نابولي قلب جنوب إيطاليا النابض.. سياحة عابرة للتاريخ قريبا من بركان فيزوف
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
تعدّ نابولي القلب النابض لجنوب إيطاليا؛ إذ تشتهر بأطباقها اللذيذة وتزخر بالعديد من المعالم السياحية الشهيرة والكنائس العريقة والقصور الملكية الفاخرة، بالإضافة إلى الجزر السياحية العالمية؛ مثل: جزيرة كابري.
ومدينة نابولي هي ثالث أكبر مدينة في إيطاليا بعد العاصمة روما وميلانو. وتقع المدينة على خليج نابولي، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 3 ملايين نسمة، وتضم العديد من الكنوز الفنية العريقة.
وتشتهر نابولي بأطباقها اللذيذة، حيث تفوح راحة الأطعمة المقلية والقهوة والسكر عند تجول السياح في الأزقة الضيقة بالبلدة القديمة، وتنتشر المعجنات الساخنة بحشوة الريكوتا الحلوة في كل ركن، وتتوافر هذه المعجنات بصورة منفوخة (ريكا)، أو مستديرة على شكل معجنات قصيرة القشرة (فرولا) في البلدة القديمة، ويرجع تاريخ اختراع هذه المعجنات إلى 1785.
ويعدّ "زيبول" من ضمن الأطباق التقليدية في نابولي، وهو عبارة عن كرات عجين مقلية مع كريمة حلوة، وكذلك معجنات "فيوكي دي نفيه"، التي تصنف من أشهر الأصناف.
ومن الأطباق اللذيذة -أيضا- عجة المعكرونة "فريتاتا دي مكروني"، أو كروكيت البطاطس "كروكيه دي بتاتا"، أو البيتزا المقلية "بيتزا فريتا"، بالإضافة إلى المعكرونة مع الأرانب في جزيرة "إسكيا" المجاورة.
ويعدّ حي "سانتيا" من الأحياء الشهيرة في البلدة القديمة، كما أنه نقطة انطلاق جيدة لزيارة متحف "كابوديمونتي"، وتستغرق رحلة صعود التل عن طريق الدرج حوالي 20 دقيقة، ويمر السياح خلال رحلة صعودهم بهياكل المذبح وصور القديسين، وتفوح في الأجواء رائحة الكلور والمنظفات؛ بسبب هوس السكان في جنوب إيطاليا بالتنظيف.
وتسود أجواء هادئة عند زيارة متحف كابوديمونتي. ويمكن قضاء يوم كامل في المتحف لمشاهدة لوحات مايكل أنجلو وكارافاجيو، أو قطع البورسلين القديم، أو مجموعة المسدسات الخاصة بالحكام السابقين. وتحيط بالمتحف حديقة غناء يمكن التجول بها، والاستمتاع بأشعة الشمس.
أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا يعدّ جزءا من التاريخ المعاصر لمدينة نابولي، حيث إنه لعب لفريق المدينة في الفترة من 1984 حتى 1991، فحقق معه إنجازات غير مسبوقة من خلال الظفر بكأس الاتحاد الأوروبي (1989)، وتحقيق لقب الدوري المحلي مرتين (1987 و1990)، وكأس إيطاليا (1987)، وكأس السوبر الإيطالية (1990).
ويشكل مارادونا صورة هذه المدينة الإيطالية، ويظهر ذلك من خلال الرسومات والكتابات على الجدران وقطع الملابس والهدايا التذكارية.
وتتوافر أمام السياح كثير من الخيارات الرائعة لزيارة الأماكن السياحية بشكل يفوق تنوع الأطباق اللذيذة بمدينة نابولي.
وقد أُدرجت البلدة القديمة بأكملها على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، وتمثل ساحة "بيتزا ديل بلبيسيتو" مركز المدينة مع إطلالة على كنيسة البازيليكا "سان فرانسيسكو دي باولا"، وعلى مقربة من هذه الساحة تقع منطقة التسوق "غاليريا أومبيرتو"، ودار الأوبرا "تياترو سان كارلو" الشهيرة.
ويقع قصر "بلاتسيو ريالي" على مقربة من مركز المدينة كذلك، وقد كان هذا القصر في السابق مقر إقامة للملوك، ويمكن للسياح حاليا زيارة غرف المعيشة الخاصة بأوصياء البوربون، التي أصبحت فيما بعد خاصة بأسرة سافوي، وأصبحت نابولي جزءا من إيطاليا منذ تأسيس الدولة القومية في 1861، ولكن قبل هذا التاريخ كانت هذه المنطقة تقع تحت سيطرة الفرنسيين والإسبان بشكل رئيس.
ويرجع تاريخ تأسيس نابولي إلى عهد الإغريق، ويوجد بها نظام من الممرات تحت الأرض يبلغ طوله 120 كلم، شيّده اليونانيون لإمداد المدينة بالمياه، وتُعرف هذه الممرات باسم "نابولي سوتيرانيا" واستُعملت خلال الحرب العالمية الثانية لحماية السكان من القنابل، والآن يمكن للسياح الوصول إلى 5% فقط من هذه الممرات.
وتعود عائدات الجولات السياحية في هذه الممرات إلى جمعية تهدف إلى إعادة افتتاح "نابولي سوتيرانيا".
وأثناء الجولة السياحية التي تستغرق ساعة واحدة يحكي المرشد السياحي للسياح قصة رجال "البوزاري"، الذين ينظفون أنابيب المياه ويوصلونها لمنازل السكان. ونظرا لأن هؤلاء الرجال غالبا ما يختفون، ثم يظهرون مرة أخرى، فقد اعتقد سكان نابولي بوجود شبح يعيش في نظام الممرات تحت الأرض، ومن هنا نشأت أسطورة الراهب الصغير "إل موناتشيلو"، الذي يحقق الأمنيات، وتتوافر شخصية هذا الراهب هدية في متاجر الهدايا التذكارية.
وبالطبع يمكن للسياح الاستمتاع بأجواء البحر في نابولي من خلال التنزه على الكورنيش وفي متنزه "فيلا كومنيلا"، وصولا إلى حوض الأسماك (الأكواريوم)، الذي يعدّ من أقدم أحواض الأسماك في أوروبا.
وبعد زيارة الأكواريوم يمكن للسياح استكشاف حي "كيايا"، التي يشتهر بوجود العديد من المتاجر الفاخرة، حيث تظهر أشياء باهظة الثمن في واجهات المتاجر، كما تظهر بعض الكلاب مرتدية سترات.
أجمل إطلالة على المدينةوينعم السياح بأجمل إطلالة على مدينة نابولي وبركان فيزوف القريب من قلعة "كاستل سانت إلمو"، وتعدّ هذه القلعة واحدة من 3 قلاع في المدينة شُيّدت من الأحجار البركانية.
وإذا لم يرغب السياح في دفع رسوم الدخول إلى القلعة والاستمتاع بالمناظر البانورامية، فيمكنهم الاكتفاء بالمنظر من دير "توسا دي سان مارتينو"، حيث يمتد مشهد المدينة الواسعة أمام السياح، وتغمرها الأضواء الشتوية في هدوء وسلام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: البلدة القدیمة یمکن للسیاح فی نابولی
إقرأ أيضاً:
مجلة أمريكية ترجح فرض عقوبات على بغداد: إيران ستخسر بقرتها الحلوب العراق قريباً جداً
بغداد اليوم - ترجمة
أوردت مجلة الفورين افايرز المقربة من الخارجية الامريكية اليوم الخميس (13 آذار 2025)، تقريرا أعلنت خلاله وجود "تحرك امريكي" لإنهاء السيطرة الإيرانية على العراق من خلال مواجهة نفوذها بشكل مباشر، واصفة العراق بانه "البقرة الحلوب" لصالح الاقتصاد الإيراني.
وقالت المجلة بحسب ما ترجمت "بغداد اليوم"، ان الحكومة العراقية التي وصفتها بــ "المسيطر عليها من الاطار التنسيقي"، وعلى الرغم من قربها من ايران، الا انها قدمت "تنازلات كبيرة" للحكومة الامريكية خلال الفترة الماضية، مؤكدة "المسؤولين العراقيين يخشون جذب انتباه واشنطن اليهم الامر الذي قاد الى إيقاف الفصائل هجماتها على القوات الامريكية وطلعات مسيراتها على إسرائيل".
وتابعت "الحكومة الإيرانية خسرت محورها في المنطقة بعد انهيار حزب الله في لبنان ونظام بشار الأسد في سوريا، وباتت الان تعتمد بشكل كامل على العراق الذي يمثل اخر اوراقها في المنطقة وخصوصا من الجانب الاقتصادي"، موضحة "واشنطن باتت الان تستغل تعاون الحكومة العراقية معها وخشيتها من التعرض لعقوبات أمريكية لفرض المزيد على الضغط على ايران نحو قطع علاقة العراق معها وخصوصا الاقتصادية".
المجلة أوضحت أيضا ان الحكومة الامريكية باتت تعمل الان على تقليص نفوذ ايران في العراق الذي وصفته بــ "اخر معاقل قوتها"، مضيفة "واشنطن ستحقق ذلك ليس من خلال العمل العسكري الواسع ضد اذرع ايران في العراق لكن من خلال استغلال الدبلوماسية الشديدة، التهديد بالعقوبات، والعمليات الاستخباراتية المباشرة التي ستحرم ايران من استخدام العراق كمصدر لتمويل اقتصادها".
وأشارت المجلة، الى ان العراق الذي يمثل الان "البقرة الحلوب" لإيران، سيتم قطع علاقته معها من خلال الضغوط الامريكية المباشرة التي ستصل الى "فرض عقوبات واستهداف مباشر لمصالح الفصائل المسلحة المرتبطة بايران في العراق بالإضافة الى الحكومة العراقية ان رفضت الانصياع لرغبة واشنطن بحرمان طهران من مصادر تمويلها".
وأنهت المجلة تقريرها بالتأكيد على ان الحكومة الامريكية ورغم "عدم منحها العراق اهتماما كاملا"، الا انها "مصممة على افقاد ايران العراق"، موضحة "ايران ستخسر العراق قريبا وسيكون النفوذ الأكبر داخله للولايات المتحدة الامريكية".