من المقرر أن يشهد هذا الاسبوع سلسلة اجتماعات وزارية ترجمة لما قرره مجلس الوزراء السبت الفائت لجهة استكمال البحث في الترتيبات التي ستُتخَذ لتلبية ما يمكن توفيره من مطالب موظفي القطاع العام من مدنيين وعسكريين وفي الوزارات والمؤسسات العامة والمتقاعدين، على ان يعود مجلس الوزراء للانعقاد لبت هذا الملف فور جهوزه.


بالتوازي، سجل امس رد للمكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، على بعض القوى السياسية، بعد اتهامات وجهت إلى الرئيس ميقاتي عن اتصالات مزعومة حصلت بينه وبين رئيس مجلس شورى الدولة القاضي فادي الياس.
 ورأت مصادر سياسيّة "أن الأمور لا تدار في البلد، وفي مثل هذه الظروف الإستثنائية باستنسابية وحسابات الربح والخسارة"، معتبرة "أن مجلس الوزراء سيواصل اجتماعاته بما يخدم المصلحة العامة".
وتضيف المصادر "كيف يمكن تصديق مزاعم تيار يعتمد نهج التصعيد ضد انعقاد جلسات مجلس الوزراء، فيما وزراؤه يحضرون إلى السرايا بشكل دائم لوضع بنود تعني وزاراتهم على جدول اعمال مجلس الوزراء، او للبت بملفات اداراتهم.
الى ذلك، تركت مواقف وزير الخارجية الإيرانية حسين امير عبد اللهيان وقعا في الداخل اللبناني، لا سيما وأنه تحدث عن اتصالات اميركية مع الإيرانيين بشأن حزب الله ، فاعتبرت مصادر سياسية "ان ذلك يؤشر الى ان الحل في لبنان لن يكون بمعزل عن تفاهم إيراني-أميركي حول لبنان بملفاته كافة، والتي تبدأ بالجنوب ولا تنتهي بانتخابات الرئاسة"، مع تشديد المصادر نفسها على "أن إيران  ليس لديها اي تحفظ على تطبيق القرار  1701، وتعتبر أن الحل السياسي لن يكون بعيدا، وأن طريق المفاوضات سوف يتكثف لهذه الغاية، خاصة وأنها تبدي انفتاحا على اي طروحات تقطع الطريق على توسيع الحرب في جنوب لبنان، علما أن ما قدم حتى الآن من أفكار تتصل بسحب السلاح الثقيل من حزب الله الى شمال  الليطاني وأحياء تفاهم نيسان 1996 لا تزال محل بحث ونقاش".  
وترى المصادر "ان فرنسا تعمل على فصل ملف لبنان عن ملف غزة وان الاقتراح الفرنسي الذي نقله وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني الى القوى السياسية تضمن انسحاب حزب الله الى عمق 8 كلم، مع انسحاب "قوات الرضوان".
ويلاحظ في سياق متصل أن هناك تصعيدا متزامنا في جنوب لبنان وقطاع غزة، ويبدو أن هذا التصعيد، بحسب مصدر مطلع، مرتبط بتبادل الأوراق بين حركة حماس وإسرائيل، إذ أن التلويح باجتياح رفح، بغض النظر عن النيات الإسرائيلية وما إذا كانت ستمضي فعلا باجتياح رفح رغم التعقيدات الكثيرة والاعتراضات الدولية، فإن ذلك من شأنه أن يشكل ضغطا دوليا إسرائيليا على حماس للموافقة على "اتفاق الإطار" الفرنسي والتراجع عن القسم الأكبر من الشروط التي اعلنتها.
اما الضغط في جنوب لبنان الذي تجلى على مدى الأيام الماضية بقصف محطة مياه الوزاني واستهداف الطيران الإسرائيلي لسيارتين في جدرا والنبطية وتكثيف الغارات التي تستهدف عمق القرى الجنوبية كما حصل في الخيام وكفركلا وحولا، فيبدو أيضا، بحسب المصدر نفسه، أنه على صلة بتطور حركة الوسطاء على خط معالجة الوضع الجنوبي  بهدف الضغط على موقف حزب الله للرضوخ للشروط التي نقلها الموفدون الأوروبيون، مع تأكيد المصدر أن حزب الله ليس في وارد البحث في أي حل أو تسوية  قبل وقف إطلاق النار في غزة.


المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: مجلس الوزراء حزب الله

إقرأ أيضاً:

تصعيد سياسي وميداني.. هل سقطت التسوية الموعودة في لبنان؟!

لم تحمل عطلة نهاية الأسبوع الأخبار "السعيدة" التي كان يستبشر بها الكثير من اللبنانيين، بعد الأجواء "التفاؤلية" التي أعقبت زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكستين، التي قيل إنّها بلغت مستوى غير مسبوق من الجدّية، وقرّبت اتفاق وقف إطلاق النار من الدخول حيّز التنفيذ، ولو بقي الإعلان عنه معلّقًا، أو ربما مؤجَّلاً بانتظار بعض الترتيبات والإجراءات، أو بانتظار رهاناتٍ إسرائيلية لم تكتمل بعد على هجوم من هنا، أو عملية من هناك.
 
ففجر السبت، استفاق اللبنانيون مذعورين، على صوت غارات عنيفة جدًا، تبيّن أنّها استهدفت منطقة البسطة في قلب العاصمة اللبنانية، لا في ضاحيتها الجنوبية، في استهداف هو الثامن نوعه لبيروت، قيل إنّ المقصود منه كان "اغتيال" شخصية رفيعة المستوى في "حزب الله"، ليتبيّن أنّ جلّ الشهداء الذين سقطوا هم المدنيين بعد سقوط مبنيين كانا يعجّان بالمدنيّين، فيما نفى الحزب وجود أيّ من قياديّيه أو مسؤوليه في المنطقة المستهدَفة.
 
وعلى وقع هذا التفجير في قلب بيروت، استمرّ التصعيد الميداني على كلّ الجبهات، من الجنوب إلى البقاع مرورًا بالضاحية الجنوبية لبيروت، التي تجدّدت فيها إنذارات الإخلاء والغارات، ليختلط مع تصعيد سياسيّ، بدأ باستهداف الجيش مباشرةً، قبل أن يستكمله الوزير الاسرائيلي السابق بيني غانتس بالدعوة إلى "العمل بقوة ضد أول الحكومة اللبنانية"، التي قال إنّها "تطلق يد حزب الله"، فهل يُفهَم من كلّ ما سبق أن التسوية "الموعودة" سقطت؟!
 
تصعيد لا يتوقّف..
 
هي لغة التصعيد في الميدان، تسود منذ أن غادر المبعوث الأميركي آموس هوكستين بيروت، متوجّهًا إلى تل أبيب، على الرغم من الأجواء الإيجابية التي أحاطت بالزيارة ونتائجها، والتي لم تتبدّد بعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإن لم تترجم إعلانًا سريعًا عن اتفاق، يقال إنّ بعض العقبات "اللوجستية" لا تزال تحول دون سلوكه حيّز التنفيذ، وإن كان البعض يعتقد أنّ عبارة "اللوجستية" تخفي رهانًا إسرائيليًا أكبر.
 
لكنّ هذا التصعيد وصل إلى ذروته في عطلة نهاية الأسبوع، مع رسالتين "دمويتين"، لا يمكن قراءتهما إلا بمنظور سلبيّ، أبعد ما يكون عن الرغبة الجدّية في التوصل إلى وقف إطلاق النار، بدءًا من استهداف منطقة البسطة المكتظّة في قلب بيروت، وما ترتّب عليه من مجزرة مروّعة بحق مدنيين نيام في بيوتهم، وصولاً إلى الاستهداف المباشر لأحد مراكز الجيش ، بما يضرب كل المساعي لتعزيز حضور الجيش في الجنوب.
 
وأبعد من الرسالتين الناريتين "السلبيتين"، لا يمكن القفز فوق التصعيد "السياسي" الذي برز بالموازاة، من خلال تصريحات عضو كابينت الحرب الإسرائيلي السابق بيني غانتس، ولو أنّه مستقيل، حيث قال إن الحكومةَ اللبنانية تطلق يد حزب الله، داعيًا إلى ضرب لبنان ومنشآتها بقوة، وهي رسالة لا يمكن أن تُفهَم إلا سلبًا في سياق المفاوضات القائمة لوقف إطلاق النار، بل تشكّل "تصويبًا مباشرًا" على الاتفاق بحدّ ذاته.
 
سقط.. لم يسقط
 
التصعيد الإسرائيلي قابله أيضًا تصعيد من جانب "حزب الله"، تجلّى في الساعات الأخيرة، مع تصعيد الحزب لهجماته الصاروخية، حيث أطلق خلال يوم واحد ما يزيد عن مئتي صاروخ على مناطق واسعة داخل إسرائيل، بينها ما كان موجّهًا نحو تل أبيب الكبرى، ردًا على مجزرة البسطة، وما سبقها من استهداف للعاصمة، وعملاً بمعادلة "تل أبيب مقابل بيروت"، وقد أسفرت الهجمات عن تسجيل العديد من الإصابات، فضلاً عن احتماء الملايين بالملاجئ.
 
لكنّ العارفين يشدّدون على أنّ "حزب الله" بتصعيده لهجماته ضدّ إسرائيل، لا يوجّه أيّ رسائل من هنا أو هناك، لكنّه يلاقي إسرائيل بالمبدأ الذي أرسته وأصرّت عليه، وقوامه "التفاوض بالنار"، ويؤكد على ما قاله أمينه العام الشيخ نعيم قاسم في خطابه الأخير، عن أنّ إسرائيل "تحت النار"، علمًا أنّ الحزب الذي أبدى انفتاحًا على الاتفاق من دون أن "يستجديه"، يبدو أكثر من "حَذِر" في التعامل معه، متمسّكًا بسقف حفظ السيادة اللبنانية في كلّ الأحوال والظروف.
 
عمومًا، يقول العارفون إنّ التصعيد الإسرائيلي وإن حمل رسائل "سلبية" من الاتفاق، لا يعني بالضرورة الإطاحة بالاتفاق ككلّ، باعتبار أنّ الاتصالات مستمرة خلف الكواليس، وثمّة من يعتقد أن كثافة التصعيد الإسرائيلي يمكن أن تُفهَم من زاويتين، إما "الضغط" من أجل رفع السقف التفاوضي قبل المصادقة على النص النهائي، وإما "استغلال" الأيام المتبقية لتحقيق ما يمكن تحقيقه، وربما لتعميم مشهد الدمار والخراب، خصوصًا في الضاحية والجنوب.
 
لا توحي تطورات الأيام الأخيرة بقرب وقف إطلاق النار، من ضربة البسطة، إلى استهداف الجيش، وصولاً إلى الغارات على الضاحية الجنوبية، ولو جاءت الأخيرة ردًا على تكريس "حزب الله" لمعادلة "تل أبيب مقابل بيروت"، لكن ثمّة من يصرّ على أنّ الأمل لا يزال موجودًا، وأنّ الاتفاق قد يصبح نافذًا في غضون أيام، وما الجنون الإسرائيلي المتزايد سوى "استغلال للوقت" لرفع السقف، وربما لتكريس "انتصار ما" أمام الجمهور! المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • ‏«الدم صار واحدا».. سامح عسكر: لا يمكن الفصل بين جبهتي لبنان ‏وغزة لعدة أسباب
  • إسرائيل تثأر من بلدة لبنانية
  • اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي اليوم لتمرير نتنياهو الصفقة بدعم من الجيش
  • مبعوث أميركي يزور السعودية لبحث وقف إطلاق النار في لبنان وغزة
  • من هي البلدان التي ستشرف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان؟
  • المعادلة الجديدة بين بيروت وتل أبيب.. تصعيد عسكري بين حزب الله وإسرائيل
  • تصعيد سياسي وميداني.. هل سقطت التسوية الموعودة في لبنان؟!
  • إسرائيل تأمر بإخلاء 5 بلدات جنوب لبنان وسط تصعيد عسكري عنيف
  • عاجل. الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة وحزب الله يستهدف تل أبيب بصواريخ
  • أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الوضع في لبنان وغزة