جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-12@09:22:13 GMT

أمريكا.. الخاسر الأكبر

تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT

أمريكا.. الخاسر الأكبر

 

محمد التوبي

بعد الأحداث في غزة وتكشّف المواقف السياسية للدول الغربية في منطقة الشرق الأوسط ولدى الحكومات، يتبين جليًّا أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الخاسر الأكبر في المنطقة..

فبعد الوقوف المخزي مع إسرائيل عدّة وعتادًا فإنَّ واشنطن تواجه الكثير من المتاعب لإقناع الشعوب العربية بدورها تجاه السلام، وحتى حكومات الدول العربية أصبح لديها يقين بأنَّ واشنطن ليست الحليف الذي يمكن الوثوق به بعد هذا الانحياز الصارخ للعدو الصهيوني على حساب الفلسطينيين الذين قدموا أنهارًا من الدماء الزكية في سبيل الحرية.

تخسر الولايات المتحدة الكثير من المصالح في المنطقة؛ لأن حلفاءها من الشعوب تعوّدوا من شيطانهم الذي أظهر ما يُبطن  لمدة 50عامًا، فوقف مع الشيطان على حساب حمام السلام من الحلفاء الذين ظنّوا يومًا أن الولايات المتحدة سوف تقف- على الأقل- بطريقة مقبولة مع إسرائيل وتظهر شيئًا من التعاطف تجاه الفلسطينيين، لا سيما الأطفال الذين كفلت لهم الحقوق كأطفال في الحرب والسلم، وكذا حقوق المدنيين من الرجال والنساء، لكن لم تجد تلك الحقوق في قلوب الأمريكان ما يمكن أن تلين به قلوبهم؛ بل العكس من ذلك جلبوا ما يمكن لهم أن يجلبوه من وسائل الإبادة والقتل، إلاّ أنهم أرسلوا توابيت صغيره لدفن الأطفال في غزة من غير خجل ولا استحياء.

يخسر الأمريكان الشعوب التي دائمًا ما كانت تعيش تحت ظل الحماية من قبل الدولة الصديقة، الرجل القوي الذي يطوف العالم برًا وبحرًا وجوًا ليحمي حلفائه الموهومين بصداقته على طريقة العربان الذين لا يمكن لهم أن يخلفوا موعدًا سوا ضربوه مع الصديق والشقيق والرفيق في يوم من الأيام. لقد عاشت الشعوب العربية وهمًا بأن حكّامهم يتفقون في ما فيه صالحهم وصالح أوطانهم، ولكن تبيّن بعد طوفان الأقصى أن واشنطن دولة لا يمكن الوثوق بها ولا في شعاراتها ولا في ما تقول وتفعل.

الولايات المتحدة تنتصر للحروب والإبادات الجماعية، وتنتصر لتهجير الفلسطينين وقتلهم وتجويعهم وهم في ميزانها ليسوا بشرًا كباقي البشريه. لقد دمّرت هذه الحرب الأسطورة العسكرية الإسرائيلية ودمّرت الرواية الأمريكية التي نشرت منذ 50 عامًا والتي ذكرت فيها أن واشنطن قائمة على استتباب السّلام بين الفلسطينيين والإسرائليين وأنها تعمل من أجل ذلك، وقد ظهرت الحقيقة جليّة مثبتةً بالحقائق والبراهين أن لا صداقة مع العرب، وإنّما مصالح تصب في صالح الكاوبوي الأمريكي، ولسنا سوى وسيلة لتحقيق مصالحهم.

الارتباك الإعلامي الذي أحدثته معركة غزة في صفوف الحكومة الأمريكية والتبجح بنصرة إسرائيل يقابله خسارة أمريكية فادحة في صفوف البلدان العربية وكراهية لا يمكن أن تمر على هذه الشعوب كما مرت مسبقًا، وهذا كلّه في ظل الإنهيار التام لمصداقية التوجهات الأمريكية في المنطقة، والانكشاف الذي أحدثته هذه المعركة على مصداقية القيم التي تتغنى بها الحكومة في واشنطن ويتغنى بها الغرب اجمع من عدالة وديموقراطية وشفافية ؛ التي اصبحت عند العرب- وحتى الحكومات العربية- ليست سوى شعارات برّاقة كذّبتها معركة غزة المباركة.

على الولايات المتحدة الامريكية أن تدرك تمام الإدراك أن ما تقوم به يقوِّض العلاقة بينها وبين الشعوب العربية وعليها أن تراجع ما قامت به من انحياز سافر تجاه هذه القضية بالاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وعليها أن ترفع الحصانة عن اسرائيل حتى تسترجع شيئًا من الثقة المفقودة، وأن تبدأ في القيام بدورها مع الدول الكبرى في اعادة اعمار ما خلفته الحرب وما قامت به من دمار شامل في فلسطين، وإلّا سيكون عبثًا ما تقوم به من أدوار خطب الود للشعوب العربية الكارهة لدورها العبثي في المنطقة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نجل ترامب الأكبر يزور صربيا ويلتقي برئيسها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش في منشور على موقع إنستجرام إنه التقى مع دونالد ترامب جونيور الابن الأكبر للرئيس الأمريكي.

وأضاف فوتشيتش، الذي عبر مرارا عن تأييده لسياسات الإدارة الأمريكية الحالية، في المنشور أنه وترامب الابن ناقشا العلاقات بين صربيا والولايات المتحدة.

وقال فوتشيتش "أكدتُ أهمية العلاقات الاقتصادية والسياسية بين صربيا والولايات المتحدة، وكذلك أهمية التعاون الاستراتيجي بين البلدين (وإقامة) مشروعات مشتركة في السنوات المقبلة".

تأتي الزيارة في وقت تحاول فيه صربيا تحقيق توازن بين السعي للحصول على الدعم من الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وعلاقاتها مع روسيا حليفتها التاريخية، والصين المستثمر الرئيسي في البنية التحتية والتعدين والطاقة.

واتفقت الحكومة الصربية وشركة الاستثمار الأمريكية أفينيتي جلوبال ديفيلوبمنت المملوكة لجاريد كوشنر صهر ترامب العام الماضي على بناء فندق في موقع المقر السابق للجيش الشعبي اليوغوسلافي الذي تضرر خلال قصف حلف شمال الأطلسي ليوغوسلافيا السابقة عام 1999.

 

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأمريكية ترحّب باتفاق اندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهوريّة العربية السوريّة
  • نجل ترامب الأكبر يزور صربيا ويلتقي برئيسها
  • بتوجيه من ولي العهد.. المملكة تستضيف محادثات بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا في جدة
  • هل ترد الجزائر على فرنسا بتعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية؟
  • اقتصادي: 3.6 تريليون دولار قيمة عجز ميزانية الولايات المتحدة سنويًا
  • السيد الرئيس أحمد الشرع في مقابلة مع وكالة رويترز: الملف السوري يبدو أنه ليس على قائمة أولويات الولايات المتحدة الأمريكية، وأعتقد أن السؤال حول وجود اتصال مع إدارة ترامب يجب أن يوجه لهم، سوريا بابها مفتوح للتواصل
  • الخارجية الأمريكية تعلن إلغاء التأشيرات والبطاقات الخضراء لمؤيدي حماس
  • أول تصريح لرئيس وزراء كندا الجديد: بلادنا لن تصبح أبدا جزءا من الولايات المتحدة
  • أفكار شريرة يمكن استخدامها فيما بعد.. انتقادات لتعنيف النساء في الدراما العربية
  • حماس تؤكد لقاءات مع أمريكا حول اتفاق غزة