اتهامات للنظام السوري بزعزعة استقرار التنف.. هل تنسحب القوات الأمريكية؟
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
اتهم عبد الرزاق خضر المتحدث الرسمي باسم "جيش سوريا الحرة" المدعوم من "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن، النظام السوري بزعزعة استقرار منطقة التنف عند المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي، معتبراً في حديث خاص لـ"عربي21" أن المنطقة باتت محط أنظار جميع الأطراف الفاعلة في الشأن السوري.
وأوضح أن النظام السوري يعمد من خلال وكلاء على إقناع سكان مخيم الركبان الذي يقع في المنطقة بالعودة إلى مناطق سيطرته، مبيناً أن "النظام يتحدث عن إلغاء جميع الملاحقات الأمنية للعائدين من المخيم".
يأتي ذلك بعد تعرض المنطقة إلى أكثر من هجوم مؤخرا من قبل إيران ومجموعات تابعة لها، انطلاقا من الأراضي العراقية، على حد تأكيده.
وقال خضر إن الهدف من كل ذلك، هو زيادة الضغط على سكان المنطقة و"جيش سوريا الحرة"، لافتاً إلى تعرض المنطقة ومنازل عائلات من الجيش إلى هجمات بالمسيرات، لم تخلف أي أضرار.
حصار خانق
بدوره، تحدث رئيس المجلس المحلي في مخيم الركبان محمد أحمد الدرباس، عن تشديد النظام السوري للحصار المفروض على منطقة التنف، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء بأضعاف مقارنة بالأسعار في مناطق سيطرة النظام.
وأضاف لـ"عربي21" أن منطقة التنف تعتمد لتأمين الغذاء على المواد القادمة من مناطق سيطرة النظام، متهماً الأخير بفرض ضرائب كبيرة على الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية، ومنع وصول الأدوية.
وقال إن "الدعم الذي يقدمه التحالف لسكان المخيم لا يكفي حاجة السكان، بحيث يقتصر الدعم على الدقيق لإنتاج الخبز، والكميات المخصصة غير كافية".
وعلى حد تأكيد الدرباس، يؤوي المخيم حاليا نحو 9 آلاف نازح غالبيتهم من أهالي مدينة تدمر والقريتين بريف حمص، ودير الزور وريفها، وريف حماة وحلب ودمشق.
وفي العام 2017، كان عدد سكان المخيم يفوق الـ80 ألف نازح، غير أن الحصار الذي فرضه النظام على المخيم منذ العام 2019، والظروف الصعبة أسهمت في انخفاض عدد سكان المخيم.
هجمات إيرانية وروسية
ومؤخرا، تصاعدت الضربات التي تتعرض لها المنطقة، من روسيا وإيران والنظام السوري، ويضع الباحث في مركز "جسور للدراسات" وائل علوان الحصار ومحاولات النظام إفراغ المنطقة من السكان في إطار سياسة إيران الهادفة إلى زيادة الضغط على القواعد الأمريكية في سوريا.
ويقول لـ"عربي21"، إن إيران تريد من خلال الضغوط التفاوضية استفزاز الموقف الأمريكي، لدفع واشنطن إلى تقديم تنازلات من الإدارة الأمريكية الحالية، حيث تخشى طهران عودة إدارة أمريكية "جمهورية" للبيت الأبيض، في الانتخابات الأمريكية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر القادم.
وفي 28 كانون الثاني /يناير الماضي، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية عن مقتل 3 جنود أمريكيين في هجوم بطائرة مسيرة ضرب قاعدة شمال شرق الأردن قرب الحدود مع سوريا، في محيط قاعدة التنف.
وقبل ذلك تعرضت القاعدة لهجمات بالمسيرات الإيرانية، وقبلها لغارات جوية روسية، ما يعني وفق العديد من المراقبين أن هناك ما يشبه تقاطع المصالح بين النظام وإيران وروسيا على استهداف التنف، بغية دفع الولايات المتحدة إلى الانسحاب من هذه المنطقة التي توصف بـ"الاستراتيجية" والهامة لمراقبة نشاط إيران وتحركاتها بين العراق وسوريا.
ما خيارات الولايات المتحدة؟
ويطرح تصاعد الهجمات ضد قاعدة التنف تساؤلات عن احتمال انسحاب الولايات المتحدة منها، يقول الباحث في "المجلس الأطلنطي" قتيبة إدلبي، إن التركيز على استهداف قاعدة التنف يأتي ضمن استراتيجية إيرانية- روسية، تهدف إلى إخراج الولايات المتحدة من سوريا.
ويضيف لـ"عربي21"، أن استهداف المنطقة أو القاعدة الأمريكية فيها هو أسهل من استهداف القواعد الأمريكية الأخرى في دير الزور والحسكة، لأن المنطقة معزولة وعدم وجود طرف محلي مسيطر فيها.
وعن أهمية المنطقة يوضح إدلبي أن أهمية منطقة التنف تأتي من وقوعها على طريق الإمداد الإيراني من العراق إلى سوريا ولبنان، مبينا أن "القاعدة تتيح لواشنطن جمع معلومات استخباراتية متقدمة للولايات المتحدة و"إسرائيل"، ما يعني أن القاعدة مهمة للولايات المتحدة والحلفاء أيضا".
أما عن خيار الانسحاب الأمريكي، فقد أكد إدلبي إن خيار الانسحاب يتم النقاش فيه، لكن لا وجود لخطة انسحاب في المدى القريب على الأقل في العام الجاري والعام 2025.
وعن السيناريوهات القادمة، يربط الباحث المقيم في الولايات المتحدة بين مستقبل التواجد الأمريكي في التنف وبين نجاح واشنطن في حل الإشكاليات مع العراق، ويقول: "الوجود الأمريكي في سوريا يعتمد على الجسر البري والدعم اللوجستي الذي يصل القواعد الأمريكية في سوريا من العراق".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية النظام السوري التنف إيران إيران امريكا النظام السوري التنف المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة النظام السوری منطقة التنف
إقرأ أيضاً:
صورة أقمار صناعية تكشف تحركا إسرائيليا يتعدى على المنطقة العازلة مع سوريا.. والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر
(CNN)-- اتهمت الأمم المتحدة إسرائيل بارتكاب "انتهاكات خطيرة" للاتفاق الموقع منذ 50 عاما مع سوريا، قائلة إنها انخرطت في "أنشطة هندسية أساسية" تتعدى على منطقة عازلة رئيسية في مرتفعات الجولان.
Credit: Planet Labs PBC via APوتُظهر صور الأقمار الصناعية الصادرة عن Planet Labs ووكالة الفضاء الأوروبية أن الجيش الإسرائيلي يقوم بنشاط تنقيب بالقرب من جباتا الخشب في سوريا منذ منتصف أغسطس/ آب، ويجري حفر ساتر ترابي كبير يبلغ عرضه حوالي 40 قدمًا (12 مترًا).
ويمتد الخندق الآن لحوالي خمسة أميال (8 كيلومترات)، في حين يستمر العمل على توسيع الخندق بشكل أكبر، وفقًا لصور الأقمار الصناعية الأخيرة لـ Planet Labs في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، ويمكن رؤية حفارة ومركبات أخرى وهي تعمل.
وقالت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك إن "الأنشطة الأساسية الهندسية واسعة النطاق" تجري على طول ما يسمى بخط ألفا الذي يفصل بين سوريا ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، مضيفة أن البناء بدأ في يوليو ويتضمن استخدام "الحفارات وغيرها من معدات تحريك التربة مع الحماية من المركبات المدرعة والجنود”. وكانت الدبابات القتالية الرئيسية التابعة للجيش الإسرائيلي موجودة أيضًا في بعض الأحيان في المنطقة منزوعة السلاح، في انتهاك لاتفاق عام 1974.
وقالت بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إنها "تعاونت مرارا وتكرارا مع الجيش الإسرائيلي للاحتجاج على أعمال البناء"، الأمر الذي أثار قلق السلطات السورية، التي "احتجت بشدة أيضا".
وتواصلت CNN مع الجيش الإسرائيلي للتعليق.