التاريخ.. جدال ونقاش!
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
يوسف عوض العازمي
@alzmi1969
"وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا" (الكهف: 54)
*******
التاريخ ليس محلا للجدل العقيم، لذلك أربأ بأي باحث بأن يتخذ الجدل دربا في بحث التاريخ، التاريخ هو بإختصار نقل معلومة أثرت على زمن معين وتحليلها وتفكيكها وبحثها علميا، وأذكر أن أحد أساتذة التاريخ فسر التاريخ بأنه تفاعل بين الإنسان والزمان والمكان، وغيرها من التفسيرات التي تختلف تفاصيلها والصياغة، إنما تتمحور حول فكرة تفسير أو تعريف أو وصف علم التاريخ .
بهذا الصدد ممكن بل يحبذ الجدل العلمي المستند على قواعد ومنهج، أما الجدل العقيم الأفضل تركه على طريقة المثل الشائع : قال خانقني وأخانقك قال فارقني وأفارقك، إذ لاحظت في بعض وسائل التواصل الاجتماعي نقاشات ليست في محلها حول أحداث تاريخية بعضها مثير للجدل بصراحة، إنما ليس مكانها بالتأكيد والنقاش أن يكون في وسائل قد تجذب الآكو والماكو (أي الذي لديه علم والذي لايملك العلم !)
ومع تقديري وإحترامي لبعض الوثائق التي كتبت من قبل المستعمرين في المنطقة، ومنهم البرتغاليون والأمريكان وكذلك الوثائق البريطانية، من المهم ألا نعطيها أكثر من حقها، فهي أولا وآخر وثائق من مستعمر غير محايد، وربما حتى المعلومة المنقولة منها غير دقيقة لظروف الترجمة، ولغايات أخرى أيضا لانعلمها، لذلك يحبذ بالعاقل أن يأخذ منها المعقول ويترك مثير الجدل منها، أو ماتعتريه الشبهة . .
مهم أيضا فهم واستيعاب أن تلك الفترة كانت فترة ندر فيها العلم والتدوين من أهل المنطقة، لذا كان سوق التاريخ يبتسم للمستعمر الذي كان يرصد التاريخ بجوانبه بحسب روايات شفهية الله أعلم بصحتها، والله أعلم بدوافعها، والله أعلم بمآلاتها . .
ويبقى التاريخ والجدل خصمان لايتفارقان، إنما الأكيد أن المصداقية هي الغالبة، وهي السطر المحترم عندما تقرأه، وهي الذمة والأمانة والنزاهة، عندما يمسك القلم حي الضمير، والناقل بإنصاف، وكم من أحداث تم تشويهها، وكم من أناس تم استنقاصهم، وكم من أكذوبات أصبحت مسلمات، والسبب من يقوم بالكذب والبهتان عندما يتصدر كاتبي التاريخ ومدونيه !
إن في التاريخ وأحداثه أسوء موقف عندما يتصدر صاحب الهوى أو الأجير، لتجعله غفلة الزمن علمًا من أعلام التاريخ !
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
من جديد.. ترمب يتعهد برفع السرية عن وثائق اغتيال جون كينيدي
بغداد اليوم - متابعة
كشفت وسائل اعلام دولية، اليوم الجمعة (22 تشرين الثاني 2024)، عن تعهد الرئيس الامريكي المنتخب، دونالد ترامب مرة اخرى برفع السرية عن وثائق اغتيال جون كينيدي.
وذكرت وسائل الاعلام، انه "وخلال حملة إعادة انتخابه، تعهَّد الرئيس المنتخَب دونالد ترمب برفع السرية عن جميع الوثائق الحكومية المتبقية المتعلقة بالاغتيال، إذا ما أعيد انتخابه".
واضافت انه "وخلال فترة ولايته الأولى، قدم ترمب التزاماً مماثلاً، لكنه استسلم في النهاية للضغوط من مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) لحجب بعض المعلومات".
وتابعت انه "ولم يكشف حتى الآن سوى عن بضعة آلاف من ملايين الوثائق الحكومية المتعلقة بالاغتيال، وينصح أولئك الذين فحصوا السجلات التي تم الكشف عنها حتى الآن بعدم توقع أي كشف صادم، حتى لو تم رفع السرية عن الملفات المتبقية".
وقال مؤلف كتاب (القضية مغلقة) جيرالد بوسنر،الذي توصل فيه إلى استنتاج مفاده أن "القاتل لي هارفي أوزوالد تصرف بمفرده: إن "أي شخص ينتظر دليلاً دامغاً يقلب هذه القضية رأساً على عقب سيشعر بخيبة أمل شديدة".
ومن المتوقَّع أن يتم إحياء الذكرى الحادية والستين للاغتيال، اليوم (الجمعة)، بدقيقة صمت في الساعة 12:30 ظهراً بديلي بلازا حيث قُتِل كينيدي بالرصاص أثناء مرور موكبه.
وعلى مدار هذا الأسبوع، جرى تنظيم عدد من الفعاليات لإحياء الذكرى.
المصدر: وكالات