صناعة السيارات الكهربائية في مواجهة حرب الأسعار وانسحاب الأثرياء
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
تعيد شركات صناعة السيارات النظر في إستراتيجيات إنتاج السيارات الكهربائية مع قيام موجة جديدة من المستهلكين بتحويل تفضيلاتهم نحو خيارات كهربائية عملية وبأسعار معقولة.
ويسلط تقرير لبزنس إنسايدر الضوء على تعثر الاعتماد الأولي على السيارات الكهربائية الفاخرة باهظة الثمن، والتي كان يُنظر إليها على أنها طريق سريع لتحقيق الربحية، في الأشهر الأخيرة مع انسحاب الأثرياء من السوق.
ورغم "النكسة"، لا يزال الطلب على المركبات الكهربائية مستمرا بين مجموعة مختلفة من المستهلكين تبحث عن بدائل كهربائية عملية وفعّالة من حيث التكلفة، مع تفضيل متزايد للنماذج الهجينة على السيارات الكهربائية البحتة.
وتذكر "بزنس إنسايدر" أن مديري الأعمال يعيدون -بعد إيقاف خطط السيارات الكهربائية في أواخر العام الماضي- ضبط إستراتيجياتهم الآن للتكيف مع المشهد المتغير.
وأعلنت ماري بارا، الرئيس التنفيذي لشركة جنرال موتورز -قبل فترة- عن تحول إستراتيجي للشركة، حيث كشفت عن خطط لتحفيز مبيعات السيارات الهجينة في أميركا الشمالية.
وقالت بارا: "إن نشر تكنولوجيا المكونات الإضافية في القطاعات الإستراتيجية سيوفر بعض الفوائد البيئية للمركبات الكهربائية مع استمرار الدولة في بناء البنية التحتية للشحن"، وهو ما يسلط الضوء على التزام الشركة بالامتثال لمعايير الاقتصاد في استهلاك الوقود والانبعاثات المقترحة للسنوات القادمة، وفق موقع بزنس إنسايدر.
فولكس فاغن وشركات أخرى تسعى إلى إنتاج مجموعة سيارات كهربائية بالكامل (الأوروبية)من ناحية أخرى، أعلنت شركة فولفو السويدية أنها ستسحب التمويل المستقبلي من شركة السيارات الكهربائية التابعة لها "بوليستار"، وهو ما يشير إلى المزيد من التحديات التي تواجه الخطط التي تتمحور حول السيارات الكهربائية في الصناعة.
ويأتي هذا التغيير في أعقاب انتكاسات أخرى، بما في ذلك تقليص عملاق تأجير السيارات "هيرتز" حجم أسطولها من المركبات الكهربائية بمقدار الثلث.
ويقول موقع بزنس إنسايدر إن صناعة السيارات انقسمت فعليا إلى معسكرين فيما يتعلق بإستراتيجيات السيارات الكهربائية، حيث يهدف البعض، مثل جنرال موتورز وفولكس فاغن، إلى إنتاج مجموعة سيارات كهربائية بالكامل، بينما يركز البعض الآخر، بما في ذلك تويوتا وستيلانتس، على السيارات الهجينة القابلة للشحن على المدى القصير.
ويشير توجه جنرال موتورز الأخير نحو السيارات الهجينة إلى وجود اعتراف متزايد بين قادة الصناعة بالحاجة إلى دمج التقنيات الهجينة على المدى القريب.
شركة فولفو السويدية أعلنت أنها ستسحب التمويل المستقبلي من شركة السيارات الكهربائية التابعة لها "بوليستار" (موقع فولفو) حرب الأسعاروكانت شركة تسلا الرائدة في هذا المجال قد لعبت دورا محوريا في الاضطرابات الأخيرة في الصناعة. حيث بدأ إيلون ماسك حرب أسعار، مستفيدا من هوامش ربح تسلا المرتفعة لخفض أسعار المركبات مع الحفاظ على الربحية.
وقد أجبرت حرب الأسعار هذه شركات السيارات القديمة على إعادة تقييم مساراتها لتحقيق الربحية للمركبات التي تعمل بالبطاريات.
وفي الوقت الذي تتغلب فيه شركات صناعة السيارات القديمة على التحديات التي يفرضها تغير طلبات المستهلكين وضغوط الأسعار، يبدو أن الحل الحالي هو تحول إستراتيجي نحو السيارات الهجينة، يقول المصدر ذاته.
ويذكر موقع "بزنس إنسايدر" أن هذا التحول لا يعد بمثابة أخبار إيجابية للمستهلكين فحسب، حيث يفوق الطلب المتزايد العرض، ولكنه أيضا للتجار الذين يتوقون إلى عرض المزيد من النماذج الهجينة في صالات العرض الخاصة بهم وسط انخفاض الطلب على السيارات الكهربائية الخالصة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: السیارات الکهربائیة السیارات الهجینة صناعة السیارات على السیارات
إقرأ أيضاً:
رئيس بلدية رفح للجزيرة نت: مدينتنا منكوبة وانسحاب الاحتلال منها خادع
غزةـ وصف رئيس بلدية رفح الدكتور أحمد الصوفي المدينة بأنها "منطقة منكوبة" بعد أن حلت بها أكبر من كارثة، إثر التدمير الممنهج الذي ارتكبته قوات الاحتلال ضد المنازل السكنية والبنى التحتية وكل مقومات الحياة خلال عملية عسكرية برية شنتها في 6 مايو/أيار من العام الماضي، ولا تزال مستمرة، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وقال الصوفي، في حوار خاص مع الجزيرة نت، إن قوات الاحتلال انسحبت من عمق المدينة، ولكنها لا تزال تتمركز في معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر، وعلى امتداد الشريط الحدودي المعروف فلسطينيا باسم "محور صلاح الدين" وإسرائيليا باسم "محور فيلادلفيا" وتسيطر على المدينة كلها بقوة النيران عبر الدبابات والآليات ورافعات ضخمة مزودة بأسلحة رشاشة.
ومنذ دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ، وبحسب بيانات فلسطينية رسمية، قتلت قوات الاحتلال 22 فلسطينيا وجرحت عدداً آخر من سكان رفح الذين عادوا للمدينة لتفقد منازلهم وممتلكاتهم المدمرة بنسبة تفوق 80%، رغم أنهم كانوا خارج المنطقة المصنفة إسرائيليا بأنها حمراء ويمنع الاقتراب منها وتبعد نحو 700 متر عن المحور الحدودي.
وإزاء هذا القتل المستمر، يؤكد الصوفي أن رفح -وهي أصغر محافظات قطاع غزة الخمس- كلها حمراء والوصول إليها ينطوي على مخاطر كبيرة على الحياة، وينبغي على السكان التريث قبل اتخاذ قرار العودة إليها، حتى لو لمجرد الزيارة وتفقد المنازل والممتلكات.
إعلانوفيما يلي نص الحوار:
الدكتور الصوفي يصنف رفح بأنها منطقة منكوبة (الجزيرة) صنفتم رفح بأنها مدينة منكوبة فهل من توضيح؟حرفيا، الاحتلال حول مدينة رفح لكومة من الركام، وعندما رأيتها لأول مرة -منذ مغادرتها عشية الاجتياح العسكري الإسرائيلي في مايو/أيار الماضي- انقبضت روحي .
المدينة لم تعد كما كانت، إنها ليست رفح التي نعرفها وولدنا وترعرعنا فيها، لقد كانت صدمة كبيرة من حجم الدمار والكراهية الشديدة التي أظهرتها قوات الاحتلال لكل شيء في المدينة.
كيف كانت رفح قبل الحرب؟مساحة محافظة رفح 60 كيلومترا مربعا، ومساحة نفوذ بلدية رفح الأكبر من بين 3 بلديات في المحافظة تقدر بـ30 كيلومترا، ويسكن المحافظة 300 ألف نسمة، منهم 280 ألف نسمة في نفوذ المدينة، والباقي يتبعون بلديتي الشوكة والنصر في نطاق المحافظة.
وتشتهر رفح بأنها شريان الحياة للعالم الخارجي، بالنسبة لمليونين و300 ألف نسمة في القطاع، من خلال معبر رفح، وكذلك هي بوابة الاستيراد والتصدير من خلال معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد، علاوة على تميز المحافظة بإنتاجها الزراعي، وبها سوق كبير هو "سوق السبت" الشهير المعروف منذ عقود طويلة.
ولمدينة رفح رمزية كبيرة، ودور بارز في كل محطات النضال الوطني الفلسطيني وتعرف باسم "قلعة الجنوب" وقدمت على مدار العقود الماضية منذ نكبة 1948 تضحيات كبيرة وآلاف الشهداء والجرحى والأسرى.
وهذه المدينة ضاربة في أعماق التاريخ ويعود تاريخها لنحو 5 آلاف عام قبل الميلاد، وكانت على مر العصور ممرا للجيوش والتجارة، وهي طريق الفاتحين، وطريق الناصر صلاح الدين الأيوبي، والصحابي الجليل عمرو بن العاص.
وكيف باتت رفح اليوم بعد الاجتياح الإسرائيلي؟لقد حلت بالمدينة كارثة غير مسبوقة، ويمكن تفسير ذلك بلغة الأرقام:
%80 من منازل المدينة سويت بالأرض، وتعادل 16 ألف بناية تحوي 35 ألف وحدة سكنية تم تدميرها بشكل كلي وبليغ غير قابل للعيش. 30 مقرا لبلدية رفح من أصل 36 مقرا دمرت بالكامل بما في ذلك المقر الرئيسي. 15 بئر مياه من أصل 24 بئرا دمرت. %70 من شبكات الصرف الصحي تعرضت للتخريب ما حول المدينة إلى بيئة موبوءة بالأمراض والأوبئة. 291 كيلومترا طوليا من الشوارع والطرق دمرت وجرفت بالكامل. تدمير 4 مدارس بشكل كامل، إلى جانب أضرار جسيمة في بقية المؤسسات التعليمية. خروج 9 مراكز طبية عن الخدمة نتيجة للدمار منها 4 مستشفيات (مستشفى أبو يوسف النجار الرئيسي، مستشفى الولادة، المستشفى الإندونيسي، المستشفى الكويتي). 81 مسجدا دمرت بالكامل، و47 مسجدا تعرضت لأضرار جسيمة. آلاف الدونمات الزراعية جرفت، والأشجار والدفيئات تم إبادتها بالكامل. تدمير جزء من المدينة على طول الحدود مع مصر، بطول 9 آلاف متر وعرض يتراوح بين 500 و900 متر، مما أدى إلى محو 90% من التجمعات السكنية في حي السلام والبرازيل ومخيم رفح. الدمار طال آلاف المنازل السكنية والبنى التحتية في رفح وكذا المرافق العامة كالمستشفيات (الجزيرة) لماذا كل هذا التدمير؟ إعلانالتدمير الذي ارتكبته قوات الاحتلال في رفح دافعه انتقامي من هذه المدينة وأهلها، وليس له مبرر عسكري، وقد بدا الإصرار الإسرائيلي على الاجتياح وتدمير المدينة رغم التحذيرات الدولية من ذلك، وقد كانت تحتضن عشية اجتياحها نحو مليون نازح من مختلف مناطق القطاع، وذهب الاحتلال في تهديده لآخر مدى واجتاح رفح بالكامل، وانتقم من المنازل والمباني والمؤسسات ودمرها كليا.
هل هناك تقدير للخسائر؟ليس لدينا قيمة للخسائر الإجمالية للدمار الهائل الذي طاول كل شيء في المدينة، ولكن خسائرنا كبلدية من مقار ومقدرات وبنية تحتية خاصة بنا حوالي 350 مليون دولار.
رغم وقف النار تبدو رفح وكأنها خارج الاتفاق وتعيش أجواء الحرب فبماذا تفسر ذلك؟الاحتلال تحدث عن منطقة حمراء حوالي 700 متر في عمق رفح وعلى امتداد المحور الحدودي، علما بأنها مدينة مستطيلة الشكل، ويمتد المحور على طول 14 كيلومترا، وعمقها حتى حدود نطاق بلدية خان يونس المجاورة لا يتجاوز 6 كيلومترات، وهذا العمق يعتبر روح المدينة ومركزها الحيوي من أسواق ومراكز تجارية ومنشآت عامة ومقار حكومية وتجارية وأهلية.
ونتيجة الدمار الهائل تبدو رفح مكشوفة بالكامل لجيش الاحتلال المتمركز على امتداد المحور الحدودي، وأي عودة للمدينة تجعل العائد مكشوفا للدبابات والرافعات، ومن دون انسحاب كامل للاحتلال من المحور ستبقى رفح منطقة خطرة للغاية، ولا يمكن عودة السكان إليها واستئناف الحياة فيها.
بالتالي لا عودة للحياة مع وجود الاحتلال على المحور أليس كذلك؟نعم، إن وجود الاحتلال يعني أن نصف المدينة الجنوبي القريب من المحور غير متاح الوصول إليه، وهي مناطق حمراء بالغة الخطورة، ورغم أن المناطق الشمالية الغربية والشمالية والشرقية آمنة نسبيا لبعدها عن المحور، إلا أن الخطر يطالها بقوة النيران من خلال الدبابات والآليات والرافعات الضخمة المزودة بأسلحة رشاشة والمنتشرة على امتداد الشريط الحدودي وتحكم قبضتها على المدينة بأكملها.
إعلانوندعو السكان للتريث وعدم التعجل بالعودة للمدينة خاصة مناطق الوسط والجنوب، لأنها منكوبة ومدمرة وليس بها أي من مقومات الحياة، علاوة على وقوعها تحت النار، ونعمل في البلدية حاليا بكل ما نستطيع لتمكين السكان من العودة الآمنة وبهدوء.
رئيس بلدية رفح: ما ارتكبته قوات الاحتلال دافعه انتقامي من أهل مدينتي (الجزيرة) ما تقديراتكم للعائدين لرفح؟في النصف الشمالي من رفح عدد كبير من سكانه لم ينزح، ويقدرون بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بنحو 44 ألف نسمة، بينما المناطق والأحياء والمخيمات في عمق المدينة ونصفها الجنوبي العودة إليها خطرة، ومرتبطة بانسحاب قوات الاحتلال من المحور، وكذلك بتوفر مقومات الحياة الأساسية وأهمها المياه والصرف الصحي التي تعرضت شبكتها وآبارها وبنيتها التحتية لدمار كبير.
ماذا بشأن معبر رفح؟لا يزال المعبر تحت الاحتلال، ولم يتم التواصل معنا بخصوص إعادة فتحه وتشغيله، ووصلنا بآلياتنا على بعد 900 متر من المعبر لتأهيل الطرق أمام حركة المسافرين عبر معبر رفح في حال تشغيله، وكذلك أمام حركة الشاحنات من وإلى معبر كرم أبو سالم القريب منه.
ولا نعلم حتى اللحظة حجم الدمار في المعبر، وفي الطرق المحاذية والمؤدية إليه، وفي حال التنسيق معنا سنقوم بتهيئة الشوارع والطرق من أجل استئناف العمل به.
إزاء ما تعرضتم له خلال الحرب وسنوات الحصار الطويلة ما احتياجاتكم كبلدية؟استشهد 5 من طواقم البلدية بينهم عضو مجلس بلدي، وأصيب 15 آخرون خلال الحرب، وفور دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ، نفذنا خطة طارئة وقمنا بفتح الشوارع الرئيسية لتسهيل حركة سيارات الإسعاف والدفاع المدني والناس، كمرحلة أولى.
وفي المرحلة الثانية سنقوم بفتح الشوارع الفرعية رغم امكانياتنا الضعيفة، حيث استعنا بشركات محلية، ولابد هنا من الإشارة إلى أن آلياتنا قديمة ولا تستطيع التعامل مع الدمار الهائل، سواء للبحث عن شهداء وانتشال جثثهم أو لرفع الركام والعمل على إعادة تدويره واستخدامه في عمليات إعادة الإعمار.
إعلانونحتاج كل شيء في بلدية رفح التي يعود تاريخ إنتاج أحدث آلية لديها للعام 2005، وباقي آلياتها تعود لتسعينيات القرن الماضي، وحسب النظم العالمية المفترض استبدال هذه الآليات كل 5 سنوات.
هل هناك مفقودون في رفح؟حسب الدفاع المدني كان هناك 170 جثة تحت الأنقاض، خاصة بالمنطقة الغربية من المدينة، وتم انتشال 130 جثة منها بعد اتفاق وقف إطلاق النار، ولا نعلم إذا كانت هناك أعداد أخرى، وستتكشف بعد إزالة الأنقاض.