الخليج الجديد:
2025-04-01@06:15:03 GMT

فيديوهات جنود الاحتلال: نزوع إبادة غرائزي؟

تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT

فيديوهات جنود الاحتلال: نزوع إبادة غرائزي؟

فيديوهات جنود الاحتلال: نزوع إبادة غرائزي؟

فقرات التقرير تشير لأشرطة تُظهر جنود الاحتلال وهم يعيثون تخريباً في متاجر محلية وغرف مدرسية، مع تعليقات تحقيرية بحقّ الفلسطينيين.

فيديوهات الجنود ليست وحدها الدليل على اتساع ظواهر العنف إذْ سبق لوزير الدفاع الإسرائيلي أن أطلق صفة «الحيوانات البشرية» على سكان القطاع.

تحقيق نيويورك تايمز يبدأ باقتباس عبارة: «توقفتُ عن إحصاء عدد المساكن التي محوتُها عن وجه الأرض»، التي تركها أحد أولئك الجنود وشاهدها مئات الآلاف.

تظهر الفيديوهات انخراط بلدوزارات الاحتلال في تدمير منشآت مدنية؛ وهتافات تدعو لإعادة استيطان قطاع غزّة، وتستعيد خطاب ساسة اليمين الإسرائيلي المتطرف.

صرح رئيس إسرائيل: «أمّة غزة مسؤولة بأكملها»، وطالب وزير التراث باستخدام السلاح النووي لمحو غزة؛ وهرع نتنياهو للتوراة ليربط الإبادة بالعماليق والفلسطينيين.

أحفاد الفاشيين الصهاينة، كالجندي الذي ملّ من إحصاء الخرائب، سئموا كبح الغرائز الجامحة فأطلقوا عنانها: ضدّ مدرسة أو مكتبة أو مستشفى؛ ما دامت الأنفاق تستعصي عليهم.

* * *

خمسة من صحافيي «نيويورك تايمز» الأمريكية عكفوا على دراسة مئات من أشرطة الفيديو التي سجّلها جنود الاحتلال الإسرائيلي، بأنفسهم ولأنفسهم أو لأصدقائهم وأقربائهم (الأطفال خصيصاً) ونسائهم (زوجات أو حبيبات)، وذلك منذ بدء حرب الإبادة ضدّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة.

ثمّ عمد كثيرون منهم إلى تحميل تلك المشاهد على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وخاصة TikTok وتحقيق الصحيفة يبتدأ من اقتباس هذه العبارة: «توقفتُ عن إحصاء عدد المساكن التي محوتُها عن وجه الأرض»، التي تركها أحد أولئك الجنود، وشوهدت من مئات الآلاف.

ليست نيويورك تايمز مناوئة لدولة الاحتلال، والعكس التامّ هو الصحيح بالطبع، وهذا اعتبار أوّل قد يصحّ الانطلاق منه لتلمّس أسباب الصحيفة وراء نشر مادّة بغيضة منفّرة، تبلغ بعض فقراتها مستوى من التفضيح يداني تجسيد همجية عنفية حشوية، غريزية أحياناً وحيوانية في أمثلة أخرى ودموية غالباً. صحيح أنّ هذه التوصيفات لا تُستخدم من الصحافيين الخمسة، ولكن عدم اللجوء إليها حرفياً لا يطمس في شيء ما يحتشد بين سطورها من دلالات صريحة لا ريب في استقراء معانيها.

صحيح أنّ الفقرة الثانية في التحقيق تسارع إلى الإيضاح بأنّ بعض هذه اللقطات «تخرق تعليمات قوات الدفاع الإسرائيلية»، غير أنّ الفقرات التالية لا تعفّ عن الإشارة إلى أشرطة تُظهر جنود الاحتلال وهم يعيثون تخريباً في متاجر محلية وغرف مدرسية، مع تعليقات تحقيرية بحقّ الفلسطينيين، ومشاهد انخراط بلدوزارات الاحتلال في تدمير منشآت مدنية؛ مترافقة مع هتافات تدعو إلى إعادة الاستيطان في قطاع غزّة، وتستعيد خطاب ساسة اليمين الإسرائيلي المتطرف.

كذلك لا يغفل التحقيق الإشارةَ إلى أنّ واحداً من هذه الفيديوهات عُرض خلال مداولات قضية جنوب أفريقيا ضدّ دولة الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية، كما اقتُبست خمسة أشرطة أخرى، في سياق البرهنة على نزوعات الإبادة.

كما يشدد على عنصرَيْن ضمن مسعى الموضوعية المهنية (والحرص على ردّ اعتبار دولة الاحتلال أيضاً، غنيّ عن القول): أنّ الصحافيين تحققوا، جيداً، من صحة مواقع تصوير الأشرطة وأنها تقع بالفعل في مناطق القطاع المختلفة؛ وأنّ أياً من الجنود الإسرائيليين، أصحاب الأشرطة، لم يقبل التعليق على شريطه عند التواصل معه.

ورغم أنّ هذه السطور لا تعتمد التعميم الإطلاقي، حول تأصّل نزوعات الإبادة على نحو غريزي وحشوي لدى كلّ وأيّ جندي إسرائيلي؛ إلا أنّ مئات الفيديوهات التي توثّق أعمال الاحتلال الهمجية، وأكثر من 27 ألف شهيد حتى الساعة في صفوف الفلسطينيين المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ قطاع غزّة، تبيح مقداراً غير ضئيل من حقوق توسيع ظواهر التوحش العسكري الإسرائيلي خارج النطاقات الفردية، نحو ما يمكن اعتباره سلوكاً جَمْعياً مَرَضياً، لا تغيب عنه الهستيريا.

ما يعفّ عنه صحافيو «نيويورك تايمز» هو التذكير بأنّ فيديوهات الجنود ليست وحدها الدليل على اتساع الظواهر العنفية هذه، إذْ سبق لوزير الدفاع الإسرائيلي أن أطلق صفة «الحيوانات البشرية» على سكان القطاع، ولم يتردد رئيس دولة الاحتلال في التصريح بأنّ «أمّة غزة مسؤولة بأكملها»، وطالب وزير التراث باستخدام السلاح النووي ضدّ القطاع؛ وأمّا بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال، فقد هرع إلى التوراة ليقيم الصلة الإبادية بين العماليق والفلسطينيين.

وفي عشرينيات القرن العشرين كان أبا أخيمئير، أحد مؤسسي الحزب «التنقيحي» الفاشي صحبة زئيف جابوتنسكي، يستهوي تشبيه الأخير بأمثال موسوليني، ويطلق عليه لقب «دوتشي يهودا والسامرة»؛ أمّا في عشرينيات القرن الحالي فلعلّ أحفاد هؤلاء، أمثال الجندي الإسرائيلي الذي ملّ من إحصاء الخرائب، سئموا أيضاً كبح الغرائز الجامحة فأطلقوا لها العنان: ضدّ مدرسة أو مكتبة أو مستشفى؛ ما دامت الأنفاق لا تستعصي عليهم في قليل، بل في كثير معقد مديد.

*صبحي حديدي كاتب سوري مقيم بباريس

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة فيديوهات إسرائيل التوراة الأنفاق الحيوانات البشرية جنود الاحتلال نيويورك تايمز جنود الاحتلال نیویورک تایمز قطاع غز ة

إقرأ أيضاً:

العثور على جثث 3 جنود أمريكيين مفقودين في ليتوانيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن الجيش الأمريكي ورئيس ليتوانيا، اليوم الاثنين، العثور على جثث 3 من الجنود الأمريكيين الأربعة الذين فقدوا في ليتوانيا الأسبوع الماضي، بعدما اصطدمت مركبتهم بمستنقع وغرقت، بينما لا يزال البحث جاريا عن الجندي الرابع.

وكتب الرئيس الليتواني جيتاناس نوسيدا على منصة (إكس) حسبما نقلت قناة الحرة الأمريكية "تلقيت ببالغ الحزن والأسى نبأ الفقدان المأساوي لثلاثة جنود أمريكيين".

وأكد أن عملية البحث والإنقاذ ستستمر لحين العثور على الجندي الرابع.

وكان الجنود فقدوا مع مركبتهم في ميدان تدريب بالقرب من الحدود مع روسيا البيضاء.

بدوره، أكد الجيش الأمريكي العثور على الجنود الأمريكيين الثلاثة بعد غرق مركبتهم المدرعة، بينما ما تزال الجهود مستمرة للعثور على الجندي الرابع.

وقال الجيش في بيان، الاثنين، إنه تم حجب هوية الجنود لحين إبلاغ أقاربهم.

واختفى الجنود الثلاثاء الماضي أثناء قيامهم بمهمة إصلاح وسحب مركبة تكتيكية معطلة.

مقالات مشابهة

  • العثور على جثث 3 جنود أمريكيين مفقودين في ليتوانيا
  • حركةُ حماس تُحمِّلُ أمريكا والاحتلال الإسرائيلي مسؤولية إبادة الشعب الفلسطيني
  • فقدوا في ليتوانيا..العثور على جثث 3 جنود أمريكيين
  • العثور على جثث جنود أميركيين فقدوا في ليتوانيا
  • العثور على 3 جنود أمريكيين قتلى في ليتوانيا
  • الاحتلال الإسرائيلي يوجه أوامر بإخلاء رفح وسط تصاعد الأوضاع في غزة
  • هذا هو العيد في غزة .. شهداء وجرحى ومشاهد مؤلمة / فيديوهات
  • ليبرمان: 41% من جنود الاحتياط تم فصلهم أو اضطروا لترك وظائفهم بسبب الحرب
  • الاحتلال الإسرائيلي يبدأ عملية برية في رفح لتوسيع المنطقة الأمنية
  • تعرف على القنابل الخمسة التي تستخدمها إسرائيل في إبادة غزة