"ليلة القدر: باب الذكر والتواجد الروحي"
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
"ليلة القدر: باب الذكر والتواجد الروحي"
ذكر الله.. ذكر الله هو تذكير واستذكار لله، سواء بالصلاة، الذكر، القراءة، أو الأعمال الخيرة، يعتبر ذلك في الإسلام وسيلة لتقريب الإنسان إلى الله وتعزيز الروحانية.
فضل الذكر.. فضل الذكر كثير ومتعدد في الإسلام. منها أنه يزيد في الاطمئنان والسكينة النفسية، ويقرب الإنسان إلى الله، ويجلب البركة والرزق، ويقوي العلاقة بين الفرد وخالقه.
فضل الذكر في ليلة القدر:
في ليلة القدر، يُعتبر الذكر والعبادة أكثر فضلًا من غيرها من الأوقات، لأن ليلة القدر هي ليلة خاصة جدًا في الإسلام، وتُعتبر خيرًا من ألف شهر. ففيها يُغفر الذنوب ويُنزل الرحمة والبركة، ومن أعظم العبادات التي يُفضل القيام بها في هذه الليلة هو الذكر والدعاء وقراءة القرآن الكريم، وتذكير بعظمة الله وعظمته، وطلب المغفرة والرحمة.
أفضل الذكر ليلة القدر:
من أفضل الأذكار ليلة القدر هو قراءة القرآن الكريم، وخاصة سورة القدر. كما يمكنك الاستغفار والتسبيح والتهليل، والدعاء بكل ما تتمناه من الخير والمغفرة والرحمة. استغل اللحظات الثمينة في العبادة والتقرب إلى الله بكل قلبك وروحك في هذه الليلة المباركة.
أحاديث متعددة للنبي صلى الله عليه وسلم عن الذكر ليلة القدر:
هناك عدة أحاديث عن فضل الذكر في ليلة القدر، ومنها:
عَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: ((قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي)) رواه الترمذي.
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" رواه البخاري ومسلم.
هذه الأحاديث تُظهر أهمية العبادة والذكر في ليلة القدر، وكيف أنها فرصة للتقرب إلى الله ولتحصيل الغفران والرحمة.
أدعية النبي في ليلة القدر:
من الأدعية التي دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر:
اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي: هذا الدعاء الذي ذكرته عائشة رضي الله عنها في الحديث المذكور سابقًا.
اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا: دعاء للمغفرة والعفو يمكن دعاؤه في هذه الليلة.
اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي: دعاء يشبه الدعاء الأول، يُظهر التواضع والطلب للعفو من الله.
اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا: دعاء جماعي يطلب من الله العفو والمغفرة للمسلمين جميعًا.
هذه بعض الأدعية التي يمكن أن يدعو بها المسلمون في ليلة القدر، بالإضافة إلى الدعاء بكل ما يخطر على البال من الطلبات والشفاعات والرغبات في الخير والمغفرة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الذكر أفضل الذكر ليلة القدر فی لیلة القدر فضل الذکر إلى الله
إقرأ أيضاً:
ثواب عيادة المريض وحكم الدعاء له
قالت دار الفتاء المصرية إن الشريعة الإسلامية حثت على عيادة المريض، وذلك لأنها من حقوق المسلم على المسلم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ: رَدُّ السَّلَامِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ» متفق عليه، واللفظ لمسلم.
ثواب عيادة المريض
رتَّب الشرع الشريف على عيادة المريض أجرًا عظيمًا؛ لِمَا فيها من الألفةِ والشفقةِ، ولِمَا يدخلُ على المريض من الأنس بعائده والسكون إلى كلامه"؛ كما يقول القاضي ابن العربي المالكي في "القبس في شرح موطأ مالك بن أنس" (3/ 1132، ط. دار الغرب الإسلامي)، وإذا كان ذلك في العيادة فكيف بالتطبيب الذي تحصل به العيادة وزيادة!
قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار على صحاح الآثار" (2/ 105، ط. المكتبة العتيقة): [وعيادة المريض: هِيَ زيارته وافتقاده، وَأَصله من الرُّجُوع، وَالْعود: الرُّجُوع، وَيُقَال: عدت الْمَرِيض عودًا وعيادة] اهـ.
حث الشرع الشريف على دعاء المسلم لأخيه المريض عند زيارته
وأوضحت الإفتاء أن الدعاء الزائر للمريض وهو في الأصل مأمور به على كلِّ حالٍ؛ قال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: 55]، وقال سبحانه: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60].
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ» أخرجه الإمام أحمد وأبو داود الطيالسي في "مسنديهما"، والطبراني في "المعجم الكبير"، وصحح الحاكم إسناده في "المستدرك".
وقد رغَّب الشرع الشريف في خصوص دعاء المسلم لأخيه، وبيَّن أنه مستجاب؛ فعن عبد الله بن يزيد قال: حدثني الصنابحي أنه سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول: "إن دعاء الأخ لأخيه في الله عزَّ وجلَّ يستجاب" أخرجه الإمام أحمد في "الزهد"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، والبخاري في "الأدب المفرد"، وابن المبارك في "الجهاد"، والدولابي في "الكنى والأسماء".
قال الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" (4/ 1526، ط. دار الفكر): [قيل: كان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة ليدعو له الملَك بمثلها، فيكون أعون للاستجابة] اهـ.
أخرج الترمذي في "سننه" عن أبي فَاخِتَةَ قال: أخذ عَلِيٌّ كرم الله وجهه بيدي، قال: انطلق بنا إلى الحسن رضي الله عنه نعوده، فوجدنا عنده أبا موسى رضي الله عنه، فقال علي: أَعَائِدًا جئت يا أبا موسى أم زائرًا؟ فقال: لا، بل عائدًا، فقال عليٌّ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الجَنَّةِ».