فايننشال تايمز: باكستان تغرق في فراغ السلطة وضربة تاريخية للمؤسسة العسكرية
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
قال تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن نجاح الموالين لحزب "حركة إنصاف" الباكستاني بقيادة رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان فاجأ الأحزاب السياسية الأخرى، ووجه ضربة تاريخية للنفوذ السياسي للجيش وهدد بمزيد من عدم الاستقرار في البلاد.
ونقل التقرير عن مراقبين أن ظهور حزب "حركة إنصاف" كأكبر حزب يوم الخميس يمثل رفضا نادرا "لتلاعب" الجيش القوي منذ فترة طويلة بالانتخابات في باكستان، مع تراجع الناخبين عن المحاولات العلنية المتزايدة لسحق حزب خان ومنعه من العودة إلى منصبه.
وأضاف التقرير أن فراغ السلطة الناتج عن ذلك سيترك البلاد أقل قدرة على الحكم مع اقترابها من موعد نهائي حاسم لخطة إنقاذ جديدة لصندوق النقد الدولي.
ونسب إلى إليزابيث ثريلكيلد، الزميلة الأولى في مركز ستيمسون للأبحاث في واشنطن قولها إنه "من المرجح أن يستغرق حل تداعيات هذه الانتخابات أسابيع.. مع نفاد الوقت لباكستان للعودة إلى المفاوضات مع صندوق النقد الدولي".
وقال محللون، وفقا للتقرير، إنهم يتوقعون أن يواصل الجيش الضغط من أجل النتيجة المفضلة، مع بدء خصوم خان محادثات الائتلاف بسرعة.
حزبا الرابطة والشعبوأعلن حزب الرابطة الإسلامية الباكستاني المؤلف من رئيس الوزراء السابق نواز شريف الفائز بـ 75 مقعدا من جملة عدد مقاعد البرلمان البالغة 265، أنه سيشكل حكومة.
وبدأ حزب نواز شريف مفاوضات مع حزب الشعب الباكستاني بزعامة بيلاوال بوتو زرداري، نجل رئيسة الوزراء المقتولة بينظير بوتو، لإحياء الائتلاف الحاكم الذي خدم لفترة وجيزة بعد الإطاحة بخان كرئيس للوزراء.
وقال محللون إن شريف وبوتو زرداري يبدو أن لديهما أفضل فرصة لتشكيل حكومة ائتلافية. واستفاد شريف على وجه الخصوص قبل الانتخابات من قرارات قضائية متعددة ألغت حظرا مدى الحياة على توليه المنصب بعد إدانته بالفساد عام 2018.
محاولة لوقف المد الشعبوي
وقال خورام حسين، كاتب عمود مقيم في كراتشي، إن ما يراه هو هيكل السلطة المشترك لباكستان، ليس فقط الجيش ولكن القضاء وجميع الأحزاب السياسية الرئيسية، في محاولة لوقف المد الشعبوي المتمثل في حزب "حركة إنصاف".
وقلل حزب "حركة إنصاف" من احتمال تشكيل ائتلاف بنفسه، وتعهد بدلا من ذلك بإلغاء النتائج المتنازع عليها في المحكمة وإثبات أغلبيته. وكان هذا الحزب قد فاز بـ 101 من المقاعد.
وزعم الحزب أن لديه أدلة على تزوير واسع النطاق للأصوات سلبه الفوز بحوالي 70 مقعدا إضافيا، مع عملية الفرز التي شابتها التأخيرات، وانقطاع شبكة الهاتف المحمول وغيرها من المخالفات المزعومة، وأطلق طعون قانونية وحث على الاحتجاجات خارج مراكز الفرز، في حين دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى إجراء تحقيقات في التدخل المزعوم.
إخراج خان من السجن أولوية لحزبهوستكون إحدى أولويات "حركة إنصاف" إخراج زعيمه، الذي تعتبر جاذبيته الشخصية أكبر فائز في الحزب، من السجن.
وقال محامون إنهم يتوقعون إلغاء هذه القضايا في محاكم عليا، لكن الحزب يدعي أن خان يواجه 200 تهمة أخرى، مما يجعل الإفراج السريع يبدو غير مرجح.
وقال التقرير إن باكستان، على الأقل، في وضع غير مستقر إلى حد ما، وتواجه أزمة اقتصادية خطيرة للغاية، إذ يبلغ معدل التضخم نحو 30%، والاحتياطيات الأجنبية آخذة في الانخفاض، وتحتاج إلى حلول سريعة، وبالتالي إلى حكومة مستقرة وقوية يمكنها الذهاب إلى صندوق النقد الدولي والتفاوض معه، وتنفيذ مختلف الإصلاحات الاقتصادية التي سيطلبها بلا شك.
وستتعرض البلاد إلى خطر التخلف عن السداد إذا فشلت في التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: صندوق النقد الدولی حرکة إنصاف
إقرأ أيضاً:
حزب الدعوة: على الشعب أن لا يسمح بالانقلاب على السلطة
16 مارس، 2025
بغداد/المسلة: دعا حزب الدعوة، اليوم الاحد، “الشعب” إلى عدم السماح بما وصفه بـ”الانقلاب على التداول السلمي للسلطة”.
وقال الحزب في بيان إنه “في 16 آذار، يستذكر شعبنا الغيور في العراق شهداءه من ضحايا البعث المجرم ومجازره الدموية في حلبجة والأنفال والمقابر الجماعية والانتفاضة الشعبانية واغتيال العلماء واستهداف الأحزاب، إذ عمّ الظلم والتمييز والقتل على الهوية، وغطّى كل مساحة البلاد”.
وأضاف: “وكان حزب الدعوة الإسلامية من أبرز من تعرض للفتك الدموي والقتل الوحشي في ظل النظام البعثي، حيث أصدر ما يسمى بـمجلس قيادة الثورة المنحل، في 31 آذار 1980، القرار المرقم 461 لسنة 1980، والذي عُرف بقانون إعدام الدعاة، وقد تم بموجبه ملاحقة أعضاء هذا الحزب وأنصاره أو العاملين لتحقيق أهدافه تحت واجهات أو مسميات أخرى، وبأثر رجعي. وقد نجم عن هذا القانون سيّئ الصيت إعدام الآلاف من أبناء العراق الأخيار الأبرار”.
وقال إن “جرائم البعث الفظيعة تبقى شاهدة على مرحلة مظلمة من تاريخ العراق المعاصر، وصفحة سوداء تلاحق البعثيين على مر الأجيال وتعاقب العهود”، مبيناً أن “هذه الدماء المشتركة للعراقيين، وكفاحهم السياسي من الجنوب إلى الشمال، قد جرفت نظام البعث وألقته في سلة نفايات التاريخ”.
وذكر أن “شعبنا العراقي، بتضحياته الجسام وتمسكه بوحدته الوطنية وموقفه المعارض للدكتاتورية البعثية البغيضة، استطاع أن يعبر تلك المرحلة العصيبة، وعليه الآن أن لا يسمح بتكرار تلك التجربة المريرة بأي صورة أو نهج يتم فيه مصادرة إرادته، أو الانقلاب على التداول السلمي للسلطة، أو المساس بنظامه الديمقراطي التعددي الاتحادي، الذي يعد مكسبا لجميع العراقيين بمختلف مكوناتهم، وإن الحرص عليه وتسديد مساراته مسؤولية كل المخلصين والوطنيين”.
وختم بالقول: “في ذكرى ضحايا البعث ونظامه البائد، نقف إجلالاً وإكباراً أمام عوائلهم الشجاعة، ونعاهد أرواح الشهداء أن لا يكون للبعث والبعثيين دور أو مكانة في العملية السياسية”.
وأمس السبت، أصدر حزب الدعوة الإسلامية، بياناً في ذكرى “أبو عصام”، أحد قياداته السابقة، مشدداً على رفض إلغاء هيئة المسائلة والعدالة.
وقال الحزب إنّ “هذه المناسبة هي صرخة رفض بوجه المجرمين البعثيين، وكل من يسعى لتأهيل نسخة متحوّرة منهم ودمجهم في الحياة السياسية، وإلغاء هيئة المساءلة والعدالة”.وأضاف: “لقد خضنا، وعلى مدى ثلاثة عقود من الزمن العجاف، صراعاً مريراً مع النظام الدكتاتوري، قدّمنا فيه خيرة رجال العراق وشبابه قرابين من أجل حرية شعبنا الغيور، وتحكيم إرادته الحرة، وتقرير مصيره. واليوم، هذا الشعب هو صاحب الكلمة العليا في شؤون وطنه وإدارته، مما يُحتّم عليه تشديد قبضته على تجربته السياسية، والدفاع عنها، واختيار من يراه الأفضل والأكفأ للحكم، وعزل كل فاسد وفاشل عبر المشاركة الواسعة في الانتخابات النيابية المقبلة.
وختم بالقول، إن “العراقيين، بكل مكوّناتهم، ولا سيما ضحايا البعث، سيقفون صفا واحداً متراصاً بوجه كل من يحاول العبث بالأمن والاستقرار السياسي من المغامرين الذين يطمحون إلى اختطاف السلطة بطرقٍ غير مشروعة، مرتهنين بالأحداث الخارجية. فالنظام الديمقراطي التعددي وليد تضحيات جسام، وواهم من يتصور أنه قادر على تغيير معادلته العادلة والسكانية المتوازنة بأمنيات زائفة ووعود كاذبة”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts