الاحتلال يطلب مساعدة الأمم المتحدة بعد أن وصلت العملية إلى رفح.. كيف نفهم التصريحات؟
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
وجه الاحتلال الإسرائيلي "نداء عاجلا" إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة، لمساعدته في غزة، بعد أن وصلت العملية العسكرية إلى مدينة رفح آخر منطقة وصل إليها النازحون الفلسطينيون من جميع مناطق القطاع، بمحاذاة الحدود مع مصر.
ما هو المهم في هذا؟
اعتبر الاحتلال الإسرائيلي الذي تجاهل جميع ملاحظات المجتمع الدولي، والمنظمات الدولية والأممية، وقرارات محكمة العدل الدولية، أنه "حان الوقت" الآن بعد أكثر من أربعة أشهر، للمجتمع الدولي لتقديم المساعدة في حماية المدنيين في غزة، على حد تعبيره.
وهذه هي المرة الأولى التي ينتقل فيها الاحتلال من مهاجمة منظمات الأمم المتحدة، إلى طلب مساعدتها صراحة.
وقد ينظر إلى هذا الطلب الإسرائيلي من زاويتين؛ الأولى أن الاحتلال عاجز عن إقناع المدنيين بالنزوح من رفح المتخمة بـ 1.7 مليون فلسطيني يعيشون أوضاعا سيئة، ما قد يرفع عدد الضحايا المدنيين في العملية العسكرية التي بدأت هناك مع مساء الأحد، وأثارت جدلا واسعا وتحذيرات دولية من مجازر جديدة.
من زاوية ثانية، قد يرغب الاحتلال بالتخلص من اللوم بشأن الضحايا المدنيين، وإلقاء اللوم على الأمم المتحدة في غزة والتي لا تملك أي مقومات لوجستية على الأرض.
وكان الصليب الأحمر قد صرح سابقا أنه لا يستطيع أن يضمن سلامة أي نازحين خلال الانتقال من مكان لآخر، وأنه لا يرعى رسميا عمليات النزوح إلى المناطق التي أعلنها جيش الاحتلال "آمنة" سابقا.
وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تلقت بالفعل طلبات للإخلاء من مستشفيات في شمال غزة، لكنها لم تشارك في أي عملية إخلاء، ولم تلتزم فرقها بذلك، بسبب الوضع الأمني على الأرض.
مؤخرا
وصلت العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي والأمم المتحدة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إلى أدنى مستوياتها، في خلافات وصفت بأنها "تاريخية" وغير مسبوقة إلى درجة أن الاحتلال اعتبر أن سلوك المنظمة الأممية "وصمة عار" على جبين المجتمع الدولي.
كما هاجم الاحتلال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بعد أن استخدم المادة 99 من ميثاق المنظمة للفت انتباه مجلس الأمن إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة من شأنها أن تفاقم التهديدات القائمة لصون السلم والأمن الدوليين، وحث المجلس على "الضغط من أجل تجنب كارثة إنسانية".
وانتقد وزير الخارجية الإسرائيلي السابق إيلي كوهين، غوتيريش وقال إن ولايته على رأس الأمم المتحدة تشكل "خطراً على السلام العالمي" وإن دعوة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة لا تختلف عن عملية "طوفان الأقصى" ضد الاحتلال.
على جانب آخر، تشن إسرائيل حربا كبيرة على أبرز منظمات الأمم المتحدة، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" التي تضطلع بالعمل الأبرز في غزة، إلى درجة وصفها بأنها ناطقة إعلامية باسم "حماس"، وسط دعوات لحلها، وتجفيف التمويل الدولي لها.
ماذا يقال حول الموضوع؟
قال الناطق باسم حكومة الاحتلال إيلون ليفي، في مؤتمر صحفي: "نوجه نداء عاجلا إلى المجتمع الدولي، لقد حان الوقت لمساعدتكم في حماية المدنيين في غزة من حماس".
وأضاف: "نحث وكالات الأمم المتحدة على التعاون مع جهود إسرائيل لحماية المدنيين من حماس وإخلائهم من مناطق الحرب"، وفق تعبيره.
وتابع ليفي: "لا تقولوا إن إخلاء المدنيين غير ممكن، وإنما اعملوا معنا على إيجاد الطرق للتعاون".
من جانبها، لم تعلق وكالات الأمم المتحدة على الفور على الدعوة الإسرائيلية.
لكن الأمم المتحدة، أعلنت الجمعة الماضي، أنها تشعر بقلق بالغ إزاء وضع المدنيين في رفح، على خلفية استعدادات إسرائيل لشن هجوم على المدينة الواقعة جنوبي قطاع غزة.
جاء ذلك في تصريح لستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، للصحفيين.
على جانب حقوقي قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، الاثنين، إن إجبار إسرائيل 1.7 مليون نازح فلسطيني بمدينة رفح جنوب قطاع غزة على الإخلاء مجدداً "غير قانوني، وستكون له عواقب كارثية".
جاء ذلك في منشور للمنظمة الحقوقية على حسابها عبر منصة "إكس".
وأضافت "رايتس ووتش" أن "إجبار 1.7 مليون نازح فلسطيني في رفح على الإخلاء مجددا، بلا مكان آمن يأوون إليه، غير قانوني وستكون له عواقب كارثية".
الصورة الأوسع
يرى الاحتلال أن توسيع العملية العسكرية نحو رفح التي يصفها بأنها آخر معاقل كتائب حماس المقاتلة، هي الطريقة الأنجع من أجل تحرير الأسرى في القطاع.
ويدفع الجيش بأن مزيدا من الضغط العسكري في رفح من شأنه الحصول على اتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى بشروط أفضل لتل أبيب.
فيما ترى حماس أن أي عملية عسكرية قد تشنّها على مدينة رفح ستؤدي الى "نسف مفاوضات" التبادل بين الأسرى الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين.
وقال قيادي في الحركة طلب عدم كشف اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "أي هجوم لجيش الاحتلال على مدينة رفح، يعني نسف مفاوضات التبادل" بشأن الأسرى الذين تم احتجازهم إبان هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
ماذا ننتظر؟
يترقب العالم الآن رد المنظمات التابعة للأمم المتحدة التي سترفض غالبا المسؤولية عن إقناع الفلسطينيين بالنزوح من جديد، وستطلب بدلا من ذلك وقف العملية العسكرية في رفح تجنبا لمجازر بحق المدنيين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال غزة رفح الأمم المتحدة احتلال الأمم المتحدة غزة رفح طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العملیة العسکریة المجتمع الدولی الأمم المتحدة المدنیین فی فی رفح فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة : انتهاكات الاحتلال في حرب غزة تتوافق مع خصائص الإبادة الجماعية
أكدت لجنة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالتحقيق في ممارسات الاحتلال الإسرائيلي اليوم, أن الحرب في غزة “تتوافق مع خصائص الإبادة الجماعية” مع سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى والظروف المهددة للحياة المفروضة عمدًا على الفلسطينيين.
وذكرت اللجنة في تقريرها أنه منذ بداية الحرب دعم مسؤولون في الاحتلال الإسرائيلي علنًا سياسات تسلب الفلسطينيين من الضروريات الأساسية لاستمرار الحياة من الغذاء والماء والوقود.
وأضافت أن هذه التصريحات مع التدخل المنهجي وغير القانوني في المساعدات الإنسانية يجعل نية الاحتلال الإسرائيلي واضحة في استغلال الإمدادات المنقذة للحياة لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.
وأوضحت اللجنة الأممية أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم التجويع كأداة للحرب ويوقع عقابًا جماعيًا على السكان الفلسطينيين, وذلك عبر حصاره لغزة وعرقلته للمساعدات الإنسانية مع هجمات مستهدفة وقتل للمدنيين وعمال الإغاثة على الرغم من مناشدات الأمم المتحدة المتكررة لإيقاف تلك الانتهاكات.
ويوثق التقرير كيف أن حملة القصف المكثفة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي في غزة دمرت الخدمات الأساسية وتسببت في كارثة بيئية ستكون لها آثار صحية طويلة الأمد.
وأوضحت اللجنة أنه “بحلول أوائل 2024 تم إسقاط 25 ألف طن من المتفجرات بما يعادل قنبلتين نوويتين على غزة مما تسبب في دمار واسع وانهيار أنظمة المياه والصرف الصحي وتدمير الزراعة والتلوث السام”.
ويثير تقرير اللجنة الأممية مخاوف جسيمة بشأن استخدام الاحتلال لأنظمة الاستهداف المعززة بالذكاء الاصطناعي في توجيه عملياته العسكرية وأثر ذلك على المدنيين “الذي يتجلى بشكل خاص في العدد الهائل من النساء والأطفال بين الضحايا”.
وعدت اللجنة رقابة الاحتلال المتصاعدة على وسائل الإعلام وقمع المعارضة واستهداف الصحفيين جهودًا متعمدة لمنع الوصول العالمي للمعلومات، معربة عن إدانتها لحملة التشوية الجارية ضد وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وضد الأمم المتحدة بشكل عام.
ودعت الدول الأعضاء بالأمم المتحدة إلى الالتزام بتعهداتها القانونية بمنع وإيقاف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي ومساءلتها على ذلك, مشددةً على أن المسؤولية الجماعية لكل دولة تحتم إيقاف دعم الهجوم على غزة ونظام الفصل العنصري في الضفة الغربية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية.
وستقدم لجنة الأمم المتحدة الخاصة للتحقيق في ممارسات الاحتلال الإسرائيلي تقريرها إلى الدورة الحالية للجمعية العامة في 18 نوفمبر الجاري.