العراق يبحث مع الولايات المتحدة صياغة جدول زمني لسحب قواتها
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
أعلن الجيش العراقي، أن بغداد وواشطن تناقشان صياغة جدول زمني "لخفض مدروس وتدريجي وصولاً إلى إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي" في العراق.
وقال المتحدث باسم الجيش العراقي اللواء يحيى رسول، الأحد، في ختام اجتماعات اللجنة العسكرية العراقية العليا مع قوات التحالف الدولي، والذي ناقش تقدير الموقف العسكري ومستوى الخطر والبيئة العملياتية وقدرات القوات المسلحة العراقية.
وأضاف أنه "طالما لم يعكر صفو المحادثات شيء، فإن الاجتماعات ستتواتر بصورة دورية لإتمام أعمال اللجنة بالسرعة الممكنة".
وتابع رسول: "سيتم بناءً على هذه الاجتماعات صياغة جدول زمني لخفض مدروس وتدريجي وصولا إلى إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش والانتقال إلى علاقة ثنائية".
وفي 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أن اجتماعات مجموعة العمل التابعة للجنة العسكرية الأمريكية-العراقية العليا المشكلة بين البلدين، ستبدأ بحث مستقبل الوجود العسكري الأمريكي هناك.
لكن بعد أقل من 24 ساعة، قُتل 3 جنود أمريكيين في هجوم بالأردن، قالت الولايات المتحدة إن جماعات متشددة متحالفة مع إيران في سوريا والعراق هي من نفذته.
اللجنة العسكرية العراقية العليا تستأنف اجتماعاتها مع قوات التحالف
استأنفت اللجنة العسكرية العراقية العليا، اجتماعاتها مع قوات التحالف الدولي @CoalitionAR في بغداد يوم الأحد ١١ شباط ٢٠٢٤، لتقدير الموقف العسكري ومستوى الخطر والبيئة العملياتية وقدرات القوات المسلحة العراقية، حيث… pic.twitter.com/xhhQHHQMj5
اقرأ أيضاً
بعد مقتل قيادي بحزب الله العراقي.. بغداد تهدد التحالف الدولي بإنهاء مهامه
وفي عام 2014، تشكل التحالف العسكري الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العراق بهدف محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ويتواجد مئات العسكريين من دول أخرى أغلبها أوروبية في العراق، في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي تأسس لمكافحة "داعش".
وللولايات المتحدة وحدها نحو 2500 جندي في العراق يقدمون المشورة والمساعدة للقوات المحلية، من أجل منع عودة التنظيم.
واللجنة العسكرية العليا هي استمرار للمسار الذي التزم به الطرفان، خلال حوار التعاون الأمني المشترك بين الولايات المتحدة والعراق، الذي عقد بواشنطن في 7-8 أغسطس/ آب 2023، وفق وزارة الدفاع الأمريكية.
وفي الآونة الأخيرة، تصاعدات مطالبات في العراق بإنهاء مهمة التحالف الدولي وانسحاب القوات الأمريكية من البلاد، إثر ضربات متبادلة بين هذه القوات وجماعات عراقية مسلحة مرتبطة بإيران، على خلفية حرب إسرائيلية مدمرة تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة والتي ذهبت بتل أبيب إلى محكمة العدل الدولية للمرة الأولى في تاريخها، تشهد المنطقة توترات متصاعدة وضربات متبادلة بين إسرائيل وحليفتيها الرئيسيين الولايات المتحدة وبريطانيا من جهة، وجماعات مسلحة داعمة للفصائل الفلسطينية، متمثلة في "حزب الله" اللبناني، وجماعة الحوثي اليمنية، و"المقاومة الإسلامية في العراق" المدعومين من إيران.
اقرأ أيضاً
العراق يعلن الاتفاق مع أمريكا على خفض تدريجي لمستشاري التحالف الدولي
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: العراق قوات أمريكية داعش أمريكا التحالف الدولي قوات التحالف الدولی الولایات المتحدة العراقیة العلیا اللجنة العسکریة
إقرأ أيضاً:
الميليشيات العراقية تجر البلاد إلى الصراع بين إسرائيل وإيران
تناول المحلل السياسي محمد صالح، موقف العراق الهش في ظل الصراع الإيراني الإسرائيلي المتصاعد، مشيراً إلى أن تورط بغداد في هذا الصراع لا ينبع من المصالح الوطنية بل من طموحات إيران الاستراتيجية، من خلال ميليشياتها.
يواجه رئيس الوزراء تحدياً محورياً ويتعين عليه الاستفادة من موارد الدولة للسيطرة على الميليشيات.
وقال صالح، وهو زميل أول غير مقيم في معهد أبحاث السياسة الخارجية وخبير في الشؤون العراقية، في تحليله بموقع "ناشونال إنترست"، إنه إذا فشلت الحكومة العراقية في اتخاذ الموقف المناسب وتأكيد سيطرتها على الأوضاع، فإن الأمة مهددة بالتورط في مواجهة مدمرة من شأنها أن تدمر أمنها الداخلي وبنيتها الأساسية. صراع متصاعدفي أوائل أكتوبر (تشرين الأول) 2023، شنت الميليشيات العراقية المتحالفة مع إيران هجوماً بطائرة دون طيار على مرتفعات الجولان، مما أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين، وهو ما يؤكد التورط المتزايد للميليشيات العراقية في المواجهة الأوسع بين إيران وإسرائيل. ومنذ بدء الصراع في غزة في الشهر نفسه، شنت تلك الميليشيات أكثر من 200 هجوم على القوات الأمريكية والإسرائيلية في العراق وسوريا، معتبرة هذه الإجراءات بمنزلة رد على الدعم الأمريكي لإسرائيل.
#IQD
The government is helpless.. The dollar continues to destabilize the economy in Iraq.Stopping currency auctions is the onlyway. pic.twitter.com/brcCrsN8yQ
ومنذ مقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، كثفت هذه الميليشيات عملياتها ضد الأهداف الإسرائيلية. وتوضح هذه الاستراتيجية المتزامنة نفوذ طهران، حيث تضع الميليشيات نفسها كلاعب رئيسي في "محور المقاومة" الإقليمي.
الدور المزدوج للعراقتعمل الميليشيات الموالية لإيران ضمن قوات الحشد الشعبي العراقية، التي تشكلت في البداية لمحاربة داعش. وفي حين تتلقى قوات الحشد الشعبي تمويلاً وأسلحة من الدولة، تعمل فصائلها أيضاً كقوى عابرة للحدود الوطنية تتماشى مع أجندة إيران الإقليمية. وتجسد العديد من هذه الجماعات الشيعية، التي أنشأها ودعمها الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، نفوذ طهران في العراق، مما يخلق منطقة رمادية بين سلطة الدولة والولاء الأجنبي.
وأدت هذه الثنائية إلى توترات داخل العراق، حيث تكافح الحكومة تحت قيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لاحتواء تصرفات الميليشيات. وغم الإصلاحات التي تهدف إلى السيطرة على هذه الجماعات، فإن الميليشيات تعمل بشكل مستقل، وغالباً ما تتجاهل سياسة الدولة. ويسلط تورطهم في الصراعات الإقليمية، مثل الحرب الأهلية السورية، الضوء على انحرافهم عن الموقف الرسمي للعراق، مما يؤكد ولاءهم لطهران على بغداد.
The persistent tensions between Iraq’s Shia ruling elite and the United States have fostered a climate that is increasingly unfavorable for Western investment. @YerevanSaeed and @Aziz1Sardar https://t.co/69NoqRnwLi
— AGSIW (@GulfStatesInst) October 30, 2024 سلطة العراق المحدودة ودعا رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مؤخراً إلى ممارسة ضغوط عالمية على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية في غزة ولبنان، مع الحفاظ على حياد العراق في الصراع. ومع ذلك، فإن هذا الموقف معرض للخطر بسبب تصرفات الميليشيات، والتي تبدو خارجة عن سيطرته. وفي حين يقدم العراق الدعم الإنساني للاجئين الفلسطينيين واللبنانيين، يعارض العديد من العراقيين المزيد من التورط في الصراع الإيراني الإسرائيلي، خوفاً من آثاره المزعزعة للاستقرار. الصراع الدستوري ومسألة السلطة وأكد علي الأسدي، أحد زعماء حركة حزب الله النجباء - وهي ميليشيا موالية لإيران - أن الفصائل المسلحة العراقية، لا الدولة، هي التي تمتلك هذه السلطة، بحجة أن العراق ما يزال تحت النفوذ الأمريكي. ويتعارض هذا الموقف مع التفويضات الدستورية العراقية التي تمنح سلطة إعلان الحرب للرئيس ورئيس الوزراء، في انتظار موافقة البرلمان. ويوضح تجاهل الفصائل المسلحة للقنوات الرسمية الصراع المستمر على السلطة بين الحكومة المركزية العراقية والميليشيات المدعومة من إيران. تداعيات إقليمية ورد فعل إسرائيلي محتمل وقال الباحث: في حين لم تستهدف إسرائيل الأراضي العراقية بعد، فإن الضربات الانتقامية الأخيرة على قوات الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان تشير إلى أن الأراضي العراقية قد تواجه قريباً إجراءات مماثلة، وهو ما قد يخلق بيئة مناسبة لعودة جماعات متطرفة مثل داعش واستغلالها الفوضى في التجنيد وتحقيق مكاسب إقليمية. ويوضح صعود داعش والجماعات الطائفية الأخرى على مدى العقدين الماضيين كيف تغذي الاضطرابات الإقليمية أجندات المتطرفين. لذا فإن التدخل الإيراني في العراق قد يخلف عواقب وخيمة، مما يزيد من إجهاد استقرار البلاد الهش. أمن الطاقة الإقليمي وأضاف الكاتب "بعيداً عن حدود العراق، قد تؤدي أنشطة الميليشيات العراقية إلى تعطيل أمن الطاقة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. ومن شأن مثل هذه الإجراءات أن ترسل موجات صدمة عبر أسواق الطاقة العالمية، مما يجبر الجهات الفاعلة الدولية على الاستجابة وربما يجتذب قوى جديدة إلى الصراع. ومع تاريخ من الهجمات، فإن تهديدات الميليشيات العراقية تحمل ثقلاً كبيراً، مما يسلط الضوء على العواقب العالمية لموقف العراق الهش". مسار العراق إلى الأمام واختتم الباحث مقاله بالقول: "بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة في العراق، يواجه رئيس الوزراء تحدياً محورياً ويتعين عليه الاستفادة من موارد الدولة للسيطرة على الميليشيات، ومواءمة أفعالها مع مصالح العراق وليس مصالح إيران. ويهدد الفشل في كبح جماح الميليشيات بجر العراق إلى دوامة إقليمية أوسع نطاقاً، وهو سيناريو قد يكون له عواقب مدمرة على كل من العراق والشرق الأوسط على نطاق أوسع".