قالت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار الإمام الأكبر شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، خلال كلمتها في جامعة محمدية جاكرتا بإندونيسيا، والتي جاءت تحت عنوان "تمكين المرأة المسلمة: مسارات وآفاق" إن المرأة المسلمة، هي قوام المجتمع وأساس نهضته وتقدمه، وأن المجتمع في حاجة ماسة في هذه الأيام لتقديم كل الدعم لها وتمكينها تمكينًا عمليًا وفعليًا، انطلاقاً مما لها من مكانة عالية في الإسلام، وتأثير مهم في تشكيل حياة أفراد المجتمع، عبر تنشئتهم التنشئة السليمة، وهو ما جعل الإسلام يوليها أهمية خاصة، حيث منحها الكثير من الامتيازات والحقوق، ووضع الأسس الصحيحة لتمكينها في المجتمع، على أن يكون هذا التمكين منطلقه التعاليم الإسلامية والأحكام القرآنية التي وضعت كل الضمانات لذلك، مستنكرة، المشروع الغربي لتمكين المرأة، والذي يهدف في معظمه إلى إخراجها عن رسالتها الأساسية، وتغيير هويتها، وانسلاخها من ثقافتها الإسلامية.

نهلة الصعيدي: الأزهر يعمل على تسخير الإمكانات لخدمة الطلاب الوافدين نهلة الصعيدي: دعم شيخ الأزهر الركيزة الأساسية للرُّقي بمنظومة الوافدين

وأشارت مستشار شيخ الأزهر، إلى إن الإسلام قد كفل للمرأة حقوقها كاملة، وقد تواترت الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، التي دعت إلى إعطاء المرأة حقوقها، ورفع ما كانت تعانيه من ظلم في عصور ما قبل الإسلام، فكان ظهور الإسلام سببًا في إنهاء حقبة مظلمة تعرضت خلالها المرأة للكثير من الظلم والاضطهاد، ورفع قدرها وساواها مع الرجل في المكانة.

واستطردت قائلة، إن القرآن الكريم والسنة النبوية والتعاليم الدينية قد طالبا في الكثير من الآيات والأحاديث بوضع المرأة المكانة اللائقة بها، وقررت الشريعة الإسلامية لها من الحقوق ما جعلها على قدم المساواة مع الرجل، وليضع مبدئا عاما في شريعتنا الغراء أساسه ما جاء في قوله تعالى "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، في دلالة واضحة على أنه لا فضل للمرأة على الرجل إلا بالتقوى، وكانت هذه هي البداية الحقيقية لتتمكين المرأة في الإسلام.

السنة النبوية قدمت لنا الكثير من النماذج المبهرة في تمكين المرأة

وأضافت، أن السنة النبوية قد قدمت لنا الكثير من النماذج المبهرة في تمكين المرأة، بعد ظلم، ورفعها بعد مهانة، حيث قال نبينا الكريم" إنما النساء شقائق الرجال"، بما يعني أن المرأة نظيرة الرجل وتقف معه على قدم المساواة، فقام للمرأة بذلك التمكين العملي في الحديث والسنة، بالدليل القاطع، التمكين القائم على العدل؛ ليؤكد لنا أنه لا فرق بين المرأة والرجل إلا بالتقوى، وأن لكل منهما حقوقه وعليه واجباته، دون تمييز أو تفرقة.

وقد بينت الدكتورة نهلة الصعيدي، أن تمكين المرأة له صور وجوانب كثيرة، أهمها تمكين المرأة اجتماعيا، وتمكينها اقتصاديا، وتمكينها دينيا، وكان الإسلام كفيلا بكل هذه الجوانب، حيث كفل لها الحق في التعلم، وكفل لها ذمة مالية مستقلة، ومنحها حقوقها السياسية بالانتخاب والترشح وغيرها، فأصبح من المتاح للمرأة في الإسلام أن تنتخب، لأول مرة، بل وأصبح من حقها أن تترشح كوكيلة عن الرجال والنساء، بحيث تصبح نائبا في البرلمان، مثلها مثل الرجل، ما دامت امتلكت المقومات والكفاءاءت اللازمة لذلك.

واختتمت مستشار شيخ الأزهر، أن الأزهر الشريف من المؤسسات الإسلامية التي عنت أيما عناية بالمرأة، ومنحتها حقوقها كاملة غير منقوصة، وكان لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الكثير من الإجراءات والقرارات التي مكنت للمرأة في الأزهر الشريف، فرأينا وللمرة الأولى، المرأة تتولى مناصب لم تكن متاحة لها في الأزهر من قبل، فرأينا أول مستشارة لشيخ الأزهر ، ورأينا أول امرأة تشغل منصب الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، ورأينا أول امرأة تشغل منصب "رئيس الإدارة المركزية في الأزهر"، وكانت كل هذا المناصب من قبل حكرًا على الرجال دون النساء، فجاء الإمام الأكبر، ليمنح للمرأة تمكينًا حقيقيًا وعمليًا، وكان له القدوة والنموذج في تحقيق هذا التمكين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شيخ الأزهر نهلة الصعيدي المرأة المسلمة تمكين المرأة المسلمة الإسلام مستشار شيخ الأزهر تمکین المرأة نهلة الصعیدی شیخ الأزهر الکثیر من تمکین ا

إقرأ أيضاً:

البحوث الإسلامية: الأزهر الشريف مستمر في إيقاظ الوعي ودعم الفكر الوسطي

شارك الدكتور حسن السيد خليل، الأمين العام المساعد للثقافة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية بالندوة التوعوية التي نفذها مركز رصد ودراسة المشكلات المجتمعية بجامعة حلوان نيابة عن الأمين العام للمجمع الدكتور محمد الجندي.

بناء الإنسان

وأكد «خليل» خلال اللقاء أنَّ بناء الإنسان يمثِّل الركيزة الأساسيَّة في نهضة المجتمعات واستقرارها، وأنَّ المبادرة الرئاسيَّة (بداية جديدة لبناء الإنسان) تعكس وعي الدولة المصرية بأهميَّة الاستثمار في العنصر البشري باعتباره المحورَ الذي تدور حوله كلُّ مشروعات التنمية.

وأضاف أنَّ المجتمعاتِ لا تنهض بالصُدفة أو بالعشوائيَّة؛ وإنما تقوم على أُسُس واضحة مِنَ القِيَم والمعرفة والإنتاج والتكافل، مشيرًا إلى أنَّ أخطر ما قد تواجهه أيَّة أمَّة ليس فقط التحديات الاقتصاديَّة والسياسيَّة؛ بل التحديات الفِكريَّة التي تستهدف الوعي وتشوِّش على المفاهيم؛ ممَّا يفرض ضرورة بناء العقول.

وأوضح الأمين العام المساعد للثقافة الإسلاميَّة أنَّ مجمع البحوث الإسلاميَّة بوصفه ذراعًا فكريًّا للأزهر الشريف؛ يضطلع بدور محوري في حماية الوعي وترسيخ القِيَم المجتمعية التي تعزِّز التماسك الاجتماعي، والتصدي للأفكار المغلوطة التي تهدِّد استقرار المجتمع، وأنَّ هناك حربًا شرسةً تُخاض على العقول عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، في ظل صراع مستمر بين القِيَم الأصيلة والتقليد الأعمى، وبين العلم والخرافة، وبين البناء والهدم.

الشعور بالمسئولية الجماعية

وتابع: الشبابُ هم عماد المستقبل، وبقدْر وعيهم بمسئوليَّاتهم يكون مستقبل وطنهم، ولا يمكن لمجتمع أن ينهض إذا غاب الشعور بالمسئولية الجماعية، أو إذا عمل كل فرد بمعزل عن الآخر، فالنجاح الحقيقي لا يكون فرديًّا فقط؛ بل يتحقَّق عندما يدرك كلُّ شخصٍ أن تطوُّره مرتبطٌ بنهضة وطنه.

وبيَّن الدكتور خليل أنَّ المرحلة تتطلَّب امتلاك وعي نقدي قادر على التمييز بين المحتوى البنَّاء والهدَّام، داعيًا الشباب إلى عدم الانسياق وراء النموذج الاستهلاكي الذي يُروَّج له؛ بل أن يكونوا أصحاب فِكر مستقل قادر على التمييز بين ما ينفع وما يضر.

كما دعا ممثل مجمع البحوث الإسلامية الشباب إلى تعزيز وعيهم الدِّيني والفِكري، والتمسُّك بالمنهج الوسطي الذي يدعو إليه الأزهر الشريف، باعتباره صمام الأمان ضد الانحرافات الفكرية، مؤكدًا أهميَّة السعي المستمر للعِلم والمعرفة، والتفاعل الإيجابي مع المجتمع، واستثمار التكنولوجيا في البناء لا الهدم، وتحقيق التوازن بين الطموح والعبادة، وبين الجِدِّ والرَّاحة، وبين الحاضر والمستقبل، وشدَّد على ضرورة التحلِّي بالإصرار والعزيمة، وعدم الاستسلام للعقبات، لافتًا إلى أنَّ النجاح الحقيقي لا يتحقق بالتمنِّي، وإنما بالعمل الجادِّ والتخطيط والإرادة القويَّة.

واختتم خليل كلمته بالإشادة بالجهود المبذولة من مركز رصد ودراسة المشكلات المجتمعية برئاسة أ.د. سماح سالم مدير المركز في رصد ودراسة القضايا المجتمعية التي تشغل كثيرا من الشباب خاصة شباب الجامعة.

مقالات مشابهة

  • غدًا..البحوث الإسلامية يعقد ندوة تثقيفية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية
  • البنك الأهلي يسهم في تمكين الشباب بالمشاركة في "المعرض المهني" بجامعة السلطان قابوس
  • أمين “البحوث الإسلامية” يتفقد الدورة التدريبية للمبتعثين إلى خارج مصر
  • هل من أفق للتنوير الإسلامي في ثقافتنا العربية الإسلامية؟ قراءة في كتاب
  • على طريقة مي عز الدين في قلبي ومفتاحه.. هل يجوز أن تطلب المرأة الزواج من الرجل؟
  • رئيس مجلس الشورى الإندونيسي: الأزهر أسهم بشكل كبير في نهضة وتقدم بلادي
  • مدير أوقاف الغربية: العمل التطوعي يسهم في التواصل الإيجابي بين أفراد المجتمع
  • البحوث الإسلامية: الأزهر الشريف مستمر في إيقاظ الوعي ودعم الفكر الوسطي
  • مؤتمر الحوار الإسلامي يناقش قضايا المرأة المسلمة ودورها في تعزيز الحوار بين المذاهب
  • شيخ الإسلام في أذربيجان: الوحدة الإسلامية تتطلب الحوار والوسطية وتوحيد الجهود