هل تمتلك الصين نفوذا على إيران؟ وهل تضغط لوقف هجمات الحوثيين؟
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
لا تمتلك الصين نفوذا على إيران كالذي تتوقعه الولايات المتحدة، وحتى لو كان ذلك صحيحا، فلن تستخدمه لدعم الأجندة الأمريكية المنافسة في الشرق الأوسط، بحسب أحمد عبوده، وهو زميل مشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعهد "تشاتام هاوس" البريطاني (Chatham House).
عبوده أردف، في تحليل بالمعهد ترجمه "الخليج الجديد"، أن "جهود الصين تركزت حصرا على انتزاع ضمانات لحماية مصالحها المباشرة.
وقال مصدر إيراني مسؤول إن "الصين قالت (لإيران): "إذا تضررت مصالحنا، فسيؤثر ذلك سلبا على أعمالنا معكم، لذلك على الحوثيين ضبط النفس". و"لم يمض وقت طويل قبل أن تؤدي تهديدات الصين إلى نتائج. ومنح الحوثيون السفن الصينية والروسية حصانة"، بحسب عبوده.
وتابع: "يوميا، تعلن أكثر من 30 سفينة تعبر البحر الأحمر عن ارتباطها بالصين. وتتمتع خطوط الشحن الصينية بممرها الآمن لمضاعفة نشاطها في الموانئ الإقليمية مثل دوراليه في جيبوتي والحديدة في اليمن وجدة في السعودية والسخنة في مصر".
وتضامنا مع غزة، التي تتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن تجارية في البحر الأحمر مرتبطة بإسرائيل، ومنذ يناير/ كانون الثاني الماضي، تشن الولايات المتحدة وبريطانيا هجمات على أهداف للحوثيين في اليمن.
اقرأ أيضاً
بوليتيكو: أمريكا فشلت في دفع الصين للضغط على إيران لوقف هجمات الحوثيين
مخاطر منخفضة
عبوده قال إن "الصين تتبنى هذا النهج منخفض المخاطر، القائم على الانتظار والترقب؛ لأنها لا تستطيع تحمل خيارات أخرى".
وتابع: "وربما يكون القادة الصينيون جادين بشأن تهديداتهم لإيران؛ فهم لا يريدون أن يضطروا إلى تبني تحول جذري في السياسة والقفز إلى المعركة بسبب غرق سفينة صينية أو تعرضها لأضرار جسيمة".
واستدرك: "لكن توقعات الولايات المتحدة من الصين فيما يتعلق بنفوذ إيران الإقليمي كانت مبالغ فيها، فبكين لا تتمتع بالنفوذ الذي تعتقد واشنطن أنه يمكن ممارسته على طهران".
"صحيح أن الصين اشترت 90% من النفط الإيراني في عام 2023، ما يعادل 10% من إجمالي النفط الذي تستورده الصين، لكن هذا الارتفاع جاء فقط بسبب تخفيف إدارة بايدن القيود على صادرات النفط الإيرانية، وليس كجزء من مبادرة صينية لإنقاذ الاقتصاد الإيراني"، كما أضاف عبوده.
وأردف أن "الاستثمارات الصينية تشكل نقطة خلافية في العلاقات الثنائية. ووقَّعت طهران وبكين اتفاقية "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" في مارس/ آذار 2021، والتي يعد الاستثمار الأجنبي المباشر الصيني في إيران ركيزة أساسية لها".
وأضاف: "مع ذلك، زادت استثمارات الصين بشكل طفيف بمقدار 185 مليون دولار فقط منذ ذلك الحين. بينما في الفترة نفسها، وقَّعت الصين عقود استثمار وبناء بقيمة 16.7 مليار دولار مع السعودية، و3.8 مليار دولار مع الإمارات، و3.6 مليار دولار مع الكويت، و2 مليار دولار مع قطر، و520 مليار دولار مع عمان".
اقرأ أيضاً
تحت ضغط أمريكي.. هل من مصلحة الصين كبح هجمات الحوثيين؟
علاقة متذبذبة
و"هذه العلاقة الاقتصادية المتذبذبة تحد من نفوذ الصين وتغذي إحباط المسؤولين الإيرانيين من إحجام بكين عن بذل المزيد من الجهد لتخفيف الضغوط على اقتصادهم"، وفقا لعبوده.
وتابع أن "هذا بدوره يخلق صدعا سياسيا داخل النخب الحاكمة في طهران حول مدى جدوى سياسة "النظر شرقا (نحو الصين)".
وزاد بأنه "حتى لو كان لدى الصين نفوذا على عملية صنع القرار الإيراني، فمن غير المتصور أن تستخدمه لدعم الأجندة الإقليمية لإدارة بايدن أو إنقاذها من معضلة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
و"تدرك الصين لعبة إيران الطويلة في المنطقة والثمن الباهظ الذي تلحقه بالموقف الأمريكي، خاصة وأن تقويض النفوذ الإقليمي للولايات المتحدة يعطي ثقلا لبكين"، وفقا لعبوده
واستدرك: "لكن الصين لا تستطيع أن تدعم إيران صراحة في العلن؛ فبكين تلتزم بشكل صارم بسياسة عدم التدخل التي تسمح لها بموازنة علاقاتها مع إيران وخصومها العرب على الجانب الآخر من الخليج".
واعتبر أنه "من المنطقي بالنسبة للصين أن تتدخل مع إيران، ولكن فقط لضمان مصالح بكين، وطالما أن هذه المصالح محمية، سيكون لدى الصين حوافز أقل لممارسة المزيد من الضغط نحو التهدئة الكاملة".
اقرأ أيضاً
خبير طاقة: أحداث البحر الأحمر خطر على تجارة النفط العالمي.. والصين مطالبة بالتحرك
المصدر | أحمد عبوده/ تشاتام هاوس- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الصين أمريكا إيران الحوثيون البحر الأحمر هجمات ملیار دولار مع البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
ارتفاع إمدادات الذهب الأسود من روسيا إلى الصين
روسيا – وردت روسيا في الأشهر الـ11 الأولى من العام الجاري إلى الصين 99.069 مليون طن من النفط بقيمة 57.432 مليار دولار وبزيادة 1.66% عن العام الماضي.
لم بحسب بيانات نشرتها اليوم الإدارة العامة للجمارك الصينية.
وللمقارنة خلال نفس الفترة من العام الماضي، استوردت الصين 97.456 مليون طن من النفط من روسيا مقابل 55.132 مليار دولار.
ويوم أمس أشاد الرئيس فلاديمير بوتين بالعلاقات الروسية الصينية وبلوغها مستويات غير مسبوقة، لافتا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 240 مليار دولار سنويا.
وتربط موسكو وبكين علاقات استراتيجية، حيث يعمل البلدان على تعزيزها في جميع المجالات وخاصة في الطاقة والتجارة، ومن المتوقع ارتفاع حجم التجارة الثنائية بحلول نهاية العام 2030 إلى مستوى 300 مليار دولار.
المصدر: RT + نوفوستي