لم يعد التحدي في قطاع المعاهد والجامعات، يتعلق بالتخصصات وربطها بسوق العمل فقط، بل أصبح هناك تحدٍ آخر يتعلق بالنصب والاحتيال، من خلال إنشاء معاهد غير مرخصة تستغل ضعف الرقابة عليها في تحقيق مكاسب غير مشروعة على حساب ضياع مستقبل الآلاف من الشباب الذين يقعون ضحايا لإعلانات النصب الخاصة بتلك المعاهد والجامعات.

خلال الفترة الأخيرة، لاحظت انتشار وقائع النصب على الشباب وأولياء الأمور، وخاصة في معاهد التمريض غير المرخصة، والتي تسببت في ضياع مستقبل عدد كبير من الشباب، بعد خداعهم بإعلانات وهمية، ليلتحقوا بكيانات غير مرخصة.

الكارثة في هذه الوقائع، إنها ليست الأولى، ولكن سبقتها وقائع عديدة، لا سيما فى قطاع معاهد وكليات الهندسة  والتكنولوجيا غير المرخصة، وذلك رغم إعلان وزارة التعليم العالى عن مواجهة تلك الكيانات ومطاردتها باستمرار، الأمر الذى يؤكد أن هناك أمر ما خطأ أو حلقة مفقودة تستغلها تلك الكيانات في العمل والإعلان عن نشاطها نهارًا جهارًا لجذب ضحايا جدد، وتقدم لهم مواد دراسية بالفعل على مدار سنوات، وتمنحهم شهادات، أي أنهم يعملون بكل ثقة وكأنهم يثقون أن لا أحد سيسألهم ماذا تفعلون !

"من آمن العقاب أساء الأدب"، مقولة نستخدمها عند تطبيق نصوص القانون، وبالفعل أراها تنطبق على تلك الوقائع التي آمن فيها أصحاب تلك الكيانات غير المرخصة، عقابهم، لأسباب مختلفة منها ضعف الرقابة من جانب الجهات المعنية بالإشراف، والمتابعة على تلك المعاهد والكيانات.

وأيضا أين دور نقابة التمريض، التي تتولى منصب النقيب بها عضوًا بمجلس الشيوخ بالمخالفة للدستور الذى ألزم بالتفرغ للمنصب البرلمانى، فنتيجة لتلك المخالفة الدستورية، نجدها ليست متفرغة لقضايا مهنة التمريض ولا ملفات مجلس الشيوخ ودورها البرلمانى، وهو ما يؤكد قصور نقابة التمريض في دورها في رصد ومواجهة تلك الوقائع، حفاظًا على مستقبل هؤلاء الشباب، بدلا من التباهي الواهي بتعيينها لكونها نقيبة.. وفي المقابل وجدنا على سبيل المثال، نقيب المهندسين في قراره الخاص بالتعليم الهندسي حاول التصدي لدكاكين الهندسة والمعاهد المجهولة، من خلال تفعيل قرار منع قيد خريجى تلك الكيانات بنقابة المهندسين إلا بشروط وفقا للقانون، وهو ما أدى إلى الحد بشكل كبير من تلك الكيانات الخاصة غير المرخصة في مجال الهندسة.    

بلا شك أن المسئولية تقع علي أكثر من جهة، في مقدمتها وزارة التعليم العالي ونقابة التمريض، لا سيما أن لدينا مشكلة في ذلك التخصص الذي نعاني من العجز في عدد الخريجين من معاهد وكليات التمريض، وبالتأكيد ذلك العجز كان سببا استغله أصحاب تلك الكيانات غير المرخصة لبيع الوهم للضحايا، والتلاعب بأحلام البسطاء في الحصول علي وظيفة تحت مسميات وهمية وكيانات غير شرعية.

في النهاية، أرى أنه لا حل لمواجهة تلك الكيانات التي تعصف بمستقبل شباب وأسر بسيطة، سوى المواجهة الحاسمة وتفعيل الرقابة وتغليظ عقوبة المتورطين في عملها أو السماح بها، بالإضافة إلى التوعية المستمرة بخطورتها.

والأهم من ذلك ان تقوم مؤسسات الدولة بدورها الرقابي ابتداء من وزير التعليم العالي ووزارة الصحة والحكومة بشكل عام، ووضع خطة لسد العجز في أعداد التمريض، لإغلاق الباب أمام تلك الكيانات الوهمية،وان تستيقظ نقابة التمريض من سباتها العميق وغضها للبصر عن مثل هذه المشاكل الجوهرية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المعاهد والجامعات تحديات سوق العمل

إقرأ أيضاً:

خسائر فادحة تهز ثروات البرازيل وسط انهيار العملة وتضخم العجز المالي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تكبد أغنى أثرياء البرازيل خسائر فادحة هذا الأسبوع تجاوزت 12 مليار دولار، حيث أدى البيع المكثف في الأسواق إلى هبوط العملة إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق وتراجع تقييمات بعض الشركات بأكثر من 60% خلال العام الحالي.
وشهد مليارديرات مثل روبنز أوميتو وأندريه استيفيس انخفاضًا في ثرواتهم بالفعل هذا العام، مع استمرار الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في رفض تقليص الإنفاق، مما أدى إلى تضخم العجز المالي للبلاد إلى ما يقرب من 10% من الناتج المحلي الإجمالي.
وانكمشت صافي الثروة بشكل أكبر هذا الأسبوع بعد أن خفف الكونجرس من التخفيضات المقترحة للإنفاق وقام البنك المركزي بعدة محاولات فاشلة لوقف انهيار العملة. وخسرت بورصة الأوراق المالية القياسية في البلاد حوالي 230 مليار دولار هذا العام - 60 مليار دولار في الأسبوع الماضي وحده.
وتدخل صناع السياسات مرة أخرى يوم أمس الجمعة ببيع فوري ومزاد لخطوط الائتمان بلغ إجماليه 7 مليارات دولار. وقد أدى ذلك إلى انتعاش الأسواق، حيث ارتفع الريال بنسبة 1.4%، مما أدى إلى محو خسائر الأسبوع لفترة وجيزة.
وتزيد الأزمة المتصاعدة من تفاقم المخاوف في مختلف أنحاء "فاريا ليما" ــ التي تعتبر وول ستريت في البرازيل ــ من أنه على الرغم من النمو الاقتصادي القوي نسبيا، فإن لولا سيشل قرارات الاستثمار الطويلة الأجل عندما كان يحاول جذب الشركات الأجنبية لإحياء الصناعة.
ومن المتوقع أن ترتفع أسعار الفائدة إلى 15% العام المقبل، مع توقعات ضئيلة أو معدومة بأن الحكومة اليسارية سوف تستسلم لمطالب السوق بالتقشف. هذا، إلى جانب تقلبات السوق، يترك المستثمرين دون أي سبب للتفاؤل بشأن آفاق الأمد القريب.
وقال أوميتو، الملياردير الذي يقف وراء شركة كوسان العملاقة لإنتاج الإيثانول والخدمات اللوجستية، لصحيفة "فولها دي ساو باولو" في مقابلة هذا الأسبوع إن المشكلة سياسية في معظمها، حيث يرفض أعضاء حزب الرئيس لولا التراجع عن مواقفهم، وأن الشركات توقف استثماراتها.

مقالات مشابهة

  • بعد أزمته الأخيرة.. محمد صلاح آدم: اللي تحت بير السلم بقوا نجوم
  • شيخ عقل الموحدين الدروز: لمسنا من الشرع تعاوناً لطي الموروث السيئ
  • ماذا يفعل القرين عندما تحزن؟.. 7 حقائق ينبغي معرفتها تقيك شروره
  • مسلسل "برغم القانون" يتصدر قائمة الأكثر رواجًا في 2024
  • درة الكيانات الدولية
  • «صحتك في نفس».. حملة توعوية بأمراض الجهاز التنفسي بـ«تمريض المنصورة»
  • خسائر فادحة تهز ثروات البرازيل وسط انهيار العملة وتضخم العجز المالي
  • صور ومستند| في شكوى رسمية.. تمريض حميات المنيا: "رئيس القسم رمت هدمونا في الطرقات"
  • نهار عابر.. العجز البشرى أمام الواقع السوري
  • التمسوا الصفاء وحلاوة الإيمان في رحاب الطبيعة البكر!