جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-19@23:37:04 GMT

وانفجر الأنبوب كعادته!

تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT

وانفجر الأنبوب كعادته!

 

 

جابر حسين العماني

jaber.alomani14@gmail.com

 

كثيرة هي الأعطال الفنية التي قد تصيب الخدمات التي تقدمها الجهات المسؤولة على أرض الوطن للمواطنين الأعزاء، والتي يدفع المواطن في النهاية فواتيرها، وهذا أمر طبيعي فلا شيء يمكن أن يدوم في الحياة بشكل دائم وأبدي، لذا ينبغي على الجهات المسؤولة العمل على صيانة تلك الأعطال بشكل دوري حتى لا يقع المواطن ضحية للإهمال والتسويف.

إن ظاهرة انفجار وتسرب المياه الحكومية أصبحت اليوم تؤرق المجتمع وتزعج أفراده، بسبب المشاكل التي تخلفها والتي باتت تشكل ضررًا بليغًا على المجتمع وأفراده، وأصبح المواطن يُعاني مما يراه من انفجارات مُستمرة لتلك الأنابيب وبشكل متكرر.

أثناء مُتابعتي لوسائل التواصل الاجتماعي لفت انتباهي انتشار فيديو لأحد المواطنين، كان خارجًا من بيته وإذا به يتفاجأ بتدفق المياه من أحد الأنابيب المغذية لتلك المنطقة السكنية، وكان الماء يخرج وألوانه لا تسر الناظرين، مما يدل على تلوثه وعدم صلاحيته للاستخدام الآدمي.

وجه المواطن شكواه بحرقة قلب قائلًا: انظروا إلى شبكة الماء! هل هذا الماء صالح لاستخدام الناس؟ كيف يصلنا نحن البشر هذا الماء إلى بيوتنا لشربنا واستخدامنا! وكان المواطن يطالب بإيصال صوته من خلال مقطع الفيديو المصور إلى سعادة والي الولاية.

ذلك المشهد أصبح مع كل الأسف يتكرر في بعض الولايات التي تكون فيها تلك الأعطال الفنية بسبب رداءة الأنابيب المستخدمة، فضلاً عن انتشار البرك المائية، وتجمع الحشرات الضارة على تلك المياه الراكدة، وهدر المياه وعدم إيقافها بالشكل المباشر، وعرقلة مسير الناس، وتشكيل حفر كبيرة مليئة بالمياه بحيث تؤثر على سير المركبات المارة، وانتشار الروائح الكريهة والنتنة فيها، والتأخير المفرط الذي يصل ما بين 6 ساعات إلى 24 ساعة، وأحياناً تستمر الأعطال لأيام حتى يتم إصلاح تلك الأنابيب بسبب تلك الانفجارات المزعجة.

يا ترى من المسؤول عن تلك الإخفاقات المتكررة التي باتت تؤرق المجتمع؟ ومن المُعوِّض الحقيقي للمواطن الذي يصل إليه ذلك الماء ملوثًا أحيانًا؟ والذي يؤثر على صحته وعافيته وسلامته ونفسيته سلبًا لا إيجابًا.

اليوم هناك مسؤولية يجب أن تتحملها الشركات المسؤولة عن توزيع شبكات المياه وتوفيرها في البلاد، حتى لا يكون المواطن ضحية تلك الأعطال.

إن حفظ سلامة المواطن أمر في غاية الأهمية، لذا يجب أن يكون في قائمة الأولويات التي يجب العمل عليها بكل إخلاص وتفانٍ وجدٍ واجتهاد، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ".

وقال الشاعر أحمد شوقي:

أيُّها العمَّال أفنُوا // الْعُمْر كدًّا واكتسابَا

واعمُروا الأرض فلولا // سعيُكمْ أمستْ يَبَابَا

وقال:

أتقِنوا يُحببْكمُ اللهُ // ويرفعْكمْ جنابَا

إن للمتقنِ عند // اللهِ والناسِ الثوابَا

اليوم هناك اتفاقيات ومعاهدات تم التوقيع عليها في تلك الشركات، بهدف خدمة المواطنين وتقديم الخدمات لهم بالشكل المطلوب، ولم تكن تلك المعاهدات من باب الترف والتشريف والتقاط الصور والسمعة والرياء، بل لكي تكون في محل التكليف والتطبيق والتطوير والازدهار، وهي جزء لا يتجزأ من ثقافة السلوك العلاجي الذي يجب العمل عليه باستمرار دون ملل أو كسل أو خجل، ذلك لجعل المجتمع يعيش في أحسن حال من أحواله سالمًا غانماً منعماً.

أخيرًا.. ندعو شركات المياه لتطوير شبكات أنابيبها، وعدم الاكتفاء بإصلاح الأعطال الفنية المتكررة فحسب، وإنما تغيير الأنابيب القديمة التي أكل عليها الدهر وشرب، واستبدالها بالأنابيب الجديدة ذات الجودة العالية، والقادرة على تحمل كل الظروف والعوامل المناخية التي تمر بها بشكل أفضل وأطول، قال تعالى: "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ" (الأنبياء: 30).

علينا أن نحافظ على نعمة الماء وذلك بأن نجعله يسير في الأنابيب النظيفة والصالحة للاستخدام حتى إذا وصل للناس وصل وهو عذب نظيف لا غبار عليه، وألوانه تسر الناظرين.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر: الحوار منطق العقول الراشدة التي تسعى للصواب بعيدا عن الضجيج

أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن المؤتمر الذي تعقده كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر بعنوان: « الدعوة الإسلامية والحوار الحضاري رؤية واقعية استشرافية»، مؤتمر مهم أحسنت الكلية في اختيار موضوعه، لافتًا إلى أن عنوان المؤتمر السابق لكلية كان: «نحو شراكة أزهرية في صناعة وعي فكري آمن رؤية واقعية استشرافية »، والقاسم المشترك بين المؤتمرين هو الحرصُ على تحديد آفاق الرؤية التي تضع عينا بصيرة على الواقع بهمومه وقضاياه وتضع العين الثانية على استشراف المستقبل لترمق ملامحه من بعيد، والنفوس شغوفة بما يكون في المستقبل تسترق السمع، تتحسس صورته التي ربما لا يمهلها الأجل لتراها رأي عين.

ودعا رئيس جامعة الأزهر، خلال كلمته بالمؤتمر، اليوم الأحد، إلى ضرورة أن يَعْمَلَ الإنسانُ في يومِه لما يُسْعِدُهُ في غده، مستشهدًا بمقولة سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا"، وأن التخطيط للمستقبل والسعي لما يحقق تقدم العباد والبلاد لتُتِمَّ الأجيالُ القادمةُ ما بدأته وتعبت فيه الأجيالُ المعاصرة لهو من أهم وسائل القوة والنجاح والتقدم والازدهار، وقد سبقتنا الأمم بإتقانها هذا التخطيطَ وإحسانِها رؤيةَ آفاق المستقبل التي تقوم على أسس قوية وأعمدة راسخة تؤسس للبناء عليها في المستقبل.

وفي حديثه عن الحور الحضاري، بيَّن رئيس جامعة الأزهر أن موقع الحوار من الدعوة الإسلامية كموقع الرأس من الجسد، ولا يصلح الجسد إلا بالرأس، وتاريخ الحوار موغلٌ في القدم، يعود إلى بَدْءِ خلق الإنسان، حين خلق الله تعالى سيدنا آدم عليه السلام وأمر الملائكة بالسجود له وأمر إبليس بالسجود له، فدار حوار بين الله جل جلاله وبين الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، كما جرى الحوار بينه سبحانه وبين إبليسَ أشقى خلقه، وبينه سبحانه وبين سيدِنا آدمَ وذريتِه الذين كرَّمَهُم الله جل وعلا وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا، وقص الذكر الحكيم هذه الحواراتِ في كثير من سور الكتاب العزيز، ولو شاء سبحانه لأمرهم جميعا فأتمروا، ونهاهم جميعا فانتهُوا، ولكنه جل وعلا يعلمنا أن نلزم الحوار سبيلا مع الأخيار والأشرار، لتتضح الحجة، ويَمِيزَ الحقُّ والباطل، ليحيا من حَيَّ عن بينة ويَهْلِكَ من هلك عن بينة. وهكذا يعلمنا الذكر الحكيم حتى لا نَغْفُلَ عن هذه الوسيلة الإقناعية.

وأوضح فضيلته أنه بالحوار قامت السماوات والأرض فلم يقهرهما خالق القوى والقدر على طاعة أمره حين خلقهما، ولو قهرهما لخضعتا وذلتا، بل خيرهما وحاورهما وسجل ذلك في محكم التنزيل العزيز فقال سبحانه: " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ( فصلت 11). مضيفًا فضيلته أن الحوار هو منطق العقول الراشدة التي تسعى إلى الوصول إلى الصواب والسداد، في أناة وحيدة وإنصاف، بعيدا عن التشويش والضجيج الذي يملأ الأفق ويسد المسامع ويعصف بالحق.

وأكد فضيلته أن الحوار الحضاري هو الحوار الصادق الذي يتغيا الحق والعدل والإنصاف، وليس فيه " حق الفيتو " الذي يغلب فيه صوت الفرد أصوات الجماعة، وكما قالوا "رأي الجماعة لا تشقى البلاد به رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها"، حق الفيتو الذي تستحل به الدولة العظمى القوية دماء الدول المستضعفة وتستبيح قتل رجالها ونسائها وأطفالها كما يحدث اليوم في غزة في حرب ضروس استشهد فيها أكثرُ من أربعين ألفِ شهيد، منهم أكثرُ من عشرة آلاف طفل لا تتجازو أعمارهم سن العاشرة، فضلا عن النساء والعجائز.

وتابع فضيلته أن هذا يحدث منذ سنة كاملة من الإبادة الجماعية التي تقوم بها آلة الدمار الصهيوني على مرأى ومسمع من العالم الذي طالما تغنى بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وأقام البرلمانات الدولية وتفاخر باعتمادها على حرية الرأي والحوار الحضاري واحترام العهود والمواثيق الدولية إلى آخر هذه العبارات الطنانة التي لا وجود لها عند التعامل مع المسلمين.

وأضاف أن لغة الحوار هي لغةُ العقل والمنطق، ولغةَ الحرب هي لغةُ السلاح والدمار، فيا عقلاء العالم: لماذا تركنا لغة السلام إلى لغةِ السلاح، ومنطقِ السلاح، ودمارِالسلاح، وإزهاقِ الأنفس والأرواح؟

فهل يمكن أن نجتمع على كلمة سواء توقف هذا الدمار؟ هل يمكن أن تصمت أصوات المدافع وتنطق أصوات الحوار الراشد بالدعوة إلى الاحتكام إلى العقل والمنطق والحكمة والسلام؟

وقال رئيس جامعة: "إنني على يقين أن أمتنا الإسلامية إذا اتحدت واجتمعت كلمتُها فإن وَحدتها جديرةٌ بأن تُذْهِبَ " حق الفيتو " إلى غير رجعة، وتَرْكُمَه في مزبلة التاريخ، لأنه حقٌّ قام على الظلم والجَور والعدوان، وليس له مثقالُ ذرة من وصف الحق الذي يحمل اسمه، فهو حق أُرِيدَبه باطل، وظلمٌ ينبغي حَذْفُهُ من جميع المواثيق الدولية، بل هو رِجْس ونَجَسٌ لا يغسل أدرانَه ماء البحر!!

وفي ختام كلمته، أعرب فضيلته عن تقدير جامعة الأزهر لهذه الجهودَ المخلصة التي يقوم بها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذُ الدكتور أحمد الطيب شيخُ الأزهر الشريفِ حفظه الله تعالى في ملف مهم جد، ملفِّ " الحوار الإسلامي الإسلامي " الذي يسعى إلى جمع كلمة الأمة الإسلامية، وَلَمِّشملِها، ووحدةِ صفها، حتى تكونَ لها رايةٌ مرفوعة، وكلمةٌ مسموعة، وتستردَ عافيتها وعزتها وكرامتها وتغسلَ عن وجهها المشرقِ وجسدِها النظيف أدرانَالفُرقة والتشتُّتِ والضَّعْفِ، وتعودَ أمةً واحدة كما أمر الله جل وعلا في قوله: " إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ " ( الأنبياء 92)، نقولُ لأشقائنا في العالم الإسلامي: أطفئوا نار الخلاف والشقاق والنزاع، وتذكروا أننا جميعا أمةٌ واحدة، وأن السهم الذي يصيب به أحدُنا أخاه يرتد في صدره ويصيبُه هو.

اقرأ أيضاًأمين عام «البحوث الإسلامية» يلتقي نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي

رئيس جامعة الأزهر: العلاقات المصرية الفرنسية علاقات متينة وقوية

رئيس جامعة الأزهر: ندرس إنشاء كلية متخصصة في الذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • أمير تبوك ينوّه بما توليه القيادة الحكيمة من عناية واهتمام لكل ما يخدم المواطن من المشروعات التنموية
  • أمير تبوك يستقبل المواطن ممدوح العطوي الذي تنازل عن قاتل أخيه لوجه الله تعالى
  • أمير تبوك يستقبل المواطن ممدوح العطوي لتنازله عن قاتل أخيه لوجه الله تعالى
  • أدعية قضاء الحوائج.. ردد هذه الكلمات التي لا ترد
  • رئيس اتحاد السباحة: أعرف الأندية التي لم تصوت لي في الجمعية العمومية
  • أسامة الجندي: الأمانة من أسمى وأرقى الأخلاق التي أوكلها الله للإنسان
  • رئيس جامعة الأزهر: الحوار منطق العقول الراشدة التي تسعى للصواب بعيدا عن الضجيج
  • خطوات فعالة لمحو الأعطال العالقة في كمبيوتر السيارة
  • ما هي الأعمال التي تجعلنا نرى رسول الله في الجنة؟
  • روسيا.. تطوير أجهزة لتنقية المياه بواسطة البلازما