ماذا ستفعل مصر إذا سيطرت إسرائيل على ممر صلاح الدين بغزة؟
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
أقصى ما يمكن أن تفعله مصر إذا سيطرت إسرائيل على ممر صلاح الدين (فيلادلفيا) من الجانب الفلسطيني في قطاع غزة هو تجميد التنسيق الأمني الثنائي دون قطع العلاقات الدبلوماسية.
ذلك ما خلص إليه هلال خشان، في تحليل بمركز "جيوبوليتيكال فيوتشرز" الأمريكي (Geopolitical Futures) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أن "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لا يشعر بالقلق إزاء مصير حركة حماس، الحليف الوثيق لعدوه اللدود جماعة الإخوان المسلمين".
وتابع: "بل يشعر بالقلق إزاء العواقب البعيدة المدى المترتبة على خلق واقع إقليمي جديد، وخاصة في وقت بدا فيه أن الصراع- الإسرائيلي الفلسطيني ينحسر، ويبدو أن المزيد من الدول العربية، بما في ذلك السعودية، تعمل على تسريع محادثات السلام مع إسرائيل".
وأضاف أن السلطات المصرية "طورت تصورا للفلسطينيين على أنهم مثيري مشاكل يحتاجون إلى التدقيق المستمر من جانب أجهزة المخابرات المصرية، وهذا الموقف نتيجة لعمليات استهداف بارزة نفذتها جماعات فلسطينية".
اقرأ أيضاً
محللون إسرائيليون: اجتياح رفح لن يكون وشيكا لهذه الأسباب
معبر رفح
خشان قال إن "إحجام مصر عن فتح معبر رفح البري لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة هو جزء من نمط تصرفاتها غير الحازمة".
وتقول القاهرة إن المعبر مفتوح من الجانب المصري منذ اليوم الأول للحرب الراهنة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتتهم إسرائيل باستهداف الجانب الفلسطيني من المعرب وعرقلة إدخال المساعدات الإنسانية.
ولفت خشان إلى أنه "بعد الانسحاب (الإسرائيلي) من غزة في عام 2005، وقَّعت إسرائيل اتفاقا مع مصر بشأن إدارة ممر فيلادلفيا، وهي منطقة عازلة ضيقة على طول الحدود بين غزة ومصر".
وأوضح أنه "بموجب الاتفاق، سلمت إسرائيل مسؤولية مراقبة الحدود على جانب غزة من الممر إلى السلطة الفلسطينية، لكن الوضع الأمني في غزة تغير عندما طردت حماس منظمة التحرير الفلسطينية من القطاع (في عام 2007)، وفرضت إسرائيل ومصر حصارا خانقا على القطاع".
وزاد بقوله: "قام عمال مصريون بهدم المنازل على الجانب المصري من مدينة رفح لإنشاء منطقة عازلة مع غزة، وأغرقوا الأنفاق التي يتم من خلالها تهريب المواد الاستهلاكية والأسلحة والمسلحين إلى القطاع".
و"الآن، يقول القادة الإسرائيليون إنهم يريدون إعادة فرض السيطرة على الممر؛ مما يثير غضب مصر، التي تقول إن اتفاقهما الثنائي يتطلب حصول كل طرف على موافقة الآخر قبل القيام بأي عمل عسكري"، كما أردف خشان.
وأضاف أن "مصر تقول إن استيلاء إسرائيل على الممر سيشكل تهديدا لسيادتها وينتهك اتفاقيات كامب ديفيد لعام 1978".
اقرأ أيضاً
مصر لحماس: عملية إسرائيلية في رفح خلال أسبوعين حال عدم التوصل لاتفاق حول الأسرى
علاقات وثيقة
و"يقول المسؤولون المصريون إن محاولة إسرائيل السيطرة على الممر من شأنها أن تعرض العلاقات الثنائية للخطر (معاهدة السلام لعام 1979)، في حين يعتقد الإسرائيليون أن علاقاتهم الوثيقة، التي تعززت على مدى عقود منذ زيارة الرئيس المصري أنور السادات إلى القدس في عام 1977، ستنجو من الاحتلال المؤقت للممر"، وفقا لخشان.
وتابع: "وبما أن العمليات الإسرائيلية الكبيرة شمال قطاع غزة ومدينة خان يونس (جنوب) تقترب من نهايتها، فإن الجيش الإسرائيلي سيتجه قريبا إلى رفح (أقصى الجنوب على الحدود مع مصر)".
وأردف: "ولأن أكثر من نصف سكان غزة (1.4 مليون من أصل 2.4 مليون) لجأوا إلى مقربة من الحدود المصرية، فإن الهجوم الإسرائيلي على الجزء الثالث والأخير من القطاع من شأنه أن يجبر الفلسطينيين على النزوح إلى شمال سيناء".
خشان اعتبر أن "المواقف المصرية تجاه الفلسطينيين ليست فريدة من نوعها في العالم العربي، فكثيرا ما يتهم العرب الفلسطينيين ببيع أراضيهم لليهود والاقتتال فيما بينهم بينما يطلبون المساعدة من الدول العربية".
اقرأ أيضاً
إعلام عبري: مصر تهدد إسرائيل بتعليق معاهدة السلام حال احتلالها محور فيلادلفيا
المصدر | هلال خشان/ جيوبوليتيكال فيوتشرز - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة ممر صلاح الدين ممر فيلادلفيا إسرائيل مصر السيسي
إقرأ أيضاً:
رتيبة النتشة: المجتمع الدولي لا يمتلك إرادة حقيقية لإلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار بغزة
قالت عضو هيئة العمل الوطني الفلسطيني رتيبة النتشة، اليوم الأربعاء إن المجتمع الدولي لا يمتلك نية وإرادة سياسية حقيقية لمعاقبة إسرائيل وإلزامها بوقف إطلاق النار قي قطاع غزة.
آخر التطورات في مفاوضات غزة ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 45 ألفًا و317وأضافت النتشة أن هناك تقارير أممية تتحدث عن المجاعة في مرحلتها الرابعة بقطاع غزة والخامسة في شمال قطاع غزة الذي لم تدخل إليه أي مساعدات منذ شهرين ونصف في محاولة لتحقيق غاية إسرائيلية بتهجير الفلسطينيين من الشمال للسيطرة عليه.
وطالبت بممارسة ضغوط دولية حقيقية لمواجهة الضغوطات الإسرائيلية على الفلسطينيين وفرض عقوبات على دولة الاحتلال لإجبارها على الالتزام بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية والطبية وكذلك وقف الاستهداف اليومي والمباشر للمستشفيات والمرافق الطبية.
وأشارت إلى أن جيش الاحتلال يتعمد استهداف الأراضي الزراعية حيث أصبح 70% منها غير قابل للزراعة، محذرة من أن الأمر فاقم ليس فقط عدم القدرة على الحصول على المساعدات من الخارج، ولكن الموارد الداخلية لقطاع غزة تم تدميرها بالكامل بما يشمل المحصولات الزراعية والمياه الجوفية والمياه الصالحة للشرب التي تسيطر إسرائيل على معظمها.
وأكدت مواصلة الجهود الفلسطينية على المستوى الدولي لاستنهاض الضمير العالمي وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة والالتزام بالقواعد الدولية المتعلقة بالحروب والنزاعات وإنفاذ المساعدات إلى قطاع غزة.
وحذرت من انتشار الأمراض والأوبئة؛ لاسيما الأمراض الجلدية والتنفسية الناتجة عن الاكتظاظ وانتشار رائحة الموت وعدم القدرة على انتشال الجثامين تحت الركام في مختلف أنحاء القطاع.