بعد الصراع الدائر في قطاع غزة، ظهرت خلافات بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.

فوفقًا لمصادر موثوقة داخل شبكة إن بي سي الأمريكية، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال محادثات خاصة أن التعامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصبح أمرًا معقدًا بشكل لا يمكن التنبؤ به.

وقد وصف بايدن نتنياهو بأنه عائق رئيسي يعوق جهود الدبلوماسية لإقناع إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار.

وفقًا للتقارير، أعرب الرئيس جو بايدن عن إحباطه من نتائج المحادثات الأخيرة، حيث لم يتمكن من إقناع إسرائيل بتغيير تكتيكاتها العسكرية في قطاع غزة.

ووصف بايدن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه عقبة أساسية، وفقًا لمصادر مطلعة على تعليقاته.

وأبدى بايدن جهوده لإقناع إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار، إلا أنه واجه صعوبة في التعامل مع نتنياهو، ووصفه بأنه "يمنحه الجحيم"، وفقًا لمصادر طلبت عدم الكشف هويتها.

فعلى الرغم من الصور التي تظهر التوافق بين الزعيمين حول حرب غزة، فإن العلاقة بين بايدن ونتنياهو توترت بسبب استراتيجيات إسرائيل في هجماتها على القطاع المدمر وثقل حصيلة القتلى المدنيين الفلسطينيين على مدار أكثر من 4 أشهر.

ويبدو أن التوتر بين الاثنين بلغ ذروته، حيث وصف بايدن نتنياهو بأنه "أحمق"، مستخدمًا كلمة أكثر بذاءة، في أكثر من جلسة سرية، وفقًا لما نقلته شبكة "إن بي سي" الإخبارية الأميركية عن مصادر مطلعة بشكل مباشر على تعليقات الرئيس الأمريكي.

بينما أكد متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي في بيان أن العلاقة بين الزعيمين "متسمة بالاحترام".

وأوضح المتحدث أن الرئيس كان صريحًا بخلافه مع رئيس الوزراء نتنياهو، لكن هذه العلاقة مستمرة منذ عقود ومحظًا بالاحترام في العلن والسر.

ومنذ لقاء نتنياهو خلال زيارته لإسرائيل بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، زادت إحباطات بايدن بسبب ارتفاع عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين في غزة، الذين وصل عددهم إلى أكثر من 28 ألفًا.

بالإضافة إلى ذلك، يشعر الرئيس الأمريكي "بالاستياء" من رفض نتنياهو لعروض الوقف الفوري للقتال، وعدم رغبته في التوصل إلى اتفاق سلام دائم قبل القضاء تمامًا على حماس.

وقد اعتمد بايدن لهجة أكثر حدة يوم الخميس، ووصف الهجوم الإسرائيلي في غزة بأنه "تجاوز كل الحدود"، وهو تعبير لم يسبق استخدامه في الدبلوماسية الأميركية عند الحديث عن الحليف الإسرائيلي.

وقد أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الاثنين أن عدد الوفيات جراء القصف الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفع إلى 28،340 شخصًا.

وأكدت الوزارة في بيان أن الجيش الإسرائيلي نفذ 19 مجزرة خلال الـ 24 ساعة الماضية، مما أدى إلى مقتل 164 شخصًا وإصابة 200 آخرين.

وأوضحت الوزارة أن إجمالي عدد القتلى نتيجة الضربات الإسرائيلية في القطاع بلغ 28،340 شخصًا، وعدد المصابين وصل إلى 67،984 منذ 7 أكتوبر الماضي.

وأشارت الوزارة إلى وجود ضحايا محتملين تحت الأنقاض وعلى الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.

وفي سياق متصل، أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنه لا يوجد مأوى آمن في غزة، وأن عمليات التهجير القسري دفعت السكان إلى رفح، حيث يجدون أنفسهم محاصرين دون وجود خيارات.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: بايدن ونتنياهو بايدن نتنياهو خلافات بين بايدن ونتنياهو قطاع غزة الرئیس الأمریکی

إقرأ أيضاً:

ترامب × بوتين| صفقة تثير العاصفة الأوروبية.. التقارب الأمريكي الروسي يقلق أوروبا وتدرس تأثيره المحتمل على أمن القارة العجوز

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لم تكن العلاقة بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ونظيره الروسى فلاديمير بوتين مجرد "كيمياء شخصية"، كما وصفها ترامب ذات مرة، بل تحولت إلى مُعادلة سياسية معقدة هزّت أركان التحالف الأطلسي، وأثارت تساؤلاتٍ عن مدى استمرارية التضامن الغربى فى مواجهة التمدد الروسي، حيث نشهد منذ عودة الرئيس الأمريكى إلى البيت الأبيض فى يناير ٢٠٢٥ تحولات جذرية فى السياسة الدولية، أبرزها التقارب الملحوظ بين واشنطن وموسكو والذى أثار تساؤلات عديدة حول مستقبل العلاقات الأمريكية الأوروبية، خاصة فى ظل التوترات المستمرة مع الصين.

بدأت ملامح التقارب بين ترامب والرئيس الروسى فلاديمير بوتين بالظهور مع إعلان البيت الأبيض عن تعليق الدعم العسكرى والاستخباراتى لأوكرانيا، والبدء فى مفاوضات مباشرة مع موسكو لإنهاء الصراع فى أوكرانيا، كما أكد ترامب أن انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو ليس مطروحًا على الطاولة، مما يعكس تحولًا كبيرًا فى السياسة الأمريكية تجاه الأزمة الأوكرانية. كما أن جاءت العاصمة السعودية الرياض كمنصة شهدت لقاءات أمريكية روسية تمهيدية على مستوى وزراء الخارجية ناقشت سبل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية وتعزيز التعاون الثنائي، مما يعكس جدية الطرفين فى تحسين العلاقات. 

وفى خطوة لافتة، قدمت واشنطن مقترحًا لوقف إطلاق النار لمدة ٣٠ يومًا فى أوكرانيا، بهدف فتح المجال أمام مفاوضات سلام شاملة. ورغم أن الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى أبدى دعمه للمقترح، إلا أن موسكو أبدت تحفظات، مشيرة إلى ضرورة مناقشة تفاصيل إضافية قبل الموافقة النهائية. وترامب، من جانبه، حث بوتين على تجنب أى تصعيد قد يؤدى إلى "مجزرة رهيبة"، مشددًا على أهمية الحفاظ على أرواح الجنود الأوكرانيين المحاصرين، عاكسًا رغبة ترامب فى لعب دور الوسيط لإنهاء الصراع المستمر منذ سنوات.

المعروف هو أن ترامب قبل توليه منصب الرئاسة، كان رجل أعمال صاحب ثروة تقدر بمليارات الدولارات الأمريكية، وبالتالى من المنطقى أن نجد قرارته وسياسات أمريكا الخارجية أشبه بالصفقات التجارية، بمعنى، إنه لم تكن أمريكا أكبر رابح من الصفقة، فإنها تعد صفقة غير رابحة. 

ومن هنا يمكن أن نفهم انحياز ترامب لروسيا ونرجع هذا الانحياز إلى عدة عوامل، أبرزها اعتقاد ترامب بأن ما يمثل التهديد الأكبر للولايات المتحدة فى القرن الحادى والعشرين هى الصين وليس روسيا، هذه القناعة تدفعه إلى السعى لتطبيع العلاقات مع موسكو، بهدف التركيز على مواجهة النفوذ الصينى المتصاعد. بالإضافة إلى ذلك، يرى ترامب أن تحسين العلاقات مع روسيا قد يفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادى والسياسي، مما يعزز مكانة الولايات المتحدة على الساحة الدولية. كما أن ترامب يحمل نظرة متشككة تجاه حلف الناتو، إذ يرى أن الدول الأوروبية لا تساهم بما يكفى فى نفقات الدفاع الجماعي، مما يجعله أكثر ميلًا للتعاون مع روسيا كبديل.

وتصاعد هذا المشهد الدرامى الدولى المتشابك وإعادة ترتيب التحالفات. فقد بقى يوم ٢٨ فبراير ٢٠٢٥ عالقا فى الأذهان لأنه هو اليوم الذى شهد لقاءً متوترًا بين ترامب وزيلينسكي، حيث تحول الاجتماع إلى مشادة كلامية حادة أمام وسائل الإعلام. وانتقد ترامب زيلينسكى علنًا متهمًا إياه بعدم الاحترام وهو ما أدهش متابعى اللقاء حول العالم، حيث إن لا أحد كان يمكن أن يتخيل حدوث موقف مشحون بهذا الكم من الكوميديا السوداء، وهو ما أثار أيضا استياء القادة الأوروبيين الذين يرون فى هذا التصرف تقليلًا للوحدة الغربية فى مواجهة التهديدات الروسية. هذا التوتر ألقى بظلاله على العلاقات الأمريكية الأوروبية، حيث أعربت العديد من الدول الأوروبية عن قلقها من التقارب الأمريكى الروسى وتأثيره المحتمل على أمن القارة. فالاتحاد الأوروبى يعتبر روسيا تهديدًا استراتيجيًا، وأى تقارب بين واشنطن وموسكو قد يُضعف الجبهة الغربية الموحدة.

فى ظل هذه التطورات، تبرز التساؤلات حول مستقبل العلاقات الأمريكية الأوروبية، فالتقارب بين ترامب وبوتين قد يؤدى إلى توترات مع الحلفاء الأوروبيين، خاصة إذا شعروا بأن مصالحهم الأمنية مهددة. من جهة أخرى، قد يسعى ترامب إلى طمأنة الأوروبيين من خلال تعزيز التعاون فى مجالات أخرى، مثل الاقتصاد ومكافحة الإرهاب. أما فيما يتعلق بالصين، فإن التقارب الأمريكى الروسى قد يكون جزءًا من استراتيجية أوسع لمواجهة النفوذ الصينى المتزايد. فالولايات المتحدة ترى فى بكين منافسًا استراتيجيًا يسعى لتقويض النظام الدولى القائم، وقد يكون التنسيق مع موسكو خطوة لتعزيز الجبهة المضادة للصين.

ويظل التقارب بين ترامب وبوتين يعكس تحولًا فى ميزان القوى العالمي. فمن جهة، تسعى الولايات المتحدة إلى إعادة ترتيب أولوياتها الاستراتيجية، مركزة على التهديد الصينى المتصاعد. ومن جهة أخرى، ترى روسيا فى هذا التقارب فرصة لتعزيز نفوذها الدولى وتخفيف الضغوط الغربية، وقد يؤدى ذلك إلى إعادة تشكيل التحالفات الدولية. فالدول الأوروبية قد تجد نفسها مضطرة لإعادة تقييم علاقاتها مع الولايات المتحدة، وربما تعزيز التعاون فيما بينها لمواجهة التهديدات المحتملة. كما قد تسعى دول أخرى، مثل الهند واليابان، إلى تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة لموازنة النفوذ الصينى والروسى المتزايد.

على الصعيد الاقتصادي، قد نشهد تغييرات فى سياسات التجارة والطاقة. فروسيا قد تسعى إلى تعزيز صادراتها من الطاقة مما قد يؤثر على أسواق الطاقة العالمية. كما قد يؤدى التعاون الاقتصادى بين البلدين إلى تغييرات فى سياسات العقوبات والتعريفات الجمركية. من ناحية أخرى، قد يثير التقارب الأمريكى الروسى قلق الشركات الأوروبية التى تعتمد على الأسواق الأمريكية والروسية. فالاتحاد الأوروبى يفرض عقوبات صارمة على موسكو، وأى تخفيف أمريكى لهذه العقوبات قد يضعف التأثير الاقتصادى الأوروبى عليها.

إن التقارب بين ترامب وبوتين يمثل تحولًا كبيرًا فى السياسة الدولية، يحمل فى طياته فرصًا وتحديات. فبينما قد يسهم هذا التقارب فى إنهاء الصراع الأوكراني، إلا أنه يثير مخاوف الحلفاء الأوروبيين بشأن أمنهم ومصالحهم، وفى ظل التوترات مع الصين، يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية توازن الولايات المتحدة بين تعزيز علاقاتها مع روسيا والحفاظ على تحالفاتها التقليدية فى أوروبا وآسيا.

على المدى الطويل، سيحدد هذا التقارب مستقبل النظام الدولي، حيث قد نشهد إعادة هيكلة كبرى للعلاقات بين القوى العظمى. أوروبا قد تجد نفسها مضطرة لتعزيز قدراتها العسكرية والاستراتيجية لمواجهة التهديدات الروسية المحتملة دون الاعتماد الكامل على واشنطن. أما الصين، فقد ترى فى التقارب الأمريكى الروسى فرصة أو تهديدًا، مما قد يدفعها إلى تعزيز تحالفاتها فى آسيا وأفريقيا لتعويض أى خسائر دبلوماسية.

وفى النهاية، يبقى السؤال الأهم هو هل سيكون هذا التقارب مجرد تكتيك مؤقت أم بداية لتحالف استراتيجى جديد يعيد تشكيل النظام العالمي؟ والإجابة عن هذا السؤال ستعتمد على كيفية تفاعل القوى العالمية مع هذه المتغيرات، ومدى قدرة أوروبا والصين على موازنة التأثير الأمريكى الروسى المتزايد.

مقالات مشابهة

  • من مسجد السيدة نفيسة.. ماذا قال الرئيس السيسي عن آل بيت رسول الله؟.. صور
  • "الجارديان": ماذا يريد الأمريكيون بعد التخلي عن أوكرانيا؟.. اتفاق "ترامب-بوتين" يتشكل.. وأوروبا هى الهدف
  • مكالمة «بوتين وترامب» تتصدّر عناوين «الصحف الغربية».. ماذا قالت عنها؟
  • ماذا قالت الصحافة الغربية عن نتائج مكالمة بوتين وترامب المطولة؟
  • ماذا وراء  الهجوم الأمريكي على الحوثيين؟
  • ترامب × بوتين| صفقة تثير العاصفة الأوروبية.. التقارب الأمريكي الروسي يقلق أوروبا وتدرس تأثيره المحتمل على أمن القارة العجوز
  • استمرت ساعتين ونصف.. ماذا تضمنت المكالمة بين «بوتين وترامب»؟
  • ليلة القصف الإسرائيلي.. أكثر من 300 قتيل في غزة أغلبهم أطفال ونساء
  • فين القطايف؟.. ماذا دار بين الرئيس السيسي والفنان سامح حسين | فيديو
  • باطل..ترامب يشكك في قانونية عفو بايدن عن معارضين للرئيس الأمريكي