على الرغم الاستقرار النسبي الراهن في سوق الغاز الطبيعي المسال، إلا أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر من المرجح أن تؤدي إلى تقلبات في العرض والأسعار قد تستفيد منها دول بينها الولايات المتحدة والسعودية بينما ربما تخلق منافسة لقطر.

ذلك ما خلصت إليه واين أكرمان، وهي خبيرة في قطاع الاستكشاف والإنتاج وتطوير المشاريع الرأسمالية الكبرى، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال، عبر تحليل في "معهد الشرق الأوسط بواشنطن" (MEI) ترجمه "الخليج الجديد".

وقالت أكرمان إن "تأثير ضربات الحوثيين في البحر الأحمر على سوق الغاز كان محدودا حتى الآن؛ بسبب أنهم لم يستهدفوا سفنا محملة بالغاز المسال، والإمدادات العالمية الكافية، وشتاء أكثر دفئا من المتوسط في نصف الكرة الشمالي، وارتفاع مستويات التخزين الأوروبية".

واستدركت: "لكن السوق ستشهد بلا شك تقلبات أكبر في العرض والأسعار إذا أصبح طريق البحر الأحمر مغلقا فعليا أمام النقل البحري التجاري أو توسع النشاط العسكري في المنطقة وتصاعده".

وتضامنا مع غزة، التي تتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن تجارية في البحر الأحمر مرتبطة بإسرائيل، ومنذ يناير/ كانون الثاني الماضي، تشن الولايات المتحدة وبريطانيا هجمات على أهداف للحوثيين في اليمن.

اقرأ أيضاً

الحوثيون: عدوان أمريكي بريطاني جديد يستهدف الحديدة وصعدة

مزيد من التحولات

و"السفن التي تضطر إلى الانحراف حول رأس الرجاء الصالح (لتفادي عبور البحر الأحمر إلى قناة السويس) تتحمل أوقات شحن أطول وتكاليف وقود أكثر. وعلى الرغم من عدم توقع ارتفاع الأسعار في المرحلة الحالية، إلا أن تكاليف السلع الأساسية سترتفع بمرور الوقت"، كما زادت أكرمان.

ورأت أنه "من الممكن توقع المزيد من التحولات في السوق، إذ من المحتمل أن تحاول أوروبا تأمين كميات متزايدة من المنتجين في حوض المحيط الأطلسي، بما في ذلك الولايات المتحدة".

وتابعت: "كما سيبحث الموردون في الشرق الأوسط عن المزيد من المشترين الآسيويين، الذين يمكن الوصول إليهم دون الاضطرار إلى دخول البحر الأحمر والمرور عبر قناة السويس (أو الإبحار حول أفريقيا)، مما يقلل من تعرضهم لمضيق باب المندب".

أكرمان قالت إنه "يبدو حتى الآن أن الحوثيين يركزون على سفن الحاويات الكبيرة وناقلات البضائع، لكن ناقلات الغاز الطبيعي المسال المحملة توفر أهدافا رائعة. وقد تتمتع ناقلات الغاز الطبيعي المسال التي ترفع العلم القطري ببعض الحماية".

ومشيرةً إلى احتمال مهاجمة السفن القطرية، أردفت: "مع ذلك، سيدرك الحوثيون أنه على الرغم من أن السفينة قطرية، إلا أن الشحنة قد تكون متجهة إلى الاتحاد الأوروبي، الذي يعتبر بعض أعضائه من أشد المؤيدين لإسرائيل".

اقرأ أيضاً

قطر توقع اتفاقية لتزويد بنجلادش بالغاز الطبيعي المُسال لمدة 15 عامًا

تقسيم جغرافي عالمي

و"طالما ظلت الأصول السعودية والمياه الإقليمية محظورة على الحوثيين، فإن عدم الاستقرار المستمر في مضيق باب المندب يمكن أن يؤثر إيجابا على صناعة النفط والغاز السعودية"، كما أضافت أكرمان.

وأوضحت أنه "مع تزايد الاضطرابات الإقليمية، فإن نقاط التصدير على البحر الأحمر شمال المضيق ستوفر للسعوديين ميزة تنافسية في الأسواق الأوروبية".

وقالت أكرمان إن "عدم الاستقرار الحالي على طول ممرات الشحن في البحر الأحمر سيدفع المشترين إلى دعم المزيد من التوسع في الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة".

وزادت: "كما أن انتشار عدم الاستقرار يمكن أن يجذب السوق الآسيوية لتأمين المزيد من كميات الغاز الطبيعي المسال في أمريكا الشمالية. وسيدعم الوضع ككل تطوير وتوسيع سلاسل توريد الغاز الطبيعي المسال الجديدة التي تقلل من مخاطر الشحن".

وأفادت بأنه "يتم إنتاج نحو 24% من النفط العالمي و24% من إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية في الشرق الأوسط، ويمر حوالي 24% من هذا النفط المنتج إقليميا و20% من الغاز الطبيعي المسال عبر مضيق هرمز. وقد أوقف موردو الغاز المسال من قطر والولايات المتحدة بالفعل عبور شحناتهم عبر البحر الأحمر".

و"مع ذلك، فإن التأثير طويل المدى لانعدام الأمن في المنطقة قد يؤدي إلى مزيد من التقسيم الجغرافي للغاز الطبيعي المسال، حيث يقوم المنتجون والمشترون في المحيط الأطلسي ببناء خطوط إمداد أقوى فيما بينهم، ويتوافق المشترون الآسيويون بشكل أوثق مع منتجي الشرق الأوسط"، بحسب أكرمان.

ومضت قائلة إن "شركات الطاقة الأمريكية ستستفيد من قوة الجذب في سوق الاتحاد الأوروبي، لكن الغاز الطبيعي المسال في الساحل الغربي لأمريكا الشمالية (كندا والمكسيك والولايات المتحدة) سيصبح أيضا أكثر جاذبية للمشترين الآسيويين أثناء محاولتهم تجنب مشكلات الجفاف في قناة بنما والاضطرابات الجيوسياسية في الشرق الأوسط؛ مما يؤدي إلى مزيد من المنافسة مع الموردين في الشرق الأوسط، مثل قطر".

اقرأ أيضاً

قطر للطاقة تعلن تعليق مسار البحر الأحمر: تسليم شحنات الغاز ربما يتأثر

المصدر | واين أكرمان/ معهد الشرق الأوسط بواشنطن- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غاز مسال الحوثيون هجمات أمريكا قطر السعودية الغاز الطبیعی المسال الولایات المتحدة فی البحر الأحمر فی الشرق الأوسط المزید من

إقرأ أيضاً:

رؤية جريئة للسلام في الشرق الأوسط

سلط جاكوب هيلبرون، محرر وزميل أول غير مقيم في مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي، الضوء على رؤية المؤلف أحمد الشرعي الطموحة للسلام في المنطقة في كتابه الجديد، "تشكيل المستقبل: رؤية للسلام والازدهار في الشرق الأوسط" (Shaping the Future: A Vision for Peace and Prosperity in the Middle East)، مقدماً إياه باعتباره مدافعاً حازماً عن الإصلاح في الشرق الأوسط، ومنوهاً بالتزامه بتعزيز السلام والتسامح والتقدم على الرغم من التحديات الشخصية والسياسية الكبيرة.

الرخاء الاقتصادي يمكن أن يمهد الطريق للحريات السياسية والحكم المستقر

ولطالما دافع أحمد الشرعي، وهو الناشر المغربي لصحيفة "جيروزالم ستراتيجيك تريبيون"، عن العلاقات السلمية في الشرق الأوسط. ووفقاً لكاتب المقال، فإن إيمان الشرعي بالقيم الغربية يؤكد رؤيته لتعزيز التسامح والتفاهم في المنطقة.

وقال الكاتب إن عمل الشرعي يأتي في الوقت المناسب بشكل خاص، نظراً للتحولات الجيوسياسية الحالية، بما في ذلك إضعاف إيران وحزب الله وحماس، وإمكانية إعادة بناء الاستقرار في الشرق الأوسط. 

My full remarks this morning at @PressClubDC:

Ladies and gentlemen, good morning. It’s a pleasure to be back at the National Press Club. Thank you for the invitation and I look forward to taking your questions later.

Today the Middle East is on the cusp of fundamental change —… pic.twitter.com/DniwOVKotf

— Reza Pahlavi (@PahlaviReza) January 28, 2025

ويجمع كتاب الشرعي "تشكيل المستقبل" كتاباته الواسعة النطاق في مطبوعات بارزة مثل The National Interest وIsrael Hayom.

ويتضمن مقدمة بقلم "دوف زاخيم"، مراقب البنتاغون السابق، الذي أشاد بالشرعي باعتباره صاحب رؤية وعلى استعداد لمواجهة التحديات بشكل مباشر لتعزيز مُثُله.

اعتراف الشرعي بالتحولات الإقليمية يستكشف هيلبرون تحليل الشرعي الثاقب لديناميكيات الشرق الأوسط، مسلطاً الضوء على اعترافه المبكر بالتغيرات المحورية في المنطقة. وفي عام 2018، أشاد الشرعي بجاريد كوشنر، الذي شغل منصب مستشار دونالد ترامب في الشرق الأوسط، لإنجازاته الدبلوماسية.
وبينما رفض كثيرون كوشنر، أشار الشرعي إلى فهمه الدقيق للأولويات الإقليمية، خاصة المخاوف بشأن أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، كما لاحظ الشرعي تغييراً في المواقف بين الأجيال العربية، الذين ينظر الكثيرون منهم الآن إلى وجود إسرائيل كحقيقة واقعة ويسعون إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية بدلاً من الحروب.

VERY IMPORTANT TO WATCH

The birth of pragmatic Political Jihadism in the Middle East

We are witnessing a critical shift in the history of the Middle East. What we are seeing today is similar to what happened in the 1980s after the Islamic Revolution took over Iran.

The… pic.twitter.com/ZJAM0uta8l

— Dalia Ziada - داليا زيادة (@daliaziada) December 10, 2024
النمو الاقتصادي كمسار نحو الاستقرار

وقال الكاتب إن حجر الزاوية في رؤية الشرعي هو الاعتقاد بأن الرخاء الاقتصادي يمكن أن يمهد الطريق للحريات السياسية والحكم المستقر.

وقارن هذا النهج بنهج رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، الذي انتهت مهمته في تنشيط لبنان بشكل مأساوي باغتياله في عام 2005.

وسلط هيلبرون الضوء على تركيز الشرعي على البعد الاقتصادي للدبلوماسية، مشيراً إلى أن الاتفاقية البحرية بين إسرائيل ولبنان التي توسطت فيها الولايات المتحدة في عام 2020 حلت النزاعات التي استمرت عقوداً من الزمان حول المياه الإقليمية، مما مكَّن من استكشاف الطاقة والتعاون الاقتصادي، والذي يعده الشرعي ضربة حاسمة لخنق حزب الله لتجارة لبنان مع إسرائيل.

 إيران والإرهاب العالمي

وتشمل واقعية الشرعي بشأن الشرق الأوسط انتقاداً لا يتزعزع لإيران، التي يعدها مركز الإرهاب العالمي.

ولفت الكاتب النظر إلى تحذيرات الشرعي بشأن الدور المزعزع للاستقرار الذي تلعبه إيران، بدءاً من دعمها لحزب الله والحوثيين إلى تزويد روسيا بالطائرات دون طيار في الصراع في أوكرانيا.
ودعا الشرعي الولايات المتحدة إلى محاسبة القادة الإيرانيين على الإرهاب، واقترح اتخاذ إجراءات قانونية كوسيلة لإرسال رسالة قوية مفادها أن مثل هذه الأعمال لن يتم التسامح معها.

الفرص المستقبلية

واختتم هالكاتب مقاله بالقول إلى الشرعي يقدم رؤية جريئة وعملية للتغلب على الانقسامات التاريخية في الشرق الأوسط ورسم مسار نحو الاستقرار والتعاون.

مقالات مشابهة

  • بروكسل: ستواصل ألمانيا استقبال الغاز الطبيعي المسال الروسي عبر بلجيكا رغم الحظر الجزئي
  • عسكريون أمريكيون: الحوثيون أول من أطلق صاروخًا باليستيًا مضادًا للسفن
  • قراءة في مخاطبات ترمب تجاه الشرق الأوسط والسودان
  • ألمانيا لا تزال مركزا لواردات الغاز الطبيعي المسال من روسيا
  • باستثناء الغاز.. الاتحاد الأوروبي يمدد العقوبات على روسيا
  • رؤية جريئة للسلام في الشرق الأوسط
  • “الانتقام لأمريكا وإسرائيل” عنوانًا للتحشيد الإقليمي ضد اليمن: مرارة الهزيمة تفضحُ أهدافَ واشنطن
  • عن زلازل وشيكة في الشرق الأوسط... إليكم ما أوضحه خبير لبنانيّ
  • المغرب يبدء في الإنتاج التجاري للغاز الطبيعي
  • السوداني:تم إيقاف حرق الغاز المصاحب بنسبة 70% ولكننا مستمرين في توريد الغاز الإيراني