زوجي يسيئ إليّ ويخاصمني
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يا شيخنا والله مصيبتي مصيبة، زوجي عند حدوث أي خلاف بيننا وإذا كان هو الغلط، يقول علينا الانفصال، حتى إذا قال هو من غلط يلومني ولا يعتذر حتى إذا مضى أسبوعا كامل حتى أعتذر أنا، ويقول إن أختي مثقفة وأنا لا شيء!! يقولها بشكل مزاح بس لقد كسرني كثير حتى إذا تحدثت معه أتذكر كلامه الذي يؤلمني وأبكي كثير، ولان لدينا بنت وعلاقتنا لمن تتم سنة.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد
فإنني أسأل الله تعالى أن يرزقك وزوجك عيشة هنية وحياة سعيدة، وأن يؤلف بين قلوبكما ويصلح ذات بينكما، وجواباً على مسألتك أنصحك بأمور:
أولها: أكثري من الدعاء وقولي (اللهم اهدني وزوجي لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت)
ثانيها: اعلمي أن الحياة لا تصفو من مكدرات ومنغصات، لكن لو فكرت في نعم الله عليك ستجدينها بحمد الله كثيرة؛ فاشكري الله على نعمه وسليه المزيد من فضله
ثالثها: عليك العمل بقول الله عز وجل {ادفع بالتي هي أحسن} وقول نبينا صلى الله عليه وسلم (وخالق الناس بخلق حسن) وقوله صلى الله عليه وسلم (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن) وقوله (إن العبد ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم) فقابلي إساءة زوجك بالإحسان، وأطيعي الله فيه وإن عصاه فيك
رابعها: أنت على خير ما دمت تبدئينه بالسلام فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان؛ فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) ولا يوسوسن لك الشيطان بأن في هذا ذلاً منك أو حطاً لكرامتك، بل هذا عين العز، وقد قال عليه الصلاة والسلام (ما ظُلم عبد مظلمة فعفا إلا زاده الله بها عزا)
خامسها: الأصل أن تكون المعاشرة بالمعروف بين الزوجين، ومن قصر في ذلك فحسابه على الله تعالى، وقد قال سبحانه {وعاشروهن بالمعروف} ومن المعروف إفشاء السلام ولين الكلام وكثرة الابتسام وحسن الطلب، والله الموفق والمستعان.
الشيخ عبدالحي يوسف
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مات قبل قضاء صيام رمضان فهل عليه إثم؟.. الإفتاء تكشف
كشفت دار الإفتاء المصرية، عن حكم الشرع في من مات قبل قضاء صيام رمضان ولم يتمكن من القضاء، مشيرة إلى أن المرض المبيح للفطر هو ما كان مؤديًا إلى ضرر في النفس، أو زيادة في العلة، أو تأخير في الشفاء، وذلك بإخبار أولي التخصص من الأطباء، بل إذا كان الصوم يضُرُّ بصحته فيجب عليه أن يفطر حفاظًا على نفسه من الهلاك.
وأضافت دار الإفتاء، في فتوى لها عبر موقعها الإلكتروني، أن من أفطر في رمضان بسبب المرض الذي يغلب على الظن الشفاء منه بقول أهل الطب المتخصصين، ثم مات في مرضه هذا، أو شفاه الله تعالى منه لكنه مات بعد ذلك مباشرة؛ فلا شيء عليه؛ لعدم تمكنه من قضاء أيام الصوم التي أفطرها قبل موته، ولكونه غيرَ مخاطَبٍ بالفدية حال مرضه هذا.
هل يجوز صرف أموال الزكاة في إصلاح أسقف بيوت الفقراء؟.. الإفتاء تجيب
حكم كتابة الأذكار على كفن الميت.. الإفتاء توضح
متمتع وقارن ومفرد.. الإفتاء توضح الفرق بين أنواع الحج وكيفية أدائها
هل تعليق صورة المتوفى على الحائط حرام؟.. الإفتاء يجيب
وأشارت الإفتاء إلى أنه يُشترَط لوجوب القضاء بلوغُ عدةٍ من أيامٍ أُخَرَ؛ مستشهدة بقول الله تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة: 184]، ولم يبلغها بموته؛ فسقط في حقه القضاء، ولكونه غيرَ مخاطَبٍ بالفدية حال مرضه الذي يغلب على الظن شفاؤه منه بقول أهل الطب المتخصصين، وهذا ما عليه جمهور الفقهاء.
آراء الفقهاء في من مات ولم يتمكن من قضاء رمضانوذكرت دار الإفتاء المصرية آراء عدد من الفقهاء حول حكم من مات وعليه صيام ولم يتمكن من القضاء على النحو التالي:
قال الإمام السرخسي الحنفي في "المبسوط" (3/ 89، ط. دار المعرفة): [مريضٌ أفطر في شهر رمضان ثم مات قبل أن يبرأ فليس عليه شيء؛ لأن وقت أداء الصوم في حقه عدةٌ من أيامٍ أخر بالنص ولم يدركه؛ ولأن المرض لَـمـــَّا كان عذرًا في إسقاط أداء الصوم في وقته لدفع الحرج، فلأن يكون عذرًا في إسقاط القضاء أولى] اهـ.
وقال العلامة الميداني الحنفي في "اللباب" (1/ 170، ط. المكتبة العلمية): [وإن مات المريض أو المسافر وهما على حالهما من المرض والسفر لم يلزمهما القضاء؛ لعدم إدراكهما عدةً من أيام أخر] اهـ.
وقال القاضي عبد الوهاب المالكي في "الإشراف على نكت مسائل الخلاف" (1/ 445، ط. دار ابن حزم): [القضاء إذا لم يكن لاتصال العذر فلا يجب بفواته إطعام؛ كالمريض والمسافر إذا اتصل به المرض إلى أن مات] اهـ.
وقال الإمام تَقِيّ الدِّين الحِصْني الشافعي في "كفاية الأخيار في حل غاية الاختصار" (ص: 304، ط. دار الخير): [من فاته صيام من رمضان ومات؛ نُظِرَ: إن مات قبل تمكنه من القضاء بأن مات وعذره قائمٌ كاستمرار المرض فلا قضاء ولا فدية ولا إثم عليه] اهـ.
وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (3/ 152، ط. مكتبة القاهرة): [من مات وعليه صيام من رمضان.. إن مات قبل إمكان الصيام؛ إما لضيق الوقت، أو لعذر من مرض أو سفر، أو عجز عن الصوم، فهذا لا شيء عليه في قول أكثر أهل العلم] اهـ بتصرف يسير.