الخليج الجديد:
2024-11-08@10:34:55 GMT

المسألة العرقية في الانتخابات الأمريكية

تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT

المسألة العرقية في الانتخابات الأمريكية

المسألة العرقية في الانتخابات الأمريكية

كما كانت المسألة العرقية حاسمة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في نيوهامبشير، كانت الحاضر الغائب في انتخابات الجمهوريين فيها.

بعد تساقط عدد كبير من المرشحين الجمهوريين، وانسحبوا من السباق قبل أن تجري نيوهامبشير انتخاباتها، صار السباق يدور أساساً بين دونالد ترامب ونيكي هيلي.

ترامب الذي لم يغفر لنيكي هيلي الترشح ضده، استخدم المسألة العرقية ضدها، فاتهمها باتخاذ موقف مهادن إزاء قضية الهجرة التي تنطوي على بعد عرقي واضح!

الناخبون الديمقراطيون الذين عاقبهم بايدن وحزبه أداروا حملة ضخمة لكتابة اسم بايدن في أوراق الاقتراع، فكانت النتيجة أن فاز فوزاً كاسحاً على منافسيه في نيوهامبشير.

يمثل البيض 92% من سكان نيوهامبشير لذا كانت المسألة العرقية وراء قرار الحزب الديمقراطي تأخير انتخاباتها التمهيدية هذا العام بعد ولايات أكثر تمثيلاً لإجمالي الناخبين.

* * *

المسألة العرقية كانت المسكوت عنه في انتخابات ولاية نيوهامبشير التمهيدية، ومرشحة للعب دور أهم في الانتخابات الرئاسية عموماً.

فرغم ما حمله السباق بالولاية من أحداث فريدة، سلط الإعلام الأمريكي أضواءه المكثفة عليها، لم تتطرق التغطية للمسألة العرقية، التي كانت حاسمة في تشكيل تلك الأحداث.

فأهالي ولاية نيوهامبشير، الذين اعتادوا كل أربعة أعوام على تسابق المرشحين المحموم على كسب ودهم، وجدوا أنفسهم هذا العام إزاء واقع مغاير.

فنيوهامبشير ولاية صغيرة، ولكنها ظلت دوماً تحظى باهتمام بالغ في الانتخابات الرئاسية. والسبب في ذلك، أن العادة جرت منذ السبعينيات على أن تعقد الولاية انتخاباتها التمهيدية في أول السباق، وبعد ولاية أيوا، الصغيرة هي الأخرى.

وتلك هي المزية الكبرى التي حظيت بها الولاية. فالمرشحون كانوا يركزون كل اهتمامهم على الفوز فيها، والتعهد بما يرضى ناخبيها، لأنهم يعرفون جيداً أن مثل ذلك الفوز معناه الانطلاق بقوة الدفع، وسط تغطية إعلامية مجانية، نحو الفوز في ولايات تالية.

وذلك كله، رغم أن الولاية لا تمثل بأي حال مؤشراً يدل على توجهات الناخبين الأمريكيين ولا مزاجهم العام. فمثلها مثل ولاية أيوا، لا تشكل نيوهامبشير عينة تمثل مجمل الناخبين في أمريكا.

فرغم أن البيض لا يمثلون اليوم سوى 59 % من عموم الأمريكيين، إلا أنهم يمثلون 92 % من سكان الولاية. ومن هنا، كانت المسألة العرقية هي العامل الحاسم وراء القرار الذي اتخذه الحزب الديمقراطي هذا العام.

فقد قرر الحزب حرمان الولاية من تلك المزية الكبرى، وتأخير انتخاباتها التمهيدية، لتأتي بعد ولايات أخرى، أكثر تمثيلاً لإجمالي الناخبين.

فتصدرت السباق ولاية كارولينا الجنوبية، التي يمثل السود فيها حوالى 27 % من السكان. لكن لأن تحديد الموعد هو قرار مشترك بين الولاية والحزب، فقد رفضت ولاية نيوهامبشير قرار الديمقراطيين، وأصرت على إجراء انتخاباتها لكلا الحزبين في موعدها المعتاد، في شهر يناير.

وقد احتدم الصراع بين الطرفين، فعاقب الحزب الديمقراطي الولاية، عبر اتخاذ قرار بتجاهل حساب مندوبيها في مؤتمره العام.

وعدم احتساب المندوبين عند عد الأصوات التي فاز بها كل مرشح، معناه واقعياً عقاب ناخبي نيوهامبشير، لا قيادات الولاية. ذلك لأنه يحرمهم من المشاركة في اختيار مرشح الحزب الذي سيخوض السباق ضد مرشح الحزب الآخر في الخريف.

أكثر من ذلك، قرر بايدن حذف اسمه من قوائم المرشحين بالولاية أصلاً، غير أن المفارقة كانت أن الناخبين الديمقراطيين الذين عاقبهم بايدن وحزبه، أداروا حملة ضخمة لكتابة اسم بايدن في أوراق الاقتراع، فكانت النتيجة أن فاز فوزاً كاسحاً على منافسيه في الولاية.

ومثلما كانت المسألة العرقية حاسمة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بالولاية، كانت هي أيضاً الحاضر الغائب في انتخابات الجمهوريين فيها، فبعد أن تساقط عدد كبير من المرشحين الجمهوريين، وانسحبوا من السباق قبل أن تجري الولاية انتخاباتها، صار السباق يدور أساساً بين دونالد ترامب ونيكي هيلي.

والأخيرة عملت مع ترامب حين كان رئيساً، حيث اختارها لمنصب ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة. والحقيقة أن المسافة بين ترامب وهيلي بشأن القضايا الرئيسة ليست واسعة، ثم إن نيكي هيلي حين عملت مع ترامب، لم تتوقف يوماً عن الثناء عليه. ومن هنا، راحت نيكي هيلي تزايد على ترامب بخصوص المسألة العرقية تحديداً.

فكانت المفارقة أن المرشحة، ذات الأصول الهندية والتي كتبت في مذكراتها صراحة عن العنصرية التي تعرضت لها أسرتها حين هاجرت لأمريكا في الستينيات، أهالت التراب على ما كتبته بنفسها، وراحت تصر على أن أمريكا «لم تكن أبداً بلداً عنصرياً».

وترامب الذي لم يغفر لها الترشح ضده، استخدم المسألة العرقية ضدها، فاتهمها باتخاذ موقف مهادن إزاء قضية الهجرة، التي تنطوي على بعد عرقي واضح، بل وذهب إلى الزعم بأن هيلي لم تولد بالولايات المتحدة، وبالتالي، لا يحق لها دستورياً الترشح للرئاسة.

كما سخر من اسمها الهندي، الذي توقفت عن استخدامه منذ كانت شابة. وكانت نتيجة انتخابات نيوهامبشير، أن تقدم ترامب بفارق هائل على منافسته. فليس سهلاً، على الإطلاق، في تقديري، المزايدة على ترامب بخصوص المسألة العرقية.

*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكي

المصدر | البيان

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا نيوهامبشير ترامب نيكي هيلي الانتخابات الأمريكية الانتخابات الرئاسية الحزب الديمقراطي الحزب الجمهوري فی الانتخابات

إقرأ أيضاً:

الانتخابات الأمريكية 2024.. ترامب يتقدم على منافسته الديمقراطية بــ198 صوتا انتخابيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بدأت نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 في الظهور، حيث يتنافس الرئيس السابق دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في سباق محتدم نحو البيت الأبيض.

وفي أولى النتائج المعلنة، فاز ترامب حتى الآن بهذه الولايات: إنديانا وكنتاكي وفرجينيا الغربية وأوكلاهوما وفلوريدا وألاباما ومسيسيبي وتينيسي وكارولينا الجنوبية وأركنساس ونبراسكا وداكوتا الشمالية وداكوتا الجنوبية ووايومنغ ولويزيانا وأوهايو وتكساس وميسوري ومونتانا ويوتا.

في المقابل، حسمت هاريس فوزها بولايات فيرمونت وماريلند وكونيتيكت وماساتشوستس ورود آيلاند ونيوجيرسي وديلاوير وإلينوي ونيويورك وكولورادو.

وذلك يعني، أن لدى ترامب حاليا 198 صوتا انتخابيا، مقابل 109 لهاريس.

وأغلقت أولى صناديق الاقتراع في السباق الرئاسي المحتدم، لكن قد يستغرق إعلان الفائز أياما، حيث استمر الناخبون في الاصطفاف للإدلاء بأصواتهم في العديد من الولايات بأنحاء البلاد.

وانتهى التصويت الساعة 6 مساء بالتوقيت المحلي (23:00 بتوقيت غرينتش) في بعض مراكز الاقتراع بولايتي إنديانا وكنتاكي. 

وعلى مدى أشهر، ركزت حملتا المرشحين على سبع ولايات متأرجحة ستكون حاسمة في تحديد نتيجة الانتخابات وهي: أريزونا وجورجيا وميشيغان ونيفادا وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا وويسكونسن.

وأدلى ترامب بصوته قرب منزله في بالم بيتش بولاية فلوريدا، وقال للصحفيين "إذا خسرت الانتخابات، وإذا كانت انتخابات عادلة، فسأكون أول المعترفين بخسارتي".

وكانت هاريس قد قالت في منشور على منصة "إكس": "إذا كنت لا تزال في الطابور عند إغلاق صناديق الاقتراع، ابق هناك لأن لديك الحق في الإدلاء بصوتك".

وشهد السباق نحو البيت الأبيض أحداثا غير مسبوقة، إذ تعرض ترامب لمحاولتي اغتيال، وانسحب الرئيس جو بايدن فجأة لتدخل نائبته هاريس المنافسة.

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي: نتيجة الانتخابات الأمريكية كانت بمثابة ضربة للديمقراطيين
  • جوتيريش يهنئ ترامب بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. ترامب يفوز بكارولاينا الشمالية أول ولاية متأرجحة
  • تحديثات مُباشرة لحظة بلحظة.. نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية
  • سباق الانتخابات الأمريكية يشتعل.. كاليفورنيا تقرِّب هاريس من ترامب
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. ترامب يتقدم على هاريس بـ214 صوتا انتخابيا مقابل 179
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. ترامب يتقدم على منافسته الديمقراطية بــ198 صوتا انتخابيا
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. هاريس للناخبين: التصويت هو الباب لكل الحريات
  • بنسلفانيا.. ماذا تعرف عن الولاية التي ستحسم الفائز في الانتخابات الأمريكية؟
  • الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. مستشارو ترامب: حسم السباق يتوقف على هذا الأمر