عمر كمال يستعد لطرح أحدث أغانيه "الساحر" على "يوتيوب"
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
يستعد المطرب عمر كمال، لطرح أحدث أغانيه "الساحر" خلال الأيام المقبلة على موقع الفيديوهات "يوتيوب" وعددا من المحطات الموسيقية.
وانتهى عمر كمال من تسجيل الأغنية بأحد استديوهات الموسيقى، ويتم حاليا عمليات المونتاج للأغنية.
أغنية "الساحر" من كلمات وألحان عمر دولار، وتوزيع أبو عبير، وإشراف عام على الأغنية معتز عرموش وسامو، ومن إنتاج SMS وsr.
فيما طرحت sms مؤخرا أغنية "مستفز" للمطربة غفران على قناة "مزيكا" و"أنغامي" وبعض المنصات الموسيقية المختلفة، وهي من كلمات الشاعر عصام حسني، وألحان محمدي، وتوزيع أحمد أمين.
آخر أعمال نورهان درويش
كما طرحت أيضا أغنية "هنا غزة" للمطربة نورهان درويش على يوتيوب، وهي من كلمات شريف درويش، وألحان إسلام ممدوح، وتوزيع أحمد نبيل.
كلمات أغنية هنا غزة
وتقول بعض كلمات الأغنية: “هنا غزة عز العزة.. أبطال يقفون في وجه العدو. ما أسهل أن نموت.. ولا ننحني أمام جبان. فتضحياتها علامة فارقة”. دمها يكتب صمودها، وحين تموت يوم تلتقي بالحياة في الموت.. رغم الدمار، رغم الحصار، رغم المجازر والرصاص، أحيينا وأنتم الفناء، وعد الله آخر الزمان”.
وكان عمر كمال، قد طرح مؤخرا أغنية "صباحك فل" عبر موقع الفيديوهات "يوتيوب".
كلمات أغنية "صباحك فل"
يا با، يا با، يا با
يا با، يا با، يا با
يا با، يا با، يا با
يا با، يا با، يا با
شبعنا كذب كفاية حوارات
في عيونكم خمسة خمس مرات
عاملين حبايب يا حبل ذايب
انتوا في حياتي أسوء الفترات
فيجو الدخلاوي
صباحك فل يا اللي حابب سقوطي
دمار ع الكل أنا مستني موتي
أنا ماليش حل وإسأل اللي قبلك
أنا بضرب مابستخدمش صوتي
مفيش مبدأ كله واكل في كله
قالوا لي جنبك وقت الجد جلوا
أنا مقولتش بس أكيد واصل له
ده لو شوفته والله أنا مش هحل
ماليش جدعان وقت الشدة واقفة
ده كله جبان لأ تستاهلوا سقفة
أنا اللي زمان منكم حذروني
وقولت اخواتي خذلوني وباعوني
أنا اللي اديت فرصة لناس لمامة
دول أصحاب فيك حتى في الابتسامة
ومهما وفيت هتشوف غدر ياما
وجرح غويط سايب مية علامة
نعيش ونشوف أبطال ع المواقع
شباب متلوف خارج أي واقع
حريم وكيوف مزة وشوب ساقع
عملتوا أسود طب ليه جيبتوا راجع
ماتستغربش أيوة أنا لسه صاحي
أنا مابهربش أنا مسنون سلاحي
عارف كم شخص عقدتهم نجاحي
فبنجح غصب وأحلى صباح صباحي
بنعشق موت وندمن هم قاسي
مفيش مبسوط محدش قلبه راسي
بنام مكبوت وفي حوارت في راسي
فاكر خيانتهم وعامل نفسي ناسي
أسامحك آه بس أنساك لالالا
تملي معاك بس إنت اشتغالة
هنا وهناك معروف بالندالة
لئيم لاكاك عيشت حقود وعالة
ماليش في الشر بس لقيته جاء لي
بقيت مضطر أجرح لا أوبالي
لأجل الحر يرخص أي غالي
وزعلي ده مر أسود من الليالي
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أحدث أعمال عمر كمال عمر كمال نورهان درويش عمر کمال
إقرأ أيضاً:
صلاح بن البادية- سيرة رائد الحداثة الروحية في الأغنية السودانية
زهير عثمان
صوتٌ يرقص بين الروح والوطن
في فضاء الأغنية السودانية، حيث تتداخل الألحان الأفريقية مع الإيقاعات العربية، وتنحت الكلماتُ مشاعرَ الشعبِ بين ألمِ الحروبِ وبهجةِ الترابِ، يظلُّ اسم صلاح بن البادية علامةً فارقة. لم يكن مجردَ فنانٍ، بل كان ظاهرةً فنيةً جمعت بين العمقِ الروحيِّ والحداثةِ الفنيةِ، فخلقتْ لنفسها مسارًا خاصًا في ذاكرةِ السودانيين. رحلَ الجسدُ، لكن صوته ما زال يُردِّدُ في الأسماعِ: "سالَ من شعرِها الذهبُ... فتدلّى وما انسكبُ".
البدايات: من قرى الجزيرة إلى عرشِ الأغنيةِ
وُلد صلاح بن البادية في منطقة الدبيبة بولاية الجزيرة، حيثُ النيلُ ينسابُ بين الحقولِ الخضراءِ، وحيثُ تُورِقُ الأغاني الشعبيةُ كأشجارِ الطلحِ. نشأ في بيئةٍ تتنفسُ التصوفَ والمدائحَ النبويةَ، فتعلَّمَ من تراتيلِ الزوايا والصوفيةِ كيف تكون الموسيقى صلاةً. انتقلَ إلى أم درمان ليكملَ تعليمَه، وهناكَ بدأتْ موهبتهُ تتفجرُ بين جدرانِ المدارسِ والأحياءِ الشعبيةِ.
في ستينيات القرن الماضي، خطا أولى خطواته الفنية، حاملًا معه روحَ الريفِ السودانيِّ ونبضَ المدينةِ. لم يكن صوته مجردَ آلةٍ موسيقيةٍ، بل كان جسرًا بين التراثِ والحداثةِ، بين الفصحى والعاميةِ، بين الصوفيةِ والعاطفةِ الإنسانيةِ.
"سال من شعرها الذهب": حين يُولد اللحنُ من إيقاعِ القطارِ
لا يمكن ذكر صلاح بن البادية دون التوقف عند تحفته الخالدة "سال من شعرها الذهب"، التي كتبها الشاعرُ أبو آمنة حامد بلغةٍ فصيحةٍ نادرةٍ في الأغنية السودانية، ولحنها الموسيقارُ عبد اللطيف خضر الحاوي (ود الحاوي).
القصةُ التي حيكت حول اللحنِ تُجسِّدُ سحرَ الإبداعِ: في رحلةٍ بالقطارِ من بورتسودان إلى الخرطوم، استوحى ود الحاوي الإيقاعَ من دندنةِ عجلاتِ القطارِ، فسجلَّ اللحنَ على عجلٍ في منزل بن البادية فجرًا، خوفًا من أن يطيرَ الإلهامُ مع أولِ خيطِ شمسٍ.
الأغنيةُ، التي غناها بن البادية بصوتهِ الجهوريِّ الممزوجِ بالحنينِ، تحولت إلى أيقونةٍ. كلماتُها تصفُ جمالَ المرأةِ بلغةٍ شعريةٍ مدهشةٍ:
"سالَ من شعرِها الذهبُ... فتدلّى وما انسكبُ
كلما عبثتْ به نسمةٌ... ماجَ واضطربُ".
لكنها أيضًا كانت قصيدةً في حبِّ السودانِ، حيثُ الذهبُ رمزٌ لثراءِ الأرضِ، والنسيمُ إشارةٌ إلى شوقِ المغتربين.
الحداثة الروحية: حين يصيرُ الغناءُ ابتهالًا
تميز بن البادية بقدرتهِ على تحويلِ الأغنيةِ العاطفيةِ إلى تجربةٍ روحيةٍ. في أعمالٍ مثل "يا زهرة الروض الظليل" و"وا أسفاي"، مزجَ بين الغناءِ الصوفيِ والعاطفةِ الإنسانيةِ، فكان صوتهُ يُشبهُ الدعاءَ.
أسلوبُه اعتمد على:
الانتقاء الشعري الراقي: تعاون مع شعراء كبار مثل أبو آمنة حامد والتجاني حاج موسى، واختار قصائدَ تحملُ طبقاتٍ من المعنى.
التلحين الهادئ العميق: فضلَ الألحانَ التي تتنفسُ برويةٍ، كأنها تيارٌ نهرِيٌّ يلامسُ الشواطئَ.
الأداء المسرحيِّ الوقور: على المسرح، كان يرتدي الجلبابَ الأبيضَ، ويحركُ يديهِ كأنه يُناجي السماءَ.
أغنياتٌ صارت عيونًا: بصماتٌ لا تُنسى
من أبرز أعماله التي شكلت "عيون الأغنية السودانية":
"ليالي الخير": احتفاليةٌ بالأملِ، لحنٌ يرقصُ بين الفرحِ والطمأنينةِ.
"كسلا": قصيدةٌ في حبِّ المدينةِ، غناها وكأنها معشوقةٌ تستحقُ التمجيدَ.
"ردي النضارة": حوارٌ مع الذاتِ عن فقدانِ البراءةِ في زمنِ الحربِ.
في كلِّ أغنيةٍ، كان بن البادية يحفرُ في الذاكرةِ الجمعيةِ للسودانيينَ، ليتركَ نقشًا يقولُ: "هنا مرَّ فنانٌ رأى الجمالَ حتى في جراحِ الوطنِ".
الجدلُ الفنيُّ: عندما اختلفَ العمالقةُ
أثارتْ أغنيةُ "سال من شعرها الذهب" غضبَ الفنانِ الكبيرِ إبراهيم عوض، الذي اعتبر أن ود الحاوي كان يجب أن يمنحَ اللحنَ لهُ بعد تعاونهما الناجحِ في أغانٍ مثل "المصير". لكن التاريخَ أثبتَ أن اختيارَ ود الحاوي لبن البادية كانَ صائبًا، فقد حوّلَ الصوتُ القويُّ والروحُ التأمليةُ الأغنيةَ إلى تحفةٍ خالدةٍ.
الإرثُ: ما بعد الرحيلِ
رحل صلاح بن البادية تاركًا وراءه إرثًا غنائيًا يُدرسُ في كلياتِ الموسيقى، وصوتًا ما زالَ يُعيدُ للسودانيينَ ذكرياتِ زمنٍ كان الفنُّ فيهِ رسالةً وليسَ سلعةً. اليومَ، تُعيدُ الأجيالُ الجديدةُ اكتشافَ أغانيهِ، لا كتراثٍ فحسب، بل كدليلٍ على أن الفنَّ الحقيقيَّ لا يموتُ.
في زمنِ الانقساماتِ، يظلُّ بن البادية رمزًا لوحدةِ السودانِ الثقافيةِ، حيثُ لا فرقَ بين شمالٍ وجنوبٍ، إلا في تنوعِ الإيقاعاتِ التي تجتمعُ تحتَ سماءِ أغانيهِ.
النغمةُ التي صارتْ ترابًا
عندما يُذكر صلاح بن البادية، يُذكر السودانُ بكلِّ تناقضاتِه: جمالُ الأرضِ وقسوةُ الحروبِ، غنى الثقافةِ وفقرُ السياسةِ. كانَ صوتُه مرآةً لهذا التناقضِ، لكنه اختارَ أن يُغني للجمالِ رغمَ الجراحِ. اليومَ، وبعد رحيلِه، صارتْ أغانيهِ جزءًا من ترابِ السودانِ، تُنبِتُ كلما مرَّ عليها مطرُ الذاكرةِ.
رحم الله صلاح بن البادية، فقد كان نغمةً صادقةً في سماءِ الفنِّ السودانيِّ.
zuhair.osman@aol.com