كلاوس شواب: نحتاج إلى أطر أخلاقية تضمن استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
دبي - وام
في جلسة مع محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس القمة العالمية للحكومات، حملت عنوان «بناء حضارات الغد.. هل هي قابلة للصمود؟»، قال البروفيسور كلاوس شواب المؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، إنه يتوجب على قادة العالم إشراك السكان في عملية التحول نحو ما وصفه ب«العصر الذكي»، مشدداً على ضرورة جعل عالمنا أكثر استدامة وإنسانية ومساواة.
وتحدَّث شواب خلال الجلسة التي عقدت في اليوم الأول من القمة العالمية للحكومات 2024، عن 3 أهداف ينبغي على الحكومات العمل على تحقيقها فيما يتعلق بالتحول التكنولوجي السريع الذي يشهده العالم، أولها يتمثل في ضرورة استخدام التكنولوجيا لجعل عالمنا أكثر استدامة ومرونة وإنسانية ومساواة.
أما الهدف الثاني للحكومات، فحدده شواب في ضرورة إشراك السكان في عملية التغيير المستهدفة، لأن البشر يخشون، كما قال، التغييرات السريعة التي يتوجب عليهم التكيف معها في حياتهم اليومية.
وبشأن الهدف الثالث، أكد أننا بحاجة إلى الأطر الأخلاقية اللازمة لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل، وقال شواب: «إذا ما اطلعنا على القيادة في العصر الجديد، فينبغي على القائد السياسي أن يجمع بين أن يكون مطلعاً على حقيقة ما يحدث وما يمكن حدوثه، وأن يدرك التفاعلات بين التكنولوجيا والحياة اليومية، وقبل كل شيء عليه أن يكون إنساناً».
التركيز على الفرد
وبسؤاله عن إمكانية وصول العالم قريباً إلى نموذج اقتصادي مستدام، أجاب شواب: «علينا أن نعود ونستعرض السياسات الاقتصادية التي ننتهجها؛ إذ ينبغي لنا أن نركز على الفرد، فنحن نركز كثيراً في الوقت الراهن على المحافظة على ما لدينا، لكن أيضاً يجب أن نأخذ بعين الاعتبار كُلفة ما نقوم به».
وحول ما يمكن القيام به كي تستطيع الأجيال المقبلة أن تكون أكثر تأثيراً وحضوراً في هذا «العصر الجديد»، قال: «ينبغي أن تكون البنية التحتية ميسورة التكلفة، وأن تكون النظم كافة قابلة للاستخدام، وبالتالي نسمح للجميع بالوصول إلى الخدمات بطريقة مسؤولة، وبتكلفة معقولة».
وفي إجابته على سؤال «كيف يمكن للتقدم التكنولوجي السريع تشكيل مستقبل المجتمعات؟»، أشار إلى أن «وتيرة التغيير في المستقبل ستكون أبطأ، كما أن العالم سيكون مختلفاً عما نعرفه الآن خلال ال10 سنوات المقبلة».
- جاهزية للمستقبل.
وفي معرض حديثه، تطرق شواب إلى دمج البيانات الضخمة والحوسبة الكمية والذكاء الاصطناعي، مضيفاً: «علينا أن نكون جاهزين لعالم ندمج فيه كل ذلك معًا لتحقيق أكبر استفادة ممكنة لخدمة البشرية».
ونوه البروفيسور كلاوس شواب إلى أننا «نشهد مستقبلاً مدفوعاً بتكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة، ونرى فجر عهد جديد للحضارة الإنسانية، وهذه الرؤية ستطلق العنان للمجتمعات، حيث إنترنت الأشياء، والطباعة ثلاثية الأبعاد (3D)، والحوسبة الكمية، والذكاء الاصطناعي».
سد الثغرة الرقمية
وأشار إلى أن التكنولوجيا في عهد الذكاء الاصطناعي الجديد، لن تكون مجرد أداة أو امتداداً لقدرات البشرية، بل هي شريك في تشكيل العالم.
وقال: «في (العصر الجديد)، ستُمنح الأولوية لرفاهية الإنسان من خلال الروبوتات والذكاء الاصطناعي، وفي جوهر هذا التحول هناك التزام بضمان أن فوائد التطور التكنولوجي ستُقدم بالتساوي لسد الثغرة الرقمية داخل المجتمعات»، مؤكداً أن الإنسان هو جوهر هذه الرؤية للعصر الجديد.
ولفت إلى أن «العصر الذكي» سيساهم في تطوير مجال الرعاية الصحية، وتحسين تكنولوجيا المراقبة الصحية عن بعد، بحيث يمكن مساعدة من يحتاجون إليها في أقصى العالم.
وأردف: «أنتم كقادة الحكومات من تشكلون صيغة المستقبل؛ لذا نريد أن نمضي إلى عالم إنساني تكنولوجي لاستخدام كافة إمكاناتنا التكنولوجيا».
واختتم حديثه بالقول إن «هذه المحاكاة الجديدة هي قريبة منا وليست بالشيء الذي سيحصل مع الجيل القادم، كما أن سرعة هذا التحول كبيرة جداً وعلينا أن نستعد بكامل قوانا للتعامل مع هذا العصر الجديد».
يُذكر أن القمة العالمية للحكومات 2024، التي تعقد في دبي من 12 إلى 14 فبراير الجاري، تشهد في نسختها الحالية حضور أكثر من 4000 متخصص من 140 حكومة و85 منظمة دولية و700 شركة عالمية لبحث التوجهات المستقبلية العالمية الكبرى في أكثر من 110 جلسات رئيسة حوارية وتفاعلية، يتحدث فيها 200 شخصية عالمية، إضافة إلى عقد أكثر من 23 اجتماعاً وزارياً وجلسة تنفيذية بحضور أكثر من 300 وزير.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات المنتدى الاقتصادي العالمي العصر الجدید أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
أول رد من سيلين ديون بعد وقوعها ضحية الذكاء الاصطناعي
وجهت الفنانة العالمية سيلين ديون تحذيراً عاجلاً لمعجبيها حول انتشار أغانٍ مزيفة تُنسب إليها عبر منصات الإنترنت، والتي تم إنتاجها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقليد صوتها.
وقالت الكندية ديون في منشور عبر "إنستغرام" "لقد لفت انتباهنا أن هناك أغاني غير معتمدة ومولّدة بالذكاء الاصطناعي، تزعم أنها تحتوي على عروض سيلين ديون الموسيقية واسمها وشبهها يجري تداولها حالياً على الإنترنت وعبر مختلف مزودي الخدمات الرقمية".
وأضافت: "يُرجى العلم بأن هذه التسجيلات مزيفة وغير معتمدة وليست أغاني من أسطوانتها الرسمية".
وعلى الرغم أن البيان لم يشر إلى الأغاني بالاسم، إلا أنه قد تم تداول العديد من التسجيلات المزيفة على موقع "يوتيوب"، مثل أغنيتها "Heal Me Lord" التي حصدت أكثر من مليون مشاهدة، بالإضافة إلى نسخ مزيفة لأشهر أغانيها الثنائية.
A post shared by Céline Dion (@celinedion)
وفي أبريل(نيسان) 2024، وقع أكثر من 200 فنان، بما في ذلك بيلي إيليش، وكيسي ماسغريفز، وجيه بالفين، وجا رول، وجون بون جوفي، وجوناس براذرز، وكيتي بيري، وميراندا لامبرت، على رسالة مفتوحةأعربوا فيها عن قلقهم من التهديدات التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على صناعة الموسيقى.
وتشهد صناعة الموسيقى حالياً تحديات متزايدة بسبب استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء أغاني مزيفة، إذ كشفت كبرى شركات الإنتاج عن استقبالها عشرات الآلاف من طلبات إزالة هذه المحتويات سنوياً، حيث يتم خداع المستمعين وتحقيق ملايين المشاهدات غير المشروعة عبر الإنترنت.
وأشارت إحدى أكبر شركات الإنتاج في المملكة المتحدة إلى أنها قدمت 75.000 طلب إزالة لمقاطع صوتية مزيفة خلال العامين الماضيين.
وأوضحت أن هذه الظاهرة لا تقتصر فقط على انتهاك حقوق الفنانين، بل تتسبب أيضاً في خسائر مادية لهم، إذ يُخدع المعجبون لدفع أموال مقابل محتوى غير رسمي، تم التلاعب به عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي.