للوهلة الأولى، لزائر غريب عن قطاع غزة وعند دخوله منطقة أبراج المخابرات شمالي القطاع، يدرك أنه كأنها تعرضت "لزلزال عنيف دمر كل شيء".

 

لكن هذا ليس بزلزال، بل صواريخ أطلقتها الطائرات الحربية الإسرائيلي على تلك المنطقة ودمرتها بالكامل، إضافة للتوغل البري لقوات الجيش التي شهدتها المنطقة.

 

منطقة أبراج المخابرات كانت مأهولة بالعديد من الأبراج السكنية والمنازل، ولكن بفعل القصف الإسرائيلي العنيف تحولت إلى ركام وحطام.

 

ويصعب التصديق أن هذه الأطلال كانت منازل مزدهرة وأبراج وملاعب كرة قدم وحدائق ومرافق عامة تعج بالحياة.

 

الدمار الذي حل بمنطقة المخابرات ليس محدوداً فقط للممتلكات والمباني، بل أيضاً للحياة البشرية، فقد تضررت آلاف العائلات الفلسطينية وتشردت، وقتل وأصيب بها المئات من المدنيين الأبرياء، وتدمير آلاف الدونمات الزراعية.

 

وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من تلك المنطقة، تمكنت عدسة الأناضول في رصد حجم الدمار الذي حل بها، حيث تحولت الأبراج والمنازل السكنية إلى ركام وأطلال.

 

وتجولت عدسة الأناضول في مختلف أرجاء المنطقة، ورصدت الأطلال التي كانت تمثل يومًا مركزًا للحياة والنشاط، وتحمل ذكريات دمرتها إسرائيل لسكان تلك المنطقة الذين عاشوا فيها لسنوات طويلة.

 

وأصبح الدخول لمنطقة المخابرات يتطلب شجاعة ويقظة فائقتين، إذ يواجه الفلسطينيون الذين يعودون لمنازلهم خطرًا شديدًا في كل خطوة، حيث تعج الطرقات بالحفر والأنقاض، والمباني التي توشك على الانهيار.

 

ويعتبر وجود الصواريخ الإسرائيلية الغير منفجرة تهديدًا مستمرًا يضاف إلى المشهد المأساوي الذي ارتكبته إسرائيل، حيث يتراوح الخطر بين الظاهر والمخفي، مما يجعل عودة السكان للمنطقة محفوفة بالمخاطر.

 

يقول الفلسطيني تحسين فكري (35 عاما) للأناضول: "لم أستطع تمييز مكان البرج الذي كانت تقع فيه شقتي السكنية، فالدمار كان في كل مكان كما لو أن زلزالًا ضرب المنطقة".

 

وأضاف: "الاحتلال دمر ذكرياتنا في هذه المنطقة وأتلف سنوات من العمل، ولكن رغم ذلك، هناك أمل في أن نعود ونعيد بناء حياتنا من جديد".

 

ولفت إلى أن "المنطقة أصبحت معدومة، فلا بنية تحتية سليمة، ولا مرافق عامة، ولا منازل. نحن نواجه حربًا لا مثيل لها، لم نشاهد مثل هذا الدمار إلا في الأفلام والمسلسلات، ولكن الآن نعيشها في غزة".

 

وذكر فكري، أن "هناك مخلفات للجيش وصواريخ لم تنفجر بعد تم إطلاقها على المباني".

 

بدوره، قال يوسف أبو حسين (42 عاما)، في حديثه لوكالة الأناضول: "لم أتخيل يومًا أنني سأعود إلى منطقة المخابرات لأجدها بهذا الدمار الهائل".

 

وأضاف: "كانت الحياة تزدهر هنا حدائق وملاعب كرة قدم، ولكن اليوم لم يبقَ أثر للحياة، الشوارع مليئة بالحطام والدمار ".

 

وتابع أبو حسين: "لم يرحم الاحتلال لا بشرًا ولا حجرًا، وقد غطى التخريب كل معالم المنطقة الجميلة التي عهدناها، فكل شيء تلاشى بسبب الدمار والخراب".

 

وأشار إلى أنه كان أمام منزله ملعباً، حيث كان يتجمع مع الأصدقاء ويستمتعون بلعب كرة القدم حتى منتصف الليل، ولكن الآن كل شيء دُمر.

 

ويتمنى أبو حسين، أن تعود الحياة إلى تلك المنطقة مرة أخرى، وأن تنتهي الحروب التي أفقدتهم كل شيء.

 

وكشف الانسحاب الإسرائيلي من بعض المناطق في الضواحي الشمالية الغربية لمحافظتي غزة وشمال القطاع، في 1 فبراير/ شباط الجاري، لأول مرة منذ بدء عمليته البرية، عن حجم الدمار الذي طال المناطق السكنية والمعالم الدينية والبنى التحتية.

 

وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية شملت توغله في عدة مناطق وأحياء بمحافظتي غزة والشمال.

 

وبدأ الجيش بالانسحاب التدريجي من مناطق بمحافظة شمال القطاع، منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي ليتبعها في بداية يناير/ كانون الثاني الماضي بانسحابات جزئية من أحياء ومناطق بمحافظة غزة.

 

وبينما أعاد توغله في بعض المناطق بمحافظتي غزة والشمال، منتصف يناير الماضي، لتنفيذ عمليات سريعة، حيث يغير أماكن التوغل بين الفينة والأخرى، يتراجع بعد انتهاء عملياته إلى أماكن تموضعه قرب الأطراف الشرقية والشمالية من محافظة الشمال، والشرقية و"الجنوبية الغربية" بغزة.

 

يأتي ذلك بينما دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الخامس، ومعظم ضحاياها من الأطفال والنساء، وفق السلطات الفلسطينية، كما تسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة، ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: تلک المنطقة کل شیء

إقرأ أيضاً:

تدشين أول مركز نموذجي لتحصيل ضريبة القات في منطقة الأزرقين بأمانة العاصمة

الثورة  / ماجد الكحلاني

تفقد مدير عام الوحدة التنفيذية لضرائب القات الأستاذ عبدالرحمن الكحلاني، سير التجهيزات النهائية في المركز النموذجي الأول لتحصيل ضريبة القات بمنطقة الأزرقين، بأمانة العاصمة، وذلك في إطار التحضيرات الجارية لتدشينه رسميا خلال الأيام المقبلة.

ويُعد المركز أحد مشاريع الرؤية الوطنية لبناء الدولة الحديثة، ضمن خطة مصلحة الضرائب ممثلة بالإدارة العامة لوحدة ضرائب القات، الهادفة إلى إنشاء مراكز متكاملة لتحصيل الضرائب في مداخل المدن، وتقديم خدمات ضريبية ميسرة وشفافة تسهم في ترسيخ العدالة الضريبية وتعزيز الثقة بين الدولة والمكلفين، والحد من الممارسات العشوائية.

واطلع الكحلاني، ومعه مدير فرع المنطقة الأولى بالأمانة عسكر العروسي، ونائب المنطقة جميل أبو حسن على مكونات البنية التحتية للمركز، والتي شملت إنشاء هناجر وغرفا إدارية وفنية، وساحة مخصصة لتنظيم دخول وخروج المركبات عبر بوابتين رئيسيتين، بالإضافة إلى مظلات وتجهيزات خدمية تُسهم في تسهيل حركة المكلفين والحد من الازدحام على مداخل العاصمة.

وأشار مدير عام وحدة ضرائب القات الكحلاني إلى أن النظام الحديث يُعد بديلا للميزان التقليدي يسهم في تسريع الإجراءات وتوفير بيانات دقيقة آنية، إضافة إلى منعه التلاعب والابتزاز وضمان المساواة بين جميع المكلفين.

وبيّن أن النظام مرتبط شبكيًا بالجهات المعنية مثل الجمارك والنقل، ما يسمح بتحديث البيانات لحظيا، ويُعزز من كفاءة العمل بين الجهات ذات العلاقة.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • ‏"معاريف" الإسرائيلية نقلًا عن مسؤولين عسكريين: لا علاقة للجيش الإسرائيلي بالانفجار الذي وقع في إيران
  • إسرائيل مأزومة للغاية من الداخل.. فما الذي يمنعها من الانهيار؟
  • الرئيس الشرع يستقبل رئيس جهاز المخابرات العراقي ويؤكد أهمية التعاون المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة
  • صورة: الجيش الإسرائيلي ينذر سكان 3 مناطق بغزة بالإخلاء
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم الخليل ويطلق الغاز السام على مدخل مخيم «الفوار» جنوبا
  • وزارة الثقافة توقع مذكرة تفاهم مع شركة سرك لتعزيز الاستدامة البيئية في منطقة جدة التاريخية
  • بالفيديو.. شاهد الدمار الذي أحدثه اللواء “طلال” على برج المليشيا بالخرطوم في الساعات الأولى من الحرب بقرار انفرادي وشجاع منه نجح في قلب الموازين وحسم المعركة لصالح الجيش
  • 23 شهيدا بغزة والاحتلال يقصف نقطة شرطة بسوق جباليا وخيمة نازحين
  • تدشين أول مركز نموذجي لتحصيل ضريبة القات في منطقة الأزرقين بأمانة العاصمة
  • الولايات المتحدة تؤكد سعيها لتعميق التعاون مع دول جزر الهادئ لضمان أمن المنطقة