تونسيون مفقودون في البحر بعد محاولتهم الوصول إلى إيطاليا
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
قال الحرس الوطني التونسي، إن 17 مهاجرا تونسيا على الأقل كانوا على متن قارب متجه إلى إيطاليا مفقودون.
وأبحر من كانوا على متنها، ومن بينهم طفل يبلغ من العمر خمس سنوات، في سفينة صيد قادمة من بنزرت في شمال تونس الأسبوع الماضي.
ويبحث عنهم خفر السواحل والقوات البحرية المدعومة بطائرات هليكوبتر.
وتسلمت تونس المسؤولية من ليبيا كنقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا من أفريقيا.
على طول جزء من نهر درينا الذي يشكل الحدود الطبيعية بين البوسنة وصربيا، تشير شواهد القبور البسيطة إلى المثوى الأخير لعشرات المهاجرين الذين غرقوا في السنوات الأخيرة أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا الغربية.
أنشأ السكان المحليون في مدينة بيلينا البوسنية المكان "للحفاظ على كرامة" هؤلاء الضحايا المجهولين وإحياء ذكرى وفاتهم.
وقال نيناد يوفانوفيتش، رئيس خدمات البحث والإنقاذ في البلدة: "بدأ الأمر في عام 2016 بحوادث متفرقة تتعلق بالمهاجرين، وفي حالات عرضية عندما كنا ننتشل جثة مجهولة الهوية من النهر، لكن هذا بدأ في الزيادة في عام 2018".
وأضاف أنهم ربما انتشلوا الجثث المتحللة لما بين 40 و50 مهاجرا من الجانب البوسني من النهر منذ ذلك الحين.
وأضاف يوفانيتش: "تكون الجثث في بعض الأحيان في مرحلة متقدمة من التحلل بحيث يصعب للغاية تحديد عمرها التقريبي، ولا يمكن القيام بذلك إلا من خلال الفحص المرضي".
وبعد الفحص من قبل أخصائي الطب الشرعي، تم دفن الرفات المجهولة في السابق بعلامات خشبية بسيطة، ولكن تم استبدالها الآن بشواهد قبور حجرية أكثر متانة.
وبموجب القوانين المحلية، يتم أخذ عينات العظام من الجثث مجهولة الهوية قبل دفنها، ويجب الاحتفاظ بها لمدة ستة أشهر في حالة قيام شخص ما بالبحث عن قريب مفقود ويحتاج إلى عينة من الحمض النووي للمقارنة.
لكن الطبيب الشرعي، الدكتور فيداك سيميتش، ظل يحتفظ بالعينات لفترة طويلة بعد المهلة التي حددها القانون.
قال: "لهذا السبب أفعل ذلك تم تسجيل كل هؤلاء الأشخاص على أنهم مجهولي الهوية، لكن كان لديهم جميعًا اسم ولقب، وكان لديهم آباء وأمهات وإخوة وأخوات .
وقد دعا إلى إنشاء قاعدة بيانات للحمض النووي على الإنترنت للمهاجرين والتي يمكن استشارتها من قبل أقاربهم في البلدان البعيدة.
يلاحظ سيميتش أيضًا أي ندوب أو علامات مميزة على الجثث التي يفحصها ويحتفظ بقطع من ملابسهم، ويسعده مساعدة كل من يأتي للبحث عن مهاجر أو لاجئ مفقود.
وقال: "ليس من المفترض أن أشارك بعض المعلومات التي لدي، لكنني أفعل ذلك على أي حال من منطلق قناعتي بأن كل جسد وروح، يجب أن تجد طريقها إلى موطنها، إلى موطنها، مسقط رأسها، قريتها".
يرأس ماريو توميتش شركة بلدية في بيليينا مكلفة بإدارة وصيانة المقابر العامة في المدينة، حيث تمت إزالة العلامات الخشبية المتعفنة واستبدالها بشواهد قبور من الرخام الأسود.
وقال: كل البشر متشابهون، كلهم مكونون من لحم ودم، بما أنه لدينا الآن، لسوء الحظ، عدد كبير من المهاجرين المجهولين المدفونين هنا، فقد اعتقدنا أنه من المهم منحهم أماكن كريمة لراحتهم لأنهم لا يختلفون عنا.
وعادة ما يدخل المهاجرون البلاد من الجنوب الشرقي، ويعبرون الأنهار التي تفصلها عن صربيا والجبل الأسود، قبل التوجه نحو الجيب الشمالي الغربي للبوسنة على الحدود مع كرواتيا العضو في الاتحاد الأوروبي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحرس الوطني التونسي تونسيا إيطاليا شمال تونس تونس أوروبا
إقرأ أيضاً:
كيف تبخرت جثث 2800 شهيد في قطاع غزة؟ وما السلاح الذي استعملته إسرائيل؟
قال الدفاع المدني في قطاع غزة إن أكثر من 2800 شهيد قد تبخرت جثثهم، فما طبيعة السلاح الذي يمكن أن يبخر الجثث؟ وما تأثيراته على جسم الضحية إذا لم يقتله على الفور؟
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة الرائد محمود بصل -اليوم الاثنين- إن "عدد الشهداء الذين تبخرت أجسادهم ولم نجد لهم أثرا بسبب القصف الإسرائيلي بلغ 2842 شهيدا".
وأكد -في مؤتمر صحفي عقده وسط مدينة غزة- أن طواقم الدفاع المدني في أرجاء القطاع تواصل انتشال الجثث المتحللة لعشرات الشهداء، سواء الموجودة تحت الأنقاض أو التي تركت بالشوارع، ولم يمكن الوصول إليها بسبب القصف الإسرائيلي وحجم الدمار، وقلة الإمكانيات، خاصة في غياب الآليات الثقيلة.
وتابع "انتشلت طواقمنا في جميع محافظات القطاع جثث أكثر من 38 ألف شهيد، وأكثر من 97 ألف مصاب من الأماكن والمنازل والمباني التي استهدفتها إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023".
وطالب الرائد بصل بالسماح بإدخال طواقم دفاع مدني عربية وأجنبية إلى القطاع المحاصر، للمساعدة في البحث عن جثث أكثر من 10 آلاف شهيد لا تزال أجسادهم تحت الأنقاض حتى الآن.
وقال المركز الفلسطيني للإعلام -في تقرير نشر بداية ديسمبر/كانون الأول 2024- إن الاحتلال الإسرائيلي استخدم أسلحة محرمة دوليا تؤدي إلى حرق الأجساد وتبخرها إلى حد التلاشي.
إعلانوأضاف المركز أن "آلاف الشهداء قضوا بقنابل لا تعرف ماهيتها حتى الآن، لكنها تؤدي إلى إذابة الجثث وتبخرها جراء الحرارة العالية التي تنبعث عند وقوع الانفجار وتحول الأجساد الواقعة في (عين الاستهداف) إلى ذرات صغيرة لا ترى بالعين المجردة تتطاير وتذوب في الهواء والتربة".
ونقل التقرير عن المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش تصريحه بأن جيش الاحتلال يستخدم أسلحة لا يعرف كنهها في شمال القطاع تؤدي إلى تبخر الأجساد.
وأكد البرش في تصريحات صحفية متعددة أن نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل بهذه الأسلحة المحرمة، اختفت جثامين عائلات كاملة بعد قصفها، ولم تعثر عليها طواقم الدفاع المدني.
وأضاف أن من بين الأسلحة المستخدمة قنابل شديدة الانفجار ذات أصوات "مرعبة"، وعندما يقترب منها الشخص مسافة 200- 300 متر يتبخر.
عند أي درجة حرارة يتبخر الجسم البشري؟لا يوجد جواب علمي موثق لهذا السؤال، ولكن -علميا- درجة الحرارة المطلوبة لحرق الجثث (cremate) في إجراءات الحرق تتراوح بين 800 وألف درجة مئوية. وتعمل الحرارة الشديدة داخل الفرن الصناعي المعروف باسم غرفة حرق الجثث على تفكك الجثة حيث تعمل على تقليص الجثة إلى مركباتها الكيميائية الأساسية من الغازات والرماد والشظايا المعدنية.
تشير معطيات متعددة -وصلنا إليها في إعداد هذا التقرير- إلى أن درجة حرارة تتراوح من 1500 إلى 3000 درجة مئوية ستكون كافية لتبخير الجثة، خاصة مع تزامنها مع ضغط قوي للغاية نتيجة تفجير.
هذا يعني أن تبخر الجثث في قطاع غزة سيكون ناجما عن أسلحة تؤدي لارتفاع درجة حرارة المنطقة المستهدفة إلى أكثر من 1500 درجة مئوية، مع حدوث ضغط كبير على البدن. وهذا يقودنا إلى نوع السلاح الذي قد يقود إلى تبخر الجثث، وهو القنبلة الحرارية أو الفراغية.
ما القنبلة الحرارية؟القنبلة الحرارية (وتسمى أيضا القنبلة الفراغية أو المتفجرات الهوائية الوقودية) هي قنبلة تتكون من حاوية وقود بها شحنتان متفجرتان منفصلتان، وهذا وفقا لتقرير نشره موقع "بي بي سي".
إعلانويمكن إطلاق القنبلة الحرارية كصاروخ أو إسقاطها كقنبلة من طائرة. عندما تضرب هدفها، تفتح الشحنة المتفجرة الأولى الحاوية وتنتشر على نطاق واسع خليط الوقود كسحابة.
يمكن لهذه السحابة اختراق أي فتحات أو دفاعات في المباني غير محكمة الغلق تماما.
ثم تفجر شحنة ثانية السحابة، مما ينتج عنها كرة نارية ضخمة وموجة انفجار هائلة وفراغ يمتص كل الأكسجين المحيط. يمكن للسلاح تدمير المباني والمعدات المحصنة وقتل أو إصابة الناس.
تستخدم هذه الأسلحة لأغراض متنوعة وتأتي بأحجام مختلفة، بما في ذلك الأسلحة التي يستخدمها الجنود الأفراد مثل القنابل اليدوية وقاذفات الصواريخ المحمولة باليد.
كما تم تصميم نسخ ضخمة يتم إطلاقها من الجو، خصيصا لقتل المدافعين في الكهوف ومجمعات الأنفاق، وتكون تأثيرات هذا السلاح أشد في الأماكن المغلقة.
في عام 2003، اختبرت الولايات المتحدة قنبلة تزن 9800 كجم، أطلق عليها لقب "أم القنابل". وبعد 4 سنوات، طوّرت روسيا جهازا مشابها، وهو "أبو القنابل". وقد أحدث هذا الجهاز انفجارا يعادل قنبلة تقليدية تزن 44 طنا، مما يجعله أكبر جهاز متفجر غير نووي في العالم.
نظرا لتأثيرها المدمر، وفعاليتها ضد الأشخاص الذين يختبئون في المباني أو المخابئ، فيتم استخدام القنابل الحرارية بشكل أساسي في البيئات الحضرية (كما في قطاع غزة).
في بيان نشر في 30 أبريل/نيسان 2024، دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى "تحقيق دولي لفحص احتمال استخدام إسرائيل لأسلحة محظورة دوليا، بما في ذلك القنابل الحرارية، والتي تعمل أولا باستخدام متفجرات تقليدية صغيرة لخلق سحابة من الجسيمات أو القطرات شديدة الاشتعال. ثم يقوم جهاز متفجر ثان بإشعال سحابة المواد القابلة للاشتعال، مما ينتج عنه درجات حرارة عالية للغاية تصل إلى 2500 درجة مئوية، مما يتسبب في حرق شديد للجلد وأجزاء الجسم الداخلية، وحرق الجثث إلى حد الذوبان الكامل أو التبخر، خاصة في المناطق حيث تكون سحابة الانفجار أكثر كثافة".
إعلانوأضاف المرصد "يتعين على المحققين تحديد النوع الدقيق للسلاح المستخدم؛ وتشير التقديرات الأولية إلى أن بعض الجثث ربما بدأت أيضا في التحلل إلى رماد بعد فترة من الوفاة، نتيجة للظروف التي تسببها القنابل الحرارية".
أيضا هناك احتمالية أن يكون تبخر الجثث ناجما عن القنابل الفوسفورية، والتي تشير تقارير إلى استخدام القوات الإسرائيلية لها بكثافة، وهي أسلحة حارقة تحتوي على الفسفور الأبيض كحمولة أساسية، جرى تصميمها لتوليد حرارة شديدة تبلغ قرابة ألف درجة مئوية، إلى جانب قوتها التدميرية.
ما تأثيرات القنبلة الحرارية على صحة الموجودين في منطقة التفجير؟إذا لم يمت الشخص أو يتبخر في منطقة تفجير القنبلة الحرارية على الفور، فمن المتوقع أن يواجه تداعيات صحية متعددة
وتؤدي القنبلة الحرارية إلى موجة صدمة وضغط، يتسبب هذا في تعطيل المساحات الهوائية في الجسم، وهذا يؤثر بشكل أساسي على الجهاز الرئوي والقلب والأوعية الدموية والسمعي والجهاز الهضمي والجهاز العصبي المركزي.
الجهاز الرئويقد تؤدي القنبلة الحرارية إلى تمزق الحويصلات الهوائية، وهذا يقود إلى تسرب السوائل إلى الرئتين، مما قد يؤدي إلى امتلائهما.
المضاعفات الأخرى لتمزق الحويصلات الهوائية هي الانسدادات الغازية الشريانية ونزيف الصدر.
الجهاز القلبي الوعائيقد يتأثر الجهاز القلبي الوعائي بانسداد هوائي في القلب أو الشرايين التاجية أو بسبب تلف منتشر لعضلة القلب.
الجهاز السمعيفي التلف الخفيف، يتمزق غشاء الطبلة مع فقدان سمع خفيف. في الحالات الأكثر شدة، يمكن أن يتفكك الغشاء وتتحرك العظيمات، مما يتطلب تدخلا جراحيا. في أسوأ الحالات، تتضرر الأذن الداخلية مما ينتج عنه صمم "حسي عصبي" وألم معوق وغثيان ومشاكل في التوازن.
الجهاز الهضمييحدث تلف الجهاز الهضمي عندما تعبر موجات الضغط الناجم عن القنبلة جيوب الغاز المحاصرة في الأمعاء. تحدث الكدمات في الحالات الخفيفة، ولكن في الحالات الشديدة، قد يحدث ثقب في الأمعاء.
إعلان الجهاز العصبي المركزيالإصابة الرئيسية للجهاز العصبي المركزي من الانفجار الأولي هي الانسداد الغازي الشرياني الدماغي وقد يتسبب هذا في الوفاة.