بالمركبات الذكية والمستدامة.. الإمارات تختصر المسافات براً وبحراً وجواً
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
أبوظبي - وام
مع بدء التجارب التشغيلية لخدمة التاكسي الجوي في دبي العام 2025، تمهيداً لتدشينها تجارياً في عام 2026، ستكون الإمارات من الدول السباقة عالميا في استخدام المركبات الذكية والمستدامة في مختلف مجالات قطاع النقل البرية والبحرية والجوية.
الحديث عن هذا الإنجاز الأقرب إلى الخيال، بات أمرا واقعيا بعدما شهدت «القمة العالمية للحكومات 2024»، توقيع هيئة الطرق والمواصلات في دبي، اتفاقية إطلاق خدمة التاكسي الجوي في دبي بحلول عام 2026، مع كل من الهيئة العامة للطيران المدني (GCAA)، وهيئة دبي للطيران المدني (DCAA)، وشركة سكاي بورتس انفراستركتشر البريطانية (Skyports Infrastructure) لتطوير البنية التحتية للنقل الجوي المتقدم، وشركة جوبي للطيران الأمريكية (Joby Aviation) المتخصصة في تطوير التاكسي الجوي، لتصبح دبي أول مدينة في العالم تتمتع بالنقل الجوي التجاري عبر التاكسي الجوي الكهربائي في المناطق الحضرية ومن خلال شبكة متطورة للإقلاع والهبوط العمودي.
وسيحمل التاكسي الجوي اسم «جوبي S4»، وسيتسع لأربعة ركاب بالإضافة لقائده، ويمتاز بمواصفات أمان وسلامة عالية، وذلك بفضل تصميمه الذي يحوي 6 مراوح، و4 حزم من البطاريات، تمنحه القدرة على الطيران لمسافة 161 كيلومترا، وبسرعة تصل إلى 321 كيلومترا في الساعة.
كما يمتاز التاكسي الجوي، بمستوى ضجيج منخفض مقارنة بالطائرات المروحية، ويمكنه الطيران في المناطق الحضرية بكل كفاءة حيث يتمتع بخاصية الإقلاع والهبوط العمودي ما يوفر في المساحة الأفقية المطلوبة للمحطات.
وسط المدينة (منطقة داون تاون)، ودبي مارينا، ونخلة جميرا، إضافة إلى جانب مطار دبي الدولي، هي المواقع الأربعة التي سيتوجب على سكان دبي وزوارها من حول العالم التوجه إليها في المرحلة الأولى من المشروع للتمتع بهذه الخدمة الفريدة من حيث المتعة، والأمان، وأيضا السرعة، فعلى سبيل المثال يُتوقع أن تستغرق الرحلة من مطار دبي الدولي إلى نخلة جميرا قرابة 10 دقائق، مقارنة بنحو 45 دقيقة بالسيارة.
وفي مجال النقل البحري، شهدت دبي في مايو الماضي التشغيل التجريبي لأول عبرة كهربائية ذاتية القيادة، تتسع لثمانية ركاب، صُنعت محلياً، وروعي في تصميمها الحفاظ على الهوية التراثية للعبرة.
وتتميز العبرة الكهربائية ذاتية القيادة، بصفر انبعاثات كربونية، وانخفاض كلفة التشغيل والصيانة بنسبة 30%، وانعدام الضجيج مقارنة بالعبرات التي تعمل بالديزل.
وتم تزويد العبرة بمحركين كهربائيين، ووصلت سرعتها القصوى إلى سبع عقد، كما زودت بنظام تحكم ذاتي القيادة، وأربع بطاريات ليثيوم، قادرة على تشغيلها لمدة سبع ساعات.
وعلى مستوى النقل البري، تتعدد الشواهد التي تثبت أسبقية الإمارات وريادتها العالمية في تسخير المركبات الذكية والمستدامة لبناء منظومة حضارية للنقل العام في الدولة.
ففي إمارة أبوظبي يمضي مشروع التنقل الذكي في جزيرتي ياس والسعديات بخطوات متسارعة، وقد بلغ قوام المشروع حتى ديسمبر الماضي 17 مركبة ذاتية القيادة تعمل تحت العلامة التجارية «TXAI» ضمن شبكة مسارات تتوزع على مواقع مختلفة في الجزيرتين.
وسجلت المركبات ذاتية القيادة منذ إطلاقها في نوفمبر 2021 حتى نهاية أغسطس الماضي 26 ألف حجز عبر التطبيق الذكي «TXAI»، قطعت خلالها مسافة تجاوزت 200 ألف كلم ضمن جزيرتي ياس والسعديات، ولم تسجل خلالها أي حوادث مرورية.
وبدأت مدينة أبوظبي في أكتوبر الماضي تشغيل حافلات كهربائية جديدة ذاتية القيادة تشبه الترام، لكن دون سكة حديدية حيث تسير على الطرقات الاعتيادية، وتعمل أيام الجمعة والسبت والأحد من كل أسبوع.
وبالانتقال إلى دبي، أجرت هيئة الطرق والمواصلات في دبي وشركة كروز المتخصصة في تكنولوجيا المركبات ذاتية القيادة، في أكتوبر الماضي، اختبارا تحت الإشراف لهذا النوع من المركبات من طراز شيفروليه بولت في منطقة «جميرا 1».
وشهدت السنوات الماضية العديد من تجارب تشغيل المركبات ذاتية القيادة في مجال النقل البري على مستوى الدولة، حيث بدأت إمارة دبي في سبتمبر 2018 بتشغيل مركبة ذاتية القيادة للنقل الجماعي في شوارع المدينة المستدامة الواقعة في منطقة دبي لاند، وفي أبريل 2019، أطلقت هيئة الطرق والمواصلات في دبي، أول سيارة أجرة ذاتية القيادة في شوارع واحة السيليكون وصلت سرعتها إلى 35 كيلومترا في الساعة.
وسجلت المدينة الجامعية بالشارقة في أكتوبر 2020 نجاح الاختبار التجريبي لحافلات النقل الكهربائية ذاتية القيادة «نافيا أوتونوم»، كما شهدت الشارقة في العام ذاته استخدام سيارة ذاتية القيادة وظفتها وزارة الصحة ووقاية المجتمع لتوزيع المنتجات الطبية الوقائية على سكان أحد المجمعات السكنية.
بدورها طورت إمارة عجمان في مايو 2019 حافلة نقل عام ذاتية القيادة للسير في شوارعها، تعتمد على تقنيات القيادة الذاتية ودمج الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في عملية التحكم الكامل بها دون أي تدخل بشري.
وتعد الإمارات في طليعة دول العالم المرشحة لأن تصبح وسائط النقل المستدامة والذكية جزءاً معتاداً من تفاصيل الحياة اليومية فيها، وذلك بناء على قياس مؤشرات السياسات والتشريعات ذات الصلة، والتكنولوجيا والابتكار، فضلاً عن أهلية البنية التحتية، والثقة والقبول من قبل المستهلك.
واعتمد مجلس الوزراء في يوليو الماضي أول رخصة وطنية أولية للمركبات ذاتية القيادة في طرقات الدولة منحت لشركة «WeRide» المتخصصة بهدف البدء في اختبار أنواع المركبات ذاتية القيادة كافة في الدولة.
كما اعتمد المجلس السياسة الوطنية للمركبات الكهربائية التي تتضمن بناء شبكة وطنية لأجهزة شحن هذا النوع من المركبات، وتنظيم سوقها، وتحفيز الصناعات المرتبطة بها بما يضمن خفض الانبعاثات وتقليل استهلاك الطاقة والحفاظ على جودة الطرق التي تتميز بها دولة الإمارات.
بدوره اعتمد المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، خطة إنشاء مجمع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة في إمارة أبوظبي الذي سيسهم في إضافة ما بين 90 و120 مليار درهم إلى الاقتصاد الوطني بحلول 2040، وما بين 30 ألفا و50 ألف فرصة وظيفية.
من جانبها أصدرت إمارة دبي «قانون تنظيم تشغيل المركبات ذاتية القيادة» بهدف تحقيق إستراتيجية الإمارة في التنقل الذكي ذاتي القيادة، لتحويل 25% من إجمالي رحلات التنقل فيها إلى ذكية وذاتية القيادة بحلول عام 2030، عبر استخدام الذكاء الاصطناعي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات تاكسي دبي إمارة دبي المرکبات ذاتیة القیادة ذاتیة القیادة فی المرکبات الذکیة التاکسی الجوی فی دبی
إقرأ أيضاً:
التطبيقات الذكية.. تعزز روحانيات الشهر الفضيل وتخدم الصائمين
تشهد طريقة استخدام المسلمين لهواتفهم الذكية تغيرًا كبيرًا خلال شهر رمضان، حيث أصبحت هذه الأجهزة أداة أساسية في تنظيم عباداتهم وتعزيز روحانيات الشهر الفضيل. وفي سلطنة عمان قدمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية مجموعة من التطبيقات التي تلبي احتياجات الصائمين، بالإضافة إلى انتشار العديد من التطبيقات الأخرى التي تسهم في متابعة أوقات الصلاة، وقراءة القرآن، والتذكير بالأذكار، وكذلك تنظيم النظام الغذائي للصائمين.
تطبيقات
وتقدم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية مجموعة من التطبيقات المتميزة التي تساهم في تسهيل أداء العبادات خلال شهر رمضان، ومنها تطبيق "تقويم عُمان" الذي يُعد من أبرز التطبيقات المستخدمة خلال الشهر الفضيل، حيث يتيح للمستخدم معرفة التاريخ الهجري والميلادي، وأوقات الصلاة مع التنبيهات التلقائية، كما يعرض شكل القمر كل ليلة، ويوجه المستخدم إلى القبلة، بالإضافة إلى ذلك، يتيح التطبيق للمستخدم العثور على المساجد القريبة في مختلف أنحاء السلطنة. كما تحتوي واجهته على صفحة خاصة بالخدمات المقدمة من الوزارة.
كما يتوفر تطبيق "الصلاة" (AlSalah)، على أجهزة iOS، ويقدم للمستخدم معرفة مواقيت الصلاة بدقة بناءً على الموقع الجغرافي في معظم ولايات ومحافظات سلطنة عمان، ويتميز التطبيق بميزة إرسال تنبيهات للأذان بأصوات مختارة لنخبة من المؤذنين العمانيين، بالإضافة إلى تحديد اتجاه القبلة بدقة وعرض أخبار الوزارة.
وتطبيق "كيف أزكي"، وهو خصص لأجهزة "iOS" ويقدم للمستخدمين معلومات مفصلة حول أحكام الزكاة، بما في ذلك تعريف الزكاة، مشروعيتها، وأحكامها ومصارفها، كما يوفر آلية لحساب أنواع الزكاة المختلفة مثل زكاة النقود، الذهب، الفضة، الأسهم، الثمار، الأنعام، العقارات، أموال الغير، زكاة الفطر، وزكاة عروض التجارة. بالإضافة إلى ذلك، يتيح التطبيق للمستخدمين معرفة أسعار الذهب وفتاوى الزكاة، مع إمكانية إعداد تنبيهات لتذكير المستخدمين بموعد دفع الزكاة.
وتطبيق "الزكاة"، يهدف إلى تسهيل حساب ودفع الزكاة، حيث يوفر حاسبة دقيقة لحساب الزكاة على مختلف الأنواع. كما يتيح الدفع الإلكتروني للزكاة ويقدم معلومات مفصلة حول مصارف الزكاة وشروطها.
وفي إطار تقديم الدعم الرقمي للمسلمين خلال شهر رمضان، توفر وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في سلطنة عمان مجموعة من التطبيقات المتخصصة في الفتاوى والاستفسارات الدينية، أبرزها تطبيق "رمضان"، الذي يعد منصة رقمية متاحة على نظامي التشغيل Android و iOS، وتعد من أهم الأدوات التي تتيح للمستخدمين الاطلاع على الفتاوى الخاصة بشهر رمضان، مثل أحكام الصيام، والقيام، والعبادات المختلفة. كما يتيح متابعة فعاليات الوزارة خلال الشهر الفضيل ومعرفة أوقات الصلاة.
وتطبيق "الإفتاء" الذي يقدم خدمة الفتاوى الدينية والاستفسارات من العلماء المتخصصين، ويتميز بتيسير فهم الجوانب الدينية، ويوفر وسيلة تواصل مباشرة مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، كما يعرض الفتاوى المتاحة بشكل منظم حسب المواضيع والفئات، مما يسهل على المستخدمين البحث والعثور على المعلومات التي يحتاجونها.
وفيما يخص تلاوة القرآن الكريم، تقدم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية مجموعة من التطبيقات والبرامج الإلكترونية التي تعزز تجربة تلاوة القرآن وتعلمه، منها تطبيق "المصحف العُماني"، وهو تطبيق مجاني متاح على نظام الأندرويد، ويوفر للمستخدمين تلاوة القرآن الكريم مع تفسير مبسط وسهل من قبل العلماء: الشيخ سعيد بن أحمد الكندي، وهود بن تحت الحواري، ومحمد بن يوسف. ويتيح التطبيق للمستخدمين تنزيل تلاوات صوتية للقرآن الكريم والاستماع إليها في أي وقت وأي مكان. كما يمكن للمستخدمين الإشارة إلى الآيات المفضلة لديهم ليتمكنوا من الرجوع إليها لاحقًا.
بالإضافة إلى البرنامج الإلكتروني لتعليم القرآن الكريم عن بُعد، الذي أطلقته الوزارة في عام 2016 بهدف توفير بيئة تعليمية مرنة تساعد على حفظ وتلاوة القرآن الكريم بطريقة منظمة عبر الإنترنت، ويتيح البرنامج للمتعلمين حضور دروس مباشرة والمشاركة في حصص تفاعلية مع معلمين متخصصين، مع منح شهادات حفظ معتمدة من الوزارة عند اجتياز المراحل المطلوبة. يعتبر هذا البرنامج أداة فعّالة لتعلم القرآن الكريم، خاصة لمن يواجهون صعوبة في الالتحاق بالحلقات التقليدية.
تطبيقات أخرى
ويذكر تطبيق "الأذكار"، المتاح على أجهزة أندرويد و iOS، والذي يذكّر المستخدمين بأذكار الصباح والمساء والتسابيح، كما يتيح إمكانية تخصيص الأذكار وفقًا لاحتياجات كل فرد.
ويتيح تطبيق "جمعية دار العطاء" – Dar Al Atta، خاصية التبرع بسهولة وسرعة وهو في أي مكان، كما يمكن التعرف على مختلف أوجه التبرعات والمساعدات المتاحة مثل كفالة أسرة، كفالة طالب، الصدقة، تبرعات رمضانية، وصدقات جارية، إضافة إلى ذلك يحتوي التطبيق على قسم خاص لمختلف القضايا الاجتماعية، حيث يتم تجميع المبلغ المراد تحقيقه لـ"فك كربة" سواء للقضية أو الأسرة، ويتم تحديث التطبيق بقضايا الأسر بشكل مستمر. ويوفر التطبيق ميزة إرسال صدقة "هدية" باسم أهلك وأقاربك وأصدقائك.
صحة ووجبات
وتعتبر تطبيقات الصحة، من التطبيقات الأكثر استخدامًا خلال الشهر الفضيل، حيث يساعد تطبيق "Lifesum" المستخدمين على تبني عادات غذائية صحية وتحقيق أهدافهم المتعلقة باللياقة البدنية. ويقدم التطبيق ميزات متعددة، بما في ذلك تتبع السعرات الحرارية، حساب الماكروز، خطط وجبات مخصصة، وصفات صحية، وتقييمات غذائية. كما يتيح للمستخدمين تسجيل استهلاكهم الغذائي بسهولة عبر مسح الباركود أو إدخال البيانات يدويًا، ويوفر توصيات غذائية تستند إلى أهدافهم الصحية، والتطبيق متاح على منصات أندرويد وiOS.
ومن أشهر تطبيقات حساب كمية المياه الذي يحتاجها الجسم، تطبيق"Water Reminder"، وهو أداة مصممة لمساعدة المستخدمين للحفاظ على ترطيبهم اليومي لاسيما في فترة الشهر الفضيل، وذلك من خلال إرسال تذكيرات منتظمة لشرب الماء. ويتيح التطبيق للمستخدمين ضبط أهداف استهلاك المياه اليومية وتخصيص التنبيهات وفقًا لاحتياجاتهم الفردية. ويتوفر التطبيق على أنظمة أندرويد و iOS.
أما بالنسبة لتطبيقات التوصيل والتسوق الإلكتروني، يوفر تطبيق "طلبات" - Talabat للعملاء طلب الطعام أون لاين بالإضافة إلى فرصة البحث عن المطاعم القريبة لمناطقهم وتصفح قوائم الطعام المختلفة لطلب الطعام مع خيارات الدفع أون لاين أو نقداً عند استلام الطلب. وأضاف التطبيق مؤخراً ميزة فئات توصيل إضافية مثل البقالة المنزلية والصيدلية وأغذية الحيوانات الأليفة. إلى جانب تطبيق "خدمة التوصيل" - Khedmah Delibery"، وهو تطبيق يدعم أنظمة الأندرويد، ويوفر وسيلة سهلة وفعّالة للمستخدمين لطلب الطعام من مختلف المطاعم في سلطنة عُمان. كما يتيح للمستخدمين نظام التصفية الذكي من خلال فرز اختياراتهم بناءً على أعلى التقييمات، المأكولات، وتفضيلات أخرى.
وسيلة مساعدة
وترى الدكتورة نوال المحيجرية استشارية الطب النفسي، أن التطبيقات الرقمية الإسلامية توفر وسائل تسهل الوصول إلى المحتوى الديني، مثل الاستماع إلى القرآن الكريم، والمحاضرات، والدروس الإسلامية، والفتاوى الشرعية، لكنها لا ينبغي أن تكون بديلًا كاملًا عن العبادات واللقاءات الجماعية التي تحتاج إلى تواجد مباشر. وتؤكد المحيجرية أن هذه التطبيقات تسهم في تهذيب سلوك الأفراد، من خلال تعزيز علاقتهم مع أنفسهم ومع الآخرين، ودفعهم للمشاركة في أعمال الخير، مثل التبرعات عبر المنصات الرقمية والمبادرات الدينية.
وتشير الدكتورة إلى أن التوازن والاعتدال في استخدام هذه التطبيقات أمر ضروري، حيث إنها لا يمكن أن تحل محل العبادات الجماعية، مثل الصلوات في المساجد. ونبهت المحيجرية من الاعتماد المفرط على التطبيقات في التواصل الاجتماعي خلال الشهر الفضيل، مؤكدة أن اللقاءات المباشرة لها أهمية كبيرة في تعزيز الروابط العائلية والاجتماعية. وترى أن المجالس والدروس الدينية عبر الأنترنت يجب أن تكون مكملة للعلاقات الأسرية، لا أن تحل محلها.
وأوضحت المحيجرية أن "التدين الرقمي" هو مفهوم يشير إلى استخدام التكنولوجيا لخدمة الدين، لكنه لا يعني الإفراط في استخدام التطبيقات الدينية.
آراء المستخدمين
قالت بدرية السيابية: إنها تعتمد على عدة تطبيقات ذكية خلال شهر رمضان لتسهيل العبادات والوصول إلى المحتوى الديني، ومن أبرزها تطبيقات" Ayat" وiQuran" لقراءة القرآن والاستماع إليه، بالإضافة إلى تطبيقات الأذان مثل Muslim Pro وAthan. كما تستخدم تطبيقات الأذكار والدعاء مثل "حصن المسلم" - Hisn Almuslim، وتطبيقات الفتاوى والمحتوى الديني مثل "إسلام ويب" و"دار الإفتاء"، بالإضافة إلى تطبيق "MyFitnessPal " الذي يعد أحد أكثر التطبيقات شهرة في مجال متابعة النظام الغذائي، حيث يساعد الصائمين على تتبع عدد السعرات الحرارية المستهلكة يوميًا، ومعرفة القيمة الغذائية للأطعمة المختلفة. ويتيح التطبيق إمكانية تسجيل وجبات السحور والإفطار، كما يوفر إحصائيات تحليلية تساعد المستخدمين على تحقيق توازن غذائي صحي خلال الشهر الفضيل. وترى السيابية أن هذه التطبيقات ساهمت بشكل كبير في تسهيل ممارسة العبادات، حيث أصبح بإمكانها قراءة القرآن والاستماع إليه في أي وقت ومكان، إلى جانب تنظيم أوقاتها من خلال التنبيهات الخاصة بالصلاة والسحور والإفطار. كما تعزز هذه التطبيقات الجانب الروحي من خلال الأذكار اليومية والمحتوى الديني، إضافة إلى تسهيل الوصول إلى الفتاوى والمعلومات الدينية الموثوقة دون الحاجة إلى البحث الطويل.
وتضيف السيابية: رغم الفوائد الكبيرة التي توفرها هذه التطبيقات، إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجهها، من بينها وجود إعلانات مزعجة تؤثر على التركيز، واختلاف توقيت الصلاة بين التطبيقات المختلفة، واشتراط بعض التطبيقات الاتصال الدائم بالإنترنت للوصول إلى محتوياتها. كما ترى أن هناك نقصًا في التطبيقات التي تقدم تجربة مخصصة لكل مستخدم بناءً على عاداته واحتياجاته. وتقترح السيابية على مطوري التطبيقات تحسين تجربة المستخدم عبر تقليل الإعلانات أو توفير نسخة خالية منها مجانًا في رمضان، وإضافة إمكانية تخصيص تنبيهات الأذكار والصلوات حسب تفضيلات المستخدم. كما ترى أهمية تطوير ميزات تفاعلية مثل تحديات حفظ القرآن أو متابعة العبادات اليومية، إلى جانب توفير وضعية "عدم الاتصال بالإنترنت" لبعض الميزات الأساسية مثل القرآن والأذكار، وتحسين دقة مواعيد الصلاة من خلال خيار التعديل اليدوي وفقًا لمنطقة المستخدم.
من جهتها، أوضحت شمسة العدوية أنها تعتمد على مجموعة من التطبيقات الإسلامية التي تساعدها في الصيام والعبادات خلال شهر رمضان، ومن بينها تطبيق "القرآن الكريم"، وتطبيق "روضة الإيمان في ذكر الرحمن"، وهو تطبيق يحتوي على أذكار وأوراد وأدعية عن فضيلة الشيخ المربي حمود بن حميد الصوافي. بالإضافة إلى استخدامها تطبيق "مفصل" وهو تطبيق يمتاز بقدرته على مساعدة المستخدمين في إنشاء خطط شخصية لحفظ ومراجعة القرآن الكريم بالتفصيل، ويوفر التطبيق أيضًا منصة احترافية للتبع ومراقبة تقدمك ويتيح لك مشاركة إنجازاتك مع الآخرين. وبيّنت العدوية أن هذه التطبيقات تلعب دورًا مهمًا في تنظيم المهام الدينية، حيث تساعدها على ترتيب وقت القراءة والحفظ والذكر ضمن جدول منتظم. وعبرت العدوية عن أملها أن يكون هناك تطبيق شامل يجمع كل الخدمات الدينية في منصة واحدة، مما يسهل الوصول إلى مختلف المحتويات والممارسات الدينية دون الحاجة إلى استخدام عدة تطبيقات منفصلة.