عيد الحب.. شيرين عبد الوهاب تتسبّب بإلغاء حفل روبي في لبنان
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
متابعة بتجــرد: أكدت مصادر قرب إعلان الشركة المنظمة لحفل الفنانة المصرية روبي، إلغاءه، بسبب الإقبال الضعيف على حجز التذاكر، نظرًا لتزامن موعد الحفل 17 فبراير الجاري، مع حفل للنجمة شيرين عبد الوهاب في أول ظهور لها بلبنان منذ فترة طويلة، وأعلن نفاد تذاكره بالكامل قبل موعده بأسبوع.
حفل روبي كان من المقرر تقديمه مع الدي جي أسيل، ضمن احتفالات لبنان بيوم الحب في 17 فبراير الجاري، على مسرح O Beirut، وتم الإعلان عنه رسميًا منذ أسبوعين باعتباره الظهور الأول للنجمة المصرية في بيروت، ولكن مع تراجع اقبال الجمهور على شراء التذاكر، تردد مساء أمس عزم الشركة المنظمة إعلان إلغاء الحفل نهائيًا، علمًا أن روبي لا يوجد على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي أي إشارة للحفل، بينما لا يزال الدي جي أسيل، يقوم بالترويج للحفل حتى صباح اليوم الأحد ببوستر يحمل صورته مع صورة للنجمة المصرية.
وتراجعت روبي عن الظهور الفني في الفترة الأخيرة، منذ اشتعال أزمة أغنيتها الأخيرة 3 ساعات متواصلة، خاصة مع تقديم عدة طلبات إحاطة في البرلمان المصري للتحقيق معها بتهمة خدش الحياء، وتردد وقتها أن نقابة المهن الموسيقية ستعقد اجتماعًا طارئًا لإحالة روبي إلى التحقيق تمهيدًا لشطبها، ولكن نقيب الموسيقيين مصطفى كامل أصدر بيانًا مطولًا كشف فيه قصة الأزمة كاملة وتوقف عند مفارقة اشتعال الجدل حول الأغنية بعد نصف ساعة فقط من طرحها على موقع اليوتيوب، وقال: السلام عليكم وكل عام ومصرنا الحبيبة وعالمنا العربي بخير بمناسبة العام الجديد ٢٠٢٤ أبعث إلى سيادتكم ببعض ما يجول بخاطري منذ الأمس.
وتابع مصطفى كامل: كل الأخبار التي يتم تداولها باسم نقابة المهن الموسيقية عن الفنانة روبي وعن هذا العمل الفني عارية تماماً من الصحة، رغم تحفظات بعض أعضاء مجلس الإدارة على بعض التصرفات السابقة للفنانة.
وواصل مصطفى كامل: منذ دخولي للنقابة أسست وضعاً راسخاً وثابتاً وهو القرار الجماعي المدروس، وقد تغيرت أوضاع النقابة كلياً وجزئياً وكافة الأمور يتم عرضها على مجلس الإدارة بالكامل ثم تتم دراسة القرار الذي ننوي اتخاذه، وعندما تجد النقابة ضرورة التدخل وتفعيل دورها للحفاظ على الذوق العام والقيم المجتمعية يكون التدخل مدروساً، والذي تسبب في هذا اللغط بخصوص هذا العمل الفني هو كثرة اتصال الزملاء الصحفيين وإرسال رسائل مفادها أن هناك أغنية تم طرحها للفنانة روبي تحمل عبارات (أشوقك وأدوقك ووووو).
وأضاف كان ردي على زميل واحد فقط من الصحفيين “اشوف إيه الموضوع وسوف أرسله للمجلس لبحثه واتخاذ اللازم، لكني فوجئت بنزول هذا الرد وكأنه خبر، وهو ما أثار استيائي بشدة”.
وأكد مما أثار انتباهي بعد دخولي أنا والزملاء أعضاء المجلس علي اللينك الخاص بالأغنية أننا وجدنا أن الأغنية قد تم طرحها قبل نصف ساعة فقط من إرسال هذه الرسائل والاتصالات، وباعتباري واحداً من صناع الأغنية منذ ٣٣ عاماً وأعلم أدوات صناعة الفرقعة الإعلامية لا أجد تفسيراً لذلك إلا أنه تخطيط جيد من البعض لإحداث بلبلة وبروباجندا زائفة، ولكن عندما يخطط البعض لهذا الهدف عن طريق إقحام اسمي وصفتي وكيان بحجم نقابة المهن الموسيقية فهذا أمر لا يليق، ولم ولن أسمح به إطلاقاً طوال فترة تواجدي علي هذا المقعد.
وأشار منذ أن توليت منصب النقيب العام ومعي زملائي أعضاء مجلس الإدارة وهي تحمل على عاتقها أهدافاً واضحة ومعلنة للعامة، ومنها محاولة تنقية المناخ الفني والموسيقي والحفاظ على القيم والثوابت المجتمعية قدر المستطاع، وهو بالأساس ليس دورنا فالمنوط الأول والأساسي والرئيسي بهذا الأمر هو جهاز الرقابة على المصنفات ومباحث المصنفات الفنية والجهات المختصة بالتصاريح للمصنف الفني والتي أطالب الجميع بضرورة عودتها وفي أسرع وقت وإلا فنحن في خطر قاس ومؤلم وعواقبه وخيمة.
وتابع مصطفى كامل قائلاً: وتدخلي أحياناً كثيرة وتدخل المجلس بأكمله هو تدخل نابع فقط من الإحساس بالحب والعشق لبلدنا الحبيب وبهدف حماية أبناء المجتمع من الشوائب التي تؤثر على عقله وفكره حتى لا يشب ويشيب على الإسفاف والانحطاط الوجداني.
وشن الناقد طارق الشناوي هجومًا ضاريًا على نقابة المهن الموسيقية بسبب موقفها من أغنية الفنانة روبي الجديدة “3 ساعات”، وكتب عبر حسابه بموقع الفيس بوك: “بعد الجدل الذي أثارته أغنية روبي (3 ساعات) تأليف وتلحين عزيز الشافعي، استمعت إليها مثنى وثلاث ورباع، وتعجبت من البيان الهزيل الذي أصدرته نقابة الموسيقيين، لمجرد أنها تريد أن تثبت أنها أكثر تشددًا من المجتمع، الذي بات قطاع منه يصادر كل ما هو مبهج في الحياة ويعتبره عنوانًا للإسفاف”.
وتابع الشناوي: “الخروج عن النموذج الذي فرضه هذا القطاع العالي الصوت، هو فقط طريق النجاة من سطوة هذا التوجه الذي اخترق حتى النقابات الفنية، لا تستسلموا لهذا الصوت الفشنك، النقابة تعترض على الكلمات، ولا توجد كلمة خارجة، ولكنهم يتسابقون في المنع ومصادرة أي إحساس بالفرحة”.
واختتم: “من هو مطلوب منه الحماية هم من يوجهون طعناتهم القاتلة للفن”.
يذكر أن الأغنية من كلمات وألحان عزيز الشافعي ولا يمكن طرحها بدون الحصول على موافقة مسبقة من الرقابة على المصنفات الفنية، وتقول كلمات الأغنية: ما تيجي حبة نستخبى من البشر من السواد اللي انتشر من العزول اللي مزاولنا وياما في أمورنا اتحشر، ما تيجي حبة نستريح من العناء نطفي نار الاشتياق، عندما يأتي المساء يوحشني نورك يا قمر، تعالى نفصل فاصلة 3 ساعات متواصلة أول ساعة هرسيك تاني ساعة هسرح بيك تالت ساعة هوديك وهلف العالم بيك، وعلى عيني يا ولا بس مكسوفة، على عيني يا ولا، عليك ملهوفة، ما تيجي سنة واجي سنة نصطفي المشاكل تختفي، كل ليلة في شمعدان العمر شمعة بتنطفي، يلا بينا نخلع من الهموم الضيقة محبوسين ليه في شرنقة، ماله جو إسكندرية، ماله بحر الغردقة، تعالى نفصل فاصلة، 3 ساعات متواصلة أول ساعة هروقك تاني ساعة هشوقك تالت ساعة هدوقك إزاي قلبي بيعشقك.
main 2024-02-12 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: نقابة المهن الموسیقیة مصطفى کامل فقط من
إقرأ أيضاً:
الحبّ الفلسفي
هل عاد الحب ليشكّل موضوعًا فلسفـيًا أساسيًا بعد أن أهملته الدراسات الفكرية لفترة طويلة؟ سؤال يُطرح، حين نجد هذا العدد من الفلاسفة الذين تصدّوا له فـي السنوات الماضية. فمن جان -لوك نانسي إلى جان -لوك ماريون، ومن آلان باديو وصولا إلى رون أوجين، (وغيرهم بالتأكيد)، نجد أن موضوعات الحب عادت لتحتل مكانة فـي تفكيرهم، لم تكن تعرفها فـي العقود الأخيرة. آخر الواصلين إلى هذا «السباق» الفرنسي فرانسيس وولف فـي كتابه «ما من حبّ مثالي» الصادر حديثا عن منشورات «فايار»، وهو كتاب صغير (72 صفحة)، مكثف، وخفـيف الظلّ يعلمنا عن الموضوع أكثر بكثير من الأعمال «الثقيلة والمعقدة». فانطلاقًا من فكرة أن الحب حاضرة اليوم فـي كل مكان - من أفلاطون إلى أفلام هوليوود، ومن فرويد إلى الأغاني الهابطة، ومن الروايات العظيمة إلى تلك الأكثر سوءا -يسأل الفـيلسوف الفرنسي «ما هو الحب»؟، ليحاول أن يقدم لنا جوابه ومساهمته.
يرى وولف أنه إذا كان كلّ تعريف عاما، فإنّ كل حبّ يكون خاصًا. من دون أن ينسى بالطبع أن الحب، كما هو الحال فـي الوجود عند أرسطو، يتمّ التعبير عنه بعدة معانٍ. فـي هذا الصدد، يميز -كما فعل الإغريق- بين «الفـيليا» (الصداقة القوية)، و«الإيروس» (الرغبة الجنسية)، و«الأغابي» (حب القريب)، و«الصَدَقة». لكن السؤال: هل تندرج هذه الأنواع المختلفة من الحب تحت المصطلح عينه؟ هل ثمة شيء مشترك بين حبّ الطفل أو الحبيب أو الجار؟ هل ترتبط أنواع الحب المختلفة بين العشاق من دون أن يتمّ اختزالها فـي قاسم مشترك فـي نهاية المطاف؟ وماذا عن شخص يحب الفاكهة مثلا؟ حتى شكسبير لم يشرح الكثير عندما أعلن عن لسان روميو أن «الحب دخان يتصاعد بدخان النظرات». ومن المؤكد أيضًا، أن سبينوزا يظهر نفسه أقل غموضًا عندما يطرح أن «الحب هو فرحة مصحوبة بفكرة سبب خارجي». ومع ذلك، لا يخشى وولف، الذي ينوي الاقتراب قدر الإمكان من موضوعه، الاقتراض من الفلسفة التحليلية فـي تعريفه الضمني (الحب يجعلنا نقوم بأفعال)، تمامًا كما هو الحال فـي تعريفه العاطفـي (الحب يجعلنا نختبر المشاعر) ...
فـي أي حال، لا يرغب المحب دائمًا الخير للحبيب. إذ كيف نفهم تصرف العاشقين فـي فـيلم «من يخاف فرجينيا وولف»؟ «،هاتان الكتلتان الغاضبتان» - اللتان جسدتهما كل من إليزابيث تايلور وريتشارد بورتون ببراعة- واللتان لا تتوقفان عن الشجار أبدا -طيلة الفـيلم-؟ فـي هذه المبارزات اللفظية، يزعزع عاشقا إدوارد ألبي، (اللذان يحملان اسمَيّ مارثا وجورج، وهما اسما الرئيس الأمريكي جورج واشنطن وزوجته)، كل الحلم الأمريكي. باختصار، وكما فـيتجنشتاين الذي يبحث عن «شبه عائلي» فـي الأفراد المجتمعين فـي صورة تجمع أجيالًا، يتساءل مؤلفنا عمّا إذا كانت المعاني المختلفة لمصطلح الحب مرتبطة ببعضها البعض، (إلى حدّ كبير أو صغير)، حتى لو لم يكن بينها، بالمعنى الدقيق للكلمة، أي شيء مشترك. وإذا نظرنا إلى كلّ شيء، فإن الأمر يتعلق بتوضيح المفاهيم، وتحديدها، وتصنيفها من دون إضفاء طابع جوهري عليها. ففـي هذا الصدد، تبدو اللعبة بعيدة كلّ البُعد عن البساطة؛ فحتى فـي الجريمة، نجد أن «عطيل» الغيور يقع فـي حب ديدمونة بجنون.
بعبارة أخرى، من دون علم الاجتماع (من دون تقليص كل شيء إلى قصص جوارب وطبقات اجتماعية)، من المناسب هنا أن نحاول فك شفرة كيمياء الحب، ومجموعاته، وقيمه، من دون إعطاء تعريف مجرد ثابت. فلتحقيق هذه الغاية، يقدم لنا الأدب هذه المتعة: تحديد تحليل الحب، من دون الهرمية (كل شيء يتحرك باستمرار)، حيث هناك ثلاثة أبعاد موجودة دائمًا بنسب متفاوتة: العاطفـي، والودود، والراغب. تشكل هذه النقاط الثلاث للمثلث خريطة للحنان. فمن دون أن تتكامل أو تحيد هذه التأثيرات بعضها عن بعض، فإنها تجذب هذا الاتجاه وذاك، وبالتالي تنظم سحر القصص. على الجانب الودي، يمكننا أن نجد الحب المطمئن والهادئ، مثل بول وفـيرجيني (قبل الدراما). عندما نقترب من العاطفـي، نواجه الحبّ السامي المحموم (كما فـي روميو وجولييت). أما على جانب الرغبوي، الجسدي، الذي غالبًا ما يكون غير اجتماعي ومتجاوزا، فلا بدّ أن نواجه تريستان وإيزولد اللذين يندمجان بشكل لا يمكن فصلهما عن بعضهما.
هذه هي الاتجاهات الهشّة، التي تتحد دائما بقدر ما تتحلل. يمكن أن يتحول الحديث الودود إلى تبادل لطيف: «إنه حبيبي السابق»، ويمكن أن يتأرجح الحديث العاطفـي بين «لا معك»، «ولا من دونك». يمكن للجسد (أي غير الروحي) أن يجف فـي بعض الأحيان (مثل قول بروست «لم تكن من النوع الذي أحبه»). كل الأشكال، كل المخاليط، ممكنة. علاوة على ذلك، من الصعب -وهنا حيث يصبح فك الشفرة مفـيدًا- أن نتخيّل حبًا من دون رغبة، من دون صداقة أو عاطفة. إن الإثارة العاطفـية الصرفة (إمبراطورية الحواس أو فايدروس) تلغي الآخر. ومع ذلك، فمن الصعب تصور الحب من دون أية رغبة. لكن كيف يمكننا أن نفكر فـي الحب فـي سجل الصداقة الخالصة، البعيد عن أي عاطفة؟ بالطبع، نحن نعرف عن الجنس الرائع («إنها صديقتي، ولا نعبث»)، ولكن ألا يقدم أصدقاء الجنس المعاصرون محاكاة للحب؟
فـي الأساس، يرى تصنيف وولف أن الأمثلة المضادة سوف تُعرض عليه دائمًا. من لم يواجه علاقات الحب (من دون شغف)، ما يسمى بالحب الأفلاطوني (من دون رغبة، ومن دون روابط جسدية)، الحب المرضي (من دون صداقة). فـي هذه الحالة، نواجه تعقيدات الحب؛ لأنه إذا كان متبادلًا فـي بعض الأحيان -ونادرًا ما يكون متماثلًا- فإن الحب لا وجود له من دون الرغبة فـي المعاملة بالمثل...
فـي الواقع، تريد الرغبة الآخر كآخر (إنها تستكشف الاختلاف). يحتاج الصديق إلى علاقة (أختار الصديق «لأنه هو، لأنه أنا»). أما العاطفـي فهو بطبيعة الحال مستعد للتنازل عن كلّ الحرية. تنشأ علاقات الحب من هذه التوترات، بينما الأزواج المستقرون لا يقدمون سوى القليل من مواد الرومانسية. لا يوجد شيء بعد «تزوجا وأنجبا العديد من الأطفال». فـي النهاية، الحب دائمًا يصبح غير مستقر. فـي الواقع، إذا كانت الصداقة علاقة، فإن الرغبة هي تصرف، والعاطفة هي حالة، واحتراق متحرك. حين يكون مؤثرا، لا يتوقف الحب أبدًا عن التصادم بين مكوناته المتناقضة دائمًا. يعرف الجميع -يقول لنا «الوجود والعدم»- إنني أبحث عن الحبيب كشخص حرّ وممتلك لي. وهنا يوضح سارتر بوضوح أن «حرية الآخر هي ما نريد الاستيلاء عليه... من يريد أن يكون محبوبًا فلا يرغب فـي استعباد المحبوب... إنه لا يريد امتلاك آلية... وبالتالي، فإن المحب لا يرغب فـي امتلاك المحبوب كما يمتلك المرء شيئًا... إنه يريد امتلاك الحرية باعتبارها حرية». ونحن نعلم أيضًا أن المرغوب فـيه قد لا يكون محبوبًا على الإطلاق، ولكننا نحبه على الرغم من ذلك. فالحب، أكان مجنونا أم لا، هو حب أعمى. وإذا كان الشغف الزائد يقتل الحب، فإن الافتقار إلى الشغف يعيدنا على الفور إلى فتور «الصديق الصدوق».
وبينما نسير عبر متاهات الحب، يسلط وولف، من دون أن يصبح معياريًا أو نفسيًا على الإطلاق، الضوء على الطرق الألف التي تتصادم بها ذرّات الحب باستمرار. وهنا نجد سؤالًا أنثروبولوجيًا: لخلق إنسان، نحتاج إلى مجتمع سياسي (المدينة)، ومجتمع أقصى (الإنسانية)، ولكن أيضًا إمكانية وجود المجتمع الأكثر بساطة وأولية، ألا وهو الصداقة.
فـي نهاية المطاف، يواجهنا الحب بثلاثية. تشير الرغبة إلى الحياة، والعاطفة إلى الفاعل، والصداقة إلى بداية الرابطة الاجتماعية. فـي هذه المرحلة، فإن الحب غير المستقر، غير المتجانس، المتضخم أو السخيف، يجعلنا نلمس إحدى القوى الدافعة فـي حياتنا. بكلّ رقة، تدعونا فئات الفـيلسوف الجميلة إلى الاستماع إلى موسيقى تجاربنا، ودمجها مع تجارب الآخرين. وكفـيلسوف، يتذكر فرانسيس وولف ديكارت، عندما كان طفلًا، والذي أحبّ فتاة تعاني من الحول («إلى درجة أنني بعد فترة طويلة، عندما رأيت أشخاصًا يعانون من الحول، شعرت بميل أكبر إلى حبهم من حبّ الآخرين»). فـي هذا السياق الديكارتي، يؤكد وولف أيضًا أن الحبّ يمنحنا دليلًا حيًا على الوحدة المطلقة للعقل والجسد. فـي الواقع، عندما أشعر بالألم أو عندما أحب، أعلم (كروح متجسدة) أنني لست محصورًا فـي جسدي مثل الربان فـي سفـينته. بخطوات تشبه خطوات الحمّام، من دون صيغ، ولكن من خلال صياغة الفئات، تجعلنا هذه المسيرة الممتعة نختبر، بفضل مائة مثال، حيل التجربة التي تجعلنا بشرًا.
إسكندر حبش كاتب وصحفـي من لبنان