الخليج الجديد:
2024-07-01@16:18:45 GMT

المسألة العرقية في الانتخابات الأمريكية

تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT

المسألة العرقية في الانتخابات الأمريكية

المسألة العرقية في الانتخابات الأمريكية

كما كانت المسألة العرقية حاسمة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في نيوهامبشير، كانت الحاضر الغائب في انتخابات الجمهوريين فيها.

بعد تساقط عدد كبير من المرشحين الجمهوريين، وانسحبوا من السباق قبل أن تجري نيوهامبشير انتخاباتها، صار السباق يدور أساساً بين دونالد ترامب ونيكي هيلي.

ترامب الذي لم يغفر لنيكي هيلي الترشح ضده، استخدم المسألة العرقية ضدها، فاتهمها باتخاذ موقف مهادن إزاء قضية الهجرة التي تنطوي على بعد عرقي واضح!

الناخبون الديمقراطيون الذين عاقبهم بايدن وحزبه أداروا حملة ضخمة لكتابة اسم بايدن في أوراق الاقتراع، فكانت النتيجة أن فاز فوزاً كاسحاً على منافسيه في نيوهامبشير.

يمثل البيض 92% من سكان نيوهامبشير لذا كانت المسألة العرقية وراء قرار الحزب الديمقراطي تأخير انتخاباتها التمهيدية هذا العام بعد ولايات أكثر تمثيلاً لإجمالي الناخبين.

* * *

المسألة العرقية كانت المسكوت عنه في انتخابات ولاية نيوهامبشير التمهيدية، ومرشحة للعب دور أهم في الانتخابات الرئاسية عموماً.

فرغم ما حمله السباق بالولاية من أحداث فريدة، سلط الإعلام الأمريكي أضواءه المكثفة عليها، لم تتطرق التغطية للمسألة العرقية، التي كانت حاسمة في تشكيل تلك الأحداث.

فأهالي ولاية نيوهامبشير، الذين اعتادوا كل أربعة أعوام على تسابق المرشحين المحموم على كسب ودهم، وجدوا أنفسهم هذا العام إزاء واقع مغاير.

فنيوهامبشير ولاية صغيرة، ولكنها ظلت دوماً تحظى باهتمام بالغ في الانتخابات الرئاسية. والسبب في ذلك، أن العادة جرت منذ السبعينيات على أن تعقد الولاية انتخاباتها التمهيدية في أول السباق، وبعد ولاية أيوا، الصغيرة هي الأخرى.

وتلك هي المزية الكبرى التي حظيت بها الولاية. فالمرشحون كانوا يركزون كل اهتمامهم على الفوز فيها، والتعهد بما يرضى ناخبيها، لأنهم يعرفون جيداً أن مثل ذلك الفوز معناه الانطلاق بقوة الدفع، وسط تغطية إعلامية مجانية، نحو الفوز في ولايات تالية.

وذلك كله، رغم أن الولاية لا تمثل بأي حال مؤشراً يدل على توجهات الناخبين الأمريكيين ولا مزاجهم العام. فمثلها مثل ولاية أيوا، لا تشكل نيوهامبشير عينة تمثل مجمل الناخبين في أمريكا.

فرغم أن البيض لا يمثلون اليوم سوى 59 % من عموم الأمريكيين، إلا أنهم يمثلون 92 % من سكان الولاية. ومن هنا، كانت المسألة العرقية هي العامل الحاسم وراء القرار الذي اتخذه الحزب الديمقراطي هذا العام.

فقد قرر الحزب حرمان الولاية من تلك المزية الكبرى، وتأخير انتخاباتها التمهيدية، لتأتي بعد ولايات أخرى، أكثر تمثيلاً لإجمالي الناخبين.

فتصدرت السباق ولاية كارولينا الجنوبية، التي يمثل السود فيها حوالى 27 % من السكان. لكن لأن تحديد الموعد هو قرار مشترك بين الولاية والحزب، فقد رفضت ولاية نيوهامبشير قرار الديمقراطيين، وأصرت على إجراء انتخاباتها لكلا الحزبين في موعدها المعتاد، في شهر يناير.

وقد احتدم الصراع بين الطرفين، فعاقب الحزب الديمقراطي الولاية، عبر اتخاذ قرار بتجاهل حساب مندوبيها في مؤتمره العام.

وعدم احتساب المندوبين عند عد الأصوات التي فاز بها كل مرشح، معناه واقعياً عقاب ناخبي نيوهامبشير، لا قيادات الولاية. ذلك لأنه يحرمهم من المشاركة في اختيار مرشح الحزب الذي سيخوض السباق ضد مرشح الحزب الآخر في الخريف.

أكثر من ذلك، قرر بايدن حذف اسمه من قوائم المرشحين بالولاية أصلاً، غير أن المفارقة كانت أن الناخبين الديمقراطيين الذين عاقبهم بايدن وحزبه، أداروا حملة ضخمة لكتابة اسم بايدن في أوراق الاقتراع، فكانت النتيجة أن فاز فوزاً كاسحاً على منافسيه في الولاية.

ومثلما كانت المسألة العرقية حاسمة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بالولاية، كانت هي أيضاً الحاضر الغائب في انتخابات الجمهوريين فيها، فبعد أن تساقط عدد كبير من المرشحين الجمهوريين، وانسحبوا من السباق قبل أن تجري الولاية انتخاباتها، صار السباق يدور أساساً بين دونالد ترامب ونيكي هيلي.

والأخيرة عملت مع ترامب حين كان رئيساً، حيث اختارها لمنصب ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة. والحقيقة أن المسافة بين ترامب وهيلي بشأن القضايا الرئيسة ليست واسعة، ثم إن نيكي هيلي حين عملت مع ترامب، لم تتوقف يوماً عن الثناء عليه. ومن هنا، راحت نيكي هيلي تزايد على ترامب بخصوص المسألة العرقية تحديداً.

فكانت المفارقة أن المرشحة، ذات الأصول الهندية والتي كتبت في مذكراتها صراحة عن العنصرية التي تعرضت لها أسرتها حين هاجرت لأمريكا في الستينيات، أهالت التراب على ما كتبته بنفسها، وراحت تصر على أن أمريكا «لم تكن أبداً بلداً عنصرياً».

وترامب الذي لم يغفر لها الترشح ضده، استخدم المسألة العرقية ضدها، فاتهمها باتخاذ موقف مهادن إزاء قضية الهجرة، التي تنطوي على بعد عرقي واضح، بل وذهب إلى الزعم بأن هيلي لم تولد بالولايات المتحدة، وبالتالي، لا يحق لها دستورياً الترشح للرئاسة.

كما سخر من اسمها الهندي، الذي توقفت عن استخدامه منذ كانت شابة. وكانت نتيجة انتخابات نيوهامبشير، أن تقدم ترامب بفارق هائل على منافسته. فليس سهلاً، على الإطلاق، في تقديري، المزايدة على ترامب بخصوص المسألة العرقية.

*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكي

المصدر | البيان

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا نيوهامبشير ترامب نيكي هيلي الانتخابات الأمريكية الانتخابات الرئاسية الحزب الديمقراطي الحزب الجمهوري فی الانتخابات

إقرأ أيضاً:

بعد أول مناظرة انتخابية بينهما.. بايدن عازم على الاستمرار في السباق الرئاسي وترامب: سنضع “أميركا أولاً” مجدداً

أكد الرئيس الاميركي جو بايدن عزمه على الاستمرار في خوض السباق الرئاسي الى البيت الابيض وذلك بعدما استأنف حملته الانتخابية عقب المناظرة التي خاضها فجر الجمعة في وجه منافسه سلفه الجمهوري دونالد ترامب.
وقال بايدن أمام تجمع لانصاره في ولاية كارولاينا الشمالية “لم أعد أسير بسهولة كما كنت أفعل سابقا، لم أعد أتكلم بطلاقة كما كنت أفعل سابقا، لم أعد أناظر بالجودة السابقة نفسها، لكنني أعلم كيفية قول الحقيقة”.
واضاف “أعلم الصواب من الخطأ. أعلم كيفية القيام بهذه المهمة. أعلم كيفية إنجاز الامور. أعلم، كما يعلم ملايين الأميركيين، أنك حين تسقط فإنك تنهض مجددا”.
وبدا أن بايدن يقول الكلمات التي شاء انصاره أن يقولها خلال المناظرة، لكنه لم يتمكن من ذلك.
وتابع بالقول”هل شاهدتم ترامب ؟ اعتقد أنه حقق رقما قياسيا جديدا لأكبر عدد من الاكاذيب في مناظرة واحدة”.
واضاف “لم أكن لأترشح مجددا لو لم اكن مؤمنا من كل قلبي بأنني قادر على القيام بهذه المهمة”.
وشدد بايدن على أن “دونالد ترامب هو اكبر تهديد لهذه الامة. انه تهديد لحريتنا. انه تهديد لديموقراطيتنا. انه حرفيا تهديد لكي شيء تدافع عنه اميركا”.
في المقابل، قال الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب إنه لا يعتقد بأن بايدن سيتخلى عن ترشحه للانتخابات الرئاسية.
واضاف ترامب في اول خطاب له أمام أنصاره في فيرجينيا عقب مناظرته الأولى مع بايدن: سنضع ” أميركا أولاً” مجددا، مضيفا :
كان لنا نصر كبير في المناظرة على من يريد تدمير بلدنا”.
ولفت الى ان روسيا والصين كانتا تحترمان الولايات المتحدة “أثناء رئاستي”، قائلا ان بايدن ألحق الإذلال بأمتنا عالمياً” خلال فترة رئاسته، ولا أحد يحترمه كقائد”.
واعتبر ترامب أن التصويت لصالح بايدن في الانتخابات المقبلة سيعني “التصويت على الكارثة والدمار والفوضى”، متهما اياه الرئيس الديموقراطي بأنه “يستخدم العدالة لسلاح للبقاء في السلطة”.
هذا وتحدثت وسائل الإعلام الأميركية عن “ذعر” حقيقي خلفته المناظرة الأولى بين بايدن وترامب في صفوف الديموقراطيين، قبل أربعة أشهر من الانتخابات وقبل نحو ستة أسابيع من المؤتمر المفترض أن يُنصَّب فيه الرئيس الأميركي مرشّحا رسميا للحزب.
لكن في الوقت الراهن، لم تعبّر أي شخصية وازنة في الحزب الديموقراطي عن هذا الشعور علنا.
ولتبيان مدى سوء الوضع إثر المناظرة، تكفي المقالة اللاذعة لتوماس فريدمان الذي يطرح نفسه “صديقا” للرئيس الأميركي، الصادرة في صحيفة نيويورك تايمز.
فقد كتب فريدمان إن جو بايدن “رجل طيب، رئيس جيد، لكنه ليس في وضع يسمح له بالترشح لولاية ثانية”، كاشفا عن أنه “بكى” لدى رؤيته الرئيس الديموقراطي البالغ 81 عاما والذي بدا منهكا في بعض الأحيان، ومتلعثما خلال مناظرة استمرت 90 دقيقة أمام كاميرات شبكة سي ان ان الإخبارية الأميركية.
وفي منشور على منصة إكس، كتبت ماريا شرايفر، ابنة شقيقة جون كينيدي، الرئيس الأميركي الذي تم اغتياله في العام 1963، وحليفة بايدن، “قلبي مفطور”.
من جهته، كتب الرئيس الديموقراطي الأسبق باراك اوباما على منصة “اكس”: “يمكن أن تحدث مناظرات سيئة”، لكن الانتخابات “لا تزال خيارا بين شخص ناضل من أجل الناس العاديين طوال حياته وشخص لا يهتم إلا بنفسه. بين شخص يقول الحقيقة ويعرف الصواب من الخطأ … وشخص يكذب أجل مصلحته الخاصة”.
واضاف اوباما “الليلة الماضية لم تغير ذلك، لذا فإن امورا كثيرة على المحك في نوفمبرالمقبل”.
ويرى محللون أن اختيار الديموقراطيين بديلا من بايدن سينطوي على مخاطر سياسية عدة، وسيتعين على الرئيس الديمقراطي أن يقرر بنفسه الانسحاب لإفساح المجال أمام مرشح آخر قبل مؤتمر الحزب.
والمرشحة الابرز للحلول محله هي نائبته كامالا هاريس، التي دافعت بإخلاص عن أدائه خلال مناظرته مع ترامب مع اعترافها بان انطلاقته كانت “صعبة”.
وقالت هاريس ان انطلاقة بايدن كانت “صعبة” خلال المناظرة لكنها اعتبرت أنه اختتمها “بقوة” في مواجهة خصم راكم الأكاذيب والتعليقات الشائنة، لافتة إلى أن الرئيس لم يفقد لا هدوءه ولا ثقته بنفسه.
أما رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون فأكد أن بايدن “ليس قادرا على أن يكون رئيسا، ولا يسعدنا قول ذلك لكن الأمر خطير جدا”.
وإذا قرر بايدن الانسحاب، فسيجتمع الديموقراطيون في أغسطس المقبل في شيكاغو في ما يعرف بالمؤتمر “المفتوح”، حيث سيعاد خلط الأوراق لا سيما أصوات المندوبين الذي صوّتوا بالفعل لحساب الرئيس.
وسيكون هذا السيناريو غير مسبوق منذ العام 1968 حين تعيّن على الحزب إيجاد بديل من الرئيس ليندون جونسون بعد أن سحب الأخير ترشّحه في خضم حرب فيتنام.
وتم ترشيح نائب الرئيس حينها هوبرت همفري الذي خسر الانتخابات أمام الجمهوري ريتشارد نيكسون.

مقالات مشابهة

  • المحكمة الأمريكية العليا تفصل في الحصانة الجنائية المطلقة لترامب
  • شخص واحد قادر على دفع بايدن للانسحاب من الانتخابات الرئاسية
  • هل سينسحب «بايدن» من السباق الرئاسي؟
  • غلاف "التايم" ينتقد حالة بايدن في سباق الانتخابات.. ذعر في صفوف الديمقراطيين
  • بايدن: أنا واثق من قدرتي على أداء مهامي
  • ولاية سودانية تعلن بدء العام الدراسي الجديد
  • "نيويورك تايمز" تدعو بايدن للانسحاب من السباق الرئاسي
  • 3 دول تحارب أمريكا بدون أسلحة حربية.. مخاوف من انقسامات قبل الانتخابات الرئاسية
  • بعد أول مناظرة انتخابية بينهما.. بايدن عازم على الاستمرار في السباق الرئاسي وترامب: سنضع “أميركا أولاً” مجدداً
  • بايدن: الجرائم في عهد ترامب كانت مرتفعة