سودانايل:
2025-05-02@09:12:02 GMT

حتى لايتشظى السودان

تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT

كلام الناس

نورالدين مدني

وسط عتمة الوجع الذي سببته الحرب العبثية طفحت من جديد الفتن القبلية والكيانات المناطقية وانتشر خطاب الكراهية الأمر الذي يتطلب منا جميعاً التوقف لتدبر الأمر ولملمة الشتات الذي أصبح يهدد تماسك النسيج المجتمعي السوداني.

ليس هناك من ينكر فشل الحكومات السودانية منذ الاستقلال في حسن إدارة التنوع الإثني والثقافي لكن ذلك لايبرر الدعوة لهدم كل البناء المجتمعي من أجل بناء السودان الجديد، إنما لابد من الحفاظ على تماسك البناء المجتمعي التليد ومعالجة سلبيات تجارب الماضي والحاضر لبناء دولة المواطنة والسلام والديمقراطية والعدالة والكرامة الانسانية.



يكفي أن الحرب العبثية تسببت في تشريد الملايين من السودانيين من بيوتهم وعطلت الحياة العامة ومازالت تهدد حياة الملايين، وللأسف مازال أعداء الديمقراطية والسلام يؤججون نيرانها.

الأخطر من ذلك إزدياد حدة خطاب الكراهية حتى وسط بعض من يحسبون ضمن قادة الرأي ويبشرون بالقضاء على دولة 1956م بكل مكوناتها القومية التي نجحت في جمع السودانيين بمختلف أصولهم الإثنية والثقافية تحت راياتها، ولم تسلم القوات المسلحة من هذه الفتن القبلية.

إن الأصوات التي تقارن بين الانفعال بالحرب الانية وبين الانفعال بالحروب التي حدثت في الماضي وفق منطلقاتهم القبلية والمناطقية يريدون تبرير دعوتهم للقضاء على الحياة المدنية بكل مكوناتها الحزبية والمهنية والمجتمعية كي تحل محلها الحركات المسلحة والتكوينات الهيولية المناطقية والقبلية لن تستطيعوا في ظل الوعي القومي المغذي للإرادةالشعبية.

هذا يتطلب دفع الحراك الجماهيري الحزبي والمهني والمجتمعي، ومساندة الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لوقف الحرب وتامين الإنتقال للحكم المدني حتى لايتشظى السودان التليد.

 

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة

وفق الرواية الاماراتية مطلوب مننا أن نصدق أن مدير سابق لأحد أهم أجهزة المخابرات فى القارة الافريقية ، كان يعقد صفقة سلاح فى فضاء مكشوف ؟ وقبض عليه يتفقد شحنة سلاح فى مطارات دولة تعادي بلاده ؟..

هل يعقل أن الرجل الأول فى جهاز المخابرات العامة السودانية الاسبق اجرى اتفاقات مع شركة وهمية فى دولة الإمارات العربية ومعه آخرين يحملون مبالغ مالية بملايين الدلارات فى العاصمة الاماراتية ؟.. هذه رواية فطيرة فى كل سردياتها وتفاصيلها ، حيث كشفت عن قائد الخلية واخفت اسماء اعضاء الخلية ، وبقية الشركاء..

إن الأمور ابعد من ذلك بكثير ، و *أولها* : مضي دولة الإمارات العربية المتحدة فى حرب مفتوحة مع السودان وشعبه.. وعلى كافة الجبهات..
و *ثانياً* احباط الامارات من فشل مخططها العسكري وكذلك السياسي من خلال تجنيد (شلة) من السياسيين ، كانوا وما زالوا فى السودان يسمونهم (أولاد قوش) ، وذلك ملف معلوم وتفاصيله لدى الكثيرين ، وحتى التغيير الذي حدث فى 2019م كان (قوش) قائد خليته ومنسق ترتيباته ومول جزء من أنشطته..

و *ثالثاً* الشعور بالقلق من تداعيات شكوى السودان فى محكمة العدل الدولية والتى ينتظر إصدار حكمها فى (5 مايو 2025م) ، لقد شكلت هذه الشكوى حرجاً بالغاً للحكومة الاماراتية وتم التضييق عليها فى المحافل الدولية والاقليمية ، وفى الرأى العام العالمي..
الدولة التى كانت تتفاخر بسمعتها وكونها فضاء للشراكة العالمية اصبحت متهمة ومرتبطة بجرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقي..

وتتناقل وسائل الإعلام الكبري الصلة الوثيقة بين دولة الإمارات العربية وعصابات الدعم السريع المتمردة ، وكيف دعمت هذه الدولة تلك الجماعة الارهابية الغارقة فى جرائم وفظائع ضد الانسانية..

و *رابعاً* ابتدار حملة جديدة ضد القوات المسلحة السودانية ، بعد أن كان إعلامها يركز على جماعة سياسية أو تيار الحركة الاسلامية ، ومنذ أيام بدات خطاباتها مصوبة إلى (الجيش السوداني) ، وفى إعلان النائب العام الاماراتي تم إعلان القبض على الفريق اول صلاح قوش ، دون بقية الخلية ، وتم القفز مباشرة إلى الفريق عثمان الزبير فى هيئة قيادة الجيش ، ولم يتم ذكر أى طرف آخر وحتى الشخصية السياسية تم التكتم عليها..

و ما فات على (الحبكة) الاماراتية ، أن السودان بعد عامين من حرب ضروس استخدمت فيها دولة الإمارات العربية المتحدة كل حيلتها ضد وطننا وشعبنا ، لم يعد بحاجة لعقد صفقة ذخائر قرنوف فى دولة اخرى تصنف الآن معادية لبلادنا ووطننا..
وان الحكومة السودانية تعقد صفقات السلاح فى فضاءات مفتوحة فى عالم لا يعرف الاسرار والتكتم..

لقد انساقت دولة الإمارات العربية خلف (صراعات الغبينة) و(تصفية الحسابات) فى القبض على الفريق اول صلاح قوش ، وسايرت تقارير أمريكية خلال فترة رئاسة الرئيس الامريكي جو بادين ، حين فرضت عقوبات على الفريق اول قوش ، ولم يكن ذلك فى سياق الحرب الدائرة وإنما ضمن نظرتها للانتقال السياسي..
يا لها من مسرحية بائسة..

د.ابراهيم الصديق على

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • وزير العدل يؤكد مواصلة ملاحقة كل الدول التي اجرمت في حق الشعب السوداني
  • مفوض حقوق الإنسان: الرعب الذي يتكشف في السودان لا حدود له
  • هل معادن أوكرانيا النادرة التي أشعلت الحرب ستوقفها؟
  • شريط الأشباح رقم 10 الذي خاضت به أميركا الحرب النفسية مع فيتنام
  • الدُّب … الذي بكته السماء !
  • أبناء الجالية السودانية: الإمارات الداعم الأكبر لبلادنا.. وأمنها خط أحمر
  • المراحل العشر التي قادت فيتنام إلى عملية الريح المتكررة ضد أميركا
  • القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • 50 عاما على نهاية حرب فيتنام التي غيّرت أميركا والعالم