ثمة 5 حقائق توضح موقف الدول الأفريقية تجاه إسرائيل في ظل حرب مدمرة تشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي؛ مما استدعى خضوعها لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية، وفقا لدعوى قدمتها جنوب أفريقيا إلى أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، بحسب آشر لوبوتسكي، هو باحث في السياسة الخارجية الإسرائيلية.

وقال لوبوتسكي، في تحليل بـ"معهد دراسات الأمن القومي" الإسرائيلي (INSS) ترجمه "الخليج الجديد"، إن دولا أفريقية، بينها كينيا وغانا وتوجو والكاميرون وزامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية أدانت هجمات حركة "حماس" على إسرائيل.

وتابع: "في المقابل، ألقت جنوب أفريقيا والدول العربية في شمال أفريقيا اللوم على إسرائيل في التصعيد، وبرزت جنوب أفريقيا باعتبارها الدولة الأفريقية غير المسلمة الأكثر عداء (انتقادا) لإسرائيل".

وأردف أن "معظم الدول الأفريقية، بما في ذلك عدد من الدول التي تتمتع بعلاقات ثنائية جيدة مع إسرائيل (مثل أوغندا وأنجولا)، إما استخدمت لغة غامضة ومحايدة في تصريحاتها أو تجاهلت الحرب تماما".

اقرأ أيضاً

مظاهرات ومسيرات في مدن أوروبية تطالب بوقف الإبادة الجماعية في غزة

مكانة غامضة

"وتوضح ردود أفعال الدول الأفريقية على الحرب التباين الكبير في مكانة إسرائيل في مختلف أنحاء القارة، بناء على عوامل منها التدين السائد في كل دولة، والتاريخ المحلي لصورة إسرائيل، والتوجهات الدولية لكل حكومة والتحديات الأمنية التي تواجهها"، بحسب لوبوتسكي.

وأضاف: "أولا، مكانة إسرائيل ضعيفة نسبيا في معظم الدول الأفريقية الإسلامية. والدول الأفريقية التسعة التي لا تقيم أي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، كلها دول إسلامية في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل والقرن الأفريقي".

وأوضح أن "الجانب الإسلامي لا يؤثر على الدول الأفريقية الأعضاء في جامعة الدول العربية (من موريتانيا إلى جيبوتي) فحسب، بل يؤثر أيضا على الدول التي تضم عددا كبيرا من السكان المسلمين غير العرب، مثل السنغال ونيجيريا، حيث شهدت احتجاجات ضد الحرب على غزة".

"ثانيا، موقف إسرائيل ضعيف في الجزء الجنوبي من القارة، حيث يتذكر الساسة وقطاعات كبيرة من السكان تعاون إسرائيل مع مضطهديهم البيض في السبعينيات والثمانينيات، وحيث تتمتع القضية الفلسطينية بدعم واسع نسبيا"، كما زاد لوبوتسكي.

ولفت إلى أنه "في العقود الأخيرة، كانت جنوب أفريقيا واحدة من الأصوات الأكثر انتقادا لإسرائيل في أفريقيا. وينبع موقف حكومة جنوب أفريقيا المناهض لإسرائيل من شعورها بالتضامن التاريخي والثقافي مع الفلسطينيين، مصحوبا بمشاعر عميقة معادية للصهيونية".

اقرأ أيضاً

فورين بوليسي: هذه أبرز مكاسب جنوب أفريقيا بتحديها إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية

الصين وروسيا

"ثالثا: ضعف النفوذ الأمريكي في أفريقيا في مواجهة كل من الصين وروسيا في السنوات الأخيرة أثر سلبا على قدرة الولايات المتحدة على كسب دعم الدول الأفريقية للمصالح الغربية والإسرائيلية"، وفقا للوبوتسكي.

وأردف: "رابعا، تتمتع إسرائيل بعلاقات جيدة مع الدول ذات الأغلبية المسيحية في شرق ووسط وغرب أفريقيا. وبينها ساحل العاج وكينيا وأوغندا وإثيوبيا وغانا. وتستفيد إسرائيل أيضا من الدعم الشعبي الواسع في هذه الدول، في ظل صحوة دينية مسيحية إنجيلية".

وتابع: "خامسا، يجب التأكيد على أن معظم الدول الأفريقية، بما في ذلك تلك التي تنتقد إسرائيل بشدة مثل جنوب أفريقيا، لا تزال تتبع سياسة مزدوجة تشمل إقامة علاقات ثنائية واسعة مع إسرائيل والتعبير عن النقد أو الحياد تجاهها من خلال التصويت بشأن القضية الفلسطينية في المنتديات الدولية".

لوبوتسكي أكد أن "أفريقيا مهمة بالنسبة لإسرائيل لأسباب عديدة. وقد يؤدي قطع دولة أفريقية للعلاقات مع إسرائيل إلى تأثير الدومينو؛ مما يقوض احتمالات تجديد زخم اتفاقيات إبراهيم (للتطبيع مع دول عربية) بعد الحرب".

وزاد بأن "هناك أيضا فوائد أمنية واقتصادية للعلاقات مع أفريقيا، ويتطلب تصاعد التهديد الحوثي (لسفن الشحن التجاري المرتبطة بإسرائيل) في البحر الأحمر وجودا معززا في المنطقة وتحالفات استراتيجية أكثر جرأة، وقد تثبت دول مثل كينيا وإثيوبيا أنها شريك أمنية فعال في هذا السياق".

اقرأ أيضاً

استطلاع جديد: تراجع كبير في دعم إسرائيل في 42 دولة بالعالم بعد حرب غزة

المصدر | آشر لوبوتسكي/ معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أفريقيا إسرائيل حرب غزة جنوب أفريقيا حماس فلسطين الدول الأفریقیة جنوب أفریقیا إسرائیل فی مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

عون رئيسا بتسوية شيعية أيضا

كتب رضوان عقيل في"النهار": كانت كل التوقعات والاتصالات المفتوحة تشير إلى توجه البرلمان لانتخاب العماد جوزف عون وانضمام الرئيس نبيه بري مع "حزب الله" إلى كوكبة النواب الذين اقترعوا له بـ99 صوتا، بعد أكثر من سنتين على "جحيم" شغور ترك بصماته على مؤسسات الدولة.

لم يستطع "الثنائي" مواجهة البركان السياسي الدولي والعربي الذي صب تأييدا لعون، لجملة اعتبارات خارجية تفاعلت معها أكثر من كتلة، ولو أن نوابا لم يكونوا في الأصل من المتحمسين للرجل، وقد اقترعوا له في الدورتين، وفي مقدمهم كتلة "القوات اللبنانية" التي سارت مع الموجة. وثمة من يصف ما تعرض له بري بـ "الضغوط الكونية"، لكنه تمكن من التكيف معها وساهم بسلاسة في تعبيد الطريق أمام العهد الجديد.

وفي معلومات "النهار" من جهات ديبلوماسية تدور في فلك المجموعة "الخماسية"، أن الجانب الفرنسي تواصل مع بري للسير بانتخاب عون. وجرى الاتفاق على أمور تهمّ "الثنائي" والتوصل إلى خلاصة مرضية قبل موعد الجلسة، منها الرد على أسئلة عمّن سيكون في رئاسة الحكومة المقبلة مع طلب الإبقاء على وزارة المال في يد شخصية شيعية، وليس ضروريا أن تدور في فلك "أمل" و"حزب الله"، على ألا تكون معادية لهما، والأفضلية لذوي الكفايات والخبرات في هذا الحقل.

وجرى التشاور أيضا في المواقع العليا، ومنها قيادة الجيش. ولم يكن موضوع إعمار البلدات التي دُمّرت بعيدا من كل هذه النقاشات الشيعية مع أعضاء "الخماسية". واضطلع الموفد الفرنسي جان- إيف لودريان بدور كبير، فضلا عن الدورين السعودي والقطري في تجاوز بعض الألغام تحت المظلة الأميركية. 

أدار بري جلسة الانتخاب باتزان وعناية شديدين. ولم يكن الموفدون الدوليون بعيدين من السيناريو المرسوم، بدءا من الدورة الأولى التي تمت حياكتها بـ"جراحة سياسية"، إذ لجأ الثنائي إلى خيار الورقة البيضاء في الدورة الأولى التي سجّلت 37 صوتا، وأراد أصحابها القول لكل من يهمّه الأمر إنهم يشكلون الممر الإلزامي لانتخاب عون، وهذا ما ترجموه في الدورة الثانية. وحاول النائب جبران باسيل فرض إيقاعه على الجلسة، ملخّصا موقفه المعارض لانتخاب عون بحديثه عن "عهد القناصل"، موحيا أن تكتله محصن وغير قابل للخرق.

في المحصلة، أدى البرلمان مهمته الدستورية وواجبه الذي تأخر في إتمامه سنتين وشهرين، لكن سفراء "الخماسية" وموفدي بلدانها كانوا "أول الناخبين" الذين أوصلوا الكتل إلى هذه الخلاصة. 
ويبقى أن خطاب القسم شكّل خريطة طريق،علما أن ما ردده رئيس الجمهورية من طروحات وعناوين لا يمكن أن يترجمه من دون وجود حكومة فاعلة ومتعاونة. وقد تمكن من مخاطبة جميع الكتل والمشارب السياسية، وصفّق كل فريق للمشروع الذي يعنيه مباشرة.
 

مقالات مشابهة

  • عون رئيسا بتسوية شيعية أيضا
  • قائد القوات الخاصة في جنوب أفريقيا: حضور دولي أوسع في «تحدي الإمارات للفرق التكتيكية»
  • مصطفى بكري : عدوان إسرائيل ضد غزة منافٍ لكل معايير القيم الدولية
  • وزير الزراعة يلتقي نظراءه من الدول الأفريقية لبحث سبل التعاون
  • وزير الزراعة يلتقي نظراءه من الدول الأفريقية
  • خريطة مزعومة لإسرائيل تضم أراضي عربية والسعودية تعلن الرد
  • خريطة مزعومة لإسرائيل تضم أراضي عربية والسعودية تصدر بيان عاجل
  • الدول التي تعرضت لأكبر عدد من الزلازل المدمرة منذ العام 1990 (إنفوغراف)
  • وزير الاستثمار: الدولة تعمل على إيجاد مراكز لوجستية داخل الدول الأفريقية (فيديو)
  • أيرلندا تقدم إعلان تدخل بقضية جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي