في الرابع عشر من شباط من كل عام يحتفل الملايين حول العالم بعيد الحب. ولا بد أن نسلط الضوء على واحدة من أبرز قصص الحب في القرن العشرين وهي قصة إدوارد الثامن ملك بريطانيا الذي تنازل عن العرش ليتزوج بمن يحبها وهي المطلقة الأمريكية الليدي واليس سيمبسون. من هو إدوارد الثامن؟
اسمه بالكامل هو إدوارد ألبرت كريستيان جورج أندرو باتريك ديفيد وقد وُلد في 23 حزيران عام 1894 بريتشموند في ساري بإنجلترا، وتوفي في 28 آيار عام 1972 في العاصمة الفرنسية باريس.


كان أمير ويلز بين عامي 1911 و1936، وملك بريطانيا من 20 كانون الثاني إلى 10 كانون الأول من عام 1936، عندما تنازل عن العرش من أجل الزواج من المطلقة الأمريكية واليس سيمبسون.
وكان الملك البريطاني الوحيد الذي تنازل طواعية عن العرش.

وكان والده، الذي أصبح الملك جورج الخامس عام 1910، منضبطا وصارما. وإدوارد هو الابن الأكبر لجورج والملكة ماري، وأصبح وريثا للعرش عند تولي والده في 6 آيار عام 1910.
وإلى جانب إدوارد، الذي طالما أطلقت عليه عائلته اسم ديفيد، كان هناك 4 أمراء ملكيين آخرين وهم ألبرت "بيرتي"، لاحقا الملك جورج السادس، وهنري وجورج وجون وأخت هي الأميرة ماري.
وكان ولي العهد إدوارد يتسم بالأناقة واللطف.
بعد أن أصبح أمير ويلز في عام 1911 وخدم في حرس غرينادير خلال الحرب العالمية الأولى، بات أحد أشهر وجوه مجتمع العشرينيات.
وخلال أوائل العشرينيات من القرن الماضي، قام بجولات نوايا حسنة واسعة النطاق في الإمبراطورية البريطانية، وبعد مرض عانى منه والده في عام 1928، أخذ الأمير يبدي اهتماما متزايدا بالشؤون الوطنية.
فخلال فترة الكساد التي أعقبت انهيار وول ستريت عام 1929، زار المناطق الفقيرة في المملكة المتحدة وشجع 200 ألف عاطل عن العمل من الرجال والنساء على الانضمام إلى مخطط العودة إلى العمل.

وقد فاقت شعبيته شعبية والده وجده إدوارد السابع بكثير.
وقد منحه الملك جورج الخامس في عام 1930 حصن بلفيدير، وهو منزل يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر ينتمي إلى التاج ويقع بالقرب من سونينغديل في بيركشاير.
ولقد منحته تلك القلعة، كما كان يطلق عليها دائما، الخصوصية حيث عمل بجد في الحديقة والأراضي المحيطة فبرع في مجال البستنة وخاصة في زراعة الورود.
وسرعان ما بدأ يعتبر القلعة ملاذا من العالم الرسمي الذي بات لا يحبه بشكل متزايد. وهناك أقام حلقة خاصة من الأصدقاء الذين لا ينتمون للطبقة الأرستقراطية التقليدية.
وفي عام 1930 بدأت صداقة الأمير مع الأمريكية واليس سيمبسون من بالتيمور بولاية ماريلاند.
وكانت سيمبسون، التي انفصلت عن ملازم في البحرية الأمريكية عام 1927 قد تزوجت من إرنست سيمبسون في عام 1928، وكان في دائرة الأصدقاء المقربين من الأمير إدوارد.
وكانت عائلة سيمبسون تُشاهد في كثير من الأحيان برفقة الأمير، وبحلول عام 1934 أصبح إدوارد يحب واليس بشدة.
وفي هذه المرحلة، وقبل أن يتمكن من مناقشة الأمر مع والده، توفي جورج الخامس في 20 كانون الثاني من عام 1936، وأُعلن إدوارد ملكا.

وبعد وفاة جورج الخامس، واجه الملك الجديد مشكلة كبرى.
وتمثلت تلك المشكلة في حبه لواليس سيمبسون حيث أنه بصفته الملك والحاكم الأعلى لكنيسة إنجلترا لا يمكنه الزواج من مطلقة فكان عليه أن يختار بين بلده وحبه.
وكملك، افتتح إدوارد الثامن في تشرين الثاني البرلمان ثم قام بجولة في جنوب ويلز.

وفي هذه الأثناء، قوبلت محاولاته للحصول على موافقة العائلة المالكة على سيمبسون، التي حصلت على مرسوم أولي بالطلاق في 27 تشرين الأول من عام 1936، بمعارضة شديدة بدعم من الكنيسة الإنجليزية (التي كان يرأسها) ومعظم السياسيين في كل من بريطانيا والكومنولث.
وقد كان ونستون تشرشل، الذي خرج من السلطة آنذاك، حليفه البارز الوحيد.
وقد أثارت علاقته مع سيمبسون الكثير من التعليقات اللاذعة في الصحف والمجلات الأمريكية والأوروبية.
وحاول رئيس الوزراء آنذاك ستانلي بالدوين إقناع الملك بالخطر الذي يهدد سلامة النظام الملكي بسبب الصداقة الخاصة مع سيمبسون.
وقد أُثير الأمر برمته في الصحافة والبرلمان في 3 كانون الأول، وفي اليوم التالي ظهرت كلمة التنازل عن العرش في الصحف لأول مرة.
لذلك اتخذ الملك قراره النهائي وقدم تنازله عن العرش في 10 كانون الأول عام 1936.
وتم التصديق على التنازل عن العرش من قبل البرلمان في 11 كانون الأول من ذلك العام.
في 3 حزيران من عام 1937، تزوج إدوارد وواليس بمباركة رجل دين من كنيسة إنجلترا في شاتو دي كاندي بفرنسا.
وقام الملك الجديد، جورج السادس، بمنح شقيقه الأكبر لقب دوق وندسور. ولكن رفض في عام 1937، بناء على نصيحة من مجلس الوزراء، منح دوقة وندسور الجديدة رتبة "صاحبة السمو الملكي"، وهي الرتبة التي يتمتع بها زوجها. وقد جرح هذا القرار الدوق بشدة.

وخلال العامين التاليين، عاش الدوق والدوقة بشكل رئيسي في فرنسا وزارا دولا أوروبية أخرى مختلفة، بما في ذلك ألمانيا في تشرين الأول من عام 1937 حيث التقيا بالزعيم النازي أدولف هتلر وتناولا العشاء مع نائبه رودولف هيس.
يذكر أنه كانت هناك مخاوف عند البعض لدى توليه العرش من أنه متعاطف مع النازية حيث أن السفارة الألمانية في لندن قد أرسلت برقية آنذاك لعناية هتلر نفسه.   وجاء في تلك البرقية أن "التحالف بين ألمانيا وبريطانيا بالنسبة له (الملك) ضرورة ملحة".
ورغم اندلاع الحرب العالمية الثانية إلا أن الخلاف بين الدوق وعائلته استمر، وبعد زيارة لندن وافق على تولي منصب ضابط اتصال مع الفرنسيين قبل أن ينتهي به المطاف في لشبونة بعد استسلام فرنسا.
وقد قام هتلر، الذي كان يرغب في جذب الدوق إلى معسكره، بمحاولة فاشلة لإقناع إدوارد وزوجته بالذهاب إلى إسبانيا، التي كانت متعاطفة مع النازية.
لكن سرعان ما انتقل الدوق ليصبح حاكم جزر البهاما في الكاريبي بين عامي 1940 و 1945.

بعد عام 1945 عاشا في باريس وقد تبع ذلك زيارات قصيرة إلى إنجلترا في السنوات التالية لا سيما لحضور جنازتي شقيقه الملك جورج السادس في عام 1952 ووالدته الملكة ماري في عام 1953، ولكن لم يحضر الدوق والدوقة أي مراسم ملكية رسمية حتى عام 1967 عندما تمت دعوتهما لحضور حفل عام رسمي مع أعضاء آخرين من العائلة المالكة.   وقد عاش الدوق والدوقة في فرنسا حيث توفي هناك عام 1972، بينما عاشت الدوقة حتى عام 1986.
وبعد وفاتهما، تم دفن الدوق والدوقة جنبا إلى جنب في فروغمور، داخل أراضي قلعة وندسور.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: تنازل عن العرش کانون الأول الملک جورج العرش من عام 1936 فی عام من عام

إقرأ أيضاً:

محكمة الاستئناف في باريس ترجئ البت في قرار الإفراج عن جورج عبد الله إلى يونيو

أرجأت محكمة الاستئناف الفرنسية، اليوم الخميس، إصدار قرارها بشأن طلب الإفراج عن جورج عبد الله، الذي يقضي عقوبة السجن منذ أكثر من 40 عاما في فرنسا، حتى 19 يونيو المقبل.

اعلان

وأوضح محامي عبد الله، جان لوي شالانسيه، أن المحكمة طلبت من موكله تقديم إثبات بشأن تعويض الأطراف المدنية، وهو ما رفضه السجين اللبناني مرارًا.

وتابع شالانسيه معربا عن استيائه: "مرة أخرى، تستسلم فرنسا للولايات المتحدة الأمريكية".

وكانت محكمة استئناف فرنسية قد وافقت في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي على طلب الإفراج المشروط عن عبد الله، المدان بالتواطؤ في اغتيال دبلوماسي أمريكي وآخر إسرائيلي عام 1987، إلا أن القرار لم يُطبق كما كان مقررًا.

وعن ذلك، نقلت وكالة "رويترز" أن وزارة العدل الأمريكية كانت قد عارضت بشدة في جلسة استماع أمام محكمة فرنسية في كانون الأول/ديسمبر إطلاق سراح السجين اللبناني.

Related بعد 39 عاماً خلف القضبان.. اللبناني جورج عبد الله يطلب مجدداً من القضاء الفرنسي الإفراج عنهشقيق جورج عبد الله : فرنسا التي تدعي حقوق الإنسان والديمقراطية لا تريد الخروج من تاريخها الاستعماريبعد 40 عاما في سجون فرنسا.. جورج إبراهيم عبد الله حرا طليقا في ديسمبر

وجاء في الرسالة المؤرخة في 16 ديسمبر/كانون الأول، بحسب الوكالة، أن "الولايات المتحدة الأمريكية ترى أن إرسال السيد عبد الله إلى لبنان، وتحديدًا إلى مسقط رأسه، سيكون له تأثير مزعزع للاستقرار في منطقة مضطربة أصلًا وسيؤدي إلى اضطراب عام شديد".

وبالعودة إلى القانون الفرنسي، كان يمكن إطلاق سراح عبد الله منذ عام 1999، لكن جميع طلبات الإفراج المشروط أُجهضت.

ويعتبر عبد الله قائدًا سابقًا في الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية، وهي مجموعة من الشباب الماركسيين الذين حملوا السلاح لمحاربة إسرائيل عام 1982.

وقد أدين اليساري عام 1987، بالتواطؤ في اغتيال الإسرائيلي ياكوف برسيمانتوف والدبلوماسي الأمريكي تشارلز روبرت داي، وكان من أبرز منفذي موجة الاعتداءات التي ضربت فرنسا في أوائل ثمانينات القرن الماضي.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا: "نحن في مرحلة وقف النزيف" بعد انسحاب واشنطن شهادات مرضى تناولوا عقار باركنسون "ريكويب": هوس جنسي وإدمان على القمار وقتل للحيوانات ساركوزي أمام القضاء بتهمة "التمويل الليبي" لحملته الرئاسية عام 2007 حكم السجنمحكمةفرنساإطلاق سراحاغتيالاعلاناخترنا لكيعرض الآنNext نتنياهو أمام اختبار آخر.. ماذا لو ثبت أن الرهائن قد قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي كما تقول حماس؟ يعرض الآنNext واشنطن وبكين.. صفقات من هنا وانتقادات من هناك يعرض الآنNext الكرملين: شعبية زيلينسكي تتراجع وكييف تفضّل التبعية واستخدام أموال الغرب دون رقابة يعرض الآنNext إسرائيل تتسلم جثث أربعة من الأسرى كانوا لدى حماس يعرض الآنNextعاجل. مقتل امرأتين بعملية طعن في جمهورية التشيك اعلانالاكثر قراءة ثوران مذهل لبركان إتنا في صقلية وتحويل مسار الرحلات في مطار كاتانيا قطر بسمائها ورمالها وبحرها: السياحة الشتوية في أفضل صورها بالمشاركة مع Media City اكتشفوا متنزه كاي تاك الرياضي الجديد في هونغ كونغ بالمشاركة مع Hong Kong حب وجنس في فيلم" لوف" ترامب يحمل أوكرانيا مسؤولية الحرب التي دمرت أراضيها ويدعو لإجراء انتخابات اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبقطاع غزةأسرىحركة حماسالحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكيواشنطنالسياسة الأوروبيةالصحةإسرائيلروسياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • جورج كلوني يعيش حياة قد تكون مفاجئة للكثيرين
  • غداً .. انطلاق مهرجان عبق وفي الحبّي حكاية ببهلا
  • محكمة الاستئناف في باريس ترجئ البت في قرار الإفراج عن جورج عبد الله إلى يونيو
  • فرنسا ترجئ قرار الإفراج عن السجين اللبناني جورج عبد الله
  • إخلاء سبيل الكويتية فجر السعيد بعد تنازل السفارة العراقية
  • آخر خبر عن جورج عبدالله... ماذا تقرّر بشأن إطلاق سراحه؟
  • بعد إطلاق نيسان أحدث سيارة لها.. أصل حكاية كلمة قشقاي
  • بعد 25 عاماً.. جورج ويا إلى دوري أبطال أوروبا من جديد
  • جبور: نأمل ان يتوقف الظلم في حق جورج عبدالله
  • حكاية عمارة كوتسيكا في الإسكندرية.. أنشأها «ملك السبرتو»