مستشار شيخ الأزهر: تمكين المرأة يسهم في نهضة مجتمعاتنا المسلمة
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
قالت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار الإمام الأكبر شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، خلال كلمتها في جامعة محمدية جاكرتا بإندونيسيا، والتي جاءت تحت عنوان "تمكين المرأة المسلمة: مسارات وآفاق" إن المرأة المسلمة، هي قوام المجتمع وأساس نهضته وتقدمه، وأن المجتمع في حاجة ماسة في هذه الأيام لتقديم كل الدعم لها وتمكينها تمكينًا عمليًا وفعليًا، انطلاقاً مما لها من مكانة عالية في الإسلام، وتأثير مهم في تشكيل حياة أفراد المجتمع، عبر تنشئتهم التنشئة السليمة، وهو ما جعل الإسلام يوليها أهمية خاصة، حيث منحها الكثير من الامتيازات والحقوق، ووضع الأسس الصحيحة لتمكينها في المجتمع، على أن يكون هذا التمكين منطلقه التعاليم الإسلامية والأحكام القرآنية التي وضعت كل الضمانات لذلك، مستنكرة، المشروع الغربي لتمكين المرأة، والذي يهدف في معظمه إلى إخراجها عن رسالتها الأساسية، وتغيير هويتها، وانسلاخها من ثقافتها الإسلامية.
وأشارت مستشار شيخ الأزهر، إلى إن الإسلام قد كفل للمرأة حقوقها كاملة، وقد تواترت الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، التي دعت إلى إعطاء المرأة حقوقها، ورفع ما كانت تعانيه من ظلم في عصور ما قبل الإسلام، فكان ظهور الإسلام سببًا في إنهاء حقبة مظلمة تعرضت خلالها المرأة للكثير من الظلم والاضطهاد، ورفع قدرها وساواها مع الرجل في المكانة.
واستطردت قائلة، إن القرآن الكريم والسنة النبوية والتعاليم الدينية قد طالبا في الكثير من الآيات والأحاديث بوضع المرأة المكانة اللائقة بها، وقررت الشريعة الإسلامية لها من الحقوق ما جعلها على قدم المساواة مع الرجل، وليضع مبدئا عاما في شريعتنا الغراء أساسه ما جاء في قوله تعالى "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، في دلالة واضحة على أنه لا فضل للمرأة على الرجل إلا بالتقوى، وكانت هذه هي البداية الحقيقية لتتمكين المرأة في الإسلام.
السنة النبوية قدمت لنا الكثير من النماذج المبهرة في تمكين المرأةوأضافت، أن السنة النبوية قد قدمت لنا الكثير من النماذج المبهرة في تمكين المرأة، بعد ظلم، ورفعها بعد مهانة، حيث قال نبينا الكريم" إنما النساء شقائق الرجال"، بما يعني أن المرأة نظيرة الرجل وتقف معه على قدم المساواة، فقام للمرأة بذلك التمكين العملي في الحديث والسنة، بالدليل القاطع، التمكين القائم على العدل؛ ليؤكد لنا أنه لا فرق بين المرأة والرجل إلا بالتقوى، وأن لكل منهما حقوقه وعليه واجباته، دون تمييز أو تفرقة.
وقد بينت الدكتورة نهلة الصعيدي، أن تمكين المرأة له صور وجوانب كثيرة، أهمها تمكين المرأة اجتماعيا، وتمكينها اقتصاديا، وتمكينها دينيا، وكان الإسلام كفيلا بكل هذه الجوانب، حيث كفل لها الحق في التعلم، وكفل لها ذمة مالية مستقلة، ومنحها حقوقها السياسية بالانتخاب والترشح وغيرها، فأصبح من المتاح للمرأة في الإسلام أن تنتخب، لأول مرة، بل وأصبح من حقها أن تترشح كوكيلة عن الرجال والنساء، بحيث تصبح نائبا في البرلمان، مثلها مثل الرجل، ما دامت امتلكت المقومات والكفاءاءت اللازمة لذلك.
واختتمت مستشار شيخ الأزهر، أن الأزهر الشريف من المؤسسات الإسلامية التي عنت أيما عناية بالمرأة، ومنحتها حقوقها كاملة غير منقوصة، وكان لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الكثير من الإجراءات والقرارات التي مكنت للمرأة في الأزهر الشريف، فرأينا وللمرة الأولى، المرأة تتولى مناصب لم تكن متاحة لها في الأزهر من قبل، فرأينا أول مستشارة لشيخ الأزهر ، ورأينا أول امرأة تشغل منصب الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، ورأينا أول امرأة تشغل منصب "رئيس الإدارة المركزية في الأزهر"، وكانت كل هذا المناصب من قبل حكرًا على الرجال دون النساء، فجاء الإمام الأكبر، ليمنح للمرأة تمكينًا حقيقيًا وعمليًا، وكان له القدوة والنموذج في تحقيق هذا التمكين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شيخ الأزهر نهلة الصعيدي المرأة المسلمة تمكين المرأة المسلمة الإسلام مستشار شيخ الأزهر تمکین المرأة نهلة الصعیدی شیخ الأزهر الکثیر من تمکین ا
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف: المرأة المصرية رمز للعطاء والتضحية على مستوى الأسرة والمجتمع
أشاد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بجهود المرأة المصرية، وبالسُنَّة المصرية السنوية التي تخصص يومًا للتفكر والتدبر في تاريخ عظيمات مصر على اختلاف الحضارات والأجيال والعصور والمجالات والإنجازات، موكدًا أن أحد المقاييس الأسمى والأجدى لتقدم الأمم هو ما توليه من اهتمام للمرأة في كل مراحل العمر وفي كل التخصصات، وأن جهود المرأة المصرية وعطاءها جدير بالتقدير والثناء في كل يوم، فعطاؤهن يتجدد مع طلوع كل شمس، ولا يغرب مع غروبها.
وفي معرض تعليقه على الاحتفال بـ يوم المرأة المصرية، أشار وزير الأوقاف، إلى أن الأمة المصرية جعلت لعظيماتها يومًا لهنّ يوافق السادس عشر من شهر مارس من كل عام، لتقف فيه الأمة المصرية موقف إكبار واعتزاز بكل امرأةٍ مصريَّة قصّ علينا التاريخ قصصها أو حجبها عنا؛ فلطالما كانت المرأة المصرية رمزًا للعطاء والفداء والتضحية والتميز على مستوى الأسرة والمجتمع – محليًا ودوليًا – لا تبغي جزاءً ولا شكورا.
القومي للمرأة يهنئ سيدات وفتيات مصر بمناسبة يوم المرأة المصرية
الإفتاء: ترك المرأة الصلاة والصوم برمضان لهذا السبب لا ينقص من أجرها شيئا
وشدد وزير الأوقاف على أن مصر لها خصوصيتها في تكريم المرأة وإعلاء شأنها وقدرها حتى من قبل الإسلام، فلما جاء الإسلام توجها بتاج من الوقار والحكمة، وأقر لها من الحقوق ما لم تسبق إليه حضارة، فاجتمع بذلك للمرأة المصرية من الشرف والتاريخ والعطاء ما لم تعرفه امرأة في أي مكان أو زمان.
وتابع وزير الأوقاف، "تخصيص هذا اليوم بالسادس عشر من مارس له رمزية تاريخية منذ عام ١٩١٩، فقد شهد ذلك اليوم ارتقاء شهيدة في مواجهة المحتل حينها هي السيدة الشهيدة "حميدة خليل"، فهي "حميدة" الفعل، "خليلة" المآل. وما زالت حفيدات تلك العظيمة يتألقن في شتى مجالات العطاء: فتجدها راضية معطاءة مكافحة مناضلة في محيط الأسرة والحقل والمصنع والمشفى والجامعة والسلك الدبلوماسي والعمل الوزاري والصرح القضائي، وفي مجالات الاقتصاد والفن والتعليم والشرطة والجيش، فهن حفيدات الملكات والمناضلات، يبنين مجد وطنهن بعزم يليق بهن، وبإرث ثقافي قويم يعلمن حقّ العلم أنهن مؤتمنات عليه؛ وهنّ أهل للأمانة".
واختتم بيانه بتقديم أسمى معاني التحية والإكبار والإعزاز لكل امرأة مصرية على كل شبر من أرض الوطن الغالي، راجيًا لهن دوام التوفيق والعطاء، واستمرار قدرتهن على إلهام المجتمع، ومواصلة مسيرة الإنجازات الجديرة بهن وببلدهن الطيب.