نددت الرئاسة العراقية بتصريحات لوزارة الخارجية الأميركية أعربت فيها عن قلقها من "مضايقات" يتعرض لها بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق الكاردينال لويس روفائيل ساكو.

وقالت الرئاسة العراقية -في بيان أمس الأربعاء- إنها تعتزم "استدعاء" السفيرة الأميركية في العراق على خلفية هذه التصريحات، وأعربت عن خيبة أملها من هذه الاتهامات الأميركية.

وذكر البيان أن إعادة تفعيل المرسوم الذي يعترف بساكو رئيسا للكنيسة المسيحية في البلاد ويسمح له بالإشراف على أصولها "كما اقترح السيد ميلر والخارجية الأميركية؛ سيكون أمرًا عديم الجدوى وخرقا للدستور الذي قاتل الأميركيون والعراقيون وضحوا من أجله".

ودفاعا عن قراره، قال الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد إنه جاء لتصحيح وضع دستوري، لأن رئيس الجمهورية لا يجوز له تعيين أو إقالة رؤساء الطوائف الدينية. وأضاف أن هذه الخطوة لا تمس الوضع الديني أو القانوني لساكو، الذي قال رشيد إنه يحترمه.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر انتقد أمس الأول الثلاثاء قرار الرئيس العراقي إلغاء المرسوم الذي يعترف بساكو رئيسا للكنيسة المسيحية في البلاد ويسمح له بالإشراف على أصولها. وقال ميلر "إننا منزعجون من مضايقة الكاردينال ساكو، ومنزعجون من نبأ مغادرته بغداد".

وتابع "نحن قلقون لتعرّض موقع الكاردينال بصفته زعيما محترما للكنيسة لمضايقات من جهات عدة"، مضيفا أن واشنطن "تتطلع لعودته الآمنة" لبغداد.

وقالت سفارة الفاتيكان ببغداد -في بيان الاثنين الماضي- إنها "تأسف لسوء الفهم والتعامل غير اللائق في ما يتعلق بدور ساكو بوصفه وصيا على ممتلكات الكنيسة الكلدانية".

واضطلع ساكو بدور رئيسي في تنظيم زيارة البابا فرانشيسكو بابا الفاتيكان التاريخية للعراق عام 2021، ويحظى بدعم قوي من الحكومة الأميركية والحكومات الأوروبية، التي تعدّه صانع سلام في بلد يعاني من الصراع.

أزمة متصاعدة

بدأت الأزمة بين ساكو ورئاسة الجمهورية في العراق عندما قرر الكاردينال الانسحاب من المقر البطريركي في بغداد والتوجه إلى أحد الأديرة في إقليم كردستان العراق منتصف الشهر الجاري، احتجاجا على سحب رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد مرسوما يحمل الرقم 147 لعام 2013 يمنح وضعا قانونيا لوظائف الكاردينال بوصفه رئيسا للكنيسة الكلدانية.

كما ندد ساكو بما وصفه "بالحملة" التي تشنها ضدّه حركة "بابليون" المسيحية التي يتزعمها ريان الكلداني و"بصمت الحكومة"، على حد تعبيره.

أملاك الكنيسة ومقدراتها سبب رئيسي في الخلاف (الجزيرة)

وكان الخلاف قد اشتد منذ أشهر بين ساكو وحركة بابليون، وهي حركة ممثّلة في البرلمان والحكومة، ومنضوية في الحشد الشعبي، وباتت جزءا من القوات الرسمية.

ويتبادل ساكو والكلداني اتهامات بمحاولة الاستيلاء على مقدّرات المسيحيين في البلاد التي شهدت عقودا من النزاعات وتعاني من الفساد.

ويندد الكلداني -الخاضع لعقوبات أميركية منذ عام 2019- بدور "سياسي" للكاردينال ساكو، في حين يتهم ساكو الكلداني بمحاولة الاستحواذ على التمثيل المسيحي.

وتعدّ الكنيسة الكلدانية من أكبر الكنائس في العراق، وتشير التقديرات إلى أن عدد المسيحيين اليوم لا يتخطى 400 ألف نسمة، من 1.5 قبل الغزو الأميركي للعراق عام 2003 حيث هاجر كثيرون منهم بسبب الحروب والنزاعات التي شهدتها البلاد منذ ذلك الحين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی العراق

إقرأ أيضاً:

بغداد تعلن دعم الكاردينال العراقي ساكو لخلافة البابا فرانسيس.. ماذا تعرف عنه؟

أعلن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الثلاثاء، عمّا وصفه بـ"دعم بلاده للكاردينال، لويس روفائيل الأول ساكو، في خلافة البابا فرنسيس بالكرسي الرسولي في الفاتيكان".

وأوضح السوداني، عبر تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "إكس": "نؤكد دعمنا لغبطة الكاردينال لويس روفائيل الأول ساكو، بوصفه المرشح الوحيد من منطقة الشرق الأوسط، ليخلف قداسة البابا الراحل فرنسيس بالكرسي الرسولي في الفاتيكان".

وأضاف رئيس الوزراء العراقي، أنّ: "الدعم يأتي نظرا لما يتمتع به غبطته من حضور محلي ودولي، ولدوره في نشر السلام والتسامح"، مردفا في الوقت نفسه: "بلدنا العراق هو أحد أهم الأماكن التي عاش فيها أبناء الديانة المسيحية متآخين مع بقية الأديان على مدار التاريخ".



"وهو اليوم يضم أتباع جميع الكنائس بما يمثله هذا الأمر من محبة وأخوة بين المؤمنين من مختلف الأديان" أضاف السوداني عبر التغريدة ذاتها، التي عرفت تفاعلا متسارعا.

تجدر الإشارة إلى أنه بحسب المعلومات المتداولة عن ساكو، فهو من مواليد 1948 في مدينة زاخو بمحافظة دهوك في إقليم كردستان شمال العراق، وقد عيّن كاهنا في أبرشية الموصل الكلدانية في عام 1974.

وتم انتخابه بطريركا للكنيسة الكلدانية في سينودس الكنيسة بروما خلفا للبطريرك المستقيل عمانوئيل الثالث دلي في 1 شباط/ فبراير 2013، كما تم تعيينه عضوا في المجلس الاقتصادي الفاتيكاني في كانون الثاني/ يناير 2022.


وكان الفاتيكان، قد أعلن صباح الاثنين عن وفاة البابا فرنسيس عن عمر يناهز 88 عاما بمقر إقامته في دار "القديسة مارتا" بالفاتيكان، وذلك بعد تدهور في صحته منذ 18 شباط/ فبراير الماضي.

والبابا فرنسيس، المولود باسم خورخي ماريو بيرغوليو، من أصول أرجنتينية، ولد في17 كانون الأول/ ديسمبر 1936 في بوينس آيرس لعائلة من العمال المهاجرين.

وعقب انتخابه، كان بيرغوليو أول بابا يُنتخب من أمريكا اللاتينية، وأول بابا ينتمي إلى الرهبنة اليسوعية، وهي التي تعد واحدة من أهم الرهبنيات الفاعلة في الكنيسة الكاثوليكية، وأول من اختار اسم "فرنسيس" في التاريخ البابوي.

مقالات مشابهة

  • الكاردينال ساكو يرفض استغلال الأديان لغايات سياسية واقتصادية
  • تعرف على الكاردينال كيفن جوزيف فاريل - الكاميرلينجو للكنيسة الرومانية المقدسة
  • السوداني يعلن دعم الكاردينال ساكو الكلداني العراقي لخلافة البابا فرنسيس
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك بمصر يستقبل التعازي في وفاة البابا فرنسيس | صور
  • بغداد تعلن دعم الكاردينال العراقي ساكو لخلافة البابا فرانسيس.. ماذا تعرف عنه؟
  • بغداد تعلن دعم الكاردينال العراقي ساكو لخلافة البابا فرانسيس.. ما الذي تعرفه عنه؟
  • السوداني يعلن دعمه لترشيح الكاردينال لويس ساكو لمنصب بابا الفاتيكان
  • اليوم.. بطريرك الكاثوليك بمصر يستقبل التعزية في انتقال البابا فرنسيس
  • الكاردينال الوحيد من الشرق الأوسط.. ساكو مرشحا لخلافة بابا الفاتيكان
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يستقبل المهنئين بعيد القيامة المجيد | صور