المتحدث باسم صحة غزة لـ عربي21: الاحتلال يستكمل تدمير المنظومة الصحية
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
لا زال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مستمرا منذ 8 تشرين أول /أكتوبر 2023، وشمل هذا العدوان قصفا جويا وبريا وبحريا عشوائيا طال كل شيء سواء بيوت أو مبانِ حكومية.
كما شمل القصف والعدوان الإسرائيلي مستشفيات ومؤسسات صحية وطواقم طبية وسيارات إسعاف، ما أدى إلى خروج معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة.
وكانت مجزرة مستشفى المعمداني، التي حدثت نتيجة قصف محيطه في 17 تشرين أول /أكتوبر أولى الهجمات الإسرائيلية التي طالت القطاع الطبي، وتبعه بعد ذلك هجوم واسع ضد بقية المستشفيات وعلى رأسها مجمع الشفاء الطبي، وهو المجمع الأكبر في قطاع غزة.
ولتبرير هجومه على المستشفيات، ادعى الاحتلال بأنها مراكز عسكرية وتحوي مقارا لقيادات المقاومة، وعلى الرغم من عدم مقدرته على إثبات ذلك، لا زال يصر على مهاجمة واقتحام هذه المستشفيات، ما أدى إلى خروج أكثر من 30 مستشفى عن الخدمة.
كما قام الاحتلال الإسرائيلي باستهداف ممنهج للطواقم الطبية، حيث قتل عدد كبير منهم، كما اعتقل عدد من مدراء المستشفيات، وقصف عدد كبير من سيارات الإسعاف، ومنع وصول الكثير منها لنقل الجرحى.
ولتقييم وضع القطاع الصحي والطبي في قطاع غزة، التقت "عربي21" بالمتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الدكتور أشرف القدرة، والذي أكد أن الاحتلال الإسرائيلي لا زال يستخدم كل الأساليب العدائية لاستكمال تدمير المنظومة الصحية في قطاع غزة.
وقال القدرة، إن الاحتلال قتل خلال استهدافه للطواقم الطبية 340 من كوادرها، وخاصة من الطواقم الطبية المتخصصة، مشيرا إلى أن هناك آلاف من الجرحى والمرضى يحتاجون للخروج من قطاع غزة للعلاج، نظرا لفقر القطاع وحاجته لكثير من الاحتياجات الطبية وحاجته أيضا لكوادر طبية تخصصية.
وتاليا نص الحوار كاملا:
ضعنا في صورة الوضع الطبي والمؤسسات الطبية في قطاع غزة والمنظومة الصحية ككل؟
الاحتلال الإسرائيلي لا زال يستخدم كل الأساليب العدائية لاستكمال تدمير المنظومة الصحية في قطاع غزة، حيث استهدف العدوان الإسرائيلي 150 مؤسسة صحية وقام بإخراج 30 مستشفى و 53 مؤسسة للرعاية الأولية عن الخدمة.
أيضا تم استهداف وتدمير 123 سيارة اسعاف، إضافة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى الان إلى اخراج مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في خانيونس عن الخدمة.
كذلك يسعى لإخراج مجمع ناصر الطبي عن الخدمة، نتيجة الاستهداف المُركز والحصار الذي دام حتى اللحظة 21 يوما.
بالتالي الاحتلال الإسرائيلي لا زال يركز عدوانه المستمر على المنظومة الصحية، والتي قتل 340 من طواقمها الطبية وخاصة الطواقم الطبية المتخصصة، والتي تشكل عصب الخدمات الصحية التخصصية.
أيضا استهدف الطواقم الطبية من خلال الاعتقال، حيث تم اعتقال 99 فرد من الكوادر الطبية على رأسهم مدراء مستشفيات شمال قطاع غزة بشكل كامل، حيث تم اعتقال مدراء مجمع الشفاء الطبي ومجمع كمال عدوان ومستشفى العودة.
كما أن الاحتلال الإسرائيلي لا زال مستمر في عملية تقويض المنظومة الصحية بعد تدميرها من خلال السيطرة على المساعدات الطبية التي تدخل إلى قطاع غزة، حيث لا زال يتحكم في كمية ونوعية ومسار المساعدات التي تدخل القطاع، والتي تدخل خارج احتياجات وزارة الصحة.
حيث أن الطواقم الفنية التي تراقب المساعدات الطبية التي تدخل إلى القطاع، أفادتنا بأن أقل من 30 في المائة هو حجم الاستفادة من مجمل المساعدات الطبية التي وصلت إلى القطاع.
بالتالي فإن هناك 70 في المائة مما دخل إلى قطاع غزة هو خارج احتياجات وزارة الصحة وسيبقى رابضا دون استفادة منه في قطاع غزة، خاصة أن مجمله كان عبارة عن لوازم كورونا وكذلك أكفان وبعض المستهلكات الطبية غير المستخدمة، بالتالي كما قلت الاحتلال الإسرائيلي لا زال يستخدم كل الأساليب العدوانية لتدمير المنظومة الصحية.
كما أن الاحتلال الإسرائيلي يلوح الان باجتياح مدينة رفح، وأساسا الخدمات الصحية فيها هشة للغاية، ولا تستطيع تحمل تبعات هذا الاجتياح، حيث أن مستشفى أبو يوسف النجار وهو المستشفى الحكومي الوحيد في هذه المدينة قدرته الاستيعابية 63 سرير فقط وهو أصلا مكتظ، وبالتالي لا يستطيع تحمل تبعات الاجتياح البري.
أيضا يوجد في المدينة المستشفى الإماراتي وهو مخصص للنسائية والتوليد فقط، إضافة لوجود المستشفى الكويتي وهو صغير جدا، ولا يمكن أن يلبي أقل من الحد الأدنى للاحتياجات اليومية للمواطنين، وبالتالي إذا أقدم الاحتلال الإسرائيلي على اجتياح مدينة رفح، سيكون هناك مجازر وإبادة جماعية مُحققة سيذهب ضحيتها آلاف المواطنين.
لا زال الاحتلال يحاصر مجمع ناصر الطبي وهو الأكبر في جنوب القطاع، ما دلالة حصار الاحتلال له ومحاولة إخراجه عن الخدمة؟
نعم، لا زال الاحتلال الإسرائيلي يحاصر مجمع ناصر الطبي منذ 21 يوما، وهو المجمع الأكبر في جنوب قطاع غزة ويشكل العمود الفقري للقطاع الصحي هناك، ولهذا فإن خروجه عن الخدمة سيشكل خطورة بالغة على حياة آلاف المرضى والجرحى، وكذلك النساء الحوامل والأطفال الخُدج والعناية المكثفة ومرضى الفشل الكلوي.
ونحن هنا نتحدث عن أكثر من 300 ألف نسمة لا زالوا موجودين في مدينة خانيونس، وبالتالي إخراج هذا المستشفى عن الخدمة سيشكل اعداما حقيقا لآلاف الجرحى والمرضى.
أيضا استمرار استهداف مستشفى ناصر ومحيطه وكذلك منع إدخال الوقود والأدوية والطعام يشكل خطورة بالغة ويضع كافة الموجودين فيه في دائرة الموت، حيث لا زال يوجد فيه 300 من الكوادر الصحية و 450 من الجرحى والمرضى، إضافة إلى أكثر من عشرة آلاف نازح لا زالوا موجودين داخل هذا المجمع، وبالتالي الوضع الإنساني والصحي فيه كارثي للغاية.
في ظل الاستهداف المتواصل للمنظومة الصحية، ما هي أهم الاحتياجات حتى يمكن تفادي الأزمة التي قد تتسبب بقتل الآلاف من الناس؟
بالمقام الأول المطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بشكل كامل، ثانيا وزارة الصحة رفعت كشوفات منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي بكل احتياجاتها للأطراف والمؤسسات الدولية، ولكن للأسف حتى اللحظة الاحتلال يتعمد في منع إدخال احتياجاتنا الملحة، ويقوم بإدخال الأدوية والمستهلكات الطبية خارج احتياجات وزارة الصحة وبكميات محدودة ولا زال يرفض وصولها إلى شمال قطاع غزة.
أيضا نحتاج إلى إعادة إعمار المستشفيات والمراكز التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي، ونحتاج إلى إرجاع كافة الطواقم الطبية إلى شمال قطاع غزة من أجل استعادة العافية وتشغيل أجزاء مما تبقى من المستشفيات هناك، من أجل تأمين الخدمة الصحية لأكثر من 600 ألف نسمة لا زالوا موجودين في منطقة غزة وشمال قطاع غزة.
كما أننا نحتاج إلى توفير الوقود بشكل كامل إلى كافة المستشفيات، وتوفير الاحتياجات الدوائية التي تضمن استمرار الخدمات الصحية أمام حاجة المواطنين، إضافة إلى ذلك هناك أكثر من 2 مليون مواطن باتوا نازحين في مراكز الإيواء يفتقرون إلى أبسط المقومات المعيشية.
حيث يفتقرون إلى المياه الصالحة للشرب والتغذية السليمة ومياه النظافة الشخصية، أيضا يفتقرون إلى المتابعة الصحية، وتنتشر بينهم الأمراض المُعدية والأوبئة والأمراض الجلدية والجدري المائي والتهابات الكبد الوبائي وغيرها.
وبالتالي نحن نطالب المؤسسات الأممية بالوقوف عند مسئولياتها، لتوفير سبل الحياة الكاملة لهؤلاء النازحين وضمان عودتهم إلى أماكن سكناهم وتوفير الأطعمة المناسبة والشراب والمياه المناسبة، أيضا توفير الرعاية الصحية الكاملة.
ونحن نتحدث هنا عن أكثر من 900 ألف طفل يحتاجون إلى تغذية سليمة وماء سليم وكذلك رعاية صحية سليمة، إضافة إلى أكثر من 60 ألف سيدة حامل تحتاج إلى متابعة طبية، أيضا هناك 350 من المرضى المصابين بالأمراض المزمنة يحتاجون إلى المتابعة الطبية وتوفير الأدوية، أيضا هناك أكثر من 1100 من مرضى الفشل الكلوي يحتاجون الى متابعة طبية.
وبالتالي نحن نحتاج إلى دعم حقيقي للمنظومة الصحية هذا من جانب، ومن جانب أخر نحن نحتاج إلى تدفق المساعدات الطبية التي لا زالت عالقة في الجانب المصري من معبر رفح.
أيضا نحتاج إلى خروج ومغادرة المرضى وجرحى العدوان الإسرائيلي إلى خارج القطاع، حيث لدينا 11 ألف جريح يحتاجون إلى خروج عاجل لإنقاذ حياتهم، ولدينا أكثر من عشرة آلاف مريض بالسرطان ليس لديهم علاج في القطاع، كذلك نحتاج لتوفير آلية ضامنة تضمن خروج مئات الجرحى يوميا إلى خارج قطاع غزة لعدم توفر العلاج لهم داخله.
في ظل العدد الكبير من الجرحى والمرضى في القطاع، هل توجهون دعوة للمؤسسات الدولية من أجل توفير كوادر طبية مساندة؟
بالتأكيد، فنحن فقدنا الكثير من الطواقم الطبية، حيث فقدنا المئات من الكوادر سواء بالاستشهاد أو الاعتقال أو الإصابة أو التشريد، ولهذا حجم الكادر الطبي الذي يعمل الان في مستشفيات القطاع هو فقط أقل من 5- 10 في المائة.
وبالتالي نحن طالبنا ولا زلنا نطلب من كافة دول العالم بتوفير الفرق الطبية المتخصصة وفق احتياجات وزارة الصحة، وتوفير المستشفيات الميدانية لتشكل اسنادا حقيقيا لمستشفيات قطاع غزة والمنظومة الصحية فيه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الاحتلال الفلسطينية فلسطين غزة الاحتلال المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أن الاحتلال الإسرائیلی المساعدات الطبیة التی احتیاجات وزارة الصحة العدوان الإسرائیلی المنظومة الصحیة الطواقم الطبیة الجرحى والمرضى فی قطاع غزة التی تدخل إضافة إلى عن الخدمة الصحیة فی نحتاج إلى إلى خروج أکثر من
إقرأ أيضاً: