قيادات شبابية ووزراء عرب يناقشون أثر القيم العربية على العمل الشبابي في «القمة العالمية»
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
دبي - الخليج
أجمع المشاركون في الجلسة الوزارية الشبابية ضمن «الاجتماع العربي للقيادات الشابة»، الذي ينظمه مركز الشباب العربي ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات بدبي، أهمية تعزيز مشاركة الشباب في التنمية على مستوى العالم العربي، وتمسكهم بمكونات المجتمع وقيمه، المرتبطة بالهوية واللغة والتراث الثقافي.
وبحثت الجلسة الوزارية الشبابية الموسّعة، التي أقيمت بالتعاون مع جامعة الدول العربية وحضرها الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، نائب رئيس مركز الشباب العربي، وووزراء الشباب العرب وشهدت مشاركة مجموعة من القيادات الشابة في مختلف القطاعات والتخصصات، قضايا جوهرية ركزت على ثلاثة محاور رئيسية مرتبطة برؤية الحضور حول أثر القيم العربية على العمل الشبابي، وتصورهم لدور مؤسساتهم في التكامل مع هذه الرؤية، ورسالة صناع القرار للشباب العربي المتواجد في البرنامج.
وأكد الشيخ راشد بن حميد النعيمي، «أنه في كل مرة نقترب فيها من الشباب، نجد أنفسنا أشد حاجة لطاقاتهم وفكرهم وإمكانياتهم، وقيمهم، وبالنظر إلى المشهد المعقد في المنطقة العربية وحتى في العالم، نومن أكثر بأن الأمم تبنى على شبابها، وأن أي استثمار قد يكون مهدد ومحفوف بالمخاطر إلا الاستثمار بالشباب، فهو استثمار مضمون ورابح دائماً».
وأضاف «أن النسخ السابقة للاجتماع العربي أسست لشبكة متينة من العلاقات العربية لتبادل الخبرات والتجارب، ولتقديم نماذج مستوحاة من واقع المنطقة العربية، نماذج تشبهنا وتخدم قيمنا وفكرنا وهويتنا».
وأوضح، «أن الحديث اليوم حول معنى ماذا يعني أن تكون عربياً؟ لا يقتصر فقط على بعده الفلسفي ودور القيم في تشكيل هوية الشباب وتعزيز انتمائهم لوطنهم، وإنما للسياسات والمشاريع والمبادرات التي ستُبنى على هذه الأسس، وكيف يجب علينا في المؤسسات العربية أن نعمل سوية لتقوية وترسيخ تلاحم مجتمعاتنا وشبابنا ببعضهم البعض، بدءاً من الأسرة، والمدرسة والمؤسسة والحكومة، والدولة والدول الشقيقة بعضها ببعض. السمات والقيم التي تجمعنا أقوى وأهم بكثير من أي علاقات رسمية روتينية».
توحيد الجهود المشتركةقال الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة المصري ورئيس المكتب التنفيذي لوزراء الشباب والرياضة العرب في جامعة الدول العربية: «إن تواجد وزراء الشباب والرياضة العرب في اجتماع القيادات العربية الشابة، هدفه الأساسي هو توحيد الجهود العربية المشتركة لتقديم كل الدعم للشباب العربي»، مؤكداً أن المكتب التنفيذي يحرص على بناء علاقات أخوية مع مركز الشباب العربي وبذل أقصى الطاقات لرعاية ودعم كافة المبادرات الهادفة إلى تمكين الشباب العربي، منوهاً بأن الاجتماع شكل منصة لشحذ الهمم وتسليط الضوء على نخبة من الشباب العربي الذي نفتخر بهم.
اللغة والهويةأشاد أحمد قاسم، وزير الشباب والرياضة في العراق بجهود دولة الإمارات بتنظيم هذا الاجتماع المهم، مشيراً إلى علاقة اللغة بالهوية، حيث لا تمثل اللغة فقط أداة للتواصل والتعبير والثقافة، بل هي صانعة للهوية وتعكس قيم ومبادئ المجتمع، وعليه فإن تعزيز القيم الأصيلة في مجتمعاتنا ولدى الشباب مرتبط بشكل أساسي بالحفاظ على اللغة والعمل نحو تعزيز تمسك الشباب العربي بلغته الأم.
ترسيخ القيمة العربيةأشار أيمن توفيق المؤيد، الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة بمملكة البحرين، إلى أن مملكة البحرين تركز في قضايا الشباب على تعزيز مشاعر الأمن والإيمان والأمل لديهم، فترسيخ قيمنا العربية الأصيلة المتمثلة بالأمل والتسامح والعطاء لدى الشباب يجب أن يكون ركيزة أساسية في عملنا عبر مأسسة هذه الجهود وتقديم نماذج ملهمة من الشباب العربي المتمسك بمبادئها وقيمها لتكون قدوة للآخرين.
دعم التجمعات الشبابيةوتوجهت روان بنت نجيب التوفيقي، وزير شؤون الشباب في مملكة البحرين، بالشكر إلى دولة الإمارات الشقيقة على حسن الضيافة والتنظيم، مشيرةً إلى أن المجتمعات العربية تتسم بقيم مثل الأصالة والمروءة والشهامة، وهذه القيم تناقلتها الأجيال عبر التاريخ، وعلى الرغم من اختلاف الزمان نلاحظ أن الشباب العربي لا يزال متمسكاً بهذه القيم رغم كل التحديات والظروف.
ولفتت إلى أن البحرين ركزت في استراتيجيتها على صعيد تمكين الشباب في تشجيع ودعم الترابط والتلاحم المجتمعي ودعم التجمعات واللقاءات الشبابية المتميزة، نظراً لانعكاساتها الإيجابية على المجتمع.
من جانبه قال أحمد سيد أحمد، وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان في موريتانيا: إن موريتانيا قدمت نموذجاً ملهماً لتعزيز تمسك الشباب في موريتانيا بهويته العربية وبلغته بالأخص، من خلال التركيز على منظومة التعليم الداعمة للحفاظ على اللغة العربية، إلى جانب تعزيز دور الثقافة في هذا المجال، فحفظ الشعر العربي وهو من العرف الاجتماعي بالنسبة للشباب العربي، وهذه الصورة تجسد مدى تمسك الشباب في موريتانيا بهويته ولغته العربية.
اللغة عنصر من الهويةقال كمال دقيش، وزير الشباب والرياضة في تونس إلى أهمية عدم الخلط بين الهوية واللغة، فاللغة هي عنصر من عناصر الهوية، ولا تمثل الهوية بشكل كامل، فالهوية هي أخلاق هي الإرث والتاريخ والقيم، ففي حالة ارتباطها بشكل مباشر باللغة فيستم تجريد الكثير من الشباب العربي من هويته العربية، ومن هنا يجب التأكيد على تحقيق التوازن بين اللغة العربية واللغات الأخرى يجب أن نكون منفتحين على اللغات الأخرى.
من جانبه أعرب الدكتور جورج كلاس، وزير الشباب والرياضة في لبنان عن فخره بالشباب العربي وما قدموه خلال الاجتماع من رؤى وأفكار بناءة، مشيراً إلى أهمية إعطاء الثقة للشباب ليكونوا عنصراً رئيسياً في مسيرة التنموية للدول العربية، مشيراً إلى أهمية تعزيز تعليم اللغة العربية في المناهج قبل الجامعية والجامعية.
من جانبه أشاد محمد النابلسي، وزير الشباب في الأردن، بالجلسات النقاشية الشبابية التي شهدها الاجتماع العربي للقيادات الشابة والتي قدمت نموذجاً من الشباب العربي الرائد وشكلت مصدر إلهام وتحفيز لكافة الشباب العربي على المزيد من الإبداع والابتكار، مؤكداً إيمان المكتب التنفيذي لوزراء الشباب والرياضة العرب في جامعة الدول العربية في طاقات وقدرات الشباب العربي وبضرورة مشاركة الشباب في وضع الخطط والاستراتيجيات، مؤكداً أن المكتب يعمل نحو تحقيق رؤية عربية مشتركة هدفها هو دعم الشباب واستثمار طاقاتهم.
القيم الأساسيةأكد هلال السيابي، مدير عام الهيئة العامة للشباب من سلطنة عمان على أهم القيم الأساسية التي يجب تعزيزها لدى الشباب قبل المهارات، وهي القيم الوطنية والأخلاقية والمجتمعية، وهي من عناصر تشكل الهوية لدى الشباب العربي، منوهاً بأنه يجب ترسيخ هذه القيم عبر الأسرة والمجتمع والتعليم وعبر البرامج والمبادرات التي تطلقها مؤسسات الدولة.
وأشار مشعل السبيعي، مدير عام الهيئة العامة للشباب بالتكليف ونائب مدير العام لقطاع الخدمات المساندة في الكويت، إلى أهمية القيم العربية في تعزيز المسؤولية المجتمعية لدى المجتمع، مشيراً إلى أن إعلام السوشيال ميديا أصبح نافذاً يهاجم بعض القيم في مجتمعاتنا ونحن على ثقة بقدرة شبابنا على مواجهة هذا التحدي عبر صناعة المحتوى العربي الهادف، فالشباب هم الأساس في كافة المجالات التنموية الاقتصادية والاجتماعية.
إلى ذلك أوضحت الدكتورة رشا راغب، المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب في مصر، أن الأكاديمية تحرص على تعزيز الهوية الوطنية لدى الشباب العربي، منوهة إلى أن اختيار الشباب من قبل الأكاديمية الوطنية للتدريب ليكونوا نموذجاً للقيادات الشابة يكون على عدة محاور تتضمن اختبار المعلومات العامة واختبار اللغة العربية فهدفنا من هذا الاختبار هو تعزيز تمسك الشباب العربي بعناصر هويته.
دعم المنظمات الشبابية غير الربحيةأشار الأستاذ هتان الغلاييني، الرئيس التنفيذي للاتصال المؤسسي بمؤسسة محمد بن سلمان «مسك»، إلى أهمية تسليط الضوء على المنظمات الشبابية غير الربحية والقطاع الخاص في دعم قضايا الشباب، حيث حرصت «مسك» على دعم العديد من المنظمات غير الربحية العاملة في مجال تمكين ترسيخ القيم والمبادئ لدى الشباب العربي من خلال طرق مبتكرة.
إلى ذلك أكدت نجود سرحان نائب المدير التنفيذي في إدارة البرامج وتميز الأداء في مؤسسة ولي العهد من المملكة الأردنية، أن المؤسسة تحرص على تمكين الشباب الأردني وعلى تقديم المبادرات والبرامج للشباب باللغتين العربية والإنجليزية بهدف توسيع مداركهم وتنمية مهاراتهم.
الاجتماع العربي للقيادات الشابةوعقدت فعاليات النسخة الثالثة من «الاجتماع العربي للقيادات الشابة»، بحضور 15 من الوزراء الشباب العرب، وأكثر من عشرين صانع قرار، ورؤساء المؤسسات الشبابية وأكثر من 100 شاب من قادة مؤسسات العمل المجتمعي التنموي؛ وما يزيد على 32 متحدثاً في مختلف التخصصات والميادين.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات القمة العالمية للحكومات إمارة دبي الإمارات الاجتماع العربی للقیادات الشابة وزیر الشباب والریاضة من الشباب العربی اللغة العربیة لدى الشباب إلى أهمیة الشباب فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
قيادات حزبية: تقرير واشنطن بوست بشأن الخطة العربية لغزة انتصار لرؤية مصر
القيادة السياسية المصرية قدمت نموذجًا فريدًا في التعامل مع أزمات المنطقةمصر تتصدر المشهد السياسي في المنطقة باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميمصر ستظل دائما هي القلب النابض للأمة العربية والإسلامية أمين عام تحالف الأحزاب المصرية: على الولايات المتحدة النظر بإنصاف لمصالح طرفي الصراعنائب رئيس حزب المؤتمر: خطة مصر بشأن إعمار غزة تعكس تأثير التحركات المصرية المدعومة عربيا ودوليا في إعادة صياغة مسار القضيةرئيس حزب “الاتحاد”: مصر نجحت في تحقيق اختراق حقيقي بملف التسوية بالشرق الأوسطرئيس حزب مصر أكتوبر: الخطة المصرية بشأن غزة تعكس قناعة متزايدة داخل دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة بجدية و واقعية الرؤية المصريةأكدت قيادات حزبية أن إشادة صحيفة "واشنطن بوست" بالخطة العربية لغزة، التي قدمتها مصر في القمة العربية الأخيرة، تعد انتصارًا كبيرًا وهامًا وحاسمًا للتحركات المصرية المدعومة عربيًا وإسلاميًا وأوروبيًا.
وأوضحت أن تقرير الصحيفة الأمريكية يعكس أيضا رؤية مصر الثاقبة لتحقيق استقرار المنطقة.
وقالت القيادات الحزبية - في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت - إن القيادة المصرية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، قدمت نموذجًا فريدًا في التعامل مع أزمات المنطقة برؤية متزنة وعميقة، ما جعل مصر تتصدر المشهد السياسي في المنطقة باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.
وأضافت أن هذه الإشادة تعكس قناعة متزايدة داخل دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة بجدية وواقعية الرؤية المصرية تجاه التعامل مع الأزمة في قطاع غزة، مشيرة إلى أن تقرير "واشنطن بوست" يشير إلى إمكانية تحويل الأزمة إلى فرصة للتجديد الإقليمي، حيث يُمكن للتوازن بين إعادة الإعمار وحماية الحقوق أن يشكل نموذجاً يحتذى به في عملية بناء السلام الشامل والدائم.
وقال الدكتور عمرو سليمان المتحدث الرسمي باسم حزب "حماة الوطن"، إن ما ذكرته "واشنطن بوست" حول الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة المدعومة عربيا وإسلاميا على أنها الخطة العقلانية الوحيدة على الطاولة، يعد اعترافا يعني الكثير لجهود القيادة السياسية والدبلوماسية المصرية، حيث أن هذه الخطة لم تكن محض رأي شخصي أو إرهاصات أو خيالات، ولكنها قائمة على العلم والدليل والإدارة الرشيدة.
وأضاف أن هذه الخطة تعني الكثير للدولة وللدبلوماسية المصرية والتي على رأسها وزير خارجية وفريق عمله بالخارجية المصرية، منوها بأن مصر قد قالت كلمتها بمنتهى الوضوح منذ أن أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي في بداية الأزمة في أكتوبر 2023 رفضه التام للتهجير وأنه لا مفر من إقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وأن حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية في أرضه ستظل محفوظة.
وأكد أن مصر قالت لا بقوة للعالم أجمع أنه هذه القضية لن تموت وأن قضية الشعب الفلسطيني بالنسبة لمصر قضية استراتيجية وقضية حياة، وبناء على ذلك لم يكن تقرير "واشنطن بوست" تقريرا قائما على أي نوع من العاطفة أو المحاباة بل كان تقريرا واقعيا عن مدى فاعلية الدور المصري.
وأوضح سليمان أن تقرير "واشنطن بوست" يدعونا للوقوف خلف قيادتنا السياسية والفخر بما تفعله فهذه لحظات تسجل للتاريخ أن مصر ستظل دائما هي القلب النابض للأمة العربية والإسلامية وأن هذا قدرها وهذا القدر يستدعي أن تكون كبيرة على الدوام خاصة تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
من جانبه.. رحب تيسير مطر أمين عام تحالف الأحزاب المصرية عضو مجلس الشيوخ بتناول الصحافة الأمريكية للخطة العربية لغزة التي طرحتها مصر في القمة العربية الأخيرة وأيدتها الدول العربية والإسلامية، فضلا عن الدعم الأوروبي، واصفًا هذا الطرح بـ "المنصف والعقلاني" والذي يتسق مع الواقع الذي يؤدي بالضرورة لإحلال السلام ونبذ العنف.
وأكد أن الخطة المصرية التي لاقت ترحيبًا دوليًا، وعلى نطاق واسع، استهدفت وضع حل لجذور الأزمة الحالية وتقديم رؤية متكاملة للحياة ما بعد الحرب على غزة ولاسيما في ضوء المعطيات التي تشير إلى أزمة حقيقية داخل قطاع غزة، ووضع أطر بديلة للإعمار بعيدًا عن التهجير.
وقال إنه على الولايات المتحدة أن تنظر بإنصاف لمصالح طرفي الصراع، وتسعى لحلحلته بما يحقق النفع للفلسطينيين والإسرائيليين، على حد سواء، لافتًا إلى أن النظرة الأحادية أفقدت ثقة دول المنطقة والمجتمع الدولي الثقة في الرؤية الأمريكية.
وأضاف "علينا أن نستغل حالة الزخم الدولي الدائرة حول القضية الفلسطينية، وأن نضع حدًا لهذا الصراع التاريخي، عبر حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 4 يونيو 1967".
وأوضح أننا أمام فرصة تاريخية تقتضي صدق الرؤية للأطراف الدولية الفاعلة للجلوس على مائدة المفاوضات وحل تلك الإشكالية من جذورها وهو ما سيسهم في حلحلة تلك النزاعات وإحلال السلام، لكي يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون، جنبًا إلى جنب، بعيدًا عن الصراع الدموي المستمر.
وتابع قائلا "طالما مصر كانت على الدوام داعية إلى السلام ومطالبة بضرورة احترام الإرادة الفلسطينية في إقامة دولتهم، فإنه آن الأوان أن نستمع للرؤية المصرية في هذا الصدد، وإلا فإن الحلول الوقتية لن تؤدي إلى نتائج حقيقية، وسرعان ما نعود إلى نقطة الصفر ودائرة الصراع مرة أخرى".
وأكد ضرورة أن يتبنى المجتمع الدولي، الرؤية المصرية وأن يكون لديه رغبة صادقة في عودة الحق الفلسطيني الذي انتزع منه منذ عقود طويلة، ونحن على يقين بأن التوافق المصري الأمريكي سيؤدي حتمًا إلى حل القضية الفلسطينية، في ظل التفاهم في الرؤى بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس دونالد ترامب.
بدوره.. قال الدكتور رضا فرحات أستاذ العلوم السياسية نائب رئيس حزب "المؤتمر" إن تأكيد صحيفة "واشنطن بوست" على أن الخطة العربية التي طرحتها مصر بشأن غزة هي الخيار العملي والعقلاني الوحيد على الطاولة، يعكس بوضوح مدى تأثير التحركات المصرية المدعومة عربيا وإسلاميا ودوليا في إعادة صياغة مسار القضية الفلسطينية.
وأضاف أن "واشنطن بوست"، التي تعد إحدى المنصات الإعلامية الأقرب إلى دوائر صنع القرار الأمريكي، لا يمكن أن تتبنى هذا الطرح دون أن يكون هناك إدراك حقيقي داخل مؤسسات الإدارة الأمريكية بأهمية المبادرة العربية التي قادتها مصر، وضرورة التعامل معها بجدية.
وأكد أن مصر استطاعت أن تحول التحدي إلى فرصة، وتفرض رؤيتها كخيار واقعي لإنهاء الصراع في غزة، وإرساء أسس سلام شامل في الشرق الأوسط، منوها بأن الرؤية التي تتبناها القاهرة تعكس فهما عميقا لمعادلات الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو ما بدأت الدوائر الأمريكية تدركه بشكل واضح؛ الأمر الذي دفع "واشنطن بوست" إلى الدعوة للتعاطي مع المقترح المصري بجدية.
وأوضح أن تجاهل الطرح العربي أو التباطؤ في التعامل معه لن يكون مجرد خطأ سياسيا بل سيشكل تهديدا مباشرا لنفوذ الولايات المتحدة ومصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط، حيث سيؤدي استمرار الصراع لاضطرابات تهدد استقرار الإقليم بأكمله، فقد حان الوقت لفتح ملف التسوية الشاملة، وإيجاد حل نهائي يحقق الأمن والاستقرار لجميع الأطراف.
ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية تدرك أن أي مسار للسلام لن ينجح دون دور محوري لمصر، التي تمتلك الخبرة والرؤية العميقة لإدارة الأزمات الإقليمية وأن حلم ترامب بالحصول على جائزه نوبل للسلام لن يتحقق إلا من خلال تبني رؤية عادلة تفضي إلى تسوية متوازنة تضمن حقوق الفلسطينيين وتحقق الأمن للإسرائيليين، بما يؤدي لاستقرار الشرق الأوسط وازدهار شعوبه.
وأشار فرحات إلى أن القيادة المصرية تلعب دورا محوريا في صياغة مستقبل المنطقة، مستندة إلى رؤية ثاقبة تلقى احتراما واسعا لدى المؤسسات السياسية في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة، فإن البناء على هذه المبادرة سيكون مفتاح تحقيق سلام دائم يحقق مصالح الجميع ويضمن استقرار الشرق الأوسط لعقود قادمة.
من ناحيته،صرح المستشار رضا صقر رئيس حزب "الاتحاد"، بأن مصر نجحت في تحقيق اختراق حقيقي بملف التسوية بالشرق الأوسط وهو ما ظهر بوضوح في تغير المواقف داخل دوائر صنع القرار الأمريكية.
وقال إن الموقف الذي أبدته "واشنطن بوست" يعكس اقتناعًا متزايدًا بضرورة التعامل بجدية مع الطرح المصري المدعوم عربيًا وإسلاميًا وأوروبيًا، لافتا إلى أن الأزمة التي نشأت بسبب محاولات تهجير الفلسطينيين خلقت فرصة مهمة لمصر لطرح رؤية متكاملة تحقق استقرار المنطقة، وهو ما بدأت المؤسسات الأمريكية في استيعابه.
وأكد أن اللحظة الحالية تفرض على المجتمع الدولي التحرك نحو تسوية شاملة تعيد الاستقرار.. مشددا على أن أي مساعٍ لتحقيق السلام، حتى الطموحات المتعلقة بجوائز دولية مرموقة، لن يكتب لها النجاح إلا عبر رؤية عادلة تضمن حقوق الفلسطينيين وتحقق توازنًا ينعكس إيجابيًا على أمن المنطقة وتنميتها.
وأضاف أن القيادة المصرية تدرك تعقيدات المشهد، وهو ما جعل رؤيتها تلقى قبولًا متزايدًا، محذرا من أن أي مغامرات غير محسوبة ستؤدي إلى تداعيات خطيرة تهدد آمال الشعوب في التنمية والرفاهية، مما يستوجب تبني حلول مستدامة تحفظ مصالح الجميع.
من جهته.. قال حسام علي نائب رئيس حزب "الوعي"، إن مصر دائما هي صوت العقل والحكمة والقانون وتعكس مواقفها الدولية وعيا بالقانون الدولي والإنساني ودائما ما تشكل حصن الحق والمنطق والعدل.
وأضاف أن تقرير "واشنطن بوست" يُسلط الضوء على رؤية إعادة إعمار غزة بشكل يحترم الحقوق الفلسطينية في البقاء على أرضها ويرفض أي خطة للتهجير، هذه المقاربة تُبرز توازنًا دقيقًا بين الحاجة الملحة لإعادة بناء البنية التحتية والعيش الكريم وبين حماية الهوية الوطنية والحقوق الأساسية للفلسطينيين وهذا هو دأب مصر وخطها السياسي منذ أن كان هناك قضية وطنية فلسطينية.
وأوضح أن التجاوب مع الخط المصري، فرصة لإعادة رسم معالم السلام في المنطقة، إذا يُمكن لهذا النهج أن يُقلل من التوترات ويضع أسسًا لمفاوضات جادة بين مختلف الأطراف، كما أن الدعم الدولي لهذا المسار يعزز من فرص نجاحه في تحقيق نتائج ملموسة تعود بالنفع على الشعب الفلسطيني وتساهم في استقرار المنطقة بشكل عام.
كما أكدت الدكتورة جيهان مديح رئيس حزب "مصر أكتوبر"، أن إشادة صحيفة "واشنطن بوست" بالخطة العربية لغزة، التي قدمتها مصر في القمة العربية الأخيرة، تعكس قناعة متزايدة داخل دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة بجدية وواقعية الرؤية المصرية تجاه التعامل مع الأزمة في قطاع غزة.
وقالت إن صحيفة "واشنطن بوست"، التي تعد منبرًا مؤثرًا يعكس توجهات الإدارة الأمريكية، أكدت أن الخطة المصرية لغزة هي الخيار العملي والعقلاني الوحيد القابل للتنفيذ على أرض الواقع، ما يعد دليلًا على إدراك عميق من قبل المؤسسات الأمريكية لثقل الدور المصري وأهميته في تحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة.
وأضافت أن القيادة المصرية، ومن رحم الأزمة التي خلقتها المحاولات المشبوهة لتهجير الفلسطينيين، نجحت برؤية ثاقبة في تحويل هذه الأزمة إلى فرصة حقيقية لإقرار السلام في الشرق الأوسط، مؤكدة أن هذه الخطة تمثل خارطة طريق واضحة لإعادة إعمار غزة وضمان استقرار الأوضاع بما يحفظ حقوق الفلسطينيين ويمنع تصعيد الأوضاع.
وأوضحت أن عدم التجاوب مع الطرح المصري والخطة العربية بشأن غزة يمثل تهديدًا مباشرًا لنفوذ ومصالح الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، ما يستوجب تعامل الإدارة الأمريكية بجدية مع هذه الخطة التي تمثل السبيل الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار.
كانت الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة المدعومة عربيا وأوروبيًا، التي تم طرحها في القمة غير العادية التي عقدت في القاهرة، جاءت على 3 مراحل، وتتضمن بناء 200 ألف وحدة من المنازل المدمرة، ووجود قوة حفظ سلام دولية في غزة برعاية الأمم المتحدة، وإنشاء صندوق للاستثمارات في غزة والبنية التحتية وإنشائها.