تشهد مدينة رفح جنوبي الفلسطينية، القريبة من حدود مصر، أحداثا متصاعدة بوتيرة سريعة، فبعد أن أعربت إسرائيل عن عزمها شن عملية برية فيها، رغم وجود مئات آلاف النازحين الفلسطنيين، أعلنت، الإثنين، أنها تمكنت من تحرير رهينتين هناك، في عملية قالت مصادر بقطاع الصحة في غزة إنها أسفرت عن مقتل العشرات.

وأنقذت القوات الإسرائيلية رهينتين في وقت مبكر الإثنين، بعد أن اقتحمت شقة "تخضع لحراسة مشددة" جنوبي قطاع غزة، وأخرجتهما تحت وابل من الرصاص.

تفاصيل العملية

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، إن القوات الخاصة اقتحمت تحت إطلاق النار شقة في الطابق الثاني في رفح حوالي الساعة 1:49 صباح الإثنين، مشيرا إلى أن العملية رافقتها بعد دقيقة غارات جوية على المناطق المحيطة.

وأضاف أن الرهينتين كانا تحت حراسة مسلحين من حماس، وأن أعضاء فريق الإنقاذ قاموا بحماية الرهينتين بأجسادهم مع اندلاع معركة عنيفة في عدة أماكن مع مسلحي حماس.

ونُقل الاثنان إلى "منطقة آمنة" قريبة، وخضعا لفحص طبي سريع قبل نقلهما جوا إلى مستشفى بوسط إسرائيل. وأفادت التقارير بأن حالتهما الصحية جيدة.

بذلك، يكون عدد الرهائن الذين أنقذتهم القوات الإسرائيلية بأمان هو 3، وذلك بعد إنقاذ مجندة في نوفمبر الماضي.

وضع الرهينتين

وذكر الجيش أن الرهينتين هما فرناندو سيمون مارمان (60 عاما)، ولويس هار (70 عاما). وكان مسلحو حماس قد اختطفوهما من "كيبوتس نير إسحق" في هجوم 7 أكتوبر.

وأوضح مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، أنهما يحملان أيضا الجنسية الأرجنتينية.

وقال عيدان بيرجيرانو، صهر لويس هار، للقناة 13 الإسرائيلية، إنه وزوجته تمكنا من رؤية الرهينتين المفرج عنهما في المستشفى.

وأضاف أن الرجلين "كانا نحيفين، لكنهما كانا يتواصلان بشكل جيد، ويدركان ما يحدث حولهما". 

عشرات القتلى الفلسطينيين

وأسفرت العملية الإسرائيلية عن مقتل 67 فلسطينيا على الأقل، من بينهم نساء وأطفال، وفق ما نقلته أسوشيتد برس عن مسؤولي الصحة الفلسطينيين في القطاع المحاصر.

ففي إطار دعم هذه العملية، قصفت غارات جوية مكثفة المنطقة القريبة من الشقة في رفح، وهي مدينة تقع على الطرف الجنوبي من القطاع، حيث فر 1.4 مليون فلسطيني من القتال في أماكن أخرى، خلال الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر بين إسرائيل وحماس.

وقصفت الغارات الجوية التي دعمت القوات الإسرائيلية مدينة رفح المزدحمة في منتصف الليل، وأمكن سماع عشرات الانفجارات حوالي الساعة الثانية صباحا.

وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس، إن ما لا يقل عن 67 شخصا قتلوا في الغارات.

وأضاف القدرة أن "رجال الإنقاذ ما زالوا يبحثون تحت الأنقاض". وأحصى صحفي في أسوشيتدبرس ما لا يقل عن 50 جثة في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح.

وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي من مستشفى رفح الكويتي، أطفالا قتلى أو جرحى. 

وشوهد الجرحى ممددين على أرض المستشفى بينما كان المسعفون يحاولون علاجهم. وكان هناك رجل جريح ملقى على الأرض وبجانبه طفلان ملطخان بالدماء. صرخ قائلا: "أنقذوا الفتاة".

وشوهد أيضا شاب يحمل جثة رضيعة قال إنها قتلت في الهجمات، مضيفا أن الفتاة "ابنة جاره وقد ولدت وقتلت أثناء الحرب".

دعوات لحماية المدنيين

وكانت الرهينتان من بين حوالي 250 شخصا تم خطفهم خلال هجمات حماس في 7 أكتوبر، عندما قتل ما يقدر بنحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفقا للسلطات الإسرائيلية.

وأدى الرد الإسرائيلي المتمثل بهجوم جوي وبري على قطاع غزة، إلى مقتل أكثر من 28 ألف فلسطيني، وفقا لمسؤولي الصحة المحليين، وتشريد أكثر من 80 بالمئة من السكان، وتسبب في أزمة إنسانية ضخمة.

وتم إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة خلال وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعا في نوفمبر. وتقول إسرائيل إن حوالي 134 رهينة ما زالوا محتجزين بغزة. كما تحتجز حماس رفات حوالي 30 آخرين إما قتلوا في 7 أكتوبر أو ماتوا أثناء احتجازهم.

وقتل الجيش 3 رهائن عن طريق الخطأ بعد فرارهم من خاطفيهم في ديسمبر.

وهزت محنة الرهائن، الإسرائيليين بشدة، وجعلت الحكومة الائتلافية من إطلاق سراح المتبقين في غزة هدفا رئيسيا لحربها، إلى جانب "تدمير حماس". لكن مع استمرار القتال، الذي دخل الآن شهره الخامس، لم تتحقق بعد الحرية للرهائن، وظهرت خلافات في إسرائيل حول أفضل نهج لإنهاء محنتهم.

ويصر نتانياهو على أن الضغط العسكري المستمر سيؤدي إلى إطلاق سراحهم– وهو موقف كرره الإثنين – حتى مع معارضة كبار المسؤولين الآخرين لذلك، الذين رأوا أن التوصل إلى اتفاق مع حماس سيكون السبيل لتأمين إطلاق سراحهم.

ووصفت إسرائيل رفح بأنها "آخر معقل" متبقي لحماس في غزة، وأشارت إلى أن هجومها البري قد يستهدف قريبا المدينة المكتظة بالسكان.

ودعا المجتمع العربي والدولي، إسرائيل، إلى حماية المدنيين المكدسين في رفح. وقال البيت الأبيض، الأحد، إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، حذر نتانياهو من أنه لا ينبغي لإسرائيل القيام بعملية عسكرية ضد حماس في رفح دون خطة "ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ" لحماية المدنيين.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی غزة فی رفح

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط على صفيح ساخن والعالم يترقب: إيران ترفض التصعيد وواشنطن تتوعد- عاجل

بغداد اليوم -  بغداد

في ظل التوتر المتزايد بين إيران والولايات المتحدة، تظهر رسائل متناقضة بين تهدئة معلنة وتصعيد ميداني مستمر. 

طهران، عبر وكالة "نور نيوز" المقربة من مجلس الأمن القومي الإيراني، عبرت عن عدم رغبتها في التصعيد، مؤكدة أن أي مواجهة عسكرية ستؤدي إلى نتائج كارثية على الجميع. 

في المقابل، تتخذ واشنطن خطوات تصعيدية، أبرزها الضربات التي استهدفت مواقع الحوثيين في اليمن، ورسائل التحذير المباشرة إلى إيران، مما يعزز احتمالات الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة.

في ظل هذه المعادلة المعقدة، يبقى التساؤل قائمًا: هل يمكن احتواء التصعيد عبر الوساطات، أم أن الصدام أصبح خيارًا لا مفر منه؟


إيران بين خطاب التهدئة واستراتيجية الردع

رغم التأكيدات الإيرانية بعدم الرغبة في التصعيد، فإن تحركاتها الميدانية تحمل إشارات مزدوجة. المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، شدد على أن بلاده لن تخضع للضغوط الأمريكية، ولن تقدم تنازلات تحت التهديد. في السياق ذاته، أكد رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، أن واشنطن تحاول فرض معادلة قوة جديدة في المنطقة، لكن طهران مستعدة للرد على أي استفزاز.

وفي خطوة تعكس توجّهًا نحو استراتيجية الردع، أعلنت إيران رفع مستوى التأهب في منشآتها النووية، كما أجرت مناورات بحرية في مضيق هرمز، وهو شريان الطاقة العالمي الذي قد يصبح ساحة رئيسية لأي مواجهة عسكرية.


واشنطن تصعّد وترامب يهدد برد "سريع وساحق"

على الجانب الأمريكي، لم تترك واشنطن أي مجال للغموض في موقفها، إذ جاء التصعيد الأمريكي بعد الضربات التي استهدفت مواقع الحوثيين في اليمن، حيث توعّد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إيران بـرد عسكري غير مسبوق إذا استمرت في تهديد القوات الأمريكية أو حلفائها.

وقال ترامب في مؤتمر صحفي عقب الضربات: "لقد بعثنا برسالة واضحة إلى طهران: لا نبحث عن الحرب، لكننا لن نقف متفرجين إذا تعرضت قواتنا أو شركاؤنا لأي هجوم. ردّنا سيكون سريعًا وحاسمًا".

وبالتزامن مع هذا التصعيد، عززت واشنطن وجودها العسكري في المنطقة عبر إرسال حاملات طائرات ومدمرات إلى الخليج العربي، بالإضافة إلى زيادة الطلعات الجوية الاستطلاعية فوق المواقع الاستراتيجية الإيرانية.


ماذا لو اندلعت المواجهة؟ السيناريوهات المحتملة

إذا انهارت جهود احتواء الأزمة، فإن أي مواجهة مباشرة بين واشنطن وطهران ستؤدي إلى اضطرابات أمنية وسياسية واقتصادية واسعة، تمتد آثارها إلى الشرق الأوسط والعالم. ومن أبرز التداعيات المحتملة:

1. العراق.. الخط الأمامي للمواجهة

نظرًا للوجود العسكري الأمريكي والنفوذ الإيراني الواسع، سيكون العراق أحد أولى الساحات التي تشهد تصعيدًا. قد تستهدف الفصائل المسلحة المدعومة من إيران القواعد الأمريكية، مما يدفع واشنطن إلى تنفيذ ضربات مباشرة داخل العراق، مما يضع البلاد في قلب المواجهة.

2. الخليج العربي.. اضطرابات في أمن الطاقة

قد تلجأ إيران إلى إغلاق مضيق هرمز، مما سيؤدي إلى انهيار إمدادات النفط العالمية وارتفاع أسعاره بشكل جنوني. السعودية والإمارات والبحرين قد تجد نفسها مضطرة للرد عسكريًا، في حين تحاول دول أخرى مثل الكويت وعُمان التزام الحياد.

3. الاقتصاد العالمي.. موجة صدمات جديدة

أي مواجهة عسكرية ستؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط والذهب، واضطراب الأسواق المالية، مما قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية عالمية، خاصة للدول الصناعية الكبرى مثل الصين وألمانيا واليابان.

4. روسيا.. دعم سياسي أم تورط عسكري؟

موسكو قد تتبنى موقفًا داعمًا لإيران على المستوى السياسي والدبلوماسي، لكن التدخل العسكري المباشر يظل خيارًا غير مرجح. في المقابل، قد تستغل الأزمة لتزويد طهران بمنظومات دفاعية متطورة.

5. إسرائيل.. ضربات استباقية؟

في حال تصاعدت المواجهة، قد تبادر إسرائيل بشن هجمات جوية على المنشآت النووية الإيرانية، في محاولة لمنع إيران من استغلال الحرب لتوسيع قدراتها النووية.

6. تركيا.. موقف مزدوج بين التوازن والمصالح

أنقرة قد تتبنى موقفًا متوازنًا في العلن، لكنها قد تتحرك سرًا لدعم الطرف الذي يحقق لها مكاسب إقليمية، خاصة في سوريا والعراق.

7. الصين.. المستفيد الاقتصادي من الأزمة؟

الصين قد تتجنب التدخل المباشر، لكنها قد تعزز علاقاتها التجارية مع إيران، وتستخدم الأزمة كفرصة لتقويض النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط.


هل لا تزال هناك فرصة لتجنب الصدام؟

رغم التصعيد المتبادل، لا تزال بعض الأطراف تحاول إبقاء قنوات الدبلوماسية مفتوحة. الإمارات وروسيا تلعبان دورًا نشطًا في محاولة تقريب وجهات النظر، فيما تسعى دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا إلى إعادة إحياء مسار التفاوض حول الاتفاق النووي، رغم معارضة واشنطن لذلك.

وفي الوقت ذاته، يدرك الطرفان أن أي مواجهة مباشرة ستكون مكلفة، مما قد يدفعهما إلى الاستمرار في لعبة حافة الهاوية دون الانزلاق إلى حرب شاملة.

وفي ظل المعادلة المعقدة، تبقى المنطقة رهينة للتطورات غير المتوقعة. وبينما تؤكد إيران رغبتها في تجنب التصعيد، فإن تحركاتها الميدانية قد تزيد من احتمالات المواجهة. في المقابل، تواصل واشنطن تصعيد الضغط العسكري والسياسي، مما يجعل مستقبل العلاقات بين الطرفين مفتوحًا على كل السيناريوهات.

فهل ستنجح الدبلوماسية في تفادي الحرب، أم أن المنطقة تقترب من مواجهة قد تعيد تشكيل توازنات القوى في الشرق الأوسط؟


المصدر: قسم الرصد والتحليل في "بغداد اليوم"

مقالات مشابهة

  • الشرق الأوسط على صفيح ساخن والعالم يترقب: إيران ترفض التصعيد وواشنطن تتوعد- عاجل
  • الشرق الأوسط على صفيح ساخن والعالم يترقب: إيران ترفض التصعيد وواشنطن تتوعد
  • تركيا على صفيح ساخن بعد اعتقال إمام أوغلو .. هذا تفاصيل ما يحدث
  • تركيا على صفيح ساخن | اعتقال إمام أوغلو وهبوط الليرة وتعليق البورصة.. هذه تفاصيل ما يحدث
  • تركيا على صفيح ساخن | اعتقال إمام أوغلو وهبوط الليرة وتعليق البورصة.. هذا تفاصيل ما حدث
  • «إسرائيل على صفيح ساخن»| احتجاجات عارمة ضد قرار نتنياهو باستئناف الحرب.. ومطالبات بإبرام صفقة للإفراج عن الرهائن
  • الجزائر وفرنسا على «صفيح ساخن».. تأجيج التوترات بين البلدين
  • نزوح عشرات الفلسطينيين من بيت حانون باتجاه جباليا شمالي قطاع غزة
  • إسرائيل تواصل خرق هدنة غزة ولبنان.. ومقتل 34 فلسطيني في الضفة
  • إسرائيل على صفيح ساخن إثر إقالة رئيس الشاباك