جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-02@00:17:49 GMT

أمريكا.. الخاسر الأكبر

تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT

أمريكا.. الخاسر الأكبر

 

محمد التوبي

بعد الأحداث في غزة وتكشّف المواقف السياسية للدول الغربية في منطقة الشرق الأوسط ولدى الحكومات، يتبين جليًّا أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الخاسر الأكبر في المنطقة..

فبعد الوقوف المخزي مع إسرائيل عدّة وعتادًا فإنَّ واشنطن تواجه الكثير من المتاعب لإقناع الشعوب العربية بدورها تجاه السلام، وحتى حكومات الدول العربية أصبح لديها يقين بأنَّ واشنطن ليست الحليف الذي يمكن الوثوق به بعد هذا الانحياز الصارخ للعدو الصهيوني على حساب الفلسطينيين الذين قدموا أنهارًا من الدماء الزكية في سبيل الحرية.

تخسر الولايات المتحدة الكثير من المصالح في المنطقة؛ لأن حلفاءها من الشعوب تعوّدوا من شيطانهم الذي أظهر ما يُبطن  لمدة 50عامًا، فوقف مع الشيطان على حساب حمام السلام من الحلفاء الذين ظنّوا يومًا أن الولايات المتحدة سوف تقف- على الأقل- بطريقة مقبولة مع إسرائيل وتظهر شيئًا من التعاطف تجاه الفلسطينيين، لا سيما الأطفال الذين كفلت لهم الحقوق كأطفال في الحرب والسلم، وكذا حقوق المدنيين من الرجال والنساء، لكن لم تجد تلك الحقوق في قلوب الأمريكان ما يمكن أن تلين به قلوبهم؛ بل العكس من ذلك جلبوا ما يمكن لهم أن يجلبوه من وسائل الإبادة والقتل، إلاّ أنهم أرسلوا توابيت صغيره لدفن الأطفال في غزة من غير خجل ولا استحياء.

يخسر الأمريكان الشعوب التي دائمًا ما كانت تعيش تحت ظل الحماية من قبل الدولة الصديقة، الرجل القوي الذي يطوف العالم برًا وبحرًا وجوًا ليحمي حلفائه الموهومين بصداقته على طريقة العربان الذين لا يمكن لهم أن يخلفوا موعدًا سوا ضربوه مع الصديق والشقيق والرفيق في يوم من الأيام. لقد عاشت الشعوب العربية وهمًا بأن حكّامهم يتفقون في ما فيه صالحهم وصالح أوطانهم، ولكن تبيّن بعد طوفان الأقصى أن واشنطن دولة لا يمكن الوثوق بها ولا في شعاراتها ولا في ما تقول وتفعل.

الولايات المتحدة تنتصر للحروب والإبادات الجماعية، وتنتصر لتهجير الفلسطينين وقتلهم وتجويعهم وهم في ميزانها ليسوا بشرًا كباقي البشريه. لقد دمّرت هذه الحرب الأسطورة العسكرية الإسرائيلية ودمّرت الرواية الأمريكية التي نشرت منذ 50 عامًا والتي ذكرت فيها أن واشنطن قائمة على استتباب السّلام بين الفلسطينيين والإسرائليين وأنها تعمل من أجل ذلك، وقد ظهرت الحقيقة جليّة مثبتةً بالحقائق والبراهين أن لا صداقة مع العرب، وإنّما مصالح تصب في صالح الكاوبوي الأمريكي، ولسنا سوى وسيلة لتحقيق مصالحهم.

الارتباك الإعلامي الذي أحدثته معركة غزة في صفوف الحكومة الأمريكية والتبجح بنصرة إسرائيل يقابله خسارة أمريكية فادحة في صفوف البلدان العربية وكراهية لا يمكن أن تمر على هذه الشعوب كما مرت مسبقًا، وهذا كلّه في ظل الإنهيار التام لمصداقية التوجهات الأمريكية في المنطقة، والانكشاف الذي أحدثته هذه المعركة على مصداقية القيم التي تتغنى بها الحكومة في واشنطن ويتغنى بها الغرب اجمع من عدالة وديموقراطية وشفافية ؛ التي اصبحت عند العرب- وحتى الحكومات العربية- ليست سوى شعارات برّاقة كذّبتها معركة غزة المباركة.

على الولايات المتحدة الامريكية أن تدرك تمام الإدراك أن ما تقوم به يقوِّض العلاقة بينها وبين الشعوب العربية وعليها أن تراجع ما قامت به من انحياز سافر تجاه هذه القضية بالاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وعليها أن ترفع الحصانة عن اسرائيل حتى تسترجع شيئًا من الثقة المفقودة، وأن تبدأ في القيام بدورها مع الدول الكبرى في اعادة اعمار ما خلفته الحرب وما قامت به من دمار شامل في فلسطين، وإلّا سيكون عبثًا ما تقوم به من أدوار خطب الود للشعوب العربية الكارهة لدورها العبثي في المنطقة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. الـفيفا يحسم في الجدل الذي رافق تنظيم مونديال الأندية بالولايات المتحدة الأمريكية

أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة

وضع الاتحاد الدولي لكرة القدم، حدا لكل الشائعات التي تحدثت قبل أيام عن تأجيل "مونديال الأندية" في نسخته الجديدة، بسبب مشاكل مالية مرتبطة أساسا بفشل الـ"فيفا" في إيجاد مستشهرين ورعاة هذه المسابقة في نسختها الجديدة.

وارتباطا بالموضوع، أعلن رئيس الـ"فيفا" السويسري "جياني إنفانتينو"، الأحد، عن الملاعب التي ستحتضن مقابلات النسخة الجديدة من بطولة كأس العالم للأندية التي المرتقبة بالولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة الممتدة بين 15 يونيو و13 يوليوز 2025.

في ذات السياق، أكد بيان للاتحاد الدولي لكرة القدم أن هذه النسخة التي ستعرف مشاركة 32 فريقا، ستقام على 12 ملعبا، وأشار إلى أن ملعب "ميتلايف" في نيوجيرسي سيكونا مسرحا للمقابلة النهائية من هذه البطولة.

كما حدد "فيفا" الملاعب التي ستحتضن مقابلات البطولة، أولها ملعب "مرسيدس بنز" بأتلانتا، ملعب "بنك أوف أمريكا شارلوت" بكارولينا الشمالية، ملعب "تي كيو إل" بسينسيناتي، ملعب "روز بول بلوس أنجلوس" بكاليفورنيا، ملعب "هارد روك" بميامي، ملعب "ناشفيل" في تينيسي، "كامبينج وورلد" بأورلاندو، ملعب "لينكولن فاينانشال" بفيلادلفيا، ملعب "لومين بسياتل وأودي" بواشنطن، إلى جانب ملعب "ميتلايف" بولاية نيوجيرسي الذي سيحتضن المقابلة النهائية في الـ 13 يوليوز من السنة الجارية.

هذا وقد سبق لـ"فيفا" أن حدد شهر دجنبر المقبل، موعدا لإجراء قرعة "مونديال الأندية"، كما أشار إلى أن الفرق المشاركة في البطولة سيتم توزيعها إلى 8 مجموعات تضم كل واحدة منها 4 فرق، على أن يتأهل المتصدر والوصيف في كل مجموعة إلى المراحل النهائية.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة ستنسق الرد على الهجمات الصاروخية الإيرانية مع إسرائيل
  • الولايات المتحدة تحذر إيران من عواقب وخيمة إذا هاجمت إسرائيل.. أوستن: واشنطن مستعدة للدفاع عن شركائها وحلفائها بالمنطقة
  • بالفيديو.. الـفيفا يحسم في الجدل الذي رافق تنظيم مونديال الأندية بالولايات المتحدة الأمريكية
  • الولايات المتحدة تعترف بإسقاط الطائرة الأمريكية الـ11 في اليمن
  • واشنطن بوست: إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة التخطيط لعملية برية محدودة بلبنان
  • أحمد الطيبي … يمكن اغتيال شخص أو فرد ولكن لا يمكن اغتيال الشعوب
  • أحمد الطيبي: يمكن اغتيال شخص أو فرد ولكن لا يمكن اغتيال الشعوب
  • الوزير صباغ: لا يمكن فصل جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانها المستمر على سورية عن الدور التخريبي الذي انتهجته بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث واصلت تلك الدول انتهاك سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها عبر استمرار وجود قوات
  • حزب الجيد: المعارضة التركية هى الخاسر الأكبر
  • مصر أكتوبر: توجيهات الرئيس بإرسال قوافل مساعدات إلى لبنان يؤكد موقفه الداعم للشعوب العربية