كلام الناس
نورالدين مدني
وسط عتمة الوجع الذي سببته الحرب العبثية طفحت من جديد الفتن القبلية والكيانات المناطقية وانتشر خطاب الكراهية الأمر الذي يتطلب منا جميعاً التوقف لتدبر الأمر ولملمة الشتات الذي أصبح يهدد تماسك النسيج المجتمعي السوداني.
ليس هناك من ينكر فشل الحكومات السودانية منذ الاستقلال في حسن إدارة التنوع الإثني والثقافي لكن ذلك لايبرر الدعوة لهدم كل البناء المجتمعي من أجل بناء السودان الجديد، إنما لابد من الحفاظ على تماسك البناء المجتمعي التليد ومعالجة سلبيات تجارب الماضي والحاضر لبناء دولة المواطنة والسلام والديمقراطية والعدالة والكرامة الانسانية.
يكفي أن الحرب العبثية تسببت في تشريد الملايين من السودانيين من بيوتهم وعطلت الحياة العامة ومازالت تهدد حياة الملايين، وللأسف مازال أعداء الديمقراطية والسلام يؤججون نيرانها.
الأخطر من ذلك إزدياد حدة خطاب الكراهية حتى وسط بعض من يحسبون ضمن قادة الرأي ويبشرون بالقضاء على دولة 1956م بكل مكوناتها القومية التي نجحت في جمع السودانيين بمختلف أصولهم الإثنية والثقافية تحت راياتها، ولم تسلم القوات المسلحة من هذه الفتن القبلية.
إن الأصوات التي تقارن بين الانفعال بالحرب الانية وبين الانفعال بالحروب التي حدثت في الماضي وفق منطلقاتهم القبلية والمناطقية يريدون تبرير دعوتهم للقضاء على الحياة المدنية بكل مكوناتها الحزبية والمهنية والمجتمعية كي تحل محلها الحركات المسلحة والتكوينات الهيولية المناطقية والقبلية لن تستطيعوا في ظل الوعي القومي المغذي للإرادةالشعبية.
هذا يتطلب دفع الحراك الجماهيري الحزبي والمهني والمجتمعي، ومساندة الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لوقف الحرب وتامين الإنتقال للحكم المدني حتى لايتشظى السودان التليد.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الإمارات تعزز الدعم الإغاثي للاجئين السودانيين في أوغندا
قدّمت دولة الإمارات 30 ألف سلة غذائية لدعم اللاجئين السودانيين في مخيم كيرياندونغو بأوغندا.
وتأتي هذه الخطوة – التي تستهدف مد يد العون لقرابة 100 ألف شخص – في إطار المرحلة الثانية من المساعدات الإنسانية الإماراتية الموجّهة للاجئين السودانيين التي شُرع في تنفيذها مطلع شهر أبريل الماضي.
شهد عملية توزيع المساعدات سعادة عبدالله حسن الشامسي سفير الدولة لدى أوغندا وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة الأوغندية وقادة المجتمعات الأهلية المحلية في المنطقة الذين ثمّنوا الجهود الإماراتية لدعم اللاجئين السودانيين.
وأكد سعادة الشامسي على أهمية التضامن الدولي في أوقات الأزمات، مشيراً إلى النهج الراسخ لدولة الإمارات وفق توجيهات القيادة الرشيدة وتنفيذاً لأوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” في دعم الشعوب المتضررة من الأزمات والكوارث دون تمييز، والتزامها بالعمل مع الشركاء الدوليين لبناء قدرات الحكومات والشعوب حول العالم.
وأوضح سعادته أنّ هذه المساعدات تأتي ضمن تعهد دولة الإمارات لدعم الجهود الإنسانية في السودان الذي أعلن خلال المؤتمر الدولي الإنساني بشأن السودان الذي انعقد في العاصمة الفرنسية باريس ، بقيمة 100 مليون دولار أمريكي، معرباً عن أمله في أن توفّر هذه الإغاثة الغذائية الدعم المنشود للأسر السودانية المتأثرة أطفالاً ونساءً ورجالاً، وأكد على أن دولة الإمارات ستواصل دعم الأشقاء في السودان – وفي دول الجوار بما في ذلك أوغندا – حتى استعادة السلام في وطنهم.
من جهته، أشاد معالي بالام بياروهاغارا وزير الدولة للشباب وشؤون الأطفال الأوغندي بالدعم المقدّم من دولة الإمارات، وقال إنّ “هذه المساهمة السخية تعد امتداداً للمبادرات الإماراتية المستمرة في العمل الإنساني والتنموي المعززة للجهود الدولية للحد من معاناة اللاجئين في عدد من الدول المستضيفة لهم مثل أوغندا”.
يُذكر أن المساعدات الإماراتية تشمل خطة مستقبلية لتنفيذ مشاريع تنموية إضافية مثل حفر 8 آبار مياه وتشييد 16 مرفقًا صحيًا في منطقة مخيم كيرياندونغو بهدف تحسين الظروف المعيشية للاجئين السودانيين.