استضاف قصر الأمير طاز، التابع لصندوق التنمية الثقافية، فعالية جديدة من فعاليات “صالون نفرتيتي”، والتي تطرقت إلى أسباب تراجع إنتاج الدراما التاريخية، وعرج على الجدل الدائر بين كتّاب الدراما والمؤرخين محاولا الإجابة عن سؤال متكرر حول حدود الخيال الدرامي في الأعمال التاريخية وهل تنقل الدراما الواقع التاريخي كما هو أم من حقها أن تضيف عليه بعض الخيال تحت مسمى "الإبداع".

 

وأدارت الصالون الكاتبة الصحفية أماني عبد الحميد، والتي ناقشت ضيوفها حول تلك القضية حيث قال الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث، إن أسباب تراجع الدراما الترايخية يرجع إلى عدم وجود مدرسة لإنتاج هذا النوع من الدراما والتي هي مكلفة وتحتاج إلى إنتاج ضخم، وهناك الكثير من المشاريع التي تم إعدادها لكنها لم تكتمل.

 وأضاف عفيفي أنه حتى الآن لم تستطع  مصر  عمل دراما تاريخيّة تنافس الدراما التاريخية التركية والإيرانية والأمريكية، يتم التعامل مع الدراما التاريخية وكأنها عمل عادي دون ورش عمل ولا إنتاج ضخم. 

وأكد عفيفي أن الدراما التاريخية تؤثر في الناس وكثير منهم يعد أحداثها وقائع حقيقية في ظل أمية تاريخية كبيرة جدا"، مشيرا إلى أنه "من الطبيعي أن يستغل الكاتب الهامش المسكوت عنه في التاريخ لإضافة حبكة درامية مع الاحتفاظ بالحقائق الكبرى، لكن في ظل الأمية التاريخية قد يصدق الناس هذه الأحداث ويعتبرها حقيقة. 

وأوضح أن "الدراما التاريخية ليست تسجيلا للواقع لأنها لو كانت كذلك لأصبحت كتاب تاريخ ممل، وفي المجتمعات التي تقرأ تفتح الدراما التاريخية الباب أمام الناس للقراءة أكثر عن الشخصية أو الحدث الذي تم تجسيده دراميا. 

ولفت عفيفي إلى أن كثير من الدراما التاريخية التركية تم توظيفها سياسيا، وهذه طبيعة هذا النوع من الدراما، وشدد عفيفي على أن الدراما التاريخية أصعب أنواع الدراما ولذلك يسمى بالإنتاج الضخم، ما يتطلب تكاتف جميع عناصر العمل معا لتعمل ضمن ورشة للتحضير للعمل لا أن يكتب المؤلف وحده ثم يرسل القصة إلى مراجع تاريخي كما يحدث الآن". 

فيما قال الدكتور محمود مبروك أستاذ فنون النحت بجامعة حلوان، إن هناك 3 نقاط في كتابة الدراما التاريخية بدءا من زاوية التناول مرورا بالأدوات والديكور والملابس وصولا للإبداع الذي يتضمن رؤية واتجاه وصدق، مشيرا إلى أن "هناك الكثير من القصص في التاريخ المصري التي يجب تجسيدها دراميا. 

وأكد مبروك أن مصداقية التاريخ هي مصداقية المؤرخ"، مشيرا إلى تجربته في العمل مع المخرج الراحل شادي عبد السلام في إعداد فيلم "إخناتون" والتي لم تكتمل لوفاته. 

وصالون نفرتيتي الثقافي هو صالون انطلق في مايو الماضي، تحت رعاية وزارة الثقافة ممثلة في صندوق التنمية الثقافية، وتقوم بإعداده عدد من الصحفيات والإعلاميات، وهن مشيرة موسى وكاميليا عتريس ونيفين العارف وأماني عبدالحميد وفتحية الدخاخني والإذاعية وفاء عبد الحميد.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: صالون نفرتيتي الثقافي قصر الأمير طاز صندوق التنمية الثقافية

إقرأ أيضاً:

خطوط جوية مباشرة بين المغرب والصين..بداية حقبة جديدة لتعزيز السياحة والتبادل الثقافي

في خطوة هامة لتعزيز الروابط بين المغرب والصين، أطلق البلدان خطين جويين مباشرين، الأول بين الدار البيضاء وبكين، والثاني بين الدار البيضاء وشنغهاي، وذلك في إطار دفع التعاون السياحي والاقتصادي بينهما.

وقد شهدت العاصمة الصينية بكين استئناف الرحلات المباشرة من خلال الخط الجوي الذي تديره شركة الخطوط الملكية المغربية، حيث هبطت الرحلة رقم “AT 230” يوم الثلاثاء الماضي في مطار بكين داشينغ الدولي، وعلى متنها 291 راكباً، لتكون أول رحلة مباشرة بعد توقف دام خمس سنوات بسبب جائحة كوفيد-19.

وفي السياق ذاته، دشنت شركة “شنغهاي إيرلاينز” التابعة لمجموعة “إستيرن إيرلاينز” ثاني أكبر شركة طيران صينية، خطاً مباشراً بين شنغهاي والدار البيضاء. وقد استقبل مطار محمد الخامس في الدار البيضاء الرحلة رقم “FM 871” يوم الأحد الماضي، والتي حملت 237 راكباً، حيث تم الاحتفال بوصولها بتحية مائية تقليدية.

وتتزامن هذه الانطلاقة مع احتفالات رأس السنة الصينية، التي تشهد عادة أكبر حركة للمسافرين على مستوى العالم. ومن المتوقع أن يسهم هذان الخطان الجويان في تعزيز حركة السياحة بين البلدين، حيث يعكف الطرفان على استقطاب المزيد من السياح والتبادل الثقافي.

وقد أفادت وسائل الإعلام الصينية بتغطية واسعة لهذا الحدث، حيث أكدت صحيفة “غلوبال تايمز” أن الخط بين الدار البيضاء وبكين سيكون “ركيزة أساسية للترويج للسياحة في المغرب”، متوقعة أن يشكل السياح الدوليون 80% من حركة الركاب.

في حين أشارت صحيفة “تشاينا ديلي” إلى أن خط شنغهاي-الدار البيضاء سيسهم في تعزيز التبادلات والأنشطة الاقتصادية بين البلدين، بما يسهل حركة المستثمرين والمسافرين الصينيين إلى المملكة.

من جانبها، أكدت وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” على الاهتمام المتزايد من قبل الصينيين بالمغرب، الذي يظهر من خلال مشاركاتهم على منصات التواصل الاجتماعي مثل “وي تشات”، حيث وصف العديد منهم المغرب بـ “البلد النابض بالألوان” الذي يجمع بين “البحر والصحراء”.

وفي هذا السياق، يواصل المكتب الوطني المغربي للسياحة تكثيف جهوده للترويج للمغرب كوجهة سياحية في الصين، حيث شارك في أكبر المعارض السياحية في شنغهاي في مايو 2024، كما نظم حدثاً ترويجياً في بكين في سبتمبر الماضي، بهدف إبراز تنوع العروض السياحية المغربية وتوثيق العلاقات الثقافية والاقتصادية بين البلدين.

وتعد هذه الخطوط الجوية المباشرة جزءاً من الاستراتيجية المستمرة لتعزيز التعاون بين المغرب والصين، الذي شهد تطوراً ملحوظاً منذ زيارة الملك محمد السادس إلى الصين في 2016، ويعكس التزام البلدين بتوسيع علاقاتهما في مجالات متعددة.

مقالات مشابهة

  • جمعة: علاقة الفتوى بالدراما ينتابها بعض التشابك ويجب تطويرها لدفعها للأمام
  • الشتوي الثقافي يفتتح أعماله بمناشط تعليمية تفاعلية
  • أبرزهم حسين فهمي ومدحت العدل.. نجوم صناعة السينما ضيوف صالون الأوبرا الثقافي
  • الناقدة العراقية موج يوسف: معرض الكتاب حدث عالمي ضخم.. ويفتح نافذة جديدة للتواصل الثقافي بين العرب
  • "طَقْ.. طَقْ".. رواية خيالية تأخذك في رحلة مثيرة بين الواقع والخيال
  • دورس الألبانية.. عروس الأدرياتيكي التي تسحر زوارها بتنوعها الثقافي وجمالها الخلاب
  • إسلام عفيفي: مصر ربحت معركة التفاوض الدبلوماسي بين حماس وإسرائيل
  • أرقام قياسية جديدة.. محمد صلاح يواصل كتابة التاريخ في البريميرليج
  • تطورات جديدة في قضية الرهينة "أربيل يهود"
  • خطوط جوية مباشرة بين المغرب والصين..بداية حقبة جديدة لتعزيز السياحة والتبادل الثقافي