مقترح مصري بدمج الحكومتين في ليبيا بموافقة تركيا.. هل ينجح؟
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
يتداول في الأوساط الليبية شرقا وغربا الحديث عن مقترح مصري بتوافق تركي حول حل أزمة السلطة التنفيذية في ليبيا بدمج الحكومتين معا والإبقاء على الدبيبة وحماد وسط تساؤلات عن مدى قبول هذه الخطوة وواقعيتها ونجاحها.
وذكرت عدة مصادر متطابقة من مجلسي النواب والدولة أن المقترح المصري تم تداوله فعلا في أروقة المجلسين بشكل غير رسمي وغير معلن خاصة بعد زيارة وفد من جهاز المخابرات المصرية للعاصمة طرابلس ولقاء مسؤولين في حكومة الدبيبة وتقديم المقترح شفهيا.
"إشراف الرئاسي"
وتداولت معلومات أخرى أن القاهرة وبتوافق تركيا تريد أن يقوم المجلس الرئاسي بدور الإشراف على تطبيق هذه المبادرة كونه جسم ليس طرفا في الصراع ويتواصل مع الحكومتين، وأن الأمر تم عرضه رسميا خلال زيارة رئيس الرئاسي الليبي، محمد المنفي لمصر ولقاء السيسي في قصر الرئاسة في اجتماع مغلق.
ولم يصدر أي تعليق رسمي حتى الآن على هذه المبادرة أو آلية تطبيقها أو قبولها من قبل الأطراف السياسية والعسكرية المتصارعة والمتصدرة المشهد الآن، كما لم يتم أي تفاصيل أكثر عن رؤية القاهرة وأنقرة في مشكلة الوزارات السيادية التي هي محل النزاع من البداية مثل وزارات: الدفاع والمالية والخارجية.
وتواصلت "عربي21" مع المكتب الإعلامي لكل من حكومة الدبيبة وحماد للتعليق على الأمر لكنها لم تتلق أي ردود بالنفي أو التأكيد.
كما تواصلت مع المتحدث باسم مجلس النواب الليبي، عبدالله بليحق للتعليق على تداول هذه المبادرة في أروقة رئاسة المجلس إلا أنه التزم الصمت دون تعليق.
فهل تنجح المبادرة المصرية التركية في حل أزمة الحكومة في ليبيا أم تقابل بالرفض؟ وهل تؤثر في مبادرة المبعوث الأممي "باتيلي"؟
"مقبولة بشرط واحد"
من جهتها قالت عضو ملتقى الحوار السياسي الليبي، ربيعة بوراس إن "هذه المبادرة تم تداولها أكثر من مرة مؤخرا لكنها مرفوضة لدى الكثير من أعضاء البرلمان، لكن ربما تكون مقبولة في حال خضعت الحكومة لرقابة وثقة السلطة التشريعية، وأي حلول تكون داعمة للاستقرار وتوفير حياة كريمة للمواطن مرحب بها".
وأوضحت في تصريحات لـ"عربي21" أنه "حال صحت كل بنود المبادرة المتداولة فإن مصر وتركيا يدعمان حكم العائلات واستمرارها في السلطة لأجل غير معروف سواء في شرق البلاد أو غربها، كون التعديل الوزاري لن يقدم شيئا للمشهد في ليبيا، ويبقى حلا مؤقتا يتآكل بعد أن تتضارب المصالح وتنتهي الفوائد ونعود لنقطة صفر ونبحث من جديد عن حلول لتجديد الشرعية وربما ندخل في صراعات أخرى".
وتابعت: "أما عن مبادرة "باتيلي" فقد أضاع الأخير على الليبيين فرصة الانتخابات عندما تجاوز التقدم الذي أحرزه ملتقى الحوار السياسي من خلال القاعدة الدستورية التي توقفت عند التصويت عليها وذهب لحلول أخرى أوهم الليبيين والمجتمع الدولي أنها حلول رفيعة المستوى، لكن حتى اليوم نجد دولا تتنافس على حياكة ثياب ممزقة جراء صراعات داخلية وخارجية".
"أزمة الدبيبة وحفتر"
في حين رأى عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا أحمد همومة أن "مجلس الدولة يرحب جدا بمقترح دمج الحكومتين في حكومة واحدة لإيمانه بأن انقسام السلطة التنفيذية يهدد وحدة الدولة وكذلك يستنزف الإمكانيات المادية، لكن هذا الحل أمامه الكثير من العراقيل".
وأضاف في تصريحه لـ"عربي21": "أول هذه العراقيل هو مجلس النواب الذي يريد إزاحة الدبيبة عن هذه الحكومة وأي حكومة قادمة، وكذلك حفتر وأبنائه مشكلتهم في الدبيبة لأنهم يروا أنه منافس قوي على كرسي الرئاسة وبالتالي يريدون إقصاءه قبل أن يقصيهم عبر الانتخابات الرئاسية، وهذه العوامل تمنع نجاح مقترح مصر في تشكيل حكومة ناتجة عن دمج الحكومتين الحاليتين"، حسب تقديراته.
"حكومة جديدة وفقط"
عضو مجلس النواب الليبي جبريل أوحيدة أكد من جانبه أنه "ليس لمجلس النواب وفق التعديل الدستوري إلا طريق واحدة توصل للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وذلك وفق ما نصت عليه قوانين الانتخابات المتوافق عليها بين مجلسي النواب والدولة عبر لجنة 6+6 والتي تنص صراحة على تشكيل حكومة انتخابات موحدة تقوم بمهامها التي تتطلبها العملية الانتخابية".
وقال خلال حديثه لـ"عربي21" إن "حكومة على رأسها الدبيبة المسحوبة منه الثقة غير مؤهلة لذلك إلا إذا كان هدف من يسعى لذلك استمرار الوضع على ما هو عليه دون انتخابات".
"أزمة توافق ودسترة"
ورأى المحلل السياسي الليبي السنوسي إسماعيل الشريف أن "سيناريو دمج الحكومتين كان مطروحا منذ البداية، إلا أن صعوبات واجهت هذا المقترح تتمثل في كيفية التوافق على المناصب الأساسية، ثم كيفية تمريره عبر مجلسي النواب والدولة من أجل دسترة وتقنين التغيير الحكومي ليتناسب مع القوانين الانتخابية التي نصت على تشكيل حكومة موحدة وجديدة"، وفق تصريحه لـ"عربي21".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصري ليبيا الدبيبة تركيا حفتر ليبيا مصر تركيا حفتر الدبيبة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذه المبادرة مجلس النواب فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
تساؤلات في «حقوق النواب» بشأن المبادرة الرئاسية للصحة النفسية
شهد اجتماع لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، برئاسة النائب طارق رضوان، مناقشات واسعة حول ملف الصحة النفسية ومراكز التأهيل النفسي، بالإضافة إلى مراكز الإدمان، ومتابعة تنفيذ المبادرة الرئاسية لدعم الصحة النفسية للمواطنين، جاء ذلك بحضور ممثلي وزارة الصحة، ووزارة التضامن الاجتماعي، ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.
مبادرة الصحة النفسيةطرح النائب محمد عبد العزيز وكيل لجنة حقوق الإنسان، عدة أسئلة عن مدى وجود أثر للحملة التي أطلقتها مبادرة الصحة النفسية، وهل زادت النسبة أم قلت.
وقال النائب أيمن أبو العلا، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إنّ ملف الصحة النفسية خطير، لأنّه يمس التنمية وبناء الإنسان في مصر، مشيرًا إلى أنّ الفترة الحالية تعد فترة ذهبية لبناء الإنسان.
وأكد أن وزارة التربية والتعليم تتحمل جزء كبير من الأنشطة في هذا الملف الهام، متسائلًا عن حجم الأنشطة على أرض الواقع، مشيرًا إلى ضرورة مداومة زيارات صندوق مكافحة الإدمان للمدارس.
وتابع: «ملف الإدمان هام، ورغم ذلك ما زالت سياسات البيروقراطية موجودة وتعوق العمل به، مثل فكرة اشتراط طبيب دائم»، متسائلًا عن الرقابة على مراكز بير السلم لعلاج الإدمان.
التجربة الفرنسية في المدارسواستشهد «أبو العلا»، بالتجربة الفرنسية في المدارس لمواجهة ذلك الملف، داعيًا لاختيار عدد من الطلبة يجيدون توصيل المعلومة للعمل كمتطوعين لنشر برنامج مكافحة الإدمان.
فيما أكد النائب محمود عصام، عضو مجلس النواب، أهمية الكشف المبكر علي سائقي الشاحنات، مشيرًا إلى أنّ هناك عددًا من الحوادث مؤخرًا على طريق إسكندرية الصحراوي، أدت إلى وفاة العديد من المواطنين.