لماذا أصبحت حركة أمل طرفاً أساسيّاً في معارك الجنوب؟
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
دخلت "أفواج المقاومة" التابعة لحركة "أمل" كطرفٍ أسياسيّ في المعارك الدائرة في جنوب لبنان، ضدّ العدوّ الإسرائيليّ، إلى جانب "حزب الله" وبعض الفصائل الفلسطينيّة، والجماعة الإسلاميّة. وقد استشهد لها 3 مقاتلين قبل أيّام، في غارة إسرائيليّة، بينما تُشارك بشكل مباشر إنّ في الإستنفار لحماية المناطق الجنوبيّة، خوفاً من أيّ توغّل عسكريّ إسرائيليّ إذا توسّعت الحرب فجأة، او في إطلاق الصواريخ باتّجاه المستوطنات، ردّاً على قصف المنازل والمواقع المدنية.
صحيحٌ أنّ لحركة "أمل" قدرات أقلّ بكثير من "حزب الله"، فالأخير مُجهّز بأسلحة متطوّرة وقادرة على الوصول لأهداف بعيدة المدى، والتسبّب بأضرار جسيمة بالجيش الإسرائيليّ وبالمستعمرات الإسرائيليّة، غير أنّه بحسب المراقبين، فإنّ أحد الأهداف الرئيسيّة لـ"أفواج المقاومة" هو البقاء في ساحة القتال، بعد غياب طويل عن المُشاركة في المعارك.
ويقول مراقبون إنّ "حزب الله" كان الوحيد الذي يُسيطر على الميدان في جنوب لبنان، ويشنّ الهجمات ضدّ المواقع الإسرائيليّة، ويُدافع عن سكان المناطق الجنوبيّة، بعد انتهاء الحرب اللبنانيّة، فأصبح الطرف المُقاوِم الوحيد بنظر الجنوبيين، ما أدّى إلى تزايد شعبيته ليس فقط في الجنوب، وإنّما في البقاع وبيروت وكافة المناطق اللبنانيّة.
كما أنّ "حزب الله" حقّق العديد من الإنتصارات على جيش العدوّ الإسرائيليّ، وكانت له أعمال عسكريّة بارزة، وكان الطرف الأساسيّ في مقاومة وانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، واستطاع الصمود في سنة 2006، ونجح بعدها بفرض عمليّة لتبادل الأسرى مع الحكومة الإسرائيليّة، ما عزّز دوره كثيراً، على حساب الحركات المُقاومة القديمة، مثل "أمل" و"الجماعة الإسلاميّة"، والفصائل الفلسطينيّة في الجنوب.
ويُشير المراقبون إلى أنّ دخول "أمل" هذه المرّة المعارك، وإنّ بشكل خجولٍ، المراد منه تثبيت دورها على الأرض، كيّ تبقى بنظر الجنوبيين واللبنانيين، والشيعة بشكل خاصّ، أنّها الحركة المُقاومة التي أسّسها الإمام المُغيّب موسى الصدر، وهي حاضرة دائماً للدفاع عن لبنان وشعبه.
ويلفت المراقبون إلى أنّ الحركة تُريد أنّ تُعزّز دورها في البقاء كحركة تُناضل بوجه إسرائيل، وأنّ تستفيد مما يحصل في غزة، لتقويّة شروطها السياسيّة في لبنان.
ويرى المراقبون أنّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي يُريد أنّ يُحافظ على دور حركة "أمل" في لبنان، وأنّ يزيد من شعبيتها، وهذا الأمر يُشكّل تنافساً غير مباشر مع "حزب الله" في البيئة الشيعيّة".
ووفق المراقبين، ستبقى "أمل" تُناضل إنّ في السياسة عبر إجتماعات برّي الدبلوماسيّة مع الموفدين الدوليين، التي ساهمت في التوصّل لاتّفاق ترسيم الحدود البحريّة مع إسرائيل، وإنّ عسكريّاً، كيّ تُحافظ على رسالتها التي تأسست على أساسها. ويُتابع المراقبون أنّ "أمل" لا تستطيع أنّ تُصعّد كثيراً مع العدوّ، فـ"حزب الله" بنظر الغرب "منظّمة إرهابيّة"، وهناك عقوبات عليه، بينما برّي بنظر الدول الأوروبيّة والولايات المتّحدة الأميركيّة، نقطة وصل بين حارة حريك، والموفدين الغربيين.
وقد يبدو بحسب الكثيرين أنّ هناك تناغماً بين "حزب الله" و"أمل"، وقد وصل بهم الأمر إلى إطلاق تسميّة "الثنائيّ الشيعيّ" عليهما، لكن، وعلى الرغم من كلّ هذا التنسيق والتوافق في العديد من المواضيع السياسيّة والعسكريّة، والدفاع عن الفلسطينيين وغزة، يظهر في الكواليس بعض التنافس الخفيّ بين الحليفين الشيعيين.
ويقول المراقبون إنّ الإنتخابات النيابيّة الأخيرة، وصورة تشييع شهداء الحركة الثلاثة يوم الأربعاء الماضي، إضافة إلى الحشد الشعبيّ في مناسبة إحياء كلّ ذكرى لتغييب الإمام الصدر، أبرز دليل على أنّ "أمل" لا تزال موجودة وحاضرة في الشارع الشيعيّ.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
البيئة الحاضنة تحاصر حزب الله بالدعاوى القضائية
كتب الان سركيس في" نداء الوطن":الامور بدأت تأخذ طابعاً اعتراضياً واسعاً داخل البيئة الشيعية منذ وقف إطلاق النار واكتشاف حجم الكارثة التي حلّت بالمجتمع الشيعي. وفي هذا الإطار، تشير المعلومات إلى تقديم عدد لا يستهان به من أبناء الطائفة الشيعية في الجنوب دعاوى قضائية ضدّ "حزب اللّه".
في التفاصيل، ينتمي من تجرّأ على هذا الأمر إلى البيئة الحاضنة لـ "حزب الله"، منهم من يقيم في الجنوب، وبعضهم من أهل الجنوب مقيمون في الخارج، والبعض منهم كان يرسل المساعدات، وبعد سريان وقف إطلاق النار، توجّهوا إلى المحاكم الجنوبية ورفعوا دعاوى بحقّ "حزب اللّه" بتهمة تخزين الصواريخ والأسلحة والذخائر تحت المباني السكنية وبين المدنيين، وحفر أنفاق في البلدات مرّت تحت منازلهم من دون علمهم، ما أدّى إلى استهدافها وتدميرها.
لا يزال قسم من السلطة القضائية يعمل تحت تأثير نفوذ "حزب اللّه"، وقد رُفضت معظم الدعاوى بحقّه "لأنها قُدّمت أمام القاضي المنفرد في الجنوب، وكان الجواب القضائي بعدم اختصاصه بمثل هذه الدعاوى، لذلك سيتقدّم قسم من الأهالي بدعاوى على "الحزب" أمام النيابات العامة بعد استشارة عدد من الحقوقيين.
قد تصل هذه الدعاوى إلى نتيجة أو لا، لكن الأساس هو كسر حاجز الخوف لدى البيئة الحاضنة لـ "حزب الله" وأهالي الجنوب، فالكوارث التي تسبّبت فيها حرب الإسناد والحرب الأخيرة حلّت دماراً هائلاً على أهالي المنطقة ولا يوجد من يعوّض عليهم، حتى الوعود التي قطعها الأمين العام لـ "الحزب" الشيخ نعيم قاسم، هي تعويضات رمزية لا تضاهي حجم الدمار، بسبب شح أموال "الحزب" لإعادة الإعمار، على عكس ظروفه المادية الوفيرة في "حرب تموز"، وكان أشار قاسم في إطلالته الأخيرة إلى أن الإعمار مسؤولية الدولة بالتعاون مع الدول الصديقة، ولم يذكر أي مساعدات من إيران لإعادة الإعمار عكس ما حصل العام 2006، والجميع يعرف أن الدولة اللبنانية مفلسة ولا مساعدات لإعادة الإعمار قبل تسليم السلاح.