قمة الحكومات 2024.. وكالة أنباء الإمارات تنظم طاولة مستديرة حول مستقبل الإعلام الاقتصادي
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
نظمت وكالة أنباء الإمارات “وام” طاولة مستديرة تحت عنوان “الدور المحوري لوكالات الأنباء وتشكيل القصص الاقتصادية للمستقبل ”وذلك على هامش فعاليات اليوم الأول من القمة العالمية للحكومات 2024 بحضور نخبة من مسؤولي ومدراء وكالات الأنباء في المنطقة العربية وأوروبا وآسيا وأفريقيا ومنظمة التعاون الإسلامي.
سلطت الطاولة المستديرة الضوء على دور وكالات الأنباء في دعم اقتصادات المستقبل، ونشر المفاهيم الاقتصادية المبتكرة، إضافة إلى استعداد وكالات الأنباء للتعامل مع القطاعات الاقتصادية الناشئة، وتعزيز دور الكفاءات الإعلامية في الصحافة الاقتصادية المستقبلية، فضلا عن الدور الهام للشراكات الإعلامية بين وكالات الأنباء لتبادل الخبرات والتدريب بما يعزز خبرات وقدرات الكفاءات الإعلامية الشابة.
وأكد سعادة محمد جلال الريسي، مدير عام وكالة أنباء الإمارات “وام”، على الدور الرئيسي لوكالات الأنباء في تعزيز مفاهيم اقتصاديات المستقبل وإيصالها للجمهور بشكل فعال، مشيراً إلى أن قطاع الإعلام يشهد تطوراً ملحوظاً بما يواكب التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم مع وجود تقنيات جديدة في العمل الإعلامي كالذكاء الاصطناعي وثورة البيانات والمعلومات التي تشكل مستقبل الإعلام الاقتصادي.
وقال الريسي إن الطاولة المستديرة سلطت الضوء على 4 قضايا رئيسية من بينها أهمية التواصل مع القطاعات الاقتصادية الجديدة، والتحديات والفرص التي توفرها هذه القطاعات إضافة إلى سبل الارتقاء بالصحافة الاقتصادية، وأهمية تعزيز الشراكات الاستراتيجية بين وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المختلفة.
وأوضح أن الطاولة المستديرة خرجت بعدة توصيات تمثلت في ضرورة تدريب وتأهيل العاملين في وكالات الأنباء والمؤسسات الإعلامية من خلال إبرام شراكات مع المؤسسات الحكومية والخاصة المعنية بالشؤون الاقتصادية لتدريب الإعلاميين على كيفية التعامل مع البيانات والمعلومات المتعلقة بالاقتصادات الجديدة ومنها الاقتصاد الأخضر والعملات الرقمية والذكاء الاصطناعي.
من جانبه، أكد محمد اليامي، مدير عام اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي “يونا”، على الدور الرائد لوكالات الأنباء في التعاطي والتعامل مع الاقتصادات الجديدة رغم التحديات المحيطة، مشيراً إلى ضرورة مواكبة التحولات والتغيرات التي يشهدها المجال الإعلامي في الوقت الراهن والتكيف مع التطورات التكنولوجية الجديدة.
من جهته أكد الدكتور فريد آيار، الأمين العام لاتحاد وكالات الأنباء العربية، أن وكالات الأنباء تلعب دورا رائدا في تشكيل رأي عام قادر على فهم الاتجاهات الاقتصادية، مشيراً إلى أن غالبية الوكالات العالمية لديها أقسام اقتصادية متخصصة تقوم ببث الأخبار والمعلومات والتقارير الاقتصادية التي تهم الرأي العام.
وشدد غريغوار ناجاكا، المدير العام لاتحاد الإذاعات الأفريقية (AUB) على ضرورة التأكد من القدرات الحالية لوكالات الأنباء ومدى استعدادها لتغطية القطاعات الاقتصادية الناشئة والتفاعل معها مثل الطاقة الخضراء والعملات المشفرة والصناعات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
بدوره لفت أدريان ويلز، المدير التنفيذي لشبكة الأخبار الأوروبية “إينيكس”، إلى وجود اهتمام متزايد بالاقتصادات الجديدة والمستقبلية مشيراً إلى أن الجلسة الافتتاحية للقمة العالمية للحكومات سلطت الضوء على الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وهما أحد أبرز أعمدة اقتصاد المستقبل.
وأكدت سناء علي، المدير العام للصحافة الباكستانية الدولية (PPI) أهمية الجهود التعاونية بين وكالات الأنباء والمؤسسات الحكومية والكيانات الاقتصادية وتأثيرها المحتمل في دعم وتعزيز الاقتصادات المستقبلية، مشيرة إلى ضرورة العمل على تبادل أفضل الممارسات ودراسات الحالة الناجحة للشراكات التي تؤدي إلى تشكيل رؤى اقتصادية واضحة ومفيدة.(وام
من جهتها، أكدت إيلينا سافوفا، نائبة رئيس مكتب الأخبار الاقتصادية في وكالة الأنباء البلغارية (BTA) ضرورة تهيئة الكفاءات الإعلامية للعمل في الصحافة الاقتصادية مع التركيز على الاتجاهات والابتكارات المستقبلية، مشيرة إلى ضرورة توافر برامج تطوير معنية لتعزيز مهارات الصحفيين الذين يغطون المجالات الاقتصادية.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: وکالات الأنباء فی لوکالات الأنباء
إقرأ أيضاً:
الإعلام والذكاء الاصطناعي.. تغطية الأزمات وثورة الخوارزميات
(2-1)
هزاع أبوالريش (أبوظبي)
في هذا التحقيق، تستقصي «الاتحاد» جوانب من فرص زيادة فاعلية ورفع مهنية وتأثير وانتشار واستدامة رسالة الإعلام، من خلال توظيف استخدامات الذكاء الاصطناعي في التحقيقات الإنسانية، بتوفير البيانات الضرورية واستقاء المعلومات من المصادر الرئيسة، بغرض إثراء وإغناء التغطيات الخبرية للأزمات الإنسانية. وإنجاز مادة الرسالة الإعلامية والقصة الخبرية بمصداقية وموثوقية، وكشف جوانب التزييف وعدم الدقة الخبرية -إن وُجدت- في بعض الروايات أو البيانات، حيث يبرز هنا استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بصورة كبيرة كمصدر لا ينضب لتعزيز جودة وفرص انتشار التحقيقات الصحفية، وتحفيز دورها وحضورها الإيجابي خلال مواكبتها للكوارث والأزمات الإنسانية.
لعل من أبرز تطلعات اللحظة المهنية الإعلامية الجديدة اليوم، وخاصة أثناء تغطية أخبار الأزمات والكوارث والتدخلات الإنسانية الناجمة عنها، ما برز مؤخراً من تطلع متنامٍ لدى كثير من الإعلاميين لتوظيف الممكنات الفنية والمهنية الجديدة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي في تحقيقات العمل الإنساني بشكل خاص، وذلك لما يتيحه من فرص غير محدودة لجمع المعلومات وتحليل البيانات الضخمة، وقراءة واستشراف المشكلات المستقبلية في تحقيقات العمل الإنساني، وهو ما من شأنه رفع أداء التغطية الصحفية، وتسريع التطور وتحسين استدامة النشر الإعلامي، وصولاً إلى مزيدٍ من الارتقاء بوعي الجمهور ومستويات تلقيه لرسالة التحقيقات الإعلامية الإنسانية.
وقد أبرز كل هذا أهمية تعزيز استدامة وانتشار رسائل الإعلام، وجعل الذكاء الاصطناعي رافعة تقنية فنية جديدة لها، وخاصة ما يتعلق منها بإنجاز التحقيقات الإنسانية، حيث يمكن توظيف مختلف أدوات الذكاء الاصطناعي (AI)، لتعزيز الإسهامات الإعلامية المستدامة، وزيادة التأثير والفعالية في هذا النوع بالذات من القصص الخبرية ذات الأهمية البالغة لبُعدها الإنساني من جهة، ولصعوبة إنجاز الرسالة الإعلامية فيها عادة لاعتبارات ومصاعب وظروف لوجستية صرف من جهة أخرى.
وهي ظروف ومصاعب يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز قدرة الإعلام على احتوائها وتجاوزها ومن ثمّ أداء دوره المهني، وإيصال رسالته الإنسانية، بفاعلية، في مختلف الظروف وفي مختلف أنحاء العالم.
ومن هذا المنظور يبرز الذكاء الاصطناعي كمصدر لا ينضب لإثراء التحقيقات الصحفية، ومعالجة المعلومات، وتحليل البيانات الكبيرة بطريقة سريعة ومن مصادر كثيرة، مع إمكانية التقصي والتحري والتحقق من صحة البيانات، والأحداث على الـ«مباشر»، لحظة وقوعها و«في الوقت الحقيقي» (IRT).
وهو ما من شأنه تعزيز فرص تقديم التقارير الدقيقة والقصص الخبرية الحية والمحيّنة مع تواتر وسيلان الأحداث خاصةً خلال فترات وتحديات الأزمات الإنسانية.
ولا شك أن توظيف الإعلام لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في التحقيقات الإنسانية يزيد فرص إمكانية اكتشاف واستشراف وقوع المشكلات الإنسانية، من الأساس، باستخدام تحليلات الخوارزميات التنبئية لكشف أنماط الأزمات المحتملة مثل المجاعات، أو النزاعات المسلحة، قبل وقوعها.
كما أتاحت لوسائل الإعلام أيضاً طيفاً واسعاً من الفرص لنشر الوعي أثناء التدخلات الإنسانية السريعة، وذلك عن طريق بث رسائل وإرشادات المحتوى الإعلامي الموجّه، بالاستخدام الأمثل لتقنيات أتمتة تحرير النصوص الإعلامية والإرشادات الإعلانية، والترجمة الفورية، والدفع بالروبوتات كإيقونات إعلامية جذابة لتقديم التقارير الإعلامية ونشر الإرشادات بشكل أكثر سرعة واستدامة.
ومن شأن كل هذا زيادة القدرة الفائقة لوسائل الإعلام على تغطية القضايا والحالات الإنسانية، وتعزيز توجيه المحتوى الذي يستقطب اهتمام الجمهور المستهدف في الوقت المناسب.
وساعدت خوارزميات الذكاء الاصطناعي أيضاً في تخصيص رسائل التوعية والتحقيقات الإنسانية بناء على نوعية الجمهور والمواقع الجغرافية المستهدفة، لضمان توصيل المعلومات لمن يحتاجون إليها في الوقت المناسب.
ولا شك في أن كل هذه الفرص التقنية والمهنية التي يتيحها ويفتح آفاقها الذكاء الاصطناعي تمثل إضافة حقيقية لرفع مستويات جودة القصص الخبرية، خلال تغطيات الأزمات الإنسانية، وهذا يوفر الكثير من الجهد والتكلفة على المؤسسات الإعلامية.
وبالقدر نفسه تتيح هذه الممكنات الفنية والمهنية أيضاً فرص مساعدة فعالة للمتضررين من الكوارث والأزمات والحالات الإنسانية الاستثنائية، وذلك لما أتاحته لصناعة المحتوى الإعلامي من سعة اطلاع دائم على الأحداث، وانتشار سريع، وتوفير لحظي للتقارير الدقيقة والموثوقة مع ما يترتب على ذلك من سرعة استجابة المجتمع الدولي بمد يد المساعدة والإغاثة للمتضررين، فضلاً عما لكل ذلك من أهمية بالغة في تمكين المجتمعات المعنية نفسها من اتخاذ القرارات المدروسة والاستجابة للأزمات الإنسانية، وتقليل التكاليف المادية والأوعية الزمنية للاستجابة الفعالة.
تحديات مهنية وأخلاقية
ولكن مع كل هذه الفوائد العظيمة المعززة لفعالية الرسالة الإعلامية، بشكل عام، من خلال استخدامات الذكاء الاصطناعي في التحقيقات الإنسانية، إلا أنه تلزم أيضاً الإشارة إلى وجود تحديات مهنية وأخلاقية في استخدامه في التحقيقات الإنسانية، بشكل خاص، لعل من أبرزها وأظهرها مشكلات احتمال التعدي على خصوصية الأفراد، وإمكانية إساءة الاستخدام لتمرير روايات قد لا تخلو من التضليل والتزييف، وكذلك إمكان استغلال التكنولوجيا لترسيخ صور نمطية أو تحيُّزات معينة، وعدم الوعي بأهمية تحقيق التوازن بين الاستخدام الفعال للتكنولوجيا والحفاظ على الأخلاقيات المهنية بصفة عامة، وهذا أمر حيوي وجوهري في الرسالة الإعلامية لضمان الالتزام بمعايير الموثوقية والمصداقية.
وفي مجمل القول، فإن الذكاء الاصطناعي يفتح الآن آفاقَ طفرةٍ متقدمة وثورة قائمة جديدة في آليات عمل وسائل الإعلام، ومستويات إنتاجية الجسم الصحفي، وصولاً إلى تحقيق استدامة نجاح الإعلام في أداء رسالته الإنسانية، بنشر الوعي، خاصة خلال التحقيقات الإنسانية.
هذا فضلاً عما يتيحه من فعالية وسرعة في تعزيز القدرة الفائقة لوسائل الإعلام على التفاعل السريع مع الأخبار والأحداث والأزمات الإنسانية، ومواكبتها في وقتها الحقيقي، مما يسهم بالتالي في نشر التوعية وحشد الجهود للتعامل مع الأزمات بسرعة ودقة فائقة.
وتكاد آراء خبراء الإعلام والمختصين في مجال الذكاء الاصطناعي، تتفق على أن ثورة الخوارزميات تفتح آفاق عصر إعلامي جديد بإمكانات واعدة وصاعدة، وتزداد فعاليةً وجودة ومهنية مع شروق شمس كل يوم جديد.
وتستحق آراء خبراء الإعلام والمختصين في مجال الذكاء الاصطناعي أن نتحول إليها، لأن لديهم ما يقولونه، في هذا المقام.
تعزيز مهارات الابتكار
بداية، تدعو الدكتورة ابتسام المزروعي، رئيسة مجلس إدارة مبادرة الأمم المتحدة «الذكاء الاصطناعي من أجل التأثير الإيجابي»، مستشارة للذكاء الاصطناعي في الاتحاد الدولي للاتصالات- سويسرا، إلى ضرورة إطلاق مبادرات في العالم لتعزيز مهارات الابتكار لدى الشباب، بحيث يكون ابتكاراً مسؤولاً، يضمن استخدام الذكاء الاصطناعي في تعزيز جودة الحياة، وزيادة فرص التنمية والازدهار، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي يوفر فرصاً هائلة في مجال رفع الجودة والابتكار، ولكنه قد يأتي معه أيضاً بتحديات ومسؤوليات تتطلب تعاوناً وتنسيقاً دولياً لضمان استخدام هذه التقنيات بشكل مسؤول ومستدام.
وفي هذا السياق، أُطلقت مبادرة «الذكاء الاصطناعي من أجل المصلحة العامة» في عام 2024، بهدف تطوير شبكة عالمية من الداعمين الملتزمين بتمويل وتوفير الموارد لأنشطة الذكاء الاصطناعي حول العالم، مع التركيز على تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر للأمم المتحدة.
مستقبل العمل الإعلامي
وبدوره، تحدث الدكتور سعيد الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية- جامعة دبي، مؤكداً أن مسارات التغيير نتيجة حتمية لطفرة الذكاء الاصطناعي، وخاصة فيما يتعلق بتعريف مستقبل العمل الإعلامي، لافتاً إلى أن الذكاء الاصطناعي «لن يغير فقط ما نفعله، بل سيغير أيضاً الطريقة التي نتعامل بها مع ما نفعله».
وأشار الظاهري إلى أن من أهم النتائج الإيجابية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي تسريع التحول الرقمي عبر تكثيف الاعتماد على البيانات، وتغيير طبيعة الوظائف، وخاصة مع ظهور وظائف جديدة واختفاء وظائف تقليدية. ومن المتوقع أيضاً أن يدعم الذكاء الاصطناعي عملية صنع القرار، من خلال توفير تحليلات للبيانات أكثر عمقاً ودقة.
وأشار الظاهري إلى بعض المخاوف التي قد يطرحها الذكاء الاصطناعي، كخطر زيادة الفجوة الرقمية بين الدول، وتفاقم التحيُّزات والمعلومات المغلوطة والتزييف العميق، وانتهاك حقوق الملكية الفكرية، وكذلك بعض التحديات المتعلقة بالاستدامة، في ظل استهلاك مراكز البيانات لكميات هائلة من الطاقة والمياه، ما يدفع باتجاه زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في تشغيل مراكز البيانات، مختتماً، بضرورة حوكمة الذكاء الاصطناعي، من أجل ضمان استخدامه بطريقة مسؤولة وشفافة، ما يستوجب تعاوناً دولياً لوضع معايير وتشريعات لضمان حوكمة الذكاء الاصطناعي، ووضع معايير عالمية تضمن حقوق الإنسان، وتتجنب التحيُّزات التقنية.
رؤى واستراتيجيات
من جانبه، أوضح حمد المطيري، باحث في التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، أن من المهم أن تكون ثمة علاقة قوية بين المعنيين في مجال الإعلام والعاملين والخبراء في الذكاء الاصطناعي، بحيث يكون هناك توافق كبير بين الرؤى والاستراتيجيات والخطط التنفيذية التي تسهم في تطبيق وتوظيف الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام، لكي يكون أكثر فاعلية وإيجابية وحيوية بما يتماشى مع القضايا الإنسانية الراهنة.
ويضيف: بلاشك يوجد جانبان للذكاء الاصطناعي في الإعلام، جانب مظلم وآخر إيجابي مُشرق، فالمظلم أن هناك الكثير من الإشكاليات التي بدأت تظهر حالياً على الساحة في مجال تزييف البيانات والمعلومات المغلوطة، ما يجعل من الصعوبة بمكان تتبعها خلال تصفحك المجال الرقمي، فبالإضافة إلى كثرة وجود التقنيات المختلفة التي يمكن أن تساهم في تزييف الحقائق، مما يسبب ضرراً بالغاً في الجانب المهني الإعلامي، هذا مع صعوبة التحقق من مدى صحة المعلومة وحقيقتها، فكل هذا بحاجة إلى قوانين وتشريعات وتفاصيل دقيقة تقنّن وتؤطّر وجوده وانتشاره. وبعد ذلك تأتي مسألة التنفيذ والتطبيق.
وفي الجانب الآخر، يقول المطيري، إنه مع استخدام التقنيات الحديثة والمتطورة من خلال الذكاء الاصطناعي في معالجة البيانات، فقد بدأت تظهر لنا حقائق ربما كان الإنسان لا يستطيع إظهارها بالتحليل «العادي»، ولكن عمليات التحليل المعقدة التي تتم على الوسائط السمعية والبصرية والمواد الإعلامية توضح الكثير من الحقائق التي قد تساعد متخذي القرار على توظيف الأرقام والبيانات والإحصاءات التي تسهم في بناء الكثير من الأفكار البناءة والتصورات الإعلامية التي تخدم الفكرة والرسالة.
وتابع المطيري: لقد أصبح دور الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام محسوساً في تعزيز المحتويات وإظهارها بالشكل الصحيح والمناسب، بالإضافة إلى الاستباقية من الناحية الإيجابية، كون السبق الإعلامي من أهم مؤشرات الإعلام الناجح والمتمكن في الوصول لأكبر عدد ممكن من الجمهور.
واختتم المطيري: علينا التركيز على أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكننا التأثير عليه لإنتاج مواد إعلامية ذات جودة عالية، وبحيث نتحكم فيها وفي توجهها ونتائجها. وهنالك كثير من الأمور التي يمكن أن نناقشها في هذا الجانب، سواء منها التحديات أو الإشكاليات أو كيفية إيجاد الفرص، ومن ثم تحويلها إلى حلول ممكنة، تساعدنا في الارتقاء بمستويات أداء المنظومة الإعلامية، من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي.
التزييف العميق!
من جهة، يقول جمال يوسف الصوالحي، أستاذ مساعد في قسم الهندسة الكهربائية، بجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: باستخدام التكنولوجيا يمكن التحقق من المعلومات بشكل مفصل وواسع، إذ من خلالها أصبح الوصول إلى المعلومة ممكناً بشكل أدق وأسهل.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للباحث في القضايا الإنسانية نقد المعلومة والتثبت من صدقيتها وموثوقيتها بطرق فنية ومهنية عدة، ولكن من المهم أيضاً هنا التنبيه على ضرورة عدم أخذ المعلومات من برامج الذكاء الاصطناعي عرَضاً، من دون تدقيق، وبشكل أعمى، إذ لابد من تحليلها وعرضها على طرق التثبت والنقد، قبل الوثوق فيها أو استخدامها.
وأضاف الصوالحي: الحال أن الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً جديدة وواسعة من ناحية استخدامه في سياق إنتاج القصص الخبرية والتحقيقات الإنسانية، ومع مرور الزمن أتوقع أن يكون سقف استخداماته مرتفعاً، وربما مفتوحاً، لا يحده سوى قدرة الإنسان على التخيل. وبناء على هذا، فمن المهم جداً أن تضع الجهات المسؤولة التشريعات المناسبة لتنظيم استخدامه، وتقليل مخاطر استخدام هذه الأنظمة بطريقة مضرة أو غير مفيدة للفرد والمجتمع.
وفيما يخص الإعلام، من المهم حالياً الوعي بالتحديات المتعلقة بهذا الجانب، وفي مقدمتها كيفية منع ما يعرف بالتزييف العميق، إذ بإمكان هذه الأنظمة تقمص شكل وصوت شخصية مهمة مثلاً والتكلم بلسانها، مما قد يخلق أزمة كبيرة قد تصل حتى إلى المستوى الدولي.