اتهم المتحدث الرسمي باسم "جيش سوريا الحرة" المدعوم من "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن، عبد الرزاق خضر، النظام السوري، بزعزعة استقرار منطقة "التنف" عند المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي، معتبراً في حديث خاص لـ"عربي21" أن "المنطقة باتت محط أنظار جميع الأطراف الفاعلة في الشأن السوري".

وأوضح أن "النظام السوري يعمد من خلال وكلاء على إقناع سكان مخيم الركبان الذي يقع في المنطقة بالعودة إلى مناطق سيطرته"، مبيناً أن "النظام يتحدث عن إلغاء جميع الملاحقات الأمنية للعائدين من المخيم".



يأتي ذلك بعد تعرض المنطقة إلى أكثر من هجوم مؤخراً من قبل إيران ومجموعات تابعة لها، انطلاقاً من الأراضي العراقية، على حد تأكيده.

وقال خضر إن الهدف من كل ذلك، هو زيادة الضغط على سكان المنطقة و"جيش سوريا الحرة"، لافتاً إلى تعرض المنطقة ومنازل عائلات من الجيش إلى هجمات بالمسيرات، لم تخلف أي أضرار.

حصار خانق
بدوره، تحدث رئيس المجلس المحلي في مخيم الركبان، محمد أحمد الدرباس، عن تشديد النظام السوري للحصار المفروض على منطقة التنف، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء بأضعاف مقارنة بالأسعار في مناطق سيطرة النظام.

وأضاف لـ"عربي21" أن منطقة "التنف" تعتمد لتأمين الغذاء على المواد القادمة من مناطق سيطرة النظام، متهماً الأخير بفرض ضرائب كبيرة على الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية، ومنع وصول الأدوية.
وقال إن "الدعم الذي يقدمه التحالف لسكان المخيم لا يكفي حاجة السكان، بحيث يقتصر الدعم على الدقيق لإنتاج الخبز، والكميات المخصّصة غير كافية".

وعلى حد تأكيد الدرباس، يؤوي المخيم حالياً نحو 9 آلاف نازح غالبيتهم من أهالي مدينة تدمر والقريتين بريف حمص، ودير الزور وريفها، وريف حماة وحلب ودمشق.

وفي العام 2017، كان عدد سكان المخيم يفوق الـ80 ألف نازح، غير أن الحصار الذي فرضه النظام على المخيم منذ العام 2019، والظروف الصعبة أسهمت في انخفاض عدد سكان المخيم.

هجمات إيرانية وروسية
مؤخراً، تصاعدت الضربات التي تتعرض لها المنطقة، من روسيا وإيران والنظام السوري، ويضع الباحث في مركز "جسور للدراسات"، وائل علوان، الحصار ومحاولات النظام إفراغ المنطقة من السكان في إطار سياسة إيران الهادفة إلى زيادة الضغط على القواعد الأمريكية في سوريا.


ويقول لـ"عربي21"، إن إيران تريد من خلال الضغوط التفاوضية استفزاز الموقف الأمريكي، من أجل دفع واشنطن إلى تقديم تنازلات من الإدارة الأمريكية الحالية، حيث تخشى طهران عودة إدارة أمريكية "جمهورية" للبيت الأبيض، في الانتخابات الأمريكية المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر القادم.

وفي 28 كانون الثاني/ يناير الماضي، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية عن مقتل 3 جنود أمريكيين في هجوم بطائرة مسيرة ضرب قاعدة شمال شرق الأردن قرب الحدود مع سوريا، في محيط قاعدة التنف.

وقبل ذلك تعرضت القاعدة لهجمات بالمسيرات الإيرانية، وقبلها لغارات جوية روسية، ما يعني وفق العديد من المراقبين أن هناك ما يشبه تقاطع المصالح بين النظام وإيران وروسيا على استهداف التنف، بغية دفع الولايات المتحدة إلى الانسحاب من هذه المنطقة التي توصف بـ"الاستراتيجية" والهامة لمراقبة نشاط إيران وتحركاتها بين العراق وسوريا.

ما خيارات الولايات المتحدة؟
ويطرح تصاعد الهجمات ضد قاعدة "التنف" تساؤلات بخصوص احتمال انسحاب الولايات المتحدة منها؛ حيث يقول الباحث في "المجلس الأطلنطي" قتيبة إدلبي، إن "التركيز على استهداف قاعدة التنف يأتي ضمن استراتيجية إيرانية- روسية، تهدف إلى إخراج الولايات المتحدة من سوريا".

ويضيف لـ"عربي21"، أن "استهداف المنطقة أو القاعدة الأمريكية فيها هو أسهل من استهداف القواعد الأمريكية الأخرى في دير الزور والحسكة، لأن المنطقة معزولة ولعدم وجود طرف محلي مسيطر فيها".


وعن أهمية المنطقة يوضح إدلبي، أن "أهمية منطقة التنف تأتي من وقوعها على طريق الإمداد الإيراني من العراق إلى سوريا ولبنان"، مبيناً أن "القاعدة تتيح لواشنطن جمع معلومات استخباراتية متقدمة للولايات المتحدة و"إسرائيل"، ما يعني أن القاعدة مهمة للولايات المتحدة والحلفاء أيضاً".

أما عن خيار الانسحاب الأمريكي، فقد أكد إدلبي، أن "خيار الانسحاب يتم النقاش فيه، لكن لا وجود لخطة انسحاب في المدى القريب على الأقل في العام الجاري والعام 2025".

وعن السيناريوهات القادمة، يربط الباحث المقيم في الولايات المتحدة، بين مستقبل التواجد الأمريكي في "التنف" وبين نجاح واشنطن في حل الإشكاليات مع العراق، ويقول: "الوجود الأمريكي في سوريا يعتمد على الجسر البري والدعم اللوجستي الذي يصل القواعد الأمريكية في سوريا من العراق".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية سوريا التحالف الدولي واشنطن النظام السوري سوريا واشنطن النظام السوري التحالف الدولي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة النظام السوری

إقرأ أيضاً:

"الخزانة الأمريكية": الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة تستهدف شركة أبحاث إيرانية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات جديدة على إيران استهدفت شركة "حكيمان شرق" للأبحاث ومقرها مدينة أصفهان، والتي تتهمها واشنطن بالمشاركة في أعمال أبحاث وتطوير للأسلحة لصالح إيران.

وأضافت الوزارة - في بيان أوردته قناة "الحرة" الأمريكية اليوم /السبت/ - أن هذا الإجراء يضاف الى سلسلة من العقوبات على طهران تركز في مجملها على برنامجها النووي والصاروخي وتمويل أذرعها في المنطقة.

وتأتي الإجراءات الجديدة بعد عقوبات أخرى فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية الشهر الماضي على شبكة مصرفية في إيران حاولت التفافها على العقوبات واتاحة الوصول الى النظام المصرفي العالمي ودعمها لوكلائها في المنطقة.

مقالات مشابهة

  •  مقتل عسكري سوري بقصف إسرائيلي على دمشق (صوروفيديو)
  • طائرات الاحتلال تقصف عدة مواقع في ريف العاصمة دمشق
  • النظام السوري يرفض المبادرة التركية للقاء الأسد وأردوغان.. ويشترط
  • "الخزانة الأمريكية": الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة تستهدف شركة أبحاث إيرانية
  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة ستواصل التصدي لأي جهود يبذلها النظام الإيراني لتطوير أسلحة كيميائية
  • أردوغان عن مساعيه للتطبيع مع الأسد: على واشنطن وطهران أن تكونا سعيدتين
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن قصفه موقعا عسكريا جنوب سوريا
  • دبوماسي: أمريكا حاضنة لإسرائيل والتوقف عن دعمها احتمال مستبعد
  • السيد القائد للنظام السعودي: اتركنا نحن للمواجهة مع أمريكا وقل لها أن تواجهنا بكل إمكاناتها الضخمة
  • الخارجية الإيطالية: ملف غزة جزء من قضايا يناقشها قادة دول مجموعة السبع