

وتهدف سلطنة عمان من خلال مشاركتها في "ميبيم 2025" إلى تعزيز تنافسيتها العالمية عبر الترويج لمناخ الاستثمار العقاري وإبراز الفرص النوعية التي تقدمها للمستثمرين الدوليين، كما تسعى إلى استقطاب الاستثمارات النوعية من خلال تقديم مشروعات تطويرية كبرى تدعم نمو القطاع العقاري وفق رؤية عُمان 2040، وفي إطار مواكبة التحولات العالمية في التخطيط العمراني وتبني أحدث التقنيات في بناء المدن الذكية والمستدامة، مما يعزز كفاءة المشروعات المستقبلية.

كما أن هذه المشاركة ستسهم في تحقيق عوائد اقتصادية وتنموية مستدامة من خلال زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ودعم مشروعات البنية التحتية التي تعزز النمو الاقتصادي والتنمية الشاملة.

تتضمن مشاركة سلطنة عمان في "ميبيم 2025" مجموعة من الجلسات النقاشية، من أبرزها جلسة يقدمها معالي الدكتور خلفان الشعيلي، وزير الإسكان والتخطيط العمراني، بعنوان "أثر التغيرات الديموغرافية طويلة الأجل على خلق مدن قابلة للعيش ومستدامة: الفروقات بين أوروبا والدول الأخرى"، وذلك ضمن مسرح وجهات نظر القادة الذي يستضيف أكثر من 450 متحدثًا عالميًا، كما ستُقام تسع جلسات حوارية في جناح سلطنة عمان، تسلط الضوء على أبرز الموضوعات المتعلقة بالمشروعات المستقبلية والاستراتيجيات الاستثمارية في قطاع العقارات والتنمية الحضرية.

وفي إنجاز جديد يعكس جودة وتقدم المشروعات العمرانية في سلطنة عمان، تأهل مشروع مدينة السلطان هيثم إلى المرحلة النهائية من جوائز "ميبيم 2025"، حيث تم اختياره ضمن أفضل أربعة مشروعات عالمية، وتُعد هذه الجائزة من بين الأهم في قطاع العقارات، إذ تُكرّم المشروعات المبتكرة والمتميزة في التطوير الحضري والاستدامة، وسيتم تقييمها وفقًا لمعايير تشمل الابتكار، التصميم، الأثر البيئي، ومدى إسهامها في تحسين جودة الحياة، على أن يُقام حفل توزيع الجوائز في 13 من مارس الجاري.

مقالات مشابهة

  • دور الجمعيات الأهلية في دعم الأسر الأولى بالرعاية بالوادي الجديد
  • أمسية علمية في عمان الأهلية حول المستجدات السريرية بطب الأسنان الترميمي
  • الإسكان تستعرض فرص الاستثمار العقاري في مهرجان عالمي بفرنسا
  • سلطنة عمان تحقق إنجازا طبيا بفصل توأم سيامي
  • الجمعيات الأهلية بالمغرب تتصدى لهيمنة اللغة الفرنسية
  • وزير الصناعة التقى سفير سلطنة عمان.. هذا ما تمّ بحثه
  • جلالة السلطان يصدر 4 مراسيم سامية.. عاجل
  • وزيرة التضامن تترأس اجتماع صندوق دعم مشروعات الجمعيات والمؤسسات الأهلية
  • المهرجانات.. رافد اقتصادي وسياحي يدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • نمو اشتراكات الهواتف المتنقلة في سلطنة عمان إلى 7.8 مليون بنهاية يناير2025