دخلت "أفواج المقاومة" التابعة لحركة "أمل" كطرفٍ أسياسيّ في المعارك الدائرة في جنوب لبنان، ضدّ العدوّ الإسرائيليّ، إلى جانب "حزب الله" وبعض الفصائل الفلسطينيّة، والجماعة الإسلاميّة. وقد استشهد لها 3 مقاتلين قبل أيّام، في غارة إسرائيليّة، بينما تُشارك بشكل مباشر إنّ في الإستنفار لحماية المناطق الجنوبيّة، خوفاً من أيّ توغّل عسكريّ إسرائيليّ إذا توسّعت الحرب فجأة، او في إطلاق الصواريخ باتّجاه المستوطنات، ردّاً على قصف المنازل والمواقع المدنية.


 
صحيحٌ أنّ لحركة "أمل" قدرات أقلّ بكثير من "حزب الله"، فالأخير مُجهّز بأسلحة متطوّرة وقادرة على الوصول لأهداف بعيدة المدى، والتسبّب بأضرار جسيمة بالجيش الإسرائيليّ وبالمستعمرات الإسرائيليّة، غير أنّه بحسب المراقبين، فإنّ أحد الأهداف الرئيسيّة لـ"أفواج المقاومة" هو البقاء في ساحة القتال، بعد غياب طويل عن المُشاركة في المعارك.
 
ويقول مراقبون إنّ "حزب الله" كان الوحيد الذي يُسيطر على الميدان في جنوب لبنان، ويشنّ الهجمات ضدّ المواقع الإسرائيليّة، ويُدافع عن سكان المناطق الجنوبيّة، بعد انتهاء الحرب اللبنانيّة، فأصبح الطرف المُقاوِم الوحيد بنظر الجنوبيين، ما أدّى إلى تزايد شعبيته ليس فقط في الجنوب، وإنّما في البقاع وبيروت وكافة المناطق اللبنانيّة.
 
كما أنّ "حزب الله" حقّق العديد من الإنتصارات على جيش العدوّ الإسرائيليّ، وكانت له أعمال عسكريّة بارزة، وكان الطرف الأساسيّ في مقاومة وانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، واستطاع الصمود في سنة 2006، ونجح بعدها بفرض عمليّة لتبادل الأسرى مع الحكومة الإسرائيليّة، ما عزّز دوره كثيراً، على حساب الحركات المُقاومة القديمة، مثل "أمل" و"الجماعة الإسلاميّة"، والفصائل الفلسطينيّة في الجنوب.
 
ويُشير المراقبون إلى أنّ دخول "أمل" هذه المرّة المعارك، وإنّ بشكل خجولٍ، المراد منه تثبيت دورها على الأرض، كيّ تبقى بنظر الجنوبيين واللبنانيين، والشيعة بشكل خاصّ، أنّها الحركة المُقاومة التي أسّسها الإمام المُغيّب موسى الصدر، وهي حاضرة دائماً للدفاع عن لبنان وشعبه.
 
ويلفت المراقبون إلى أنّ الحركة تُريد أنّ تُعزّز دورها في البقاء كحركة تُناضل بوجه إسرائيل، وأنّ تستفيد مما يحصل في غزة، لتقويّة شروطها السياسيّة في لبنان.
 
ويرى المراقبون أنّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي يُريد أنّ يُحافظ على دور حركة "أمل" في لبنان، وأنّ يزيد من شعبيتها، وهذا الأمر يُشكّل تنافساً غير مباشر مع "حزب الله" في البيئة الشيعيّة".
 
ووفق المراقبين، ستبقى "أمل" تُناضل إنّ في السياسة عبر إجتماعات برّي الدبلوماسيّة مع الموفدين الدوليين، التي ساهمت في التوصّل لاتّفاق ترسيم الحدود البحريّة مع إسرائيل، وإنّ عسكريّاً، كيّ تُحافظ على رسالتها التي تأسست على أساسها. ويُتابع المراقبون أنّ "أمل" لا تستطيع أنّ تُصعّد كثيراً مع العدوّ، فـ"حزب الله" بنظر الغرب "منظّمة إرهابيّة"، وهناك عقوبات عليه، بينما برّي بنظر الدول الأوروبيّة والولايات المتّحدة الأميركيّة، نقطة وصل بين حارة حريك، والموفدين الغربيين.
 
وقد يبدو بحسب الكثيرين أنّ هناك تناغماً بين "حزب الله" و"أمل"، وقد وصل بهم الأمر إلى إطلاق تسميّة "الثنائيّ الشيعيّ" عليهما، لكن، وعلى الرغم من كلّ هذا التنسيق والتوافق في العديد من المواضيع السياسيّة والعسكريّة، والدفاع عن الفلسطينيين وغزة، يظهر في الكواليس بعض التنافس الخفيّ بين الحليفين الشيعيين.
 
ويقول المراقبون إنّ الإنتخابات النيابيّة الأخيرة، وصورة تشييع شهداء الحركة الثلاثة يوم الأربعاء الماضي، إضافة إلى الحشد الشعبيّ في مناسبة إحياء كلّ ذكرى لتغييب الإمام الصدر، أبرز دليل على أنّ "أمل" لا تزال موجودة وحاضرة في الشارع الشيعيّ.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

حزب الله يقصف إسرائيل بعشرات الصواريخ

أعلن حزب الله اللبناني، الثلاثاء، إطلاق عشرات الصواريخ على شمال إسرائيل، وذلك ردا على مقتل لبناني في غارة جوية إسرائيلية على قرية حدودية في جنوب البلاد.

وقال حزب الله إنه أطلق عشرات الصواريخ من نوع "كاتيوشا" على ثكنة كريات شمونة "ردا على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة.. خصوصا بلدة الزلوطية واستشهاد مدني".

من جهته، أشار الجيش الإسرائيلي إلى اعتراض "عشرة المقذوفات" من بين "حوالى 15 مقذوفا أُطلق من لبنان"، مضيفا أن الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات. 

وكانت الوكالة الوطنية للإعلام قد أفادت في وقت سابق بمقتل مدني في غارة إسرائيلية على بلدة البستان.

وقال رئيس بلدية البستان عدنان أحمد لوكالة "فرانس برس" إن الضحية محي الدين أبو دله مزارع في الخمسينيات من عمره، مشيرا إلى أن الغارة "ضربت البيت.. وآلياته الزراعية".

ووصف وزير الزراعة عباس الحاج حسن عبر منصة "إكس"، أبو دلة بأنه "مزارع لبناني قاوم الاحتلال من خلال صموده في أرضه، وقدم حياته شهيدا".

أما الجيش الإسرائيلي فقد قال في بيان إنه "حدد إرهابيا لدى دخوله إلى مبنى عسكري تابع لحزب الله" في منطقة يارين الحدودية.

وأضاف "بعد فترة وجيزة، قصفت الطائرات الإسرائيلية المبنى العسكري الذي كان الإرهابي يعمل منه".

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة إثر منذ 7 أكتوبر، يجري تبادل إطلاق نار شبه يومي بين حزب الله والجيش الإسرائيلي عبر حدود لبنان الجنوبية.

 

مقالات مشابهة

  • ترقّب لمحادثات هوكشتاين ولودريان اليوم.. والموفد الاميركي يقترح حصر العمليات في شبعا
  • حزب الله يقصف إسرائيل بعشرات الصواريخ
  • شهيد جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على جنوب لبنان
  • هل يتراجع حزب الله عن التصعيد على جبهة الجنوب؟!
  • حرب الجنوب تدفع «حزب الله» إلى تحالفات جديدة
  • حزب الله يعلن مقتل عنصر ثالث في القصف الإسرائيلي على الجنوب اللبناني
  • مواجهات الجنوب: سباق بين السياسة والميدان
  • لبنان.. غارة إسرائيلية تستهدف مبنى قُصف سابقا في الجنوب
  • سرّ إستخباراتي.. لماذا رفض نصرالله إنضمام أجانب إلى الحزب؟
  • لماذا كل هذا التهويل؟