يوم العطاء في«أمريكية الشارقة»: معاً للتمكين والاستدامة والتضامن
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
الشارقة: «الخليج»
تحت رعاية الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة «الجامعة الأمريكية» في الشارقة، وحضورها نظم مكتب التطوير وشؤون الخريجين في الجامعة، يوم العطاء في 10 فبراير، وجمع مختلف أطياف مجتمع الجامعة من خريجين وطلبة وأساتذة وعاملين، بهدف دعم الطلبة الموهوبين وتمكينهم عبر صندوق منح الخريجين للتطوير والتضامن ومبادرة الإرث الأخضر.
ويهدف الصندوق الذي أطلق خلال حفل عشاء الخريجي في يناير، إلى مساعدة الطلبة الموهوبين الذين يواجهون تحديات اجتماعية أو حالات طوارئ داخل مجتمعاتهم، بما يضمن حصولهم على تعليم جامعي متميز في الجامعة. ومن المقرر أن تدعم عائدات الصندوق لهذا العام الطلبة المتفوقين من فلسطين الذين يمنعهم وضعهم المالي من الدراسة في الجامعة.
وأعلن الدكتور تود لورسن، مدير الجامعة، إطلاق شراكة بين الجامعة وبلدية الشارقة، وتضمنت تخصيص إيرادات رسوم مواقف السيارات في جميع أنحاء المدينة، يوم فبراير 10، 2024، للمساهمة في الصندوق. وتبرعت البلدية بمبلغ 840 ألف درهم لدعم رحلة الدراسة الأكاديمية (لمدة 4 سنوات) لطالبين بدوام كامل يتابعان دراستهما في الجامعة، ابتداءً من فصل الخريف لعام 2024.
وقال عبيد سعيد الطنيجي، المدير العام لبلدية مدينة الشارقة: «نحن في غاية الحماسة لهذه الشراكة مع مؤسسة مرموقة، مثل الجامعة الأمريكية في الشارقة. إن هذا الدعم للمنح الدراسية يأتي متماشياً مع مهمتنا ورسالتنا، ونتطلع إلى المزيد من التعاون في المستقبل».
كما تضمن يوم العطاء إطلاق مبادرة «الإرث الأخضر»، وهي حملة حصرية بالتعاون مع مجموعة «ألف» لزراعة الأشجار، ولا تهدف إلى تعزيز الاستدامة وتخضير الحرم الجامعي فحسب، بل إلى توفير دعم للطلبة الفلسطينيين الذين يواجهون صعوبات مالية، حيث تزرع شجرة نخيل باسم كل مانح يقدم 100 ألف درهم ضمن المبادرة، تاركين بصمة مؤثرة في حياة الطلبة الذين يدعمونهم وفي جمالية الحرم الجامعي الأخضر.
وزرعت ست أشجار نخيل في الجامعة، ضمن المبادرة بعد المساهمات السخية لستة خريجين. هذا التعهد يترجم إلى إسهام إجمالي قدره 600 ألف درهم في صندوق المنح الدراسية. الخريجون الملتزمون الذين قدموا هذه المساهمات هم سعيد الظاهري، ومحمد جاسم الريس، وأسامة العاشق، وعمر عفانة، والشركة التي يملكها الخريجون Musfair.com (الشيخ محمد آل ثاني وساشين غادويا Gadoya) وخريجة رغبت في عدم الكشف عن هويتها.
وتوجه عيسى عطايا، الرئيس التنفيذي لمجموعة «ألِف»، بالشكر للشيخة بدور على ما تبذله من جهود للنهوض بالواقع التعليمي، عبر تدشين المبادرات التضامنية لدعم طلبة العِلم، وفق ممارسات بيئية مستدامة.
وقال «نحن سعداء اليوم بالمشاركة في هذه المبادرة التي تأتي على خطى ما تنتهجه المجموعة لتأكيد مسؤوليتها المجتمعية، وتعزيز روح العطاء في المشاركة والتضامن، خاصة أن ريعها يسهم في إكمال مسيرة البناء التعليمي للطلبة، والحرص على مستقبل أجيال الغد».
كما تضمن يوم العطاء سوقاً شاركت فيه شركات وأعمال يملكها خريجو الجامعة، وورشاً وأنشطة ممتعة لجميع أفراد الأسرة، وجلسات صحة ورياضة، ومنطقة لعب خاصة بالأطفال، وموسيقا وترفيه، وسباق للمشي تحت شعار «المشي من أجل قضية.. معاً في التطوير، أقوى في تضامننا».
وقال الدكتور تود لورسون «يجسد يوم العطاء الأول التزامنا الجماعي بترك أثر وإحداث فرق في المجتمعات. وإن صندوق منح الخريجين ومبادرة الإرث الأخضر تعكسان التزامنا نحو تمكين الطلبة الموهوبين ممن يواجهون تحديات اجتماعية. ونحن نتطلع لرؤية التحولات الإيجابية التي سوف نحققها في ظل كرم مجتمعنا الجامعي وتضامنه».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات یوم العطاء فی الجامعة
إقرأ أيضاً:
بين الأمل والدمار .. طبيبة فقدت طفلها في حرب الإبادة تواصل العطاء لإنقاذ الأرواح
الثورة /وكالات
اختارت الطبيبة تغريد العماوي، أن تبقى في قلب المعركة شمال قطاع غزة رفضت النزوح وحملت في صدرها شجاعة لا توصف، لتواصل مهمتها الإنسانية لإنقاذ الأرواح وسط الإبادة الإسرائيلية.
في اليوم الذي بدأت فيه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لم تتوانَ تغريد عن أداء واجبها المهني، واستمرت في العمل بمستشفى كمال عدوان، على الرغم من اشتداد القصف والمخاطر التي تهدد حياتها وحياة من حولها.
وبعد عشرين يومًا، وفي لحظة غير متوقعة جاء طفلها الثالث محمد، قبل موعده الطبيعي بشهرين، مما استدعى وضعه في الحاضنة ودعمه بجهاز تنفس صناعي.
لم تتمكن تغريد من البقاء طويلاً إلى جانب طفلها، إذ كانت الظروف الأمنية الصعبة جراء القصف الإسرائيلي تحول دون نقل محمد إلى مستشفى آخر، مما اضطرها لمغادرة المستشفى بجسدها بينما تركت قلبها مع صغيرها. استمرت في متابعة حالته الصحية يومياً، رغم تدمير منزلها وهجوم القصف المتواصل الذي لم يترك مكاناً آمنًا.
مع مرور الأيام، ووسط الأمل المتأرجح والقلق المستمر، حاولت تغريد أن تجد حلولًا لإنقاذ حياة طفلها، واستطاعت أن تؤمن بعض الأدوية اللازمة بفضل زملائها في القطاع، إلا أن الأزمة كانت تتفاقم مع نفاد الوقود في المستشفى وتوقف أجهزة التنفس الصناعي. في لحظة من الأمل، نقلت تغريد جرة الأكسجين الوحيدة المتوفرة في عيادتها إلى المستشفى، حيث تم استخدامها لإبقاء محمد على قيد الحياة لبعض الوقت.
في 20 نوفمبر 2023، وبعد صراع مرير مع المرض، رحل محمد شهيدًا. لم يكن الوداع كما تتمناه الأم التي روت شهادتها التي تابعها المركز الفلسطيني للإعلام نقلا عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فقد فقدت تغريد حقها في احتضان طفلها للمرة الأخيرة، بل فقدت حتى فرصة دفنه في مكان يليق به. وبدلاً من ذلك، دفن محمد في ساحة مستشفى كمال عدوان، في مشهد لا يمكن للكلمات وصفه.
المأساة لم تتوقف عند هذا الحد. مع تزايد القصف والنزوح المستمر، وجدت تغريد نفسها نازحة في مدرسة ذكور جباليا الإعدادية، بين آلاف النازحين.
ورغم الإصابة والاختناق الناتج عن قنابل الغاز، قررت تغريد أن تكون حاملة الأمل، وأن تقدم خدمات طبية للنازحين، بينما يستمر القصف في كل مكان. هذا هو التحدي الذي أوقفته، ولكن روح التضامن والأمل التي تتحلى بها تغريد هي ما دفعها للاستمرار في هذه المعركة الإنسانية.
رسالتها كانت واضحة، ورغم الجراح العميقة التي زرعتها الحرب في قلبها، ما زالت تطالب العالم بالتحرك. “إلى كل من لديه القدرة على المساعدة”، تقول تغريد، “نحن في قطاع غزة نواجه حرب إبادة قاسية تستهدف أرواح الأطفال والنساء. نناشدكم أن تتحركوا فوراً لوقف هذه الحرب البشعة”.
هذه هي القصة التي ترويها تغريد، قصة أم فقدت طفلاً، ولكنها لم تفقد الأمل. قصة طبيبة اختارت أن تكون في الصفوف الأمامية لحماية حياة الآخرين، وتضحي بكل شيء من أجل إنقاذ حياة بريئة في قلب حرب لا ترحم.