جاؤوا من مدن بعيدة.. مسيرة لآلاف المغاربة بالرباط دعما لغزة ورفضا للتطبيع
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
الرباط- قَدِم المغربي ميكائيل البجاوي من مدينة القنيطرة -على متن دراجته الهوائية- إلى العاصمة الرباط للمشاركة في المسيرة الشعبية التضامنية مع فلسطين، التي دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين.
يحمل البجاوي علم فلسطين في يد ويمسك بيده الأخرى دراجته التي يقول إنها شريكته في الحياة منذ 35 سنة.
يقول للجزيرة نت إن ما يحدث في فلسطين أسهم في رفع منسوب الوعي بين المسلمين في كل أرجاء العالم، ويضيف "إخواننا في قطاع غزة من رجال ونساء وأطفال يعطون للعالم دروسا في المقاومة والصبر والإيمان والثبات".
ويتابع "لقد علمونا أشياء كثيرة، علمونا معنى التضحية وحب الأرض والقدس والإسلام".
المغربي ميكائيل البجاوي قدم إلى مسيرة الرباط على متن دراجته الهوائية (الجزيرة) قضية الأمةومن مدينة مكناس، جاء مصطفى بردان رفقة أصدقائه لإسماع صوته بعاصمة المملكة، يرتدي جلبابا تقليديا صوفيا ويلتحف العلم الفلسطيني، ويقول للجزيرة نت "هذه فرصة لا تفوت لإبداء الدعم لإخوتنا في غزة وللإعلان بصوت جماعي ومسموع عن رفضنا للتطبيع مع إسرائيل".
ويضيف "القضية الفلسطينية قضيتنا الوطنية وقضية الأمة جميعا، ولا يمكننا السكوت عما يتعرض له إخواننا في غزة، وما تعرض له الفلسطينيون منذ عقود من التهجير والتقتيل والتجويع".
ويتابع "لقد صمد الفلسطينيون رغم تحالف كل هذه القوى الغاشمة من الصهاينة وحلفائهم من الأميركيين والأوروبيين واتحادهم لإخراجهم من بلادهم وأخذها عنوة، وواجبنا تقديم ما استطعنا من أشكال الدعم". ويرى مصطفى أن "عناء السفر يهون من أجل الحج إلى المسيرات التضامنية مع فلسطين".
ويحرص -كما يحكي للجزيرة نت- على ألا يفوت الفعاليات التضامنية التي تنظم في مدينته مكناس التي تبعد حوالي 150 كيلومترا عن الرباط، ودعم الجمعيات المدنية التي تعمل على نشر الوعي بين الشباب بخصوص القضية الفلسطينية والمقاومة.
من مدينة طنجة عروس شمال المغرب، لبّى اليافع يحيى بنعلوش وصديقه محمد ريان بنعلال نداء منظمي المسيرة بالرباط قاطعا مسافة تتجاوز 250 كيلومترا.
يلتحف بنعلوش (16 سنة) العلم الفلسطيني ويخفي وجهه على طريقة مقاومي كتائب عز الدين القسام، ويقول، للجزيرة نت، إنه يتشبه بلباس رجال القسام الذين أظهروا للعالم إصرارهم على تحرير أرضهم رغم الحصار والاحتلال.
وأضاف "نحن بدورنا نخرج في المسيرات لإظهار مساندتنا لهم ولنرفع أصواتنا لرفض الإبادة الجماعية التي يتعرض لها إخوتنا في غزة".
حضور نسائي كبير في مسيرة الرباط الداعمة لغزة (الجزيرة) رموز فلسطينيةليست هذه المرة الأولى التي يأتي فيها بنعلوش من طنجة إلى الرباط للمشاركة في المسيرات التضامنية، بل سبق له المشاركة في مسيرات سابقة، أما صديقه بنعلال -الذي يدرس في السنة الأولى إعدادي- فيقول للجزيرة نت "هذا أقل جهد نبذله لإعلان التضامن مع فلسطين ودعم المقاومة".
ويضيف "أتابع على مواقع التواصل الاجتماعي ما يحدث في غزة، أشعر بالإحباط والحزن عندما أرى أهل غزة يُقتلون ويبادون بلا ذنب خاصة الأطفال، لكني أشعر بالفرح عندما أرى عمليات المقاومة التي تهاجم الصهاينة وتدمر آلياتهم".
أما نادية ابنة مدينة ملال فقد استيقظت على الساعة الرابعة من صباح يوم الأحد رفقة صديقاتها لتسافر في اتجاه الرباط. وتحمل بين يديها أعمالا يدوية من تطريز وأساور بألوان علم فلسطين ومكتوب عليها اسم غزة.
تقول، للجزيرة نت، إنها رموز فلسطينية تطرزها في لوحات وتصنع منها أساور بالعقيق لتنتشر بين الناس، وتؤكد "ندعم فلسطين بالدعاء والمقاطعة والمسيرات وأيضا بنشر الرموز الفلسطينية وجعلها جزءا من حياتنا وأعمالنا الإبداعية".
وقطع الشاب محمد أوزار مسافة 500 كيلومتر -التي تفصل بين مدينته أولاد تايمة والرباط- رفقة أصدقائه للمشاركة في المسيرة الشعبية. ويوضح للجزيرة نت، "قررنا الحضور إلى الرباط للتعبير عن دعمنا لإخوتنا في فلسطين الذين يتعرضون لحرب إبادة".
ويضيف "أن يأتي المغاربة من كل المدن للمشاركة في المسيرة معناه أننا موحدون في دعم القضية الفلسطينية ونرفض التطبيع مع الكيان الذي يبيد إخوتنا".
ومحمد شاب ينشط في مدينته في العمل المدني، إذ ينشط -كما يقول للجزيرة نت- "في نشر الوعي بين العائلات والأصدقاء والمجتمع حول القضية الفلسطينية".
محمد أوزار (يمين) جاء إلى المسيرة مع أصدقائه قاطعا مسافة 500 كيلومتر (الجزيرة) حراك تضامني شعبيوشهدت مسيرة العاصمة الرباط حضور الآلاف من مختلف المدن المغربية حاملين أعلاما فلسطينية ومغربية، ومعتمرين كوفيات ورافعين شعارات تطالب "بإسقاط التطبيع ومحاسبة إسرائيل على جرائمها ضد المدنيين".
ومن الشعارات التي رفعها المتظاهرون "المغرب أرضي حرة والمطبع يطلع برا" و"شعب فلسطين سير نحو النصر والتحرير" و"أبو عبيدة يا حبيب دمر تل أبيب" و"رغم القصف والحصار غزة حرة لا تنهار" و"إدانة شعبية للمجازر الصهيونية وللمواقف العربية".
وتعد هذه المسيرة الوطنية الشعبية الرابعة التي تشهدها المملكة منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى"، وشهدت الجمعة الماضية تنظيم حوالي 100 مظاهرة في 54 مدينة ضمن الحراك التضامني الشعبي مع أهل غزة الذي انطلق منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي.
وحسب بيانات للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، فإن عدد المظاهرات التي شهدتها المملكة إلى يوم 14 يناير/كانون الثاني الماضي، بلغ 1850 مظاهرة داعمة لغزة ورافضة للتطبيع في مختلف المدن المغربية خلال جُمعة "طوفان الأقصى" كل أسبوع، إلى جانب فعاليات أخرى أشرفت الهيئة على تنظيمها.
وتضمنت هذه الفعاليات أشكالا إبداعية تضامنية من قبيل مواكب السيارات والحافلات والدراجات، والمشاهد التمثيلية المعبرة إضافة إلى الندوات والمحاضرات للتوعية بالقضية الفلسطينية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة للمشارکة فی للجزیرة نت فی غزة
إقرأ أيضاً:
هاكان فيدان: الأسد لا يبدو مستعدًا للتطبيع
أنقرة (زمان التركية) – قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن تركيا ترغب في حدوث إطار سياسي يمكن للنظام والمعارضة التوافق عليه في بيئة خالية من الصراع.
وشدد فيدان على أهمية توفير النظام السوري إلى جانب المعارضة بيئة آمنة ومستقرة للشعب، وقال في مقابلة مع صحيفة حريات التركية: “على حد فهمنا، هو وشركاؤه ليسوا مستعدين للاتفاق مع المعارضة وتحقيق تطبيع كبير. حتى الآن، لا يبدو الأسد وشركاؤه مستعدين لحل مشاكل معينة، وفي ظل تتزايد الهجمات الإسرائيلية على سوريا، يحاول التنظيم الإرهابي وعناصر أخرى الاستفادة من هذه البيئة الفوضوية التي قد تؤدي بسوريا إلى مزيد من عدم الاستقرار، ولا أحد يرغب في حدوث هذا”.
وفي حديثه عن اللقاءات بالولايات المتحدة، ذكر فيدان أن الجانب التركي يذكر الجانب الأمريكي في اللقاءات بضرورة إنهاء التعاون مع التنظيم الإرهابي في سوريا، مفيدا أن مناقشة الأطراف لهذا الأمر بشكل متبادل يمكن اعتباره كمؤشر على قطع مسافة بهذا الصدد ولو بشكل نسبي.
وفيما يخص جهود وقف إطلاق النار في غزة، أوضح فيدان أن نتنياهو يتلاعب بطاولة المفاوضات، مشيرا إلى وضع نتنياهو شروط جديدة في كل جولة مفاوضات الأمر الذي يعكس استخدامه المفاوضات كوسيلة لتوفير الوقت من أجل تحقيق الأهداف العسكرية في ذهنه.
وأضاف فيدان أن تركيا تدعم وقف إطلاق النار منذ البداية غير أنها كانت تبلغ الأطراف أن نتنياهو يماطل لكسب الوقت، وأكمل قائلا: “في المرحلة الحالية، نرى تحركات في مفاوضات وقف إطلاق النار، لكن الشيء المهم بالنسبة لحماس هنا هو التوصل إلى وقف لإطلاق النار بطريقة يمكن أن تؤدي لمرحلة من شأنها أن تغير تصرفات إسرائيل بشكل لا رجعة فيه “.
وتطرق فيدان أيضا إلى النتائج المحتملة للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر انعقادها في الخامس من الشهر الجاري، قائلا: “قد تزداد استراتيجية نتنياهو التوسعية في المنطقة وفقًا لنتائج الانتخابات الأمريكية. هدف إسرائيل الرئيسي هو في الأساس طرد الفلسطينيين من غزة إلى مصر، ومن الضفة الغربية إلى الأردن وسيجر هذا السيناريو المنطقة إلى مزيد من عدم الاستقرار. قد لا ترغب إسرائيل في الاكتفاء بالانتقام العسكري بعد الانتخابات الأمريكية وقد يتخذ نتنياهو خطوات لتفكيك قدرات إيران النووية. وفي حال حدوث هذا، فإن احتمالية انتشار الصراع إلى بلدان أخرى ستزداد”
Tags: الانتخابات الرئاسية الأمريكيةالتطبيع التركي السوريالحرب الاسرائيلية على غزةالحرب الاسرائيلية على لبنانبشار الأسدنتنياهوهاكان فيدانوقف إطلاق النار في غزة