غزة أربكت خطته.. هل بإمكان بن سلمان إعادة تشكيل السعودية؟
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
بالنسبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلقت الحرب الإسرائيلية الراهنة على قطاع غزة مأزقا، فغزة تحكمها "حماس"، وهي حركة إسلامية متحالفة وتنسق بشكل وثيق مع إيران ووكلائها، بحسب برنارد هيكل أستاذ دراسات الشرق الأدنى في جامعة برنستون بالولايات المتحدة.
واستدرك هيكل، في تحليل بمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية (Foreign Affairs) ترجمه "الخليج الجديد": "لكن بالنظر إلى مدى شعبية القضية الفلسطينية بين السعوديين، يجب على بن سلمان الوقوف إلى جانب الفلسطينيين، الذين يُنظر إليهم في العالمين العربي والإسلامي على أنهم ضحايا العدوان والاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف أن "الحكومة السعودية تريد تعزيز أمنها، وتأمل أنه عبر تطبيع العلاقات مع إسرائيل، يمكنها إنشاء تحالف أمني مع الولايات المتحدة وحلفاء واشنطن الإقليميين، لكن الرياض لن تقيم هذه العلاقات بينما تقصف إسرائيل المدنيين في غزة وترفض الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم".
واعتبر أن "التطبيع ليس السبيل الوحيد أمام أسرة آل سعود لتعزيز قبضتها، إذ يمكن للنظام أيضا أن يحمي نفسه ومصالحه من خلال بناء اقتصاد أكثر قوة وتغيير الأيديولوجية الداخلية للبلاد".
هيكل بيَّن أنه "لتحقيق ذلك، تعمل بنشاط على تطوير قطاعات جديدة غير مرتبطة بالنفط، مثل السياحة والتعدين والخدمات اللوجستية والتصنيع والتكنولوجيا والتمويل والنقل".
اقرأ أيضاً
عبر متاهة تطبيع إسرائيل والسعودية.. أمريكا تستهدف دولتين
مصدر الشرعية
"كما أنها تعمل على تحويل مصدر شرعيتها، الذي اعتمد لفترة طويلة على علاقة النظام الملكي بالتفسير الأصولي للإسلام، المعروف باسم الوهابية، وعلى دوره كخادم للأماكن المقدسة في الإسلام"، بحسب هيكل.
وأوضح أنه "على نحو متزايد، يسعى النظام الملكي، بدلا من ذلك، إلى إضفاء الشرعية على حكمه بتقديم نفسه على أنه حامي الشعب السعودي وتعزيز الشعور القومي الذي يضع المصالح السعودية في المقام الأول".
وأفاد بأن "التغييرات الناتجة عن ذلك تشمل كل جوانب المجتمع تقريبا، بدءا من الأنظمة القانونية والتعليمية وحتى أدوار السلطات الدينية والمرأة. فبدلا من إلزام نفسها بنشر "الإسلام الحقيقي"، تعتمد شرعية النظام الملكي على قدرته على تحقيق الوحدة والسلام والرخاء في منطقته".
هيكل استدرك: "غير أن الحرب في غزة أدت إلى تعقيد هذا التحول، وبينما لا تزال السعودية تهدف إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، فإنها تطالب بثمن أعلى بكثير للعلاقات الدبلوماسية، ويصر السعوديون الآن على أن يقدم الإسرائيليون تنازلات مضمونة تؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة".
وزاد: "كما أنهم يحاولون إقناع واشنطن بالاعتراف رسميا بدولة فلسطين، ويدعون مجلس الأمن إلى القيام بذلك أيضا".
ورأى أن "دافع السعوديين لإقناع إسرائيل والولايات المتحدة ليس فقط تخفيف المعاناة الفلسطينية، بل أيضا أن تجعل من الصعب على منافسي السعودية، إيران وما يُسمى بمحور المقاومة، استغلال تلك المعاناة كذريعة لإثارة الفوضى وعدم الاستقرار".
و"تعتقد الرياض أنه إذا تم حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل عادل، فستضعف طهران، وسيستقر الشرق الأوسط. ويمكن للمملكة بعد ذلك إنجاز تحولها الوطني وتحقيق رؤيتها المتمثلة في إنشاء منطقة مترابطة ومزدهرة تكون هي في المركز منها"، وفقا لهيكل.
اقرأ أيضاً
التطبيع وفلسطين.. 3 رسائل سعودية للداخل وأمريكا وإسرائيل
قومية وليست إسلامية
هيكل قال إنه "على النقيض من إيران، لم تعد السعودية مهتمة بالدفاع عن القضايا الإسلامية، ولم تعد تؤيد السرديات الكبرى حول المظالم التي يفرضها الغرب على ما يُسمى بالجنوب العالمي".
وأردف: "وتولي البلاد أهمية كبيرة لسيادتها وسيادة الدول الأخرى؛ لذا فهي لا تدين محنة الأويغور، وهي أقلية معظمها مسلمة، في ظل الحزب الشيوعي الصيني، أو محنة المسلمين الهنود في ظل حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الحاكم، وعندما تستحضر الرياض قضية فلسطين فهي قضية قومية وليست إسلامية".
وتابع: "وترى القيادة السعودية أن الأيديولوجيات والحركات التي تشجع التدخل العابر للحدود الوطنية هي أمر خطير؛ ولذلك حظرت العديد منها، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين".
"ومحمد بن سلمان ليس ساذجا بشأن رغبة أعدائه في الإضرار ببلاده كما أنه ليس ساذجا بشأن قدراتهم، ولذلك لن تصبح إيران وحلفاؤها أصدقاء للسعودية أبدا، كما أن إسرائيل والولايات المتحدة أقوى عسكريا"، بحسب هيكل.
اقرأ أيضاً
واشنطن: ردود إيجابية من السعودية وإسرائيل لمواصلة محادثات التطبيع
المصدر | برنارد هيكل/ فورين أفيرز- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية محمد بن سلمان غزة إسرائيل تطبيع إيران بن سلمان کما أن
إقرأ أيضاً:
مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 1.200 سلة غذائية
وزّع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية, 1.200 سلة غذائية للأسر الأكثر احتياجًا من النازحين في محلية ستيت بولاية كسلا في جمهورية السودان، استفاد منها 7.200 فرد بواقع 1.200 أسرة، وذلك ضمن المرحلة الثالثة من مشروع دعم الأمن الغذائي في السودان للعام 2024م.
9
ويأتي ذلك في إطار الجهود الإغاثية والإنسانية المقدمة من المملكة عبر ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة؛ لتخفيف معاناة الشعب السوداني الشقيق جراء الأزمة الإنسانية التي يمر بها وتحقيقًا للأمن