أقصى ما يمكن أن تفعله مصر إذا سيطرت إسرائيل على ممر صلاح الدين (فيلادلفيا) من الجانب الفلسطيني في قطاع غزة هو تجميد التنسيق الأمني الثنائي دون قطع العلاقات الدبلوماسية.

ذلك ما خلص إليه هلال خشان، في تحليل بمركز "جيوبوليتيكال فيوتشرز" الأمريكي (Geopolitical Futures) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أن "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لا يشعر بالقلق إزاء مصير حركة حماس، الحليف الوثيق لعدوه اللدود جماعة الإخوان المسلمين".

وتابع: "بل  يشعر بالقلق إزاء العواقب البعيدة المدى المترتبة على خلق واقع إقليمي جديد، وخاصة في وقت بدا فيه أن الصراع- الإسرائيلي الفلسطيني ينحسر، ويبدو أن المزيد من الدول العربية، بما في ذلك السعودية، تعمل على تسريع محادثات السلام مع إسرائيل".

وأضاف أن السلطات المصرية "طورت تصورا للفلسطينيين على أنهم مثيري مشاكل يحتاجون إلى التدقيق المستمر من جانب أجهزة المخابرات المصرية، وهذا الموقف نتيجة لعمليات استهداف بارزة نفذتها جماعات فلسطينية".

اقرأ أيضاً

محللون إسرائيليون: اجتياح رفح لن يكون وشيكا لهذه الأسباب

معبر رفح

خشان قال إن "إحجام مصر عن فتح معبر رفح البري لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة هو جزء من نمط تصرفاتها غير الحازمة".

وتقول القاهرة إن المعبر مفتوح من الجانب المصري منذ اليوم الأول للحرب الراهنة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتتهم إسرائيل باستهداف الجانب الفلسطيني من المعرب وعرقلة إدخال المساعدات الإنسانية.

ولفت خشان إلى أنه "بعد الانسحاب (الإسرائيلي) من غزة في عام 2005، وقَّعت إسرائيل اتفاقا مع مصر بشأن إدارة ممر فيلادلفيا، وهي منطقة عازلة ضيقة على طول الحدود بين غزة ومصر".

وأوضح أنه "بموجب الاتفاق، سلمت إسرائيل مسؤولية مراقبة الحدود على جانب غزة من الممر إلى السلطة الفلسطينية، لكن الوضع الأمني في غزة تغير عندما طردت حماس منظمة التحرير الفلسطينية من القطاع (في عام 2007)، وفرضت إسرائيل ومصر حصارا خانقا على القطاع".

وزاد بقوله: "قام عمال مصريون بهدم المنازل على الجانب المصري من مدينة رفح لإنشاء منطقة عازلة مع غزة، وأغرقوا الأنفاق التي يتم من خلالها تهريب المواد الاستهلاكية والأسلحة والمسلحين إلى القطاع".

و"الآن، يقول القادة الإسرائيليون إنهم يريدون إعادة فرض السيطرة على الممر؛ مما يثير غضب مصر، التي تقول إن اتفاقهما الثنائي يتطلب حصول كل طرف على موافقة الآخر قبل القيام بأي عمل عسكري"، كما أردف خشان.

وأضاف أن "مصر تقول إن استيلاء إسرائيل على الممر سيشكل تهديدا لسيادتها وينتهك اتفاقيات كامب ديفيد لعام 1978".

اقرأ أيضاً

مصر لحماس: عملية إسرائيلية في رفح خلال أسبوعين حال عدم التوصل لاتفاق حول الأسرى

علاقات وثيقة

و"يقول المسؤولون المصريون إن محاولة إسرائيل السيطرة على الممر من شأنها أن تعرض العلاقات الثنائية للخطر (معاهدة السلام لعام 1979)، في حين يعتقد الإسرائيليون أن علاقاتهم الوثيقة، التي تعززت على مدى عقود منذ زيارة الرئيس المصري أنور السادات إلى القدس في عام 1977، ستنجو من الاحتلال المؤقت للممر"، وفقا لخشان.

وتابع: "وبما أن العمليات الإسرائيلية الكبيرة شمال قطاع غزة ومدينة خان يونس (جنوب) تقترب من نهايتها، فإن الجيش الإسرائيلي سيتجه قريبا إلى رفح (أقصى الجنوب على الحدود مع مصر)".

وأردف: "ولأن أكثر من نصف سكان غزة (1.4 مليون من أصل 2.4 مليون) لجأوا إلى مقربة من الحدود المصرية، فإن الهجوم الإسرائيلي على الجزء الثالث والأخير من القطاع من شأنه أن يجبر الفلسطينيين على النزوح إلى شمال سيناء".

خشان اعتبر أن "المواقف المصرية تجاه الفلسطينيين ليست فريدة من نوعها في العالم العربي، فكثيرا ما يتهم العرب الفلسطينيين ببيع أراضيهم لليهود والاقتتال فيما بينهم بينما يطلبون المساعدة من الدول العربية".

اقرأ أيضاً

إعلام عبري: مصر تهدد إسرائيل بتعليق معاهدة السلام حال احتلالها محور فيلادلفيا

المصدر | هلال خشان/ جيوبوليتيكال فيوتشرز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة ممر صلاح الدين ممر فيلادلفيا إسرائيل مصر السيسي

إقرأ أيضاً:

أميركا وإيران والنووي.. ماذا عن إسرائيل؟

وتناولت الحلقة الجديدة من برنامج "بانوراما الجزيرة نت" تطورات المسار التفاوضي بين واشنطن وطهران، والذي بدأ بمحادثات استضافتها مسقط، ثم انتقل إلى روما في جولة ثانية أقيمت في مقر إقامة السفير العماني.

وتصاعد زخم الحديث عن المفاوضات بعد تصريحات مسؤولين من الطرفين عن أجواء إيجابية وإمكانية التوصل لاتفاق خلال أسابيع، رغم سنوات من العداء المستحكم بين البلدين، وتبادل التهديدات المباشرة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الزورق في مواجهة البارجة.. الحرب البحرية المحتملة بين أميركا وإيرانlist 2 of 4إسرائيل ومحادثات إيران النووية.. غياب عن الطاولة وحضور في الكواليسlist 3 of 4تقرير: إيران تحصّن مواقع نووية تحت الأرضlist 4 of 4أسئلة لفهم تفاصيل ملف “تخصيب اليورانيوم” الإيراني واستخداماتهend of list

وأكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني استعداد طهران لبناء الثقة والشفافية بشأن برنامجها النووي السلمي مقابل رفع العقوبات، مشددة على رفض بلادها تحويل المفاوضات إلى عملية استنزاف.

وعزز من فرص نجاح المفاوضات تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الذي أشار إلى أن الاتفاق الأميركي الإيراني أصبح قريبا، وقد يتم إبرامه خلال أسابيع في ظل إرادة للتحرك بسرعة.

خلف الكواليس

لكن تفاؤل الجانبين رسم علامات استفهام كثيرة لدى الأوساط الإيرانية، حيث يبحث بعض المراقبين في طهران عما يدور خلف الكواليس للعثور على سبب مقنع للتقدم السريع في المفاوضات، وفق ما رصد مراسل الجزيرة نت.

ويستغرب آخرون التطورات المتسارعة في هذا الملف، خاصة بعد تعزيز الوجود العسكري الأميركي في المنطقة من خلال جلب حاملات الطائرات وقاذفات القنابل، مما يثير تساؤلات عن حقيقة النوايا الأميركية.

إعلان

من جانبه، شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على أن أي اتفاق مع واشنطن يجب أن يحافظ على المصالح الوطنية، مؤكدا أن إيران لا ترغب في النزاع مع أحد، لكنها ترفض التسلط والتنمر.

وتجري المفاوضات في ظل استمرار التهديد الأميركي بأن طهران ستواجه عملا عسكريا يستهدف منشآتها النووية إذا فشلت المحادثات في الوصول إلى اتفاق خلال 60 يوما من بدايتها، وهو ما يضع ضغطا كبيرا على المسار التفاوضي.

وفي خضم هذه التطورات، ذكرت تقارير أن إيران تعزز التدابير الأمنية حول مجمعين من الأنفاق على عمق كبير يتصلان بمنشآتها النووية الرئيسية، في إطار الاستعدادات لمواجهة أي ضربات محتملة.

ولم تخف إسرائيل موقفها المتشدد، إذ لم تستبعد توجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، الأمر الذي يؤجج المخاوف من تصعيد عسكري واسع في المنطقة.

ونشر مراسل الجزيرة نت في إسرائيل تقريرا يكشف عن قلق تل أبيب الشديد من المحادثات الجارية، والتي أعادت إلى الواجهة النقاش حول الخيارات الإسرائيلية لتفكيك البرنامج النووي الإيراني.

الخيارات المرجحة

وتتأرجح تلك الخيارات بين شن ضربة عسكرية شاملة ضد المنشآت النووية الإيرانية، وبين السعي من خلال مفاوضات تفضي في نهاية المطاف إلى إسقاط النظام في طهران، وفق مصادر إسرائيلية.

ورغم تضارب الروايات حول مشاركة أميركا في حرب واسعة ضد إيران، فإن ما تعول عليه إسرائيل أن نشوب حرب بينها وبين طهران سيجر بالضرورة واشنطن إلى الصراع، مما قد يعزز فرص إسرائيل في تنفيذ مخططاتها.

واحتمالات الحرب دفعت الجزيرة نت للبحث في التفاصيل العسكرية للطرفين، خاصة القوات البحرية، لرسم صورة أوضح عن موازين القوى إن اندلعت مواجهة عسكرية مباشرة.

وخلص تقرير مفصل للجزيرة نت إلى أنه إذا استمرت الولايات المتحدة في تصعيد مطالبها بما يهدد شرعية النظام الإيراني، فإن احتمال العمل العسكري يبقى قائما رغم المحادثات الجارية.

إعلان

في المقابل، يرى محللون أنه إذا ابتعدت مطالب واشنطن عن فكرة التخلي عن البرنامج الصاروخي الإيراني بصفة خاصة، وعن شبكة الحلفاء الرئيسيين لطهران، فإن احتمال الوصول إلى اتفاق جزئي سيكون مرتفعا.

وقال إيهاب جبارين، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستخدم التصعيد كأداة للشرعية، حيث وجد في المواجهة مع إيران منصة لإعادة التموضع.

وأضاف جبارين أن نتنياهو يردد باستمرار عبارة "نحن نواجه إيران نيابة عن العالم"، مصورا نفسه كدرع إستراتيجي للغرب، في محاولة لكسب الدعم الدولي لسياساته المتشددة تجاه طهران.

25/4/2025

مقالات مشابهة

  • ماذا فعل صلاح بعد محاولة سكب الخمر عليه في احتفالات ليفربول (شاهد)
  • بيراميدز يشكر جماهير الأندية المصرية على دعم الفريق.. ويطلب المؤازرة
  • ماذا يحدث بالأهلي.. هل يقود ابن النادي الفريق في المباريات المتبقية بالدوري؟
  • دعوى جديدة ضد صلاح الدين دميرطاش
  • قضية تهز إسرائيل.. ماذا نعرف عن فضيحة "قطر غيت"؟
  • مركز حقوقي بغزة: “إسرائيل” تتعمد قتل الصحفيين لترهيبهم ومنعهم من نقل الحقيقة
  • ترامب يعلّق على تصاعد التوترات بين الهند وباكستان.. ماذا قال؟
  • ماذا بعد ارتفاع خسائر جيش الاحتلال بغزة؟ محللون يجيبون
  • أميركا وإيران والنووي.. ماذا عن إسرائيل؟
  • اعتقال ضابط في الجيش العراقي ارتكب جريمة قتل في صلاح الدين