الخليج الجديد:
2025-04-26@23:40:47 GMT

المسألة العرقية في الانتخابات الأمريكية

تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT

المسألة العرقية في الانتخابات الأمريكية

المسألة العرقية في الانتخابات الأمريكية

كما كانت المسألة العرقية حاسمة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في نيوهامبشير، كانت الحاضر الغائب في انتخابات الجمهوريين فيها.

بعد تساقط عدد كبير من المرشحين الجمهوريين، وانسحبوا من السباق قبل أن تجري نيوهامبشير انتخاباتها، صار السباق يدور أساساً بين دونالد ترامب ونيكي هيلي.

ترامب الذي لم يغفر لنيكي هيلي الترشح ضده، استخدم المسألة العرقية ضدها، فاتهمها باتخاذ موقف مهادن إزاء قضية الهجرة التي تنطوي على بعد عرقي واضح!

الناخبون الديمقراطيون الذين عاقبهم بايدن وحزبه أداروا حملة ضخمة لكتابة اسم بايدن في أوراق الاقتراع، فكانت النتيجة أن فاز فوزاً كاسحاً على منافسيه في نيوهامبشير.

يمثل البيض 92% من سكان نيوهامبشير لذا كانت المسألة العرقية وراء قرار الحزب الديمقراطي تأخير انتخاباتها التمهيدية هذا العام بعد ولايات أكثر تمثيلاً لإجمالي الناخبين.

* * *

المسألة العرقية كانت المسكوت عنه في انتخابات ولاية نيوهامبشير التمهيدية، ومرشحة للعب دور أهم في الانتخابات الرئاسية عموماً.

فرغم ما حمله السباق بالولاية من أحداث فريدة، سلط الإعلام الأمريكي أضواءه المكثفة عليها، لم تتطرق التغطية للمسألة العرقية، التي كانت حاسمة في تشكيل تلك الأحداث.

فأهالي ولاية نيوهامبشير، الذين اعتادوا كل أربعة أعوام على تسابق المرشحين المحموم على كسب ودهم، وجدوا أنفسهم هذا العام إزاء واقع مغاير.

فنيوهامبشير ولاية صغيرة، ولكنها ظلت دوماً تحظى باهتمام بالغ في الانتخابات الرئاسية. والسبب في ذلك، أن العادة جرت منذ السبعينيات على أن تعقد الولاية انتخاباتها التمهيدية في أول السباق، وبعد ولاية أيوا، الصغيرة هي الأخرى.

وتلك هي المزية الكبرى التي حظيت بها الولاية. فالمرشحون كانوا يركزون كل اهتمامهم على الفوز فيها، والتعهد بما يرضى ناخبيها، لأنهم يعرفون جيداً أن مثل ذلك الفوز معناه الانطلاق بقوة الدفع، وسط تغطية إعلامية مجانية، نحو الفوز في ولايات تالية.

وذلك كله، رغم أن الولاية لا تمثل بأي حال مؤشراً يدل على توجهات الناخبين الأمريكيين ولا مزاجهم العام. فمثلها مثل ولاية أيوا، لا تشكل نيوهامبشير عينة تمثل مجمل الناخبين في أمريكا.

فرغم أن البيض لا يمثلون اليوم سوى 59 % من عموم الأمريكيين، إلا أنهم يمثلون 92 % من سكان الولاية. ومن هنا، كانت المسألة العرقية هي العامل الحاسم وراء القرار الذي اتخذه الحزب الديمقراطي هذا العام.

فقد قرر الحزب حرمان الولاية من تلك المزية الكبرى، وتأخير انتخاباتها التمهيدية، لتأتي بعد ولايات أخرى، أكثر تمثيلاً لإجمالي الناخبين.

فتصدرت السباق ولاية كارولينا الجنوبية، التي يمثل السود فيها حوالى 27 % من السكان. لكن لأن تحديد الموعد هو قرار مشترك بين الولاية والحزب، فقد رفضت ولاية نيوهامبشير قرار الديمقراطيين، وأصرت على إجراء انتخاباتها لكلا الحزبين في موعدها المعتاد، في شهر يناير.

وقد احتدم الصراع بين الطرفين، فعاقب الحزب الديمقراطي الولاية، عبر اتخاذ قرار بتجاهل حساب مندوبيها في مؤتمره العام.

وعدم احتساب المندوبين عند عد الأصوات التي فاز بها كل مرشح، معناه واقعياً عقاب ناخبي نيوهامبشير، لا قيادات الولاية. ذلك لأنه يحرمهم من المشاركة في اختيار مرشح الحزب الذي سيخوض السباق ضد مرشح الحزب الآخر في الخريف.

أكثر من ذلك، قرر بايدن حذف اسمه من قوائم المرشحين بالولاية أصلاً، غير أن المفارقة كانت أن الناخبين الديمقراطيين الذين عاقبهم بايدن وحزبه، أداروا حملة ضخمة لكتابة اسم بايدن في أوراق الاقتراع، فكانت النتيجة أن فاز فوزاً كاسحاً على منافسيه في الولاية.

ومثلما كانت المسألة العرقية حاسمة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بالولاية، كانت هي أيضاً الحاضر الغائب في انتخابات الجمهوريين فيها، فبعد أن تساقط عدد كبير من المرشحين الجمهوريين، وانسحبوا من السباق قبل أن تجري الولاية انتخاباتها، صار السباق يدور أساساً بين دونالد ترامب ونيكي هيلي.

والأخيرة عملت مع ترامب حين كان رئيساً، حيث اختارها لمنصب ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة. والحقيقة أن المسافة بين ترامب وهيلي بشأن القضايا الرئيسة ليست واسعة، ثم إن نيكي هيلي حين عملت مع ترامب، لم تتوقف يوماً عن الثناء عليه. ومن هنا، راحت نيكي هيلي تزايد على ترامب بخصوص المسألة العرقية تحديداً.

فكانت المفارقة أن المرشحة، ذات الأصول الهندية والتي كتبت في مذكراتها صراحة عن العنصرية التي تعرضت لها أسرتها حين هاجرت لأمريكا في الستينيات، أهالت التراب على ما كتبته بنفسها، وراحت تصر على أن أمريكا «لم تكن أبداً بلداً عنصرياً».

وترامب الذي لم يغفر لها الترشح ضده، استخدم المسألة العرقية ضدها، فاتهمها باتخاذ موقف مهادن إزاء قضية الهجرة، التي تنطوي على بعد عرقي واضح، بل وذهب إلى الزعم بأن هيلي لم تولد بالولايات المتحدة، وبالتالي، لا يحق لها دستورياً الترشح للرئاسة.

كما سخر من اسمها الهندي، الذي توقفت عن استخدامه منذ كانت شابة. وكانت نتيجة انتخابات نيوهامبشير، أن تقدم ترامب بفارق هائل على منافسته. فليس سهلاً، على الإطلاق، في تقديري، المزايدة على ترامب بخصوص المسألة العرقية.

*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكي

المصدر | البيان

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا نيوهامبشير ترامب نيكي هيلي الانتخابات الأمريكية الانتخابات الرئاسية الحزب الديمقراطي الحزب الجمهوري فی الانتخابات

إقرأ أيضاً:

12 ولاية أمريكية تلاحق ترامب قضائيا بسبب الرسوم الجمركية

تقدمت 12 ولاية أمريكية بدعوى قضائية جماعية للطعن في الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على واردات متنوعة.

وتتهم الولايات ترامب بتجاوز صلاحياته الدستورية من خلال فرض هذه الرسوم دون العودة إلى الكونغرس، وهو ما اعتبرته "تعديا على الفصل بين السلطات وخرقا للقوانين الفيدرالية".

وضم التحالف القضائي ولايات بارزة مثل أريزونا، نيويورك، أوريغون، مينيسوتا، رود آيلاند، نيو مكسيكو، مين، وواشنطن، ويأتي ذلك الإجراء في أعقاب دعوى مماثلة كانت قد رفعتها ولاية كاليفورنيا بشكل منفرد قبل أسبوع، في إطار سلسلة اعتراضات متنامية من حكومات الولايات على السياسات الحمائية التي اعتمدها ترامب خلال ولايته.


وقالت المدعية العامة لولاية أريزونا، كريس مايس، في بيان صحفي: " خطة الرئيس ترامب بفرض تعريفات جمركية دون دراسة جدوى اقتصادية واضحة، ليست فقط غير مسؤولة، بل تمثل مخالفة قانونية صريحة، والتعريفات بهذه الطريقة ليست أدوات تفاوضية، بل ضرائب مباشرة سيدفع ثمنها المستهلك الأمريكي."

واعتمد الولايات في دعواها على القانون الفيدرالي الصادر عام 1977 المعروف بـ"قانون الطوارئ الاقتصادية الدولية" (IEEPA)، والذي يمنح للرئيس صلاحيات محدودة في ظروف استثنائية لفرض قيود اقتصادية على دول أجنبية تهدد الأمن القومي.

وأشار الطعن القضائي إلى أن استخدام ترامب لهذا القانون لفرض تعريفات جمركية على نطاق واسع – تشمل الصين ودولًا حليفة – هو "سوء استخدام غير مسبوق للصلاحيات الرئاسية، يخرق مبدأ الفصل بين السلطات ويصادر اختصاص الكونغرس في التشريع الضريبي."

وجاء في نص الدعوى أمام المحكمة الأمريكية للتجارة الدولية أن: "الرئيس استغل إعلان حالة طوارئ اقتصادية لتوسيع سلطاته خارج السياق القانوني المقصود، عبر فرض رسوم جمركية واسعة النطاق، تتغيّر باستمرار، وبدون أي إشراف من الكونغرس."


وتفتح القضية الباب أمام مراجعة شاملة لاستخدام قانون IEEPA في السياسات التجارية، خاصة أن الكونغرس هو الجهة المنوط بها دستوريًا تحديد السياسة الجمركية والتجارية.

الجدير بالذكر أن الرسوم الجمركية تثير مخاوف كبيرة لدى المستثمرين والشركات الأمريكية، لا سيما تلك التي تعتمد على سلاسل توريد دولية، حيث أشارت مايس إلى أن "الضرر لا يقتصر على الموردين فقط، بل إن التكلفة تُنقل مباشرة إلى المستهلك الأمريكي الذي يتحمّل أعباء هذه الرسوم على شكل ارتفاع في الأسعار".

وكان ترامب قد فرض تعريفات جمركية بنسبة 10% على واردات الألومنيوم والفولاذ، كما وسع القائمة لتشمل مئات المنتجات الصينية، في إطار ما وصفه بـ"إصلاح خلل تاريخي في العلاقات التجارية الأمريكية". لكن هذا النهج قوبل بانتقادات شديدة من مؤسسات اقتصادية أمريكية ودولية، وعلى رأسها منظمة التجارة العالمية.

مقالات مشابهة

  • ستيف بانون يثير جدلًا حول احتمال تولي ترامب ولاية ثالثة
  • قبعة بـ50 دولارًا تُشعل الجدل.. ترمب على طريق الولاية ثالثة؟
  • ما هي الإمتيازات التي كانت تدافع عنها د. هنادي شهيدة معسكر زمزم
  • مجلة أمريكية تطلق عدًا تنازليًا لانتهاء ولاية ترامب.. ما القصة؟
  • سحابة سامة تغزو ولاية شيكاغو الأمريكية.. والسكان في خطر
  • مفوضية الانتخابات تناقش التحديات التي واجهت ترشح المرأة بانتخابات البلديات
  • موقع عسكري: ما أنواع أهداف الضربات الأمريكية في اليمن التي تستخدم فيها صواريخ مضادة للإشعاع الثمينة؟
  • 12 ولاية أمريكية تلاحق ترامب قضائيا بسبب الرسوم الجمركية
  • أميركا تنتفض .. 12 ولاية تطعن أمام القضاء ضد رسوم ترامب الجمركية
  • إعلان حالة الطوارئ وإجلاء السكان من ولاية “نيوجيرسي” الأمريكية بسبب الحرائق