كيف كشفت سياسة حزب الله في حرب غزة استراتجية الصبر الإيراني؟
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
ستمارس إيران وحزب الله صبراً استراتيجياً في صراع غزة، مما يشير إلى تدخل محتمل ولكنهما يعطيان الأولوية للأهداف طويلة المدى على العمل الفوري، على الرغم من الاستفزازات والخسائر.
ووفق تحليل لـ"منتدى الخليج الدولي"، وترجمه "الخليج الجديد"، يهدف هذا النهج الحذر إلى الحفاظ على أصول "حزب الله" الاستراتيجية، تحسباً لحرب مستقبلية محتملة مع إسرائيل والولايات المتحدة.
فمنذ بداية الصراع بين إسرائيل و"حماس"، حذر العديد من المسؤولين من إيران و"حزب الله" من أن القوى الشيعية البارزة في الشرق الأوسط لا يجوز لها أن تظل سلبية في الصراع، وهو ما دفع الزعماء في طهران وبيروت للإشارة إلى أنهم قد يتدخلون في حرب غزة لدعم الجانب الفلسطيني.
وفي هذا السياق، ذهب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إلى حد تهديد إسرائيل بحرب استباقية.
بالإضافة إلى ذلك، نشرت سفارة طهران في دمشق، رسالة باللغة العبرية على "إكس" (تويتر سابقا)، تحذر فيها الإسرائيليين من أن "الوقت قد انتهى".
كما صرح زعيم "حزب الله" حسن نصرالله ، في خطاباته أن مقاتليه قد يدخلون المعركة، ولو على حساب حياتهم.
اقرأ أيضاً
وزير خارجية إيران يتعهد باستمرار دعم حزب الله: أمن لبنان هو أمننا
ومع تصاعد التوترات اللفظية والدبلوماسية، اشتد الوضع على الأرض، مع تبادل إطلاق النار بشكل متكرر عبر حدود لبنان مع إسرائيل.
وعلى الرغم من الخطب اللاذعة من المسؤولين الإيرانيين و"حزب الله" والوعود الفاترة بتقديم رد قوي ضد إسرائيل، إلا أنه لم يتم اتخاذ سوى القليل من الإجراءات الحركية، وفق التحليل، الذي يقول إن "محور المقاومة ظل على الهامش حتى في مواجهة التحديات المباشرة من إسرائيل نفسها".
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، هو تاريخ بدء الحرب في غزة، ارتبطت اسم إسرائيل بمقتل القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني في دمشق راضي موسوي، والرجل الثاني في قيادة "حماس" في بيروت صالح العوري، وقائد قوة الرضوان الخاصة في "حزب الله" وسام الطويل، كما قتلت إسرائيل أكثر من 140 من مقاتلي "حزب الله"، وهي خسارة كبيرة في الأرواح قوبلت برد فعل صامت، وفق وصف التحليل.
ويضيف: "يمكن القول إن قادة محور المقاومة، على النقيض من تصريحاتهم العلنية اللاذعة، قد التزموا بسياسة (الصبر الاستراتيجي)، أي التسامح في الواقع مع المصاعب قصيرة المدى في السعي لتحقيق الظروف التي من شأنها أن تمكن النصر على المدى الطويل".
ويتابع التحليل: "هذا يطرح السؤال: لماذا تجنب محور المقاومة حرباً شاملة مع إسرائيل؟"،؟ قبل أن يشير إن أن الإجابة على هذا السؤال تتوقف على دافعين لسلوك الدولة: البقاء، وتفضيل المكاسب المحدودة على الخسائر الحاسمة.
ووفق التحليل، فإن إيران هي نظام قادر على البقاء، تدفعه رغبة عارمة في البقاء في مواجهة الضغوط الخارجية والداخلية.
اقرأ أيضاً
فورين أفيرز: لماذا تجعل حرب غزة "إيران نووية" أكثر احتمالا؟
وهذه ليست مجرد تكهنات، فقد كانت القيادة الإيرانية صريحة، حين قال مؤسس الثورة الإسلامية وقائدها آية الله الخميني، بوضوح أن "حماية النظام [النظام السياسي] هي أعلى ولاية [للحكومة الإيرانية]... ويجب حماية النظام حتى لو تطلب الأمر تعليق الممارسات المعتادة للنظام".
وفي هذا السياق، يقول التحليل، إن عدم رغبة إيران في الانخراط في حرب شاملة مع إسرائيل أمر معقول، حيث يدرك القادة الإيرانيون أن أي حرب مع إسرائيل ستؤدي إلى مواجهة عسكرية لن تجتاح الشرق الأوسط فحسب، بل ستجذب داعم إسرائيل القوي، وهي الولايات المتحدة.
وسبق أن أشارت الولايات المتحدة بالفعل إلى نيتها دعم إسرائيل، حيث نشرت حاملتي طائرات وغواصة نووية من طراز أوهايو في المنطقة، وهو ما يظهر بوضوح استعداد الولايات المتحدة للتدخل وشن حرب إذا هاجمت إيران إسرائيل بشكل مباشر.
وفي حين أن إحجام إيران عن إشراك إسرائيل بشكل مباشر أمر مفهوم، فإن ترددها في إشراك "حزب الله" في صراع "حماس" مع جيش الاحتلال أمر أكثر إثارة للشكوك.
ففي نهاية المطاف، كان أحد الأسباب الرئيسية لتأسيس "حزب الله" هو مواجهة إسرائيل ومساعدة الفصائل الفلسطينية.
وعندما غزت إسرائيل لبنان عام 1982 لطرد منظمة التحرير الفلسطينية، نشر الحرس الثوري الإسلامي الإيراني فرقة مؤلفة من 5000 مقاتل، أطلق عليها اسم "فيلق النبي محمد"، في سوريا، ثم تم نقل هذه الوحدة إلى لبنان، ونشرها ضد جيش الاحتلال، إيذانا بميلاد "حزب الله".
اقرأ أيضاً
الكل في واحد.. هكذا أحيت حرب غزة محور المقاومة المدعوم إيرانيا
ويثير الهدف التأسيسي لـ"حزب الله"، وفق التحليل السؤال التالي: "لماذا تجنبت الجماعة المسلحة المواجهة حتى الآن؟، والإجابة المختصرة هي أن حزب الله يمثل رصيداً قيماً للغاية، بحيث لا يمكن نشره على نحو متهور".
ويضيف: "منذ نشأته، تحول حزب الله من مجموعة حرب عصابات من الشباب في جنوب بيروت إلى واحدة من أكثر المنظمات المسلحة غير الحكومية تطوراً وتجهيزاً والتي تعمل في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتمتلك أكثر من 130 ألف صاروخ موجه نحو إسرائيل".
ويتابع: "مع تطور قدرات حزب الله، اتسع أيضًا دوره وهدفه بالنسبة لإيران".
ويشير إلى أنه في الثمانينيات، كان "حزب الله" في المقام الأول جهة فاعلة محلية في لبنان، وكان هدفه محدودًا نسبيًا وهو طرد القوات الفرنسية الأمريكية والإسرائيلية من البلاد.
وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، توسع نطاق أنشطة "حزب الله" بشكل كبير، وعزز مكانته باعتباره الفاعل الشيعي الرئيسي في لبنان، متحديا حركة "أمل" المدعومة من سوريا.
وأدت هذه المنافسة إلى سلسلة من الاشتباكات المسلحة بين "حزب الله" والقوات السورية بقيادة حافظ الأسد خلال الثمانينيات.
وبحلول منتصف التسعينيات، برز "حزب الله" باعتباره القوة المهيمنة.
اقرأ أيضاً
إيران تسرع عمليات نقل الأسلحة إلى حزب الله.. صحيفة عبرية تكشف التفاصيل
وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق، تطور دور "حزب الله" بشكل أكبر تحت إشراف إيران، مستفيدا بعلاقاته الطويلة الأمد مع حزب الدعوة العراقي، ما دفع "حزب الله" لتوسيع نفوذه إلى العراق.
وفي عام 2003، وبناء على طلب من قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني آنذاك الجنرال قاسم سليماني، أنشأ "حزب الله" (الوحدة 3800) المعروفة أيضًا باسم "مكتب العراق"، وتم إرسال هذه الوحدة، التي تضم مقاتلين ذوي خبرة إلى العراق لتدريب المئات من أعضاء الميليشيات الشيعية العراقية.
وتضمن التدريب مهارات في مجال أخذ الرهائن والعمليات التكتيكية واستخدام العبوات الناسفة المتطورة.
وامتد نطاق أنشطة "حزب الله" بالفعل إلى ما هو أبعد من العراق، ففي عام 2011، مع بداية الانتفاضة السورية، بدأ "حزب الله" يلعب دوراً مهماً من خلال دعم نظام بشار الأسد.
وبدءاً من عام 2012، بدأ "حزب الله" بنشر قواته في سوريا، مما أدى إلى مشاركته الكاملة في جميع أنحاء البلاد بحلول عام 2014.
وتميزت مشاركة "حزب الله" في سوريا بخوض المعارك الرئيسية، وإظهار دوره الإقليمي الموسع وقدراته العسكرية.
اقرأ أيضاً
صبحي الطفيلي يهاجم إيران وحزب الله: لم يقوموا بالواجب المطلوب
وشملت ساحات المعارك الرئيسية هذه معركة القصير 2013، وحصار دير الزور الذي دام 3 سنوات، وهجوم شرق حلب (يناير/كانون الثاني-أبريل/نيسان 2017)، ومعركة الباب، وهجوم درعا (فبراير/شباط-يونيو/حزيران 2017)، وهجوم درعا (فبراير/شباط-يونيو/حزيران 2017).
وقد عزز تورط "حزب الله" في الحرب الأهلية السورية مكانته كواحد من أهم وكلاء إيران الدوليين، حيث يعمل جنبًا إلى جنب مع الذراع الأجنبية للحرس الثوري الإيراني
ولم تفعل الخسائر المتكبدة في سوريا سوى القليل لردع "حزب الله" عن توسيع نفوذه في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ومنذ عام 2012، في أعقاب سيطرة الحوثيين على صنعاء في اليمن، قام "حزب الله" بالتنسيق مع إيران لإنشاء موطئ قدم في اليمن، من خلال توفير التدريب لقوات الحوثيين.
وفي حين أن المدى الكامل لتورط "حزب الله" في اليمن لا يزال غامضا، إلا أن هناك دلائل تشير إلى أن تأثير الجماعة هناك كبير.
ووفقاً لمسؤولين أمريكيين، يواصل "حزب الله" لعب دور حاسم في توجيه هجمات الحوثيين في منطقة البحر الأحمر.
اقرأ أيضاً
إيران عن تدخل حزب الله ضد إسرائيل: سينتج عنها زلزالا كبيرا ضد الكيان
وفي ضوء تورط "حزب الله" في صراعات إقليمية مختلفة، يقول التحليل إنه "من المعقول القول إن الجماعة التي كانت ذات يوم مجرد عنصر من عناصر سياسة إيران في لبنان، أصبحت واحدة من الأدوات الأساسية لسياسة إيران الإقليمية الأوسع".
ويضيف: "لا يمثل حزب الله المصالح الإيرانية في لبنان فحسب، بل يعمل أيضًا بنشاط على تعزيز أجندة إيران الإقليمية حيثما كان ذلك ضروريًا، سواء كان ذلك في سوريا ضد الثائرين، أو في العراق ضد القوات الأمريكية، أو في اليمن ضد التحالف الأمريكي العربي".
ويتابع: "كانت هذه التدخلات مكلفة بالنسبة لحزب الله من حيث القوة البشرية، لكنها تعزز التزام المجموعة بتحقيق الأهداف الاستراتيجية لإيران".
وتشير التقديرات إلى أن الميليشيا فقدت ما بين 2000 إلى 2500 مقاتل في الحرب السورية وحدها، وهو رقم يفوق خسائرها في حرب عام 2006 مع إسرائيل.
وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة، فإن تفاني "حزب الله" الذي لا يتزعزع، وفق وصف التحليل، يؤكد القيمة التي تستمدها إيران من ميليشياتها الإقليمية كوسيلة لبسط النفوذ وتحقيق الأهداف الاستراتيجية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وفي الواقع، يلعب "حزب الله" دوراً حاسماً في استراتيجية الردع الإيرانية، خاصة مع إدراك إيران التفاوت في القوة بينها وبين الشراكات التي تقودها الولايات المتحدة في منطقة الخليج.
اقرأ أيضاً
اجتماع طارئ للكابينت وتصريحات عن خطر بالشمال.. هل تبدأ إسرائيل حربا مع حزب الله وإيران؟
وتفتقر طهران إلى القدرات العسكرية التقليدية، مثل القوات الجوية أو البحرية المتطورة، اللازمة لتحييد التهديدات الصادرة عن خصومها.
ومن دون قدرات حربية غير تقليدية مثل الأسلحة النووية لتكون بمثابة مظلة أمنية كملاذ أخير، اعتمدت إيران على أساليب حرب غير متماثلة لضمان سلامتها.
وتشمل هذه الأساليب تكتيكات حرب العصابات وتأجيج الصراعات في جميع أنحاء المنطقة.
ولا تهدف هذه الاستراتيجية إلى كسب الحرب ضد الولايات المتحدة وحلفائها بشكل مباشر، بل تهدف إلى زيادة تكلفة الصراع المستمر إلى درجة قد تتمكن فيها إيران من ردع العدوان الأمريكي وحلفائها.
ووفق التحليل، يلعب "حزب الله" باعتباره حليفًا رئيسيًا مجهزًا بآلاف الصواريخ الموجهة نحو إسرائيل، دورًا محوريًا في هذا الإطار الأمني، حيث من المقرر أن تشن الميليشيا هجومًا شاملاً ضد إسرائيل في حالة وقوع هجمات إسرائيلية (أو أمريكية) على إيران.
ويشكل "حزب الله" نفسه هدفا صعبا لأعداء إيران، لكن الجماعة المسلحة ليست رصيدا يمكن التخلص منه دون داع.
وحتى لو تمكن "حزب الله" من البقاء على قيد الحياة في صراع ضد الولايات المتحدة وحلفائها، فإن التعافي سيتطلب وقتاً وجهداً وموارد كبيرة، وهذا يجعل من "حزب الله" رصيداً استراتيجياً تفضل طهران الاحتفاظ به في المواقف الحرجة، بدلاً من نشره لدعم مجموعات أقل أهمية لمصالح أمنها القومي الأساسية، مثل "حماس"، وفق التحليل.
اقرأ أيضاً
"ما خفي أعظم" يكشف: الحرس الثوري الإيراني وحزب الله شاركوا بحرب غزة الأخيرة
ويلفت إلى أن موطئ قدم "حزب الله" في سوريا يمكّن البلاد من العمل كجسر بري لتوريد المواد من إيران إلى لبنان، الأمر الذي يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى الديناميكيات الاستراتيجية الإقليمية.
وفي حالة نشوب حرب بين إسرائيل و"حزب الله"، هناك احتمال أن يقوم جيش الاحتلال بضرب أهداف في سوريا على نطاق واسع، مما قد يضعف شبكة الميليشيات الإيرانية في جميع أنحاء البلاد، حيث أن مثل هذه النتيجة يمكن أن تعرض للخطر سنوات من الجهود ومليارات الدولارات التي أنفقها محور المقاومة لدعم نظام الأسد.
ويخلص التحليل إلى أن هذه الظروف تفسر استخدام إيران الحذر لـ"حزب الله" ضد إسرائيل.
ويضيف: "يشكل خطر زعزعة استقرار توازن القوى الذي تم التوصل إليه بشق الأنفس في سوريا وتعريض نظام الأسد للخطر رادعاً كبيراً، وكذلك الدمار المحتمل الذي قد يلحق بأهم وكيل إقليمي له".
ويضيف: "نتيجة لذلك، قد تختار إيران استخدام مجموعات أكثر قابلية للاستهلاك، مثل الحوثيين في اليمن أو الميليشيات العراقية، لممارسة الضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل".
ويزيد: "يمكن لهذه الجماعات أن تنخرط في صراع دون المخاطرة بالمزايا الاستراتيجية التي يوفرها حزب الله، مما يسمح لإيران بمواصلة الضغط على خصومها مع الحفاظ على أصولها الأكثر قيمة في المواقف التي تعتبر فيها مشاركتها ضرورية للغاية".
اقرأ أيضاً
جورج فريدمان: واقع (إسرائيل) الاستراتيجي بين غزة وإيران وحزب الله
المصدر | منتدى الخليج الدولي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حزب الله إيران إسرائيل حرب غزة الصمت أهداف استراتيجية الصبر الولایات المتحدة الثوری الإیرانی محور المقاومة فی جمیع أنحاء الشرق الأوسط مع إسرائیل ضد إسرائیل وحزب الله اقرأ أیضا حزب الله فی الیمن فی لبنان فی سوریا حرب غزة فی صراع إلى أن فی حرب
إقرأ أيضاً:
سلامي يتوعد إسرائيل بتلقي رد لا يمكن تصوره “إذا أخطأت ضد إيران”
#سواليف
حذّر القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء #حسين_سلامي، #القادة_الإسرائيليين من أنهم سيواجهون ردا “لا يمكن تصوره” في حال ارتكابهم “أي خطأ ضد #إيران”.
وقال سلامي في كلمة ألقاها خلال فعالية في محافظة فارس الإيرانية: “إن روحية الاستشهاد هي الصورة الحقيقية للشعب الايراني المجاهد والصامد.. الدفاع المقدس علّمنا ألا نخاف من المظهر الخارجي للأعداء، مصير المعركة يتحدد بقلوب واثقة بالنصر وليس بالعتاد؛ والأسلحة تكتسب قوتها عندما تكون في أيدي المؤمنين”.
وأشار إلى الأوضاع الجارية في المنطقة وفي قطاع غزة قائلا: “إن هذه الأنظمة المعتدية عندما تصل إلى مرحلة الانهيار، تتصرف بعشوائية دون مراعاة لأي قواعد، لأنها ترى نفسها على حافة الموت”.
مقالات ذات صلةوأضاف سلامي: “نحن نحذرهم بأن يرجعوا إلى التاريخ، إلى تاريخ الـ45 سنة الماضية، ليراجعوا عملياتنا في الدفاع المقدس، وليشاهدوا كيف تعاملنا مع الأعداء.. لقد دخلتم الميدان في السنوات الأخيرة من الدفاع المقدس، وشاهدناكم ، والآن نشاهدكم أيضا في الحصار الاقتصادي والفتن؛ لم تقدروا على فعل أي شيء سوى أن تتراجع قوتكم وتسيروا في طريق الزوال، وفقدتم كل ما كنتم قد اكتسبتموه، لكنكم لا تتعظون من التاريخ دوما”.
وأردف: “عندما يريد نظام أن ينهار، يصبح مكروها؛ أنتم اليوم كذلك، أنتم اليوم تعانون من أزمة اقتصادية، وليس لديكم القدرة على الحركة في الميدان، وتعتمدون على بعض الصواريخ المضادة للصواريخ والطائرات، هذه لن تمنع انهياركم؛ أنتم شجرة بلا جذور، وفي النهاية سوف تسقطون”.
وخاطب سلامي القادة الإسرائيليين قائلا: “ما تقومون به اليوم يخلق غضبا أبديا ويزرع بذور كراهية عميقة ستتحول تدريجيا إلى سلاح وكفاح وجهاد؛ أنتم صغار وليس لديكم حتى مكان للفرار؛ أتعتقدون أنكم قادرون أن تحولوا دون سطوة الإسلام عبر إطلاق بعض الصواريخ؟”.
واختتم بالقول: “لم تعرفوا قوة شعبنا، وحساباتكم خاطئة، والوقت سيثبت كل شيء.. لقد رأينا في عملية الوعد الصادق 2 كيف كان أداء نظام الدفاع الصاروخي الخاص بكم، هذه المرة أيضا اذا أخطأتم، فسوف تتذوقون طعم الرد الذي لا يمكن تصوره”.
وكانت الاستخبارات الأمريكية قد حذرت من أن إسرائيل قد تنفذ هجوما استباقيا ضد البرنامج النووي الإيراني خلال الأشهر المقبلة، في خطوة ستؤجج التوتر في الشرق الأوسط.
ووفقا للتقرير الاستخباراتي، فإن الضربة المحتملة لن تؤخر البرنامج النووي الإيراني إلا لأسابيع أو أشهر على الأكثر، لكنها قد تدفع طهران إلى تسريع تخصيب اليورانيوم إلى مستوى تصنيع الأسلحة، وهو خط أحمر لكل من واشنطن وتل أبيب.
وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، براين هيوز، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي”، مشيرا إلى أن واشنطن تفضل الحلول الدبلوماسية، لكنها لن تنتظر إلى الأبد إذا لم تبد طهران استعدادا جادا للتفاوض.
وحذر ترامب القادة الإيرانيين من مغبة “القيام بما يفكرون فيه حاليا” وحثهم على التوصل إلى صفقة نووية ستجنب إيران هجوما إسرائيليا أو أمريكيا واسع النطاق.
وفي وقت سابق من هذا الشهر وقع ترامب على مذكرة حول استعادة سياسة “الضغط الأقصى” تجاه إيران، معلنا نيته منع طهران من تطوير سلاح نووي.
وجددت طهران رفضها اتهامات ترامب لإيران بتصنيع أسلحة نووية، ووصفتها بـ”الكذبة الكبيرة”، لكنها أبدت استعدادها لمنح الولايات المتحدة “فرصة أخرى” لحل الخلافات بين البلدين، مشيرة مع ذلك إلى أن تجربة الاتفاق النووي أثبتت عدم التزام الولايات المتحدة بتعهداتها.
وحذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في وقت سابق من أن مهاجمة إسرائيل والولايات المتحدة لمنشآت نووية إيرانية ستكون من “أكبر الأخطاء”، مؤكدا أن طهران سترد بشكل فوري وحاسم إذا تعرضت مواقعها النووية لهجوم، وهو ما سيؤدي إلى “حرب شاملة” في المنطقة.